أشار مصدر في الأسطول الحربي الروسي إلى أن ممثلات الجنس اللطيف يخدمن منذ زمن بعيد في القوات الروسية، ولا مجال للحديث هنا عن تمييز بين الجنسين، فالنساء يعملن في قطعات الإشارة، والخدمات  الطبية، وقوات السواحل التابعة للبحرية الروسية.
أما في الحيز الضيق للسفينة الحربية، وخاصة الغواصات، فمن المتعذر أحيانا توفير ظروف ملائمة لإقامة أشخاص مختلفي الجنس. وهذا ما تدل عليه الفضائح المتكررة في القوات البحرية الأمريكية، حيث لا يتسنى تفادي حوادث مزعجة للغاية بالرغم من أن السفن الأمريكية أكثر حداثة من السفن الروسية، فضلا عن أن راحة الطاقم تولى قدرا كبيرا من الاهتمام منذ أن تكون السفن في مرحلة التصميم.
ومن بين تلك الفضائح، على سبيل المثال، قصة طفت على السطح في الآونة الأخيرة بطلها بحار برتبة مساعد في الرابعة والعشرين من العمر، يخدم على الغواصة الأمريكية  Wyoming. لم يكتف هذا البحار بالتقاط صور على شريط فيديو لزميلات له وهن في الحمام أو غرفة نزع الملابس، بل قام بنشر تلك الصور على الملأ أيضا.
وتجدر الإشارة إلى أن النساء الروسيات لسن بوارد التذمر من الخدمة في الجيش الذي أعد لهن مهمات في غاية الجدية. ففي 15 آذار/ مارس أعلنت نائبة وزير الدفاع الروسي تاتيانا شفيتسوفا أن أكثر من 220 فتاة سوف سينتسبن هذا العام إلى المعاهد العسكرية العليا، بينما ستلتحق حوالي ألف تلميذة بسلك الكاديت للإناث.
وتضيف شفيتسوفا قائلة إن "الفتيات اللواتي يضعن للتو أقدامهن على طريق التعليم العسكري، ربما سينخرطن بعد عشر سنوات في صفوف الجيش، وقد يشغلن فيه مناصب هامة بمرور الوقت. وتتلخص مهمتنا بتنشئة بديل جدير بالمسؤولية، وبإعداد كادر احتياطي حقيقي لقواتنا المسلحة". وبالفعل ثمة من ينبغي استبدالهن، ففي القوات المسلحة الروسية جيش كامل من النساء، يتألف مما يربو على 35 ألف من ممثلات الجنس اللطيف، منهن ألفان وستمئة برتبة ضابط، و 72 يشغلن مناصب قيادية.
المسؤولية والصبر
تبين البحوث الطبية التي أجريب في العهد السوفيتي، أن النساء عند تعادلهن من حيث القوة البدنية مع الرجال، يكنَّ أضعف منهم بعض الشيء. ولكنهن، في المقابل، يتمتعن بقدرات نفسية- بدنية تفتح أمامهن جملة من الفرص العصية حتى على زملائهن الرجال، أي أنهن أكثر قدرة على الصبر وتحمل الإرهاق الجسدي والعاطفي، عداك عما يتصفن به من دقة وترتيب. ولذا من المألوف في القوات المسلحة الروسية أن تعمل المرأة في سلاح الإشارة، ومجال المعلومات والاتصالات، وفي الخدمات الإدارية، والنفسية، والطبية.
في روسيا، وخلافا لجيوش العالم الأخرى، لم هناك أي تمييز أبدا بين مناصب قتالية وأخرى غير قتالية. فرتبة المرأة تحتم عليها تنفيذ أوامر القائد والمضي إلى الهجوم مع الآخرين، رجالا كانوا أم نساء. وفي السنوات الأخيرة شاركت 710 نساء من الجيش الروسي في العمليات القتالية، ولكن ذلك لا يلغي ما تقتضيه التقاليد من عناية بالمرأة سواء في ساحة المعركة، أم وقت السلم.
وأثناء الحرب يحاول القادة العسكريون بكل قواهم ألا يرسلوا النساء إلى الخطوط الأمامية ما لم تقتض ذلك ضرورات خاصة. وفي زمن السلم قد يسمحون لهن بالمكياج أو التزين.
وفي بقية الأمور، قليلا ما تختلف تدريباتهن وحياتهن اليومية، عن تدريبات وحياة زملائهن الرجال؛ فهن يشاركن في الجري لمسافة 15 كم خلال زمن محدد، ويرمين القنابل اليدوية، ويطلقن النار من كافة صنوف السلاح، بل ويتدربن أيضا على مواجهة الدبابات بالسلاح الفردي. والتساهل الضمني الوحيد معهن هو عدم تعريضهن لبعض العقوبات القاسية كالسجن، او الأعمال المجهدة بدنيا، كالجري لكيلومترات عديدة بالسترة الواقية أو الكمامة.
وفضلا عن ذلك كله، فإن النساء شققن طريقهن إلى قوات النخبة، فكلية ريازان لقوات الإنزال الجوي تختار الآن فتيات سيصبحن عما قريب ضباطا لقيادة فصائل تجهيز المظلات، والمساعدة في عمليات إنزال المعدات والمظليين. وسيكون عليهن تعلم الهبوط بالمظلات، كما تعلمت ذلك 383 إمراة يخدمن في الفرقة 76 الشهيرة التابعة لقوات الإنزال الجوي في منطقة بسكوف.