السبت، 2 يونيو 2012

إلاخوان الكافرون! بقلم لحسن حرمة

حكم القاضي….ليس قاضي نجوى كرم او عادل إمام ولكن قاضي مصرى جاء بالنجوى والكرم….لعلاء وجمال بصفته مواطن مصري في صورة مكسورة لمعاني الوطن المتبدد لصالح العصب الدينية والطائفية والعرقية في ربيع قطري حمدي لعدوه اللدود الذي نافسه في حب اسرائيل وامريكا وهدد مكانته رغم جزيرته وآباره
…..ومصر تعيش حالة هيجان وانفعال شعبوي استغلته الجزيرة الاخوانية دون العربية المقربة من ابن البتاع ده ماليا واستغله الاخوان دون الثوار وطرح تساؤلات هل العرب لا يحبون الخداع ام لا يحبون العدالة رغم الخيط الرفيع بين مفاهيم العدالة والانتقام
لطالما اعتلى المشهد السياسي العربي توليفة حاكمة ترفع شعارات التنمية والدمقرطة والتنمية المستقلة باتجاهات اشتراكية ماركسية وخليط من الزعامات القبلية والشوفينية والطوباوية والإعجاب بالذات
هذه الأنظمة التي سحبت أنسجتها على جميع القرى العربية المسماة دولا أوجدت قرينا للعداوة تمثل وتهيكل تاريخيا في الإخوان المسلمون وشيخه حسن البنا حيث تولت بريطانيا قتله وتولى عبد الناصر إعدام سيد قطب وتولت إسرائيل اغتيال احمد ياسين
حاليا انقلب المشهد السياسي و التيار الاخواني تحول مؤخرا من مستضعف إلى مستقوي في مصر وسوريا وغزة واليمن وليبيا ولم يعد بعبعا غربيا او عربيا حيت صار متوافقا والطروحات الثورية بوصف قناة الجزيرة ,الاستعمارية الصليبية بوصف قناة الدنيا وتحولت السلطة على الخراب إلى مطلب للجميع بما فيه من قالوا في شعارهم أن الإسلام هو الحل فيما قال الناتو أن قصف ليبيا وإسقاط القذافي وبشار هو الحل وظهر ان الجميع مغرمون بالحكم والسلطة كانوا ليبراليين او ماركسيين او سلفيين او اخوان

رعاة الديمقراطية الجدد والتي كانت كفرا فيما سبق صارو يزايدون ويستغلون مآسي حقيقية للشعوب العربية والمصري المتعلقة بضريبة الدم والاقتصاد والاوضاع الاجتماعية المزرية واستغلال الحكم القضائي على مبارك لهذا الحشد غير البرئ ليتمدد ناره الى زوايا اخرى في عالم عربي جاءته تركيا من باب العدالة والاخوان المسلمين وجاءه الناتو من باب نصرة الديمقراطية وفق ما تسميه الانظمة الموالية العدوان الصليبي وما يسميه الاخوان المسلمون …..الاخوان الكافرون
واجمل وصف لما قرات عن ابراهيم جابر …..”قبل الربيع العربي كنا نخاف من ” الرئيس” ، أو من ” الأمن” . الآن والحمد لله صرنا نخاف من كل مواطن عربي.فكل مواطن صار يوزع صكوك الغفران ، وأوسمة البطولة ، او أحكام الإعدام
المشكلة احيانا، او غالبا، ان كل مواطن عربي هو مشروع ديكتاتور ، واننا كلنا لا نجيد الاختلاف ،واننا نقتل الديكتاتور او نخلعه لنجلس مكانه
ومصر وتونس تستعد حاليا لديكتاتورية سلفية وأخوانية قادمة تستعمل الدين والشعوذة ……واخوانهم الكافرون جاءو ا بالبوارج الحربية وحصتنا من الفوسفور الابيض .

التقدمية
القصة لم تنتهى بعد... فمرسى وشفيق ليسا قدرا مقدورا لكى يامصر ...
النزول للشارع يجب ان يكون بالنتسيق بين كل المتحيزين للثورة فى وقت واحد وبمطالب واحدة حتى تصل الرسالة والا لن يكون هناك معنى لكل ماقُدم حتى الان من تضحيات ...واظن اننا لو كنا قد جعلنا القصاص لدماء الشهداء هدفا مقدسا منذ البداية لاختلف الامر الان
ولكن ( لو ) تفتح الباب دائما لعمل الشياطين

بيقولوا انه بموجب احكام اليوم لايمكن عودة الاموال التى هربت للخارج وبيقولوا كمان انها حتأثر فى اختيارات الناخبين فى الاعادة وبيقولوا ان مجرمى الداخلية هم اللى حيعيدوا الامن لشفيق وبيقولوا انهم سيكونوا مصدر ازعاج اذا مافاز مرسى...اذ كيف يعمل هؤلاء مع رئيس كانوا حتى وقت قريب يضعونه و اخوانه فى السجون ويقوموا معاهم بالواجب ... الثورة مستمرة

* اكد الخبير القانوني رأفت فودة، أستاذ القانون ورئيس قسم القانون العام بجامعة القاهرة، أن الحكم ببراءة مساعدي وزير الداخلي، يعني بالضرورة عودتهم إلي عملهم، مالم يكونوا محالين للتحقيق علي ذمة قضايا أخرى، وتقاضيهم مُرّتباتهم بأثر رجعي من تاريخ إيقافهم علي ذمة القضية. - جريدة الوطن 
*أكد الإعلامي فيصل القاسم، "أن الحكم على مبارك بالمؤبد سيكون على الورق فقط، حيث إنه سيكون في إقامة خمس نجوم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا في مستشفى سجن طره"، مشيراً إلى "أنه لن يفاجئ إذا رشح جمال مبارك نفسه للرئاسة يوما ما بعد أن خرج بريئا، وسيفوز".

وأضاف القاسم، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم السبت قائلا: "إنه من الطبيعي جدا أن يحصل مبارك وأولاده على حكم مخفف جدا، فوكلاؤهم ما زالوا في واقع الأمر في الحكم، ونظامه حي يرزق، لهذا حصلوا على حكم 5 نجوم"، واستطرد مستنكرا، إن حسني مبارك قد دمر مصر على مدى 30 عاما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وفي النهاية حاكموه بتهمة امتلاك فيلات سكنية"، وتابع قائلا: "كنا نعتقد أن الثورة المصرية ستقود العرب إلى الأمام، فإذ بها الآن تعيدهم إلى الوراء".

ووجه الإعلامي السوري، تحية إجلال وإكبار إلى الثورة الفرنسية وفرسانها الذين عرفوا كيف يقتصون من الطغاة بالطريقة المثلى، قائلاً: "سيسجل التاريخ أنه يوم الحكم على مبارك بالإضافة إلى يوم فوز شفيق بالمركز الثاني بالانتخابات الرئاسية، هما يومان مشئومان في تاريخ العرب".

واستكمل قائلاً، "بعد التجربة المصرية المفجعة، لا بد للثورات من الآن فصاعدا أن تقتص من الطواغيت بعد اللحظات الأولى من سقوطهم وبالطريقة الفرنسية أو الرومانية، فمشكلة الشعوب العربية أنها مثل الورق يشتعل بسرعة كبيرة، لكنه أيضا يخمد بسرعة أكبر، فمتى تصبح مثل خشب السنديان الذي يبقى مشتعلاً لفترة طويلة".


                                                                                
*أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بنيامين بن أليعازر، عن أسفه لإدانة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بالسجن مدى الحياة.

وقال بن أليعاز، الذي كان يعتبر أقرب شخصية إسرائيلية من الرئيس المصري السابق، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية: "كنت أتمنى مزيدا من الرحمة والرأفة من جانب المحكمة، للذي كرس حياته كاملة للشعب المصري".

وأضاف بن أليعازر أن "مبارك وطني مصري حقيقي، وجميع الذين عرفوه عن كثب يعرفون أن الشرق الأوسط بعده لن يبقى كما هو، وأننا لا نتجه إلى ما هو أفضل".

وكان الرئيس مبارك يعتبر في إسرائيل ضامنا لاتفاق السلام الذي عقد في 1979 بين إسرائيل ومصر، وفي مقابل انسحاب من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها من مصر خلال حرب يونيو 1967، تمكنت إسرائيل من كسر عزلة دبلوماسية شاملة في المنطقة.








إسرائيل تجسُّ نبضَ الفلسطينيين..بتسليمهم 91 من رفاتِ شهداءِ مقبرةِ الأرقام السرية

فلسطينيات يبكين رفات أحد أقربائهن بعد وصول الجثامين الفلسطينية إلى رام الله
فلسطينيات يبكين رفات أحد أقربائهن بعد وصول الجثامين الفلسطينية إلى رام الله
سلمت اسرائيل للسلطات الفلسطينية رفات عشرات النشطاء الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران آلة الموت الفلسطينية، قائلة إنها تتعشم أن تساعد الخطوة في استئناف جهود السلام.
وكان النشطاء مدفونين منذ عشرات السنين في مقابرة الأرقام بالضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل.
و مقابر الأرقام هي عبارة عن مجموعة كبيرة من المقابر السرية التي أقامها المحتل الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية،لدفن جثامين الشهداء و الأسرى الفلسطينيين و المصريين و من باقي الجنسيات العربية،ممن قاد أو شارك أو أسر في عمليات استشهادية ضد إسرائيل.
وسلمت اسرائيل رفات 80 فلسطينيا للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بينما سيتم نقل 11 الى قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “نتعشم أن تفيد هذه اللفتة الانسانية كإجراء لبناء الثقة وأن تسهم في إعادة عملية السلام الى مسارها.”
وأضاف “اسرائيل مستعدة لاستئناف محادثات السلام فورا دون اي شروط مسبقة من اي نوع.”
الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان في مقدمة مستقبلي الجثامين في رام الله
الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان في مقدمة مستقبلي الجثامين في رام الله
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد طالب بالوقف الفوري للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية كشرط لاستئناف محادثات السلام التي انهارت بسبب قضية الاستيطان عام 2010 .
وتعتزم السلطة الفلسطينية وحماس إقامة مراسم تأبين رسمية في وقت لاحق لجثامين الشهداء.
وقال مذيع في إذاعة الأقصى التابعة لحركة حماس إن فلسطين تمجد اليوم ابطالها وأضاف أن بعودة رفات الأبطال الذين فجر بعضهم نفسه من اجل فلسطين يتعشم الفلسطينيون ان تعود روح المقاومة ورائحة البارود الى أزقة وشوارع القرى ومخيمات اللاجئين.
وكان من بينها رفات سبعة فلسطينيين وصلوا الى تل ابيب عن طريق البحر ليلا عام 1975 وسيطروا على فندق سافوي مطالبين بالإفراج عن سجناء فلسطينيين.
و استشهد الفلسطينيون في غارة نفذتها القوات الاسرائيلية الخاصة في الصباح التالي، كما قتل ثماني رهائن وثلاثة جنود بينهم قائد وحدة القوات الخاصة.

 

منجمون يقولون الخرائط السماوية تفضل أوباما على رومني
منجمون يقولون الخرائط السماوية تفضل أوباما على رومني
أوضح كل من المنجمين الخمسة كيف جاءت تقييماتهم واعتمد معظمهم على دراسات الخرائط السماوية المرتبطة بأوباما والمرشح الجمهوري المحتمل ميت رومني من تاريخ الانتخاب إلى يوم تنصيب الرئيس.
وكانت دراسة المنجمة والمحامية نينا جريفون لدخول برج الحمل وهو الوقت الذي تدخل فيه الشمس إلى علامة برج الحمل هي التي انتزعت القرار. وقالت جريفون "الأمر واضح...أوباما يبقى في موقعه دون تغير في الوضع القائم."
واجتذب المؤتمر الذي عقد في نيو أورليانز ووصف بأنه اجتماع لأكبر منجمي العالم حوالي 1500 شخص شاركوا في ورش عمل وحلقات نقاشية.

وينبغي عدم الخلط بين علم الفلك وهو دراسة علمية للكون المادي والتنجيم الذي يستخدم أساليب غير علمية للتنبؤ بالأوضاع النسبية للأجرام السماوية التي قد تؤثر على سلوك الإنسان والأحداث في المستقبل.
وقال المنجم كريس برينان من دنفر إن دراسته تركزت على الملامح العامة لمرشحي الرئاسة وكلاهما "سيدخلان في فترات ذروة من الشعبية في الأشهر القليلة المقبلة." لكنه قال إن هناك فرقا رئيسيا هو "فترة الذروة لأوباما تبقى متسقة طوال الانتخابات في حين انها لرومني تبدو متعثرة قبل بضعة أسابيع من الانتخابات."
وضع معظم المشاركين توقعاتهم على درجة عالية من اليقين لكن أشار البعض إلى الصعوبات المحتملة التي قد يواجهها أوباما بعد توقع اعادة انتخابه.
وقال برينان "دخول زحل في برج العقرب قد يسبب له متاعب... لن يكلفه ذلك الانتخابات لكنه قد ينبئ بصعوبات في النصف الأول من ولايته الثانية."

طباخ مبارك ..غداء كلب سعادة البيه: شوربة خضار وفراخ والعشاء عسل نحل وزجاجة مياه معدنية

بتاريخ Jun 01 2012 13:28:54

طباخ مبارك ..غداء  كلب سعادة  البيه:  شوربة خضار وفراخ والعشاء عسل نحل وزجاجة مياه معدنية

صحيفة المرصد:الإفطار عبارة عن بيض وفول وزبادي، والغداء جمبري بالصوص، والعشاء فول مدمس، أما كلب سعادة البيه، فالغداء شوربة خضار وفراخ والعشاء عسل نحل وزجاجة مياه معدنية”.

هذه هي إحدى القوائم، التي اعتاد الحاج سلامة أبو لبن أن يعدها على مدار 29 عاماً، وأن يتلقي الأمر بإعدادها هاتفياً، لكن ليس في أي مطبخ عادي إنه مطبخ الرئاسة بقصر العروبة.

ولم يبذل الحاج سلامة مجهودا كبيرا لإخفاء مشاعره تجاه الرئيس المخلوع، بل يشعر بأنه حقه الطبيعي أن يقول “سعادة الرئيس صعبان عليّ”، فـ”العشرة” لا يمكن أن تهون في لحظة مهما كانت الظروف أو الأسباب، ولأننا بشر من لحم ودم نتأثر ونحزن ونفرح، لم ينس الحاج سلامة كيف تأثرت شهية مبارك بصورة سلبية عقب وفاة حفيده محمد علاء.

يحكي “سلامة” قصته بحسب ”الوطن” ذكريات وكواليس عمله الذي غادره قبل الثورة بعام واحد، كان الطعام الذي يعده الحاج سلامة يمر بحلقة من الرقابة تبدأ من الطبيب البيطري، الذي يكشف على الطعام قبل طهوه للتأكد من خلوه من الميكروبات، وحتى يتذوقه زكريا عزمي، خزينة أسرار الرئيس السابق، والذي يضحك الحاج سلامة عندما يتذكر فيلم “طباخ الرئيس” فقد كان دور عزمي داخل القصر مشابها لدور الفنان لطفي لبيب في الفيلم، على حد قوله.

فيما أوضح أن باقي تفاصيل الفيلم لا تمت للحقيقة بصلة فلم يكن أحد يجرؤ على التحدث للرئيس.

“سعادة الرئيس” كلمة لم تغب عن لسان الحاج سلامة لحظة واحدة طوال حديثه، فهو يذكر جيدا تفاصيل برنامجه اليومي، الذي كان يبدأ في الساعة السادسة صباحا لإعداد طعام الإفطار، الذي يضم أصنافا محددة بناء على تعليمات الطبيب، ومنها “قلب الخس” لفائدته لعلاج أمراض القلب.

ولا يغيب عن ذهنه أيضا طبق “صدور الحمام”، وهو واحد من الأطباق غير المألوفة التي كان يعدها الحاج سلامة لضيوف الرئيس المخلوع، فمائدته لم تكن تستضيف إلا الشخصيات المهمة، ومنهم أحمد نظيف ورشيد محمد رشيد، كما لا يغيب عن ذهنه أنه لم ير أية إساءة من أسرة الرئيس أو ما يجعله ينكر الجميل، ولذلك فهو ما زال يذكر “سعادة الرئيس” بكل خير.


المصدر : متابعات المرصد
تعليق بواسطة ابوعبدالله2 عدد مشاركاته (3853) في Jun 01 2012 16:36:03
1فيك الخير ياحج ..... خخخخخ
تعليق بواسطة ابوابراهيم، عدد مشاركاته (177) في Jun 01 2012 16:55:47
2اتحفظ على العنوان اولا . ثانيا الرجال هذا ماينكر العشرة ، مهما كان الصاحب . فهؤلاء هم الصادقين .
تعليق بواسطة ياسر 11 عدد مشاركاته (752) في Jun 01 2012 16:59:19
3دنيا
تعليق بواسطة الزائر - ماجد في Jun 01 2012 17:26:37
4 كفو ياطباخ الرئيس الحاج سلامه والعشره ماتهون ألا على ابن الحرام مهما كان الامر سوا كان رئيس واليوم مخلوع
تعليق بواسطة متقاعد فلله عدد مشاركاته (1162) في Jun 01 2012 18:46:36
5يوم كنت عنده وانت تاكل مع الكلب والان تكلمت
تعليق بواسطة الزائر - بدوية مع مرتبة الشرف في Jun 01 2012 19:06:33
6

تعليق غير لائق

تعليق بواسطة نديم الجود عدد مشاركاته (342) في Jun 01 2012 19:55:28
7حسبي الله عليهم يهتمون بالكلب والشعب يموت جوع هذا هوا الحقران بعينه ثم ان هذا الطباخ لم يقول الصدق خوفا على نقسة من بلطجية مبارك.
تعليق بواسطة الزائر - بدوية مع مرتبة الشرف في Jun 01 2012 20:05:39
8لالا لا لاتزعلوني اروح واخليكم وانتم الخسرانين بتفقدون جديد النكت على الطرطورة ماقلنا شي قلنا اكل هالجرو احسن من اكل بعض ناس مو لاقين الا جرجير وخبز مقري عليه بركات ام الخنين خخخخخخخخ
تعليق بواسطة الضائع عدد مشاركاته (1189) في Jun 01 2012 21:48:07
9

ها الحين صار حسني مبارك ك*** ها الحين دوروا لكم على رئيسس تبطون ما تجيبون الحسني مصر العروبه انتهت لا رجعة لها ابد لو صبرتم على مجنوكم لكان افضل لكم بس ما عليك شرهه يا طباخ بعد ما اكلت من خيراته تسميه كلب ****

تعليق بواسطة الزائر - أبو حيه في Jun 01 2012 21:54:42
10مستحيل أن الكلب يأكل العسل ومن لديه كلب فليجرب أن يعطيه العسل ,,, حتى طباخ الرئيس صار يخترع القصص والحكايات ...
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات

الجمعة، 1 يونيو 2012


Telegraph | EGYPT: AHMED SHAFIK, THE CIA’S MAN FOR PRESIDENT!

التلغراف البريطانية | مصر: احمد شفيق، رجل وكالة المخابرات المركزية للرئاسة

كان المصريون سعداء بـ ثورات الربيع العربي و نزلوا إلى الميادين فى إحتجاجات وتحولت مظاهراتهم إلى ثورة وظنوا إنهم فازوا بـ ثورتهم و إحتفلو بها، ولكن فجاءة إختفت الثورة ويبدو الآن أن الثورة أصبحت مثل خدعة الساحر بعد أن سرق ثورتهم المجلس العسكرى الحاكم، و كان المجلس العسكرى المصرى محظوظ لإن الأدارة الأمريكية كانت تبحث عن مصالحها فى الشرق الأوسط و لم تجد خيراً من المجلس العسكرى للحفاظ علي مصالحها.

كان الرئيس السابق حسنى مبارك تعهد بعدم الإستقالة خلال الإحتجاجات المستمرة، وكانت الولايات المتحدة تخشي من الإضرار بـ مصالحها و يحدث إنقلاب عسكرى من صغار الضباط كما حدث فى عام 1952 علي يد البكباشي جمال عبد الناصر، ولذلك قامت الإدارة الأمريكية بـ الضغط علي الرئيس مبارك لإجباره على التنحى، و قام المجلس العسكرى الذي تولي السلطة بـ تنفيذ الأوامر الأمريكية و قام بإصطحاب مبارك بطائرة هليكوبتر عسكرية تحت حراسة مشددة لوضعه تحت الإقامة الجبرية فى منزله بـ شرم الشيخ، ثم توجه نائبه عمر سليمان بإعلان قرار التنحي عبر التلفزيون المصرى، ثم عاش مبارك في مقره بـ سيناء و سط أجواء من المحاكمات الهزلية التي أقامها المجلس العسكرى لتهدئة الشارع.

ولعلك تسأل نفسك لماذا يأخذ قادة الجيش المصرى الأوامر من الولايات المتحدة و ينفذها بالأمر! ، الجواب: بـ بساطة الجيش المصرى يـعتمد إعتماد كامل على الولايات المتحدة و بدونها يـصبح شبه عاري، فـ هو يحصل من الولايات المتحدة علي التمويل و قطع الغيار و الأسلحة و الزخيرة،’ وقد ساعدت الولايات المتحدة الجيش المصرى لـ السيطرة على مجموعة واسعة من الصناعات التي يقدر الخبراء حجمها بحوالي 20% من الإقتصاد المصري، و عائد هذه الصناعات لو دخل الميزانية العامة سـ يجعل من مصر دولة غنية مثل السعودية والإمارات العربية هاتان البلدان الذين لا يعدون يـمتلكون إلا القليل أمام مصر فـ هما ليس يـمتلكون أى موارد أو دخل قومي غير النفط و الغاز الطبيعى، وهم يتعاملون بـ تبعية لـ الولايات المتحدة ويـعتمدون عليها في حمايتهم.


أمرت الولايات المتحدة المجلس العسكرى الحاكم في مصر بإسقاط مبارك، ولـكنها قامت بخطط أخري لـتحقيق إستقرار مصالحها فى مصر، و تعتمد أهم تلك الخطط على كناية تخريب الثورة المصرية و الحفاظ على الوضع الراهن دون أى تغيرات حقيقية، و كان قد خصص الكونغرس الأمريكي الملايين من الدولارات لـ تمويل المنظمات الـ غير حكومية بـ مصر في عهد الرئيس المخلوع مبارك من أجل دعم الدويمقراطية و كانت هذا المنظمات لها تأثير قوي فى تشويه صورة من قام بالثورة المصرية وإظهارهم إنهم يـعملون بـ جهات أجنبيه و لكن إنقلب السحر على الساحر حينما أغلقت المنظمات و تم القبض على العاملين بها وهرب المتهمين الأجانب وهذا الموقف الذى جعل أغلب المصرين يشعرون بـ تبعية المجلس العسكرى لـ الولايات المتحدة.

و تبزل الولايات المتحدة الآن جهود خرافية خشية من وصول التيار الإسلامي للـحكم حتي لا تصبح مصر مثل إيران و لذلك فهي تساعد المجلس العسكرى بـ كثير من الخطط والأموال لـتلميع رجل مبارك الفريق أحمد شفيق وتهيئة الأجواء لـتوليه الرئاسة.

تـحاول الولايات المتحدة خطف الثورة المصرية مثل ما خطفت الثورة الليبية من خلال إجبار المجلس الوطني الإنتقالي الليبى بـ تعين إثنين من المواطنين الأمريكان المقيمين بـ ليبيا فى مناصب قيادية.

و الآن الولايات المتحدة مطمئنة من ناحية الأحداث فى مصر لإنها واثقة بـ عدم وجود أى حالاات تمرد فى صفوف القوات المسلحة المصرية ضد المجلس العسكري الذي يعمل ويؤتمر بأمرها كما أن جميع القادة العسكرين من الصف الأول والثاني هم تربية مبارك و لذلك ليس هناك أى خوف من ناحية الجيش و كل الخوف من ناحية التظاهرات وهذا العمل يتكفل به المشير طنطاوى بإشعال الفوضي فى البلاد لإجبار الجماهير بـتقبل المرشح المنتدب من الولايات المتحدة أحمد شفيق لـ عودة الآمان والإستقرار من جديد.

لينك المقال الأصلى: http://my.telegraph.co.uk/retsos_nikos/nikos_retsos/16011492/

استشهد الداعية السلفي المصري أسامة القوصي بسور سيدنا "يوسف"

داعية سلفي مصري: المشاهد الجنسية "طبيعية تتطلبها الحبكة الدرامية"
القاهرة- أكد الداعية السلفي المصري أسامة القوصي، أن المشاهد التي تم الاعتراض عليها من عدد من التيارات الإسلامية، ووصفها البعض بأنها مشاهد إباحية تقود المجتمع المصري للرذيلة، مشاهد طبيعية يقبل تواجدها في السينما المصرية، خصوصا إذا كانت "الحبكة الدرامية" تستوجب ذلك.

وصرح القوصي، على هامش ندوة ضمن فعاليات المهرجان الكاثوليكي للسينما، بأن القرآن الكريم ذكر في سورة يوسف كيفية الإغراءات التي قامت بها امرأة العزيز لتراوده عن نفسها ولكنه صمد وصبر وتحمل حتى لا يعصي الله، لذلك فهو يرى أن غالبية المشاهد المتواجدة في السينما مشاهد هادفة للهداية والبعد عن المعصية.

واستغرب الناقد الفني المصري طارق الشناوي ما قاله الداعية القوصي، خصوصا أن التيار الديني منذ صعوده وهو يحاول وصف الفن بأنه جريمة تخدش حياء المجتمع وتحاول أن ترسخ قيما وأفكارا إباحية باحتة.

وأضاف، إننا كفنانين ومبدعين نطالب بحرية الرأي والتعبير وليس حرية الجنس، خصوصا أن الافلام المصرية لم تحشر الجنس وهو لا ينساق في العمل الدرامي.

وأكد أن القوصي يهدف من كلامه إلى تسليط الضوء الإعلامي عليه وليس غير ذلك.

بينما رحب المخرج شريف عرفة بتصريحاته، وأكد أن الدين لا يتعارض مع الفن، خصوصا أن الفن يهدف دائما إلى تقديم فكرة مستنيرة، ولولاه لما كان عرف المجتمع المصري حقيقته في الفقر والطيبة والحب والفساد وجميع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والظروف الحياتية.

وأكد عرفــة أن وجود نموذج مثل الشيخ القوصي سيفتح الأفق الضيق ويجعلنا نتأكد أننا لسنا جهلاء ولا يمكن لأحد أن يعيدنا للوراء.

واتفق معه في الرأي الفنان إبرهيم نصر، مضيفا: إن التيار الإسلامي سواء إخوان أو سلفيين فعلى الرغم من احترامه لهم فإن تهجمهم على الفن دون داعٍ وتكفير الشعب لعدم اختيارهم واختيار معتقداتهم الخاطئة؛ يؤكد أن ليس جميعهم جهلاء ولكن هناك شمعة تنير من بينهم لتؤكد أنه لايزال الفن حرية لا يمكن لأحد أن يضطهدها.

بينما رأى رئيس جمعية علماء السلفيين الدكتور محمد عبدالمنعم البري، أن ما قيل ما هو إلا قصر نظر من الداعية، خصوصا أن الله عز وجل حرم كل ما يثير في نفس الإنسان.

وعاب البري على وصف القوصي لسورة يوسف، خصوصا أنه حرَّف في المعنى لذاته الشخصية، وطالب على من حمل القرآن الكريم وسُنة رسوله أن يتقي الله في ما يقول، خصوصا أن هناك أمة بأكملها من الممكن أن تنساق وراء ذلك.
دائما الرجم للنساء فقط  وخاصة الضعيفات  والخائبات منهن ...وكأن الزنا لعبة تمارس من طرف واحد ... اين هذا الحيوان الذى ترك المسكينة بمفردها تواجه العار والهوان والموت رجما بالحجارة ...لماذا لايواجه نفس العقوبة معها ونفس المصير ...اى شريعة ظالمة هذه التى يدعون لتطبيقها حسب اهوائهم والتى تذهب بالناس للتشكك فى عدالة السماء مع اهل الارض ...الا لعنة الله على الظالمين
<><> <><> <><>
1-6-2012 10:01:23          


<><> <><> <><>

الحكم على فتاة فى السودان بالرجم حتى الموت

الخرطوم- قالت جماعات حقوقية ومحامون الخميس، إن حكما بالرجم حتى الموت صدر ضد سودانية يعتقد أن عمرها حوالى 20 عاما لإدانتها بالزنا، وإنها محتجزة بالقرب من الخرطوم مع رضيعها ومقيدة بالأغلال.

وأدان نشطاء الحكم، قائلين إنه ينتهك المعايير الدولية وأثاروا مخاوف من أن السودان قد يبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بدرجة أشد صرامة بعد انفصال جنوب السودان الذى تسكنه أغلبية غير مسلمة العام الماضى.

وأفادت وثائق قضائية أن محكمة امبدة الجنائية أصدرت حكما بالموت رجما على المرأة وتدعى “انتصار. ش” فى 22 أبريل الماضى.

وقال محاميان كلفا بالدفاع عنها وطلبا عدم الكشف عن اسميهما، إنهما تقدما بطعن على الحكم وأضافا أنها تخضع على ما يبدو لضغوط نفسية شديدة.

وقالت محامية لـ”رويترز”: “إنها فى حاجة ماسة لطبيب نفسى لأنها تبدو فى حالة صدمة من جراء الضغوط الأسرية والاجتماعية التى تواجهها”.

وقال المحاميان ونشطاء، إن انتصار أمية ولم يكن لها محام يدافع عنها أو مترجم أثناء المحاكمة رغم أن العربية ليست لغتها الأم.

وقالت جيهان هنرى وهى باحثة كبيرة فى منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان: “من المؤكد أن القضية تثير مخاوف بشأن كيفية تفسير القضاة للقوانين وتطبيقهم لها فى السودان”."رويترز"


الخبر من مصدر اخر

امرأة سودانية تدان بالموت رجما بزعم اتهامها بالزنى

صحيفة المرصد:نشرت صحيفة الغارديان البريطانية خبر تحت عنوان: امرأة سودانية تدان بالموت رجما بزعم اتهامها بالزنى.

وتقول الصحيفة ان المتهمة انتصار شريف عبد الله حوكمت من دون حضور محام عنها، وانها محتجزة مع رضيعها البالغ من العمر اربعة اشهر، ما اثار ضجة واسعة بين ناشطي حقوق الانسان عقب صدور عليها الحكم بالموت رجما.

وتقول منظمة العفو الدولية ان انتصار، التي تقدر عمرها بنحو 20 سنة، ادينت بتهمة الزنا وحكم عليها بالموت من دون وجود محامي، لكن منظمة هيومان رايتس ووتش تقول إن عمرها ربما كان اقل من 18 سنة، ما قد يجعلها قاصرا.

وتقول الصحيفة ان انتصار اعترفت بالتهم الموجهة اليها فقط بعد ان تعرضت للضرب مرات عدة من قبل اخيها، وان الحكم صدر فقط بناء على اعترافها بلا اي دليل آخر، اما الرجل الذي يقال انه كان معها فقد انكر التهم وافرج عنه، وان اسرتها رفعت استئنافا لكن من غير المؤكد ان كان سيبت فيه.

وقيل ان انتصار كانت مكبلة بالاصفاد برجليها وتحت ضغط نفسي شديد، وغير مدركة لطبيعة الحكم الصادر بحقها، وان باقي اطفالها هم حاليا تحت رعاية اسرتها.

وتنقل الصحيفة عن جان بابتسيت غالوبين من ملف السودان في منظمة العفو الدولية قوله ان قضية انتصار مثال ساطع للاخفاق والفشل الذي يتصف به النظام القضائي السوداني، فقد حوكمت من دون وجود محام او مترجم، لان لغتها ليست عربية، وانها ادينت فقط بناء على اعتراف اخذ منها بالاكراه.

ودعا غالوبين السلطات السودانية الى الافراج الفوري وغير المشروط عن انتصار، والغاء الحكم الصادر ضدها بالرجم حتى الموت.

المغرب: فنانون يصورون أنفسهم في مزبلة ردا على دعاة الفن النظيف

قامت مجموعة من الفنانين المغاربة، بالتقاط صورة لأنفسهم داخل مزبلة، ردا على التصريحات التي أطلقها القيادي الإسلامي ووزير الشؤون العامة والحكامة نجيب بوليف، والذي كان قد دعا فيها لضرورة ممارسة "الفن النظيف"، وصرح بأن الحكومة لن تسمح بمرور غير ذلك النوع من الفن للمغاربة.

المغرب: فنانون يصورون أنفسهم في مزبلة

وشارك في المشروع ممثلون ومخرجون ومغنون مغاربة، من بينهم الممثلة المغربية فاطم العياشي، والمخرج محمد أشاور اللذان كانا قد توجا قبل أسبوعين في تونس حيث حصلا على الجائزة الكبرى في مهرجان السينما العربية عن فيلمهما "فلم"، اختاروا فضاء مزبلة ضخمة في منطقة مديونة، بنواحي الدار البيضاء، لينجزوا مشروعهم "الاحتجاجي".
وصرحت العياشي لموقع "أنباء موسكو" بالقول: " نحن لا نحارب "الفن النظيف"، بل نحن لا نؤمن به أصلا، إذ لا يوجد فن نظيف وآخر وسخ، هناك فقط الفن، نحن نؤمن أن أحسن جواب للفنانين، هو التعبير بالفن، ولا جواب عن الكلمة الفارغة من المعنى "الفن النظيف" إلا صورة فنية وسط المزبلة".
وقال الشيخ عبد الباري الزمزمي، وهو أحد أشهر شيوخ المغرب، في تصريح خص به موقع "أنباء موسكو" بقوله: "الشرع وضع ضوابط لكل شيء، من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع ضد الوافدات، ويجب أن تكون للفن رسالة هادفة، ومثال ذلك الرسم التشكيلي الذي قام به رسول الإسلام حول الإنسان وأجله، أما ما يسمونه إبداعا، وينشر الرذيلة، فما هو إلا من عمل الشيطان، والجمهور مسلم ويجب أن يراعى له المخرج والمنتج، وإن كان لأي أقلية رغبة إباحية، فيجب على الهيأة المشكلة لمراقبة القطاع السمعي البصري أن تردعها".
وفي تعليق لفاطم على ذلك قالت: "كمبدعين لن نصمت على كل ما يشبه هذه التصريحات، إذ لا أحد من حقه أن يمنع الإبداع مهما كانت مبرراته، التي تبقى على أية حال واهية، الجمهور فقط من حقه أن يرى أو يمتنع عما يقدمه الفنانون، ولا حق لأحد أن يمارس وصايته على أحد".
يشار إلى أنه قد تم مؤخرا تأسيس جبهة للدفاع عن الحريات، في سياق ما وصفه مراقبون حقوقيون بأنه تراجعات خطيرة، بدأت تمس المشهد الحقوقي بالمغرب مع تنامي القوى المحافظة داخل أجهزة الدولة وداخل الحكومة.
لعبة هابي ميل في ماكدونالدز في السعوديه تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم


التقدمية
أثارت إحدى دمى ماكدونالدز والتي توزع مع وجبات الهابي ميل بالطائف جدلا كبير في وسط الشارع السعودي بشكل أدى إلى رفع الخطابات من قبل مواطنين وشكاوي اتجاه هذه الشركة للعديد من الجهات المعنيه مطالبين بتوقيع أشد العقوبات على ادارة المطعم الشهير.
بدأ الجدل بعدما تم توزيع ألعاب بلاستيكيه تتجسد فيها شخصيات المسلسل الشهير باور رينجرز مع وجبات الهابي ميل , الجدل ليس بسبب الشخصيات بل بسبب كتابة إسم محمد (صلى الله عليه وسلم) في قاعده اللعبه بخط الرقعه حيث تقوم الشخصيه البطوليه بدهس اسم محمد مره تلو مره مع اصدار بعض الأصوات واهمين الأطفال بأنها لاتحمل بين ثناياها أي مغزى مسيء كما يعتقد البعض.



قاعدة اللعبة والتي كتب فيها محمد بخط الرقعه
قامت اداره المطعم العالمي بسحب جميع الألعاب ومن جميع فروعها لتمنع أي مسائلات قانونيه أو حملات شعبيه ضدها كما قامت بنفي أي قصد غير لائق قائلين ان شركة ماكدونالدز السعوديه هي شركة سعوديه الملكية والإدارة 100% وهي عباره عن اتحاد شركة رضا للخدمات الغذائية وشركة الرياض العالمية للأغذية.



اسم محمد بخط الرقعه كما كتبه أحد الخطاطين

الإقتصاد الإسلامي من منظور علمي و ببساطة

الخميس، 31 مايو 2012

العدالة الإجتماعية وقياسها

يستحق القراءة


نظام الحكم الجديد في مصر والارتماء الكامل في أحضان واشنطن


د. أشرف الصباغ


قبل إجراء انتخابات الرئاسة في مصر بأيام قليلة، لا يمكن فهم ما يجري إلا بوضعه ضمن سيناريو الصراع بين المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين على رضاء واشنطن والحصول على ضمانات أمريكية بعدم إزاحة أي من التيارين أو كلاهما لصالح أي قوة مدنية قد تظهر في المستقبل. هذا الصراع يروق تماما للإدارة الأمريكية ويتوافق بدرجات معينة مع استثمارها لنتائج الأحداث التي تمر بها المنطقة طوال عام ونصف العام تقريبا.

إن الصراع الدائر حاليا يقتصر فعليا على المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين. وكلا الطرفين جزء لا يتجزأ من نظام مبارك، أو في أحسن الأحوال مرتبط بهذا النظام ويرغب في إعادة إنتاجه بأشكال مختلفة. وهو ما يوضح ارتباط هذين الطرفين الرئيسيين بما يطلق عليه المصريون (الفلول). بينما القوى الليبرالية والوطنية واليسارية متشرذمة، وكأنها تناضل من أجل دور هامشي تجميلي لنظام ما قد يسفر عنه الصراع بين العسكر والإخوان. أو بمعنى أدق نظام يكون حصيلة التوافق بين العسكر والإخوان بعد الاتفاق على توزيع السلطة والأدوار وترسيم الحدود من أجل الحفاظ على الثروات والمصالح المالية.

وعلى الرغم من أنه في الحالات الطبيعية تكون العوامل الداخلية هي المتحكم الرئيسي في حسم نتائج أي انتخابات تشريعية أو رئاسية، إلا أن الحالة المصرية تخضع لرغبات قوى إقليمية (السعودية وقطر) وقوى دولية (الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية). الأمر الذي يؤكد أن الأمور لا تسير في طريقها الصحيح، ويشير في الوقت ذاته إلى إمكانية استمرار الثورة وتوتر الأوضاع بعد الانتخابات، سواء اتفق العسكر مع الإخوان أو لم يتفقوا. وبالتالي سيكون الصراع بين هذين الطرفين الرئيسيين من جهة وبين القوى الأخرى المتشرذمة من جهة أخرى. ولن ينتفي الصراع أيضا بين المؤسسة العسكرية وبين الإخوان مهما كانت الاتفاقات والتوافقات. وهذا الصراع سيكون على مساحة النفوذ في مختلف أجهزة السلطة وعلى المصالح الخاصة والمباشرة والكعكة المالية والاقتصادية. وهنا ستتعزز الأدوار الإقليمية للسعودية وقطر والأدوار الدولية للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وبالذات بريطانيا.

هناك سيناريوهات أكثر قتامة تدور حول إمكانية انزلاق الأوضاع إلى ما آلت إليه الأمور في ليبيا وسوريا. وأصحاب هذه النظرة يؤكدون بما لا يدع مجالا للشك أن المؤسسة العسكرية والإخوان سيشاركان في هذا السيناريو كجزء من سياسة عض الأصابع. ولكن السلفية الجهادية والمجموعات المتطرفة التي تلقى دعما أمنيا واستخبارتيا وماليا إقليميا ودوليا لن تفوت الفرصة وستدخل في الوقت المناسب. وهناك تلميحات بأن العسكر على علم بهذا السيناريو، بل ويستخدمونه للتخويف والتهديد. بل وأحيانا يشاركون في تحقيق أجزاء منه لفترات محدودة ثم يعودون لضبط الأمور. بينما الإخوان يحافظون على هذا الخيار كورقة أخيرة في حال غدر بهم المجلس العسكري ووجدوا أنفسهم خارج اللعبة. المثير أن الولايات المتحدة تراهن أيضا على هذا الخيار، ضمن خيارات أخرى، لا من أجل الديمقراطية أو الحرية في مصر أو في أي من الدول العربية، ولا من أجل تحديث المجتمع المصري أو المجتمعات العربية، بل من أجل حسابات أكبر وأوسع تخص صراعاتها الدولية والإقليمية ومصالحها الاقتصادية المباشرة عموما، وفي مجال الطاقة على وجه التحديد. وهناك تقارير عديدة أكدت أن أسعار الغاز يمكن أن تنخفض في حال تنفيذ السيناريو الأمريكي لأسلمة المنطقة وبنتيجة خطط مستقبلية لإبعاد مركز الغاز عن روسيا سواء في مجال الإنتاج والتصدير أو وسائل ووسائط النقل. والمسألة لا تقتصر فقط على المجال الاقتصادي والطاقة، بل تنسحب على الساحتين الجيوسياسية والجيواقتصادية.

إن الانتخابات الرئاسية المصرية ستجري في ظل أزمات وتوترات، ما يلقي بظلال الشك على شرعيتها وقانونيتها ونتائجها، وبالتالي جدواها. ولكن التوافق بين العسكر والإخوان، حتى وإن بدا تحت ضغوط إقليمية ودولية، لن يستمر طويلا، لأن التناقضات كثيرة وحادة. وكل السيناريوهات تروق للولايات المتحدة، عدا سيناريو واحد ووحيد، ألا وهو وصول القوى الشبابية والثورية الجديدة إلى السلطة، لأن ذلك تحديدا سيفسد الطبخة في المنطقة. وقد ينعكس سلبا على الأوضاع في كل من تونس وليبيا واليمن وسوريا، ويضرب مشروع أسلمة المنطقة من جذوره. هنا تحديدا، سيكون من مصلحة القوى الإقليمية والدولية التي نفذت السيناريو الليبي، وارتاحت كثيرا للسيناريو التونسي، وتعمل الآن على تنفيذ السيناريو السوري، سيكون من مصلحتها الدفع بالقوى المتطرفة الموجودة حاليا في مصر وبعلم من الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية والإخوان والسلفيين الرسميين. والمثير أن كلا من هؤلاء يستخدم هذه الورقة في سياسة عض الأصابع واستخدام العنف وخرق القانون ومواجهة القوى الشبابية والثورية الطامحة لبناء دولة مواطنة حديثة ومجتمع مدني لا عسكري ولا طائفي.

في كل الأحوال لن يكون هناك مكان لروسيا. وسيبدأ العد التنازلي لتحجيم المد الاقتصادي الصيني في المنطقة. وهذان الأمران يخصان موسكو وبكين ويتعلقان بقدرات كل منهما ليس فقط في المحافل الدولية والصراعات الدبلوماسية في مجلس الأمن، بل وأيضا بقدرة كل منهما على فتح قنوات مع كافة القوى والنظر بجدية لمصالحهما الاقتصادية والعسكرية والأمنية والجيوسياسية. فهناك حديث يجري، وكأن روسيا والصين ومعهما إيران يشكلون محورا أو تحالفا غير رسمي ضد تحالف ما غربي بقيادة الولايات المتحدة. ولكن الأمر ليس كذلك إطلاقا. المسألة ببساطة تدور حول الصراع على مصالح حقيقية وواقعية، وكل حسب قدراته ورؤيته لمصالحه. والواضح إلى الآن، أن الولايات المتحدة هي الرابح من كل ما يجري في المنطقة، سواء استمرت الأنظمة القديمة مع إجراء تغييرات شكلية، أو جاء تيار الإسلام السياسي، أو حتى جاء نظام مهجن من بقايا الأنظمة وتيارات الإسلام السياسي. بل وحتى إذا جاءت القوى المتطرفة التي يمكن أن تقلب الطاولة على رؤوس الجميع. وسيكون هذا السيناريو ملائما تماما للولايات المتحدة التي لديها خبرة بالتعامل معه، كما حدث في أفغانستان والعراق وليبيا التي نشاهد فيها حجم الدمار والفاقة والديون الخارجية.

وعلى الرغم من أن الجميع (القوى الإقليمية والدولية) يدرك بوجود قوى سياسية جديدة يجري القفز على منجزاتها وتوريطها، بل وتهديدها والتعامل معها بقسوة، إلا أن كل الأطراف الإقليمية والدولية تعزف عن التعامل مع هذه القوى إلا بشروط مجحفة. بل وأحيانا تكيل لها الاتهامات ويجري تشويهها عمدا والضغط عليها بوسائل متعددة، إما عن طريق ممارسة العنف معها، أو التجاهل، أو التهميش والتحييد. وكذلك باستخدام القوى السياسية العتيقة المتمثلة في الأحزاب التي كانت شبه معارضة لنظام حسني مبارك. إن كل المؤشرات تؤكد أن هناك جولات ومواجهات مقبلة ليس فقط في مصر، بل في المنطقة ككل. أما الإجراءات التشريعية والقانونية مثل الانتخابات أو المسكنات الاقتصادية، فما هي إلا معالجات مؤقتة لمشاكل مزمنة تتطلب حلولا جذرية لا مسكنات وحلولا جزئية..


توزيع السلطة بين نظام مبارك والإخوان: استقرار أم بداية مخاض جديد أكثر عنفا؟


من الصعب أن نصف ما يجري في الانتخابات الرئاسية المصرية بأنه صراع بين نظام مبارك بقيادة المجلس العسكري وبقايا الطغم المستفيدة من هذا النظام من جهة وبين قوى الإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين من جهة أخرى. والأقرب إلى الواقع أنه صراع بين التيارين السابقين وبين بقية القوى المدنية والعلمانية في مصر. ويبدو أن هذه الانتخابات بالذات تهدف بالدرجة الأولى إلى شرعنة نظام مبارك مجددا أمام الكثير من علامات الاستفهام، وغياب الدستور، واختفاء مهام رئيس الدولة الذي تجري من أجله الانتخابات، وهي كلها أمور منافية للعقل والمنطق والقانون وكل التشريعات الحديثة والقديمة. لقد رفض العسكر والإخوان الاختيار الوسط المتمثل في عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح. وهو خيار وإن كان يحمل ثنائية العسكر والإخوان، وثنائية الفلول وتيارات الإسلام السياسي، إلا أنه كان خيارا غير تصادمي بالمرة. ولكن شاء العسكر والإخوان الجنوح إلى التصادم المباشر تجسيدا لواحدة من أخطر صفات عهد مبارك ونظامه، ألا وهي الاستهانة بالمصريين وبعقولهم وإجبارهم على الاختيار بين السئ والأسوأ، أو بين الطاعون والكوليرا!!

لقد دفعت موارد الدولة ورأسمال الفلول وإرادة العسكر بأحمد شفيق إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بينما دفع مكتب الإرشاد ورأسمال الإخوان وإرادة الشعوذة واللاهوت الإخواني بمحمد مرسي إلى المنافسة. وأصبح المصريون بالفعل أمام الخيار بين الطاعون والكوليرا. ومن الواضح أن لغز التراجع الغريب لموسى وأبو الفتوح سيظل محور شك ونقاش لفترات طويلة. بينما صعود مرسي وشفيق يشكل حالة من حالات التصادم المباشر لا بين العسكر والإخوان إطلاقا، بل بين كل منهما من جهة وبين المصريين والقوى الثورية والوطنية من جهة أخرى. هذه الثنائية الخادعة (ثنائية العسكر والإخوان) لا يمكن أن تحقق معادلة الثورة، أو حتى معادلة أي انتفاضة لها مطالب اجتماعية وسياسية وتشريعية. وهي إن عكست شيئا، فهي تعكس حرص وإصرار العسكر والإخوان المسلمين على تشكيل منظومة تحافظ على المصالح الاقتصادية والسياسية للبرجوازية المحلية. ولكن كان خيار، أو ثنائية، عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح أقرب إلى تحقيق هذا الهدف بقفازات ناعمة. بينما ثنائية أحمد شفيق ومحمد مرسي أكثر فجاجة وعنفا. ما يشير بدرجات متفاوتة إلى إصرار المجلس العسكري ومكتب الإرشاد على المواجهة المكشوفة مع القوى المدنية والعلمانية في مصر. خاصة وأن كل الأسباب التي أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير 2011 لا تزال موجودة بالكامل ولم ينتف أي منها على الإطلاق، بل إزدادت وتجذرت واستفحلت.

إن كل الشواهد تؤكد أن هناك اتفاقا بين قيادات كل من المجلس العسكري ومكتب الإرشاد على توزيع السلطة. وإذا كان مرشح الإخوان محمد مرسي يعرف بالاتفاق، فتلك مصيبة. وإذا كانت من وراء ظهره، فتلك كارثة بكل المعايير. والاتفاق يتلخص ببساطة في أن تكون الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسي وأحمد شفيق، ليفوز شفيق وفقا لاتفاق على توزيع السلطة بين العسكر والفلول والإخوان المسلمين. ولكن ذلك بشرط إما إجراء كل ذلك بدون علم محمد مرسي وتركه يعمل بجد واجتهاد لكي لا تفقد القواعد الإخوانية ثقتها بمكتب الإرشاد، أو بعلم مرسي على أن تقدم له ضمانات بعدم فقدان ماء الوجه ومواصلة طريقه في نظام الدولة بتولي هذا المنصب أو ذاك. وبالتالي سيتمكن مرشح الإخوان من سحب قطاعات واسعة من التيارات الثورية الليبرالية واليسارية. وسيتنافس مرشح المجلس العسكري أحمد شفيق معه على هذه القطاعات. ولكن بعد الفوز المؤكد لشفيق سينتهي الصراع الشكلي بين جناحي السلطة، ولن تقع أي مواجهات بين المجلس التشريعي ومؤسسة الرئاسة. بل وستتشكل الحكومة من هاتين القوتين مع تطعيمها أو تجميلها ببعض الوجوه من القوى اليسارية والليبرالية كشكل من أشكال الرشوة. هذا الكلام يعني شئنا أم أبينا أنه إذا تكتلت القوى السياسية من غير الإخوان والعسكر والفلول خلف شخصية أخرى، مثل محمد البرادعي أو حمدين صباحي، سيتحد العسكر والفلول والإخوان لمواجهة أي منهما أو كلاهما.

إن الانتخابات الرئاسية المصرية في مصر في جولتيها الأولى والثانية، جرت وتجري في ظل إعلان دستوري، وحالات استثنائية أخرى، يقف على قمتها غياب مهام رئيس الدولة. الأمر الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام لا على ما يجري فقط، بل وأيضا على مستقبل العملية السياسية والتشريعية والدستورية، ومستقبل مصر بالكامل في ظل ما يصفه المراقبون بالفاشية العسكرية والدينية التي تدفع بالأمور إلى الزاوية الضيقة للحفاظ على أكبر قدر من مصالحها المالية والاقتصادية والسياسية، ومساحة سلطتها في البلاد. ولن ينجو الدستور المقبل من صراعات حقيقية قد تصل إلى صدامات. وذلك بعد انتهاء الخلافات الشكلية على توزيع السلطة (مجلسا الشعب والشورى للأغلبية الدينية، والرئاسة لنظام مبارك الذي سيقوده بقايا النظام المدعومين مباشرة من المؤسسة العسكرية، والحكومة التي ستتشكل من الطرفين). غير أن فوز محمد مرسي بمنصب الرئاسة قد يقلب كل الأمور رأسا على عقب، لأنه أولا ضد الاتفاق بين قادة المجلس العسكري ومكتب الإرشاد. وثانيا، سيضع كل السلطة تقريبا في يد الإخوان المسلمين، ما يهدد وجود العسكر وطواغيت المال التابعين لنظام مبارك. وثالثا، سيضرب الدولة العميقة في مقتل، لأنه يهدد كل الأجهزة الأمنية التي لم تعترف إلى الآن بالثورة وتعمل بكل قوتها على إعادة إنتاج النظام. ورابعا، سيمكن رأسمال الإخوان من احتلال الساحة الاقتصادية في مواجهة القوة الاقتصادية للمؤسسة العسكرية وطواغيت المال التابعين لنظام مبارك. أما وصول أحمد شفيق إلى منصب الرئاسة سيكون أخف وطأة على المشهد السياسي والاقتصادي والأمني للدولة. ولكن كلا من مرسي وشفيق غير مقبولين على المستوى الشعبي من جهة، وعلى مستوى الكثير من القوى السياسية الجديدة. وكل ما يجري، في واقع الأمر، هو مجرد حراك على مستوى النخبة، سواء كانت الأحزاب العتيقة أو بقايا نظام مبارك أو حتى قيادات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ومكتب الإرشاد والتنظيمات الدينية الأخرى. وأكبر دليل على ذلك نسبة الإقبال في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مقارنة بالانتخابات التشريعية، وطريقة إدارة هذه الانتخابات والمشاركة فيها وحجم المخالفات الذي وقع.

هناك جانب آخر في غاية الخطورة، ألا وهو عودة الدولة الأمنية، سواء بشكلها السابق أو بشكلها الديني. فكل ما يجري في المشهد السياسي المصري الذي تقوده قوتان إحداهما عسكرية والثانية دينية يشير إلى أن العوامل الخارجية هي التي تتحكم في هذا المشهد بدرجات أكبر بكثير من العوامل الداخلية. خاصة وأن لا شئ على الإطلاق قد تغير في ما يتعلق بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية للغالبية العظمى من المصريين، ولا في ما يخص أيضا المطالب التشريعية والسياسية للنخب التي أفرزتها الثورة خلال العام ونصف العام الأخيرين. هذا إذا تجاهلنا أن الدولة الأمنية الجديدة، سواء كانت بقيادة شفيق أو مرسي أو بالتوافق بين المجلس العسكري ومكتب الإرشاد، سوف تكون دولة قمعية بالمعنى الكلاسيكي من أجل الحفاظ على البناء الهش لهذه الدولة. فالعسكر سيرفعون شعار الحفاظ على أمن البلاد ووحدتها وسيادتها، ما سيؤثر مباشرة على الحريات المدنية ويعيد إنتاج المنظومة الأمنية بشكل أكثر شراسة وانتقاما من الثورة ومن قاموا بها وشاركوا فيها. والإخوان سيرفعون شعارات التكفير وضوابط الحريات الشخصية والعامة والاندماج في مشروعهم الأكبر للخلافة الإسلامية السنية بطبيعة الحال، ما سيؤثر على كل المصريين الآخرين المخالفين لهذا الطرح. وقد يمتد طرح الإخوان ليمس قوى بعينها في المنطقة، وعلى رأسها إيران، ما سيبدو شئنا أم أبينا أنه تنفيذ لأجندة أمريكية – خليجية لمواجهة إيران الشيعية.

وفي حال توافق العسكر والإخوان على إدارة البلاد، ستكون العوامل السابقة مجتمعة هي التي تحكم المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتشريعي في مصر. الأمر الذي يعيد كل الأمور إلى مربع الصفر من جديد، حيث ستزداد المسافة بين هذا المشهد وبين الاستقرار المزعوم، وستكون البلاد عرضة لمخاضات جديدة أكثر حدة وإيلاما مع التدخلات الإقليمية السافرة ومرونة السيناريوهات الغربية عموما والأمريكية على وجه الخصوص. وعلى الرغم من التعتيم الكامل على القوى السياسية والوطنية الجديدة ومواجهتها بالعنف الأمني أو الديني، إلا أنها لم تستخدم إلى الآن قوتها الحقيقية، ولا تدرك بالكامل مكامن قوتها وتأثيرها إلا في حدود ضيقة لأسباب كثيرة. ويبدو أن ذلك يجبر الطرفين الرئيسيين (العسكر والإخوان) على التحالف غير المقدس وغير المبدئي والالتزام فقط بسياسة عض الأصابع وتفادي الصدام المباشر الذي لا مفر منه مستقبلا عندما تبدأ الصدامات المالية والاقتصادية الحقيقية. كما أنه يجبر أيضا الأطراف الإقليمية والدولية على اعتماد سيناريوهات متحركة ومرنة مختلفة. والأخطر من كل ذلك هو عدم استخدام هذه الأطراف، إقليمية كانت أو دولية، للمجموعات الأكثر تطرفا كما حدث في السيناريو الليبي. ويبدو أن هذه الورقة قد تكون مجدية لا للأطراف الإقليمية والدولية فقط، بل وأيضا لكل من العسكر والإخوان في حال اهتزت المعادلات الهشة التي تعتمدها القوتان في توزيع السلطة والمال، أو راهن هذا الطرف الإقليمي أو ذاك الطرف الدولي على هذه القوة أو تلك بشكل أكبر، وهو ما يمكن أن يحدث بالفعل خلال أي حلقة من سلسلة الصراع والتحالفات وتوزيع السلطة والمال.

يستحق القراءة

                

سفير سوفيتي سابق يكشف خفايا الحرب العربية - الاسرائيلية في عام 1973

سفير سوفيتي سابق يكشف خفايا الحرب العربية - الاسرائيلية في عام 1973
يكشف السفير السوفيتي السابق فلاديمير فينوغرادوف (عمل في فترة 1970-1974 في القاهرة) في مذكرته الموجهة الى القيادة السوفيتية وغير المنشورة سابقا خفايا حرب اكتوبر ( تشرين الاول) عام 1973 بين مصر وسورية من جهة واسرائيل من جهة أخرى، والتي وصفتها وسائل الاعلام ب"الحرب المزيفة".ونظرا لوجوده في العاصمة المصرية طوال فترة الحرب فقد كان فينوغرادوف على إتصال دائم بالاركان العامة والقيادة السوفيتية ، كما إلتقى هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي آنذاك. وقد أعد السفير مذكرة من أجل تقديمها الى المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي والحكومة السوفيتية في كانون الثاني(يناير)عام 1975 فور عودته الى موسكو بعد ترك منصبه كسفير في مصر. وبقيت هذه الوثيقة في الارشيف الشخصي لفينوغرادوف وتم الكشف عنها بعد وفاته. ويتبين من المذكرة التي حصلت عليها "روسيا اليوم" ان السادات خان سورية في اثناء الحرب من أجل كسب ود أمريكا ، بينما ضحت غولدا مائير في هذه الحرب بحياة ألفين وخمسمائة جندي وضابط اسرائيليين دون ان يرف لها جفن ارضاء لرغبات الامريكيين في الهيمنة على الشرق الاوسط.


لعبة الشرق الاوسط

أسئلة منبثقة عما يسمى بحرب اكتوبر(تشرين) عام 1973


1. كيف أمكن ان تغدو الحرب مفاجأة بالنسبة الى إسرائيل اذا ما كان القرار قد اتخذ بشأنها منذ أبريل ( نيسان) بصورة مشتركة من قبل مصر وسورية والأردن. ألم يكن جليا للعيان ان الأردن كان يعرف ذلك ، مما يدل في الواقع على ان الولايات المتحدة – حليفة الأردن وبالتالي إسرائيل كانتا تعرفان ذلك؟
2. كيف غدا الهجوم المصري والسوري مباغتا اذا ما كان الاتحاد السوفيتي قد أجلى قبل عدة ايام من 6 أكتوبر( تشرين الأول) افراد أسر الرعايا السوفيت العاملين في مصر وسورية؟ وأجلي من مصر فقط خلال فترة قصيرة جدا 2700 شخص ، علما ان هذا تم ليس في رحلات جوية خاصة فقط بل وبواسطة سفن نقل الركاب وسفن الاسطول البحري – الحربي السوفيتي . هل ان هذا الأمر كان من الممكن ان يخفى عن عيون العملاء السريين الأمريكيين والإسرائيليين؟ زد على ذلك ان الصحافة الغربية حتى نشرت أنباء إجلاء الأفراد هذا بصورة جماعية.
3. كان المصريون يجرون في تلك الفترة مناورات استخدمت كتغطية لتحشيد جميع قواتهم المسلحة عمليا من أجل عبور قناة السويس. فهل لم يلاحظ ذلك العملاء السريون الأمريكيون والإسرائيليون؟ فقد لاحظ ذلك حتى الأهالي المدنيون. وفي نهاية المطاف يعرف جيدا ان الولايات المتحدة كانت تقوم بعمليات إستطلاع مستمرة بإستخدام الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية والأقمار الصناعية. وكان لابد ان يتم رصد تحشد القوات المصرية قبل يومين او ثلاثة أيام من بدء العمليات القتالية.
4. لماذا لم يحذر السادات الاتحاد السوفيتي من العمليات الحربية القادمة؟ فقد كان من النافع بالنسبة له الحصول على الدعم السوفيتي مسبقا – لأن مصر كانت تعتمد كليا على إرساليات المعدات الحربية والذخائر وقطع الغيار السوفيتية ؟
5. لماذا طلب السوريون من الاتحاد السوفيتي فورا لدى ابلاغه في 4 تشرين الاول(اكتوبر) بموصوع العمليات الحربية ان يأخذ المبادرة بعد بدءها وبلا تأخير في طرح مسألة وقف اطلاق النار؟
6. لماذا طلب السوريون مجددا– بعد بدء العمليات الحربية – طرح مسألة ايقاف إطلاق النار؟
7. لماذا لم تواصل القوات المسلحة المصرية بعد عبور القناة الزحف الى عمق شبه جزيرة سيناء – بالرغم من عدم وجود قوات اسرائيلية في هذا الإتجاه قادرة على إبداء مقاومة جدية ( اذا لم يكن لها وجود هناك فحسب)؟.
8. لماذا لم تتوفر لدى القوات المسلحة المصرية عموما الخطط لمواصلة الهجوم في العمق في حالة نجاح العبور ؟
9. لماذا لم تقدم الولايات المتحدة المساعدة العسكرية الى إسرائيل فور بدء العمليات الحربية ، بل تريثت على مدى بضعة أيام قبل ان تبدأ بإقامة الجسر الجوي لنقل المعونات بواسطة الطائرات؟.
  1. لماذا أعطت الولايات المتحدة الى المصريين الفرصة لتوجيه الضربات الموجعة الى القوات الاسرائيلية ، وبدأت العمل الحازم بصورة متأخرة كهذه؟
  2. لماذا لم تنضم القوات الاردنية الى العمليات في المسرح الطبيعي بالنسبة لها وذلك بقطع طرق المواصلات من اسرائيل الى مصر ، الأمر الذي أتاح الى الاسرائيليين إمكانية توجيه قواتها ضد مصر بدون عقبات بعد هزيمة سورية؟
  3. لماذا لم يتم اطباق اجنحة الجيشين الثاني والثالث المصريين في سيناء مما يعتبر خطأ فاحشا حتى بالنسبة للضباط من المرتبة المتوسطة ، ناهيك عن الجنرالات؟
13 . كيف أمكن ان تعبر أولى الدبابات الاسرائيلية من الضفة الغربية للقناة "دون ان تلاحظ". فهل لم توجد لدى المصريين دوريات ومفارز استطلاع بسيطة والتي توجد حتى لدى قوات حرس الحدود؟
14 . لماذا أصر السادات على عدم الرغبة في إتخاذ أية تدابير حاسمة من أجل سد ثغرة الدفرسوار الاسرائيلية ، بالرغم من انه كان يعرف بها بل تلقى نصائح مباشرة من الجانب السوفيتي بشأن ضرورة تصفية الثغرة فورا بالوسائل المتوفرة وحتى كيفية القيام بذلك؟
15 . لماذا أصر السادات على عدم الاصغاء الى النصائح السوفيتية بشأن ايقاف إطلاق النار ، حين حققت القوات العربية في الايام الاولى نجاحات عسكرية باهرة ، بينما أعلن السادات حسب أقواله ان مقصده لم يكن تحرير سيناء كلها؟
16 . لماذا لم يوافق السادات على جميع حجج ألكسي كوسيغين حول إيقاف اطلاق النار ، حين بات واضحا ان سورية تكبدت الهزيمة ، بينما كان يتوسع لديه في مصر على الضفة الغربية لقناة السويس رأس الجسر الاسرائيلي الكبير؟
17 . لماذا لم تتوفر أبدا قوات إحتياطية على الضفة الغربية للقناة وراء خطوط القوات المصرية ؟
18 . لماذا طلب السادات حين كانت العمليات الحربية في ذروتها ان يتواجد في القاهرة ممثلون سياسيون ليس من الاتحاد السوفيتي فقط بل ومن الولايات المتحدة أيضا؟
19 . لماذا رفض السادات الاصغاء الى النصيحة السوفيتية بشأن اقتراح الوسط الذي اقترحه الامريكيون في حوالي 15 أكتوبر (تشرين الأول) ، اي إجابة الأمريكيين بأن يتصلوا بالاتحاد السوفيتي وان ينسقوا معه قضايا الشرق الاوسط؟
20 . لماذا لم يبلغ المصريون الاتحاد السوفيتي بأهداف زيارة فهمي الى واشنطن في أواخر أكتوبر(تشرين الاول) عام 1973.
21 . لماذا لم يبلغ المصريون الاتحاد السوفيتي بنتائج زيارة فهمي ، ولاحقا بنتئاج مباحثات السادات مع هنري كيسنجر في 7 نوفمبر(تشرين الثاني) عام 1973؟
22 . لماذا توقف المصريون فجأة في مطلع نوفمبر( تشرين الثاني) عام 1973 عن إجراء المشاورات مع الاتحاد السوفيتي بشأن اعداد مواقف مشتركة من مؤتمر السلام؟
23 . لماذا لم ينفذ السادات وعوده ولم يطلع الشعب على أفعال الاتحاد السوفيتي في اثناء العمليات الحربية في اكتوبر (تشرين)؟
24 . لماذا طلب السادات من الاتحاد السوفيتي بغتة وبصورة " عاجلة" التعويض عن الخسائر من الطائرات فقط بعد انتهاء العمليات الحربية في 26 اكتوبر(تشرين الاول) وأبدى إلحاحا غير مفهوم بشأن توريدها فورا ، ثم أعلن بعد عدة أيام فحسب ان الاتحاد السوفيتي قد غير سياسته كما يبدو حيال مصر؟ فقد كانت لدى السادات الفرصة لمراقبة تحركات الاتحاد السوفيتي ، الذي ساعد مصر في المرحلة الابتدائية في كسب المعركة ، ومن ثم انقذها من الهزائم؟
25 . لماذا رفضت سورية بغتة المشاركة في مؤتمر السلام في جنيف ؟


الاجوبة المحتملة عن 25 سؤالا: " لماذا" ؟


ان الاجوبة عن هذه الاسئلة صعبة جدا ، لكن اذا ما فرضنا أمرا لايصدق وهو ان العمليات الحربية بدأ ت بموافقة الولايات المتحدة فأن الاجابة تكون منطقية لحد ما:
1 . كانت الولايات المتحدة تعرف بالعمليات الحربية المتوقعة ووافقت عليها وسعت الى " غض النظر " عن الانباء الواردة من الأردن وفي أغلب الظن من مصادر أخرى.
2 . طبعا رصدت دوائر الإستخبارات الامريكية والإسرائيلية عملية اجلاء افراد الاسر السوفيتية بصورة جماعية – وكان لا بد لها من ذلك. ويبدو ان الولايات المتحدة عملت بالاتفاق مع القيادة العليا في اسرائيل أملا في ان تلحق الهزيمة بالقوات المسلحة العربية حتما ، الأمر الذي سيمنح اسرائيل فترة استراحة أخرى لمدة 10 – 15 عاما. وكانت ‘سرائيل على استعداد لهذا الغرض بالتضحية بجزء من قواتها في سيناء ،وبهذا تركز إنتباهها على الهزيمة ... وعدم وجود التواطؤ والذي شكل خطرا فعليا.
3 . لا ريب في انه كان من الصعب ألا يلاحظ العملاء السريون الامريكيون والاسرائيليون تحركات قوات كبيرة ناهيك عن التقارير ذات الطابع المحدد اكثر الآتية من العملاء حول عمل" الاماكن الطيبة " في الجهاز العسكري وجهاز الدولة في مصر . فهذه التقارير قد أهملت لهذا السبب او ذاك بدون ان تترك عواقب ، لأنه تقرر سوية مع الأمريكيين ان يجري " التراجع " في الفترة الاولية ، أي اعطاء السادات الفرصة لبدء الحرب ، وبعد ذلك توجيه ضربة تلحق الهزيمة به.
4 . انطلاقا من عدم توفر النية لدى السادات لتحرير الاراضي المحتلة من قبل الاسرائيليين باستخدام العمليات العسكرية ، بل فقط " ممارسة لعبة" بموافقة الولايات المتحدة ، ولم تكن لديه أية مسوغات لجر الاتحاد السوفيتي إليها: اذ كان يعرف موقف الاتحاد السوفيتي الجاد من قضايا الحرب والسلم ، وتنبأ مسبقا بأن الاتحاد السوفيتي سيسعى الى ايقاف الحرب ، اي منعه من ممارسة اللعبة. علما ان الذخيرة كانت غير كافية لديه لممارسة لعبة الحرب.
5 . يبدو ان السوريين كانوا يعرفون نوايا السادات في ان يمارس فقط لعبة الحرب سوية مع الولايات المتحدة .ومن الطبيعي لم يكن من العسير بالنسبة لهم التنبؤ مسبقا بأن سورية ستقوم بدور " المهزوم" ، لأنهم كانوا يدركون ان القوات الاسرائيلية الرئيسية ستوجه ليس ضد مصر بل ضد سورية ولا يعتزم السادات خوض أي حرب على جبهتين.
6 . لم يرد اي رد فعل من جانب الاتحاد السوفيتي حين حذره السوريون في 4 اكتوبر ( تشرين الاول) ، وطرحوا المسألة بشكل ملموس أكثر حين كان من النافع فعلا ايقاف العمليات الحربية ، اي عندما بلغت القوات السورية الحدود القديمة.
7 . لم تواصل القوات المصرية الهجوم في عمق سيناء لأن هذا لم يكن يتفق مع خطة السادات – في ان يبدأ الحرب فقط ثم ينتظر تدخل الولايات المتحدة. علما ان هجوم المصريين كان يمكن ان يؤدي الى هزيمة اسرائيل ، وهو ما لم يدخل أبدا في خطط الولايات المتحدة.
8 . لم توجد لدى مصر خطة الزحف الى عمق سيناء. وفي أقصى الاحوال كان السادات مستعدا للإكتفاء بالحفاظ علي أي رأس جسر خلال فترة من الزمن ، لأن المسألة كانت فقط تظاهرة عسكرية.
9 . كان بوسع الولايات المتحدة ،طبعا، منذ الأيام الاولى ،وقبل ان يبدأ الاتحاد السوفيتي في تقديم المساعدة الى العرب، مساعدة اسرائيل بنشاط ، لكن في هذه الحال كانت ستنهار فكرتهم الاساسية في الحفاظ على المصالح الامريكية نفسها ، ألا وهو حلق إنطباع بأن الولايات المتحدة أنقذت اسرائيل. ووجب على الاسرائيليين إراقة شئ من الدماء من أجل ضمان المصالح الامريكية.
10. لهذا السبب قدم الامريكيون طلائع القوات الاسرائيلية في سيناء ، بموافقة القيادة العليا الاسرائيلية، قربانا لأهداف " السياسة العليا".
11. إن دخول الأردن الحرب كان سيقود إما الى هزيمة اسرائيل وإما الى كشف اللعبة المصرية كليا أمام الجميع. وصدر الأمر الى الملك بالبقاء في مكانه.
12. ان الانفصال بين جناحي القوات ربما كان خطأ فاحشا ، لكن تم بهذه الطريقة بالذات اظهار موقع ضعف المصريين امام اسرائيل ، لأن اهداف الولايات المتحدة كانت تتضمن إضعاف الجيش المصري أيضا.
13. إن اختراق أول الدبابات الاسرائيلية كان في أغلب الظن نتيجة توزيع القوات المصري المعد مسبقا بمهارة.
14 . لم يرغب السادات في سد الثغرة لأنه تلقى في أغلب الظن تحذيرا من الامريكيين بأن الحدث الذي يتحكم به الامريكيون ضروري من اجل تبرير التدخل الامريكي في لعبة الشرق الاوسط.
15. لم يرغب السادة في وقف اطلاق النار منذ الايام الاولى لأن اللعبة لم تكن قد أنجزت بعد: إذ وجب طبقا لقواعد اللعبة أن يوجه الضربات الى الاسرائيليين. لكن " خانته" الجودة العالية للسلاح السوفيتي والروح الوطنية لدى الجنود والضباط. ولم يطلب منا العمل على وقف اطلاق النار الا عندما رأى ان الامريكيين قد خدعوه.
16. لم يتفق السادات مع الاتحاد السوفيتي بشأن وقف اطلاق الناس لأنه لم ترد إشارة من الامريكيين ، بأن يتدخلوا الى جانب مصر. وأحبط الاتحاد السوفيتي بأفعاله لعبة السادات مع الولايات المتحدة.
17. كان يجب عدم نشر قوات الاحتياط وراء خطوط الجبهة في مصر حيث وجب على السادات وفق قواعد اللعبة ان ينقل الجيش كله الى الشرق.
18 . ان طلب السادات بصدد ارسال مبعوث سياسي امريكي الى القاهرة كان اجراءا مدبرا مسبقا للخطوة المقررة من قبل حول اقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة. وليس من قبيل الصدف ان أشار السدات لدى استفسار السفير السوفيتي حول السبب الذي جعل مصر تعجل في اعادة العلاقات الدبولماسية مع الولايات المتحدة الى انه اقترح منذ فترة العمليات الحربية حضور مبعوث سياسي امريكي في القاهرة.
19 .لم يكن من منفعة السادات البتة ان يدفع الامريكيين نحو الاتحاد السوفيتي ، لأن هدفه كان التعاون مع الامريكيين بدون الاتحاد السوفيتي. أن غياب الاتحاد السوفيتي كان الشرط الرئيسي للتدخل الامريكي.
20 . كانت زيارة فهمي الى واشنطن اول خطوة سافرة تدل على انعطاف السادات نحو الولايات المتحدة. فلم يكن لديه اي مغزى لابلاغ الاتحاد السوفيتي بهذا التحول والانعطاف.
21 . ان غياب المعلومات حول خطوات السادات اللاحقة تنطبق تماما منطقيا مع سياسته في الانعطاف باتجاه الولايات المتحدة. فماذا كان سيبلغ الاتحاد السوفيتي؟ هل سيبلغه بأنه يعتزم سوية مع الولايات المتحدة تقليص العلاقات مع الاتحاد السوفيتي؟
22 . أوقف المصريون المشاورات مع الاتحاد السوفيتي بصدد مؤتمر جنيف لأنهم اقتنعوا( أو علموا) ان الولايات المتحدة لا تريد هذا المؤتمر ، انها ليست بحاجة اليه ، اذ سيرى هناك بشكل ساطع دور الاتحاد السوفيتي ، أي ان هذا يتعارض تماما مع هدفها الرئيسي – دخول الشرق الاوسط بمساعدة السادات.
23 . ان السادات لم يعط حق قدره أبدا موقف الاتحاد السوفيتي في حرب اكتوبر(تشرين) لأن هدفه الرئيسي كان إحداث الانعطاف بإتجاه الولايات المتحدة ، وتطلب ذلك ولو التلميح بأن الاتحاد السوفيتي لم يعمل شيئا ما بصورة مقبولة. فكيف كان بالمستطاع عندئذ التحدث عن موقف الاتحاد السوفيتي ؟
24 . كان توجيه الطلب المفاجئ بالحصول على الطائرات بمثابة " لقية" بالنسبة الى السادات. وكان ذلك السبب الذي استخدمه مستقبلا لتبرير سلوكه حيال الولايات المتحدة. وهذا ما جرى في الماضي ايضا. بعبارة أخرى انه استخدم الاسلوب المألوف – هذا لو اننا لبينا طلبه بالموافقة على تقديمها لوجد حجة آخرى مماثلة.
26 . رفضت سورية فجأة المشاركة في مؤتمر السلام، وفي اغلب الظن عندما علمت ان مصر وكذلك الولايات المتحدة لا تعتزمان المشاركة فيه. انهم في سورية علموا بنوايا مصر والولايات المتحدة في التواطؤ على اجراء صلح انفرادي ، وسيدفع ثمنه السوريون كما كانت الحال في الايام الاولى للحرب.

الموجز

اذن ان العمليات الحربية للعرب في أكتوبر (تشرين الاول) عام 1973 قد تركت الكثير من الأسئلة – المحيرة .. والمشروعة والمنطقية. وفعلا من الصعوبة بمكان ايجاد حدث تأريخي كبير من الماضي القريب ابرز مثل هذا العدد من التساؤلات ، حيث انبثق العديد من الاوضاع غير المعقولة التي لا توجد ايضاحات لها.
لم توجد ايضاحات ؟ هل ان الأمر كذلك حقا؟
نعم ، لا توجد إجابات عن كثير من الاسئلة حتى أبسطها، إذا ما أتبع منطق أحد الاطراف ، إذ انها تعطى فرضيات لافعال السادات بدوافع معينة ، يود أحد ما افتراضها. وإذا ما أعتبر السادات وطنيا حقا في بلاده ، ولم يقدم على عقد صفقات قذرة مع خصومه السياسيين ، وهذا حال الولايات المتحدة على الدوام، فهو شئ . ونحن لن نجد هنا أجوبة عن ابسط الاسئلة.ولا يمكن ان ننسب عبقرية وتنظيم المصريين .. الى غباء وسهو الامريكين ، والى غباء وسهو الاسرائيليين ... فالاسرائيليون ليسوا اغبياء ، ولديهم مخابرات جيدة – على أي حال افضل مما لدى المصريين . هذه حقيقة لا مراء فيها.
لكن اذا ما نظرنا الى جميع الاسئلة المنبثقة من منطق آخر ، اي افتراض دوافع أخرى لسلوك السدات ، وكذلك لسلوك الامريكيين والقيادة العليا في اسرائيل، ولم نعتبرهم من الاغبياء والسذج ، فعندئذ نحصل على صورة مغايرة. عندئذ نحصل على صورة حتى تبعث على الرعشة : وهي صورة وجود تواطؤ بين السادات والولايات المتحدة والقيادة العليا في اسرائيل. وكل طرف يرمي في هذا التواطؤ الى تحقيق اهدافه الخاصة. التواطؤ الذي لا يعرف كل طرف فيه جميع تفاصيل لعبة الطرف الآخر. التواطؤ الذي يسعي فيه كل طرف الى خداع الطرف الآخر.
واذا ما افترضنا ذلك نحصل على صورة عجيبة. فأننا سنجد الاجوبة المنطقية والوحيدة عن جميع الاسئلة الغريبة التي لا توجد لها اجوبة .
كما يمكن للمرء ان يتصور وضع وسلوك بعض اطراف هذه اللعبة الدموية؟

مصر

يغدو الوضع الداخلي بالنسبة للسادات لا يحتمل أكثر فأكثر . فشعبتيه تتدهور حتى بين أوساط الذين يحمي مصالحهم – اي البرجوازية المصرية.
إنه بالنسبة لها مجرد شخصية عابرة – فهو لا يتمتع بذلك القدر من الذكاء والحزم في الدفاع عن مصالحها. انه يمهد الطريق للبرجوازية في وضع صعب حيث ما زال نفوذ المبادئ الناصرية سائدا. ودعه يصفي الناصرية باسرع وقت ممكن ، وعندئذ سيرحل - لأن البرجوازية بحاجة ليس الى زعيم يترنح في موقعه بل الى زعيم حازم ، ورجل " يقف معها حتى النهاية". اما السادات فقد أبدى الكثير من المجاملات للاتحاد السوفيتي ولو انها كلامية.
ولم يفلح الرئيس في تنفيذ وعوده وشعاراته حول الأعوام " الحاسمة". ومضت الأعوام ولم تنجز اي حلول للنزاع مع اسرائيل. وتدهور الوضع الاقتصادي كثيرا بعد أن أقصى حكومة صدقي ، آخر المدافعين عن الناصرية في الاقتصاد ، لأن البرجوازية المصرية تريد الانتقام لجميع ما عانته في السابق.
أثار القلق البالغ تراجع مكانة السادات في العالم العربي. وبدأ يشعر ان الرئيس السوري حافظ الاسد لا يثق به ، بالرغم من ادراكه ان سورية الصغيرة بحاجة الى التحالف مع مصر القوية. ولا يمكن اقامة علاقات مع " خير صديق " – الزعيم الليبي معمر القذافي. فان القذافي شعر بالمهانة للغاية من سلوك السادات الذي لم يسمح الى مسيرة تتألف من 100 ألف ليبي للزحف الى القاهرة من أجل تسليم الرئيس المصري عريضة موقعة بالدم تتضمن المطالبة باندماج ليبيا مع مصر فورا.
وكان الملك السعودي فيصل " العبقري الشرير " في العالم العربي ينظر بامتعاض الى مواقف السادات. وبالرغم من انه راض عن سلوك السادات في معاداة السوفيت والناصرية ومغازلة الامريكيين ، لكنه غير راض عن تردد الزعيم المصري في تحرير الاماكن المقدسة لدى كل عربي والتي يحتلها الغزاة الاسرائيليون ، وهو- أي السادات- يقف خلال فترة طويلة جدا مترددا في التوجه الى الاتحاد السوفيتي ام الى الولايات المتحدة. الا ان الملك فيصل يمثل الاموال ، الاموال الكثيرة جدا . والملك يهبها متى ما رغب في ذلك ، وبسخاء ...
اما الزعيم الجزائري هواري بودمين فكان ينظر الى السادات بشئ من الريبة منذ وقت بعيد. وكانت الجزائر تصبو منذ وقت بعيد الى تولي زعامة الامة العربية ، كما كان ذلك في زمن عبدالقادر. كما ان الجزائر تمثل في العالم العربي " بلاد الشهداء" ، والبلاد التي ضحت بمليون شهيد من أجل نيل الحرية. وكان لدى بومدين مفهومه حول كيف تجب ممارسة دور الزعيم. لكن السادات ليس الشخصية المناسبة لذلك. فهو من عيار آخر. ان مصر اكبر بلاد عربية ، لكنها صارت تتخلف في تطورها السياسي بعد رحيل عبدالناصر.
ومكانة السادات ليست افضل في البلدان العربية الأخرى. لكن بوسعه عدم ايلاء الاهتمام لها ، ودعها نفسها تأخذه في الحسبان.
بدا ان السادات قد أوضح موقفه من الاتحاد السوفيتي . وبإعتقاده انهم هناك يعرفون بأنه ليس صديقا لهم: فقد فقد أودع في السجون رفاق عبدالناصر ، وطرد الخبراء العسكريين السوفيت مجللين بالعار ، ورفض تسديد الديون بشكل استعراضي ، وكذلك اقصاء حكومة صدقي ، والاقوال الفظة التي اوردها السادات بحق القادة السوفيت – وقد فعل هذا كله بغية ان تصل احاديثه الى موسكو حتما : وفي عام 1973 رفض السادات استقبال رئيس الدولة السوفيتية بذريعة أراد نفسه ان تكون مضحكة وان يظهرها للروس كما طلب ان يأتي الى القاهرة رئيس لجنة أمن الدولة السوفيتي كما لو انه يجب ان يقدم تقريره اليه وهلمجرا ، وبضمن ذلك بث الاشاعات بين فترة وأخرى بصدد رغبته في إلغاء معاهدة الصداقة السوفيتية – المصرية، وخلق المضايقات للسفن الحربية السوفيتية في الاسكندرية. وكذلك نشر افراد حاشيته المقربون بإيعاز منه مقالات معادية للسوفيت وغير ذلك.
كان السادات واثقا بأن الاتحاد السوفيتي يهتم باقامة علاقات طيبة مع مصر ، أكثر من إهتمام مصر بإقامتها مع الاتحاد السوفيتي . ومعنى ذلك انه قرر خياره في الجهة التي ينضم اليها. وحتى ذلك الحين يمكن الاستفادة من الاتحاد السوفيتي قدر الامكان.
كما لم يكن السادات يتمتع بمكانة في الغرب ، ولوحظ ذلك من سلوك البلدان حياله. وكانت البلاد الوحيدة التي غالبا ما تخاطبه وبكل احترام هي الولايات المتحدة وقادتها. وعندما اعلن هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الجديد بصراحة ان الهدف الرئيسي لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط هي ابعاد الاتحاد السوفيتي من هذه المنطقة ، شعر السادات ان هناك قوة واحدة فقط يمكن ان تساعده في البقاء في السلطة. انها ليست ممثلة بالكادحين في مصر والبلدان العربية الاخرى – بل انها قادة الولايات المتحدة. فهم وحدهم يتمتعون بالامكانية ما اذا ارادوا في الضغط على اسرائيل. ولا ينتظر ذلك من الروس ، وهم انفسهم اعترفوا أكثر من مرة ، بأنه لا تتوفر لديهم الوسائل لآجبار اسرائيل على تغيير سياستها. انهم كانوا يعنفون الولايات المتحدة بهمة مشيرين الى ان سياسة الولايات المتحدة بالذات تحول دون احلال السلام العادل في الشرق الاوسط : لأن الولايات المتحدة تتمتع بالامكانية لممارسة الضغوط على اسرائيل ، لكنها لا تريد ذلك. ومعنى ذلك ان الروس يعترفون بان الولايات المتحدة قادرة على الضغط على اسرائيل ، أي مساعدة السادات.
ويتبقى أمل واحد هو اقامة العلاقات مع الولايات المتحدة.بيد ان سمعة الولايات المتحدة مشينة في العالم بأسره ، ناهيك عن منطقة الشرق الاوسط. وقد وجه السادات نفسه اللعنات أكثر من مرة الى الامبريالية الامريكية. اذن ما العمل اذا لا يوجد مخرج آخر؟ ألا يمكن عقد صفقة والتوصل الى حل وسط مع العدو ؟..أي الولايات المتحدة – يجب امعان الفكر في هذه المسألة. وبرأي السادات ان الولايات المتحدة ليست عدوا سياسيا ، بل انها فقط احدى " الدولتين الاعظم" التي تكافح من اجل السيطرة على العالم. وبرأيه ان الاتحاد السوفيتي لا يختلف عن الولايات المتحدة في شئ من هذه الناحية. تلك هي فلسفة النزعة القومية البرجوازية.
يجب من اجل اقامة علاقات مع الولايات المتحدة التخلي عن العلاقات الوثيقة مع الاتحاد السوفيتي. وقد ادرك السادات ذلك منذ وقت بعيد. وقد عمل كل شئ من أجل ذلك. وفي هذا المضمار كان كل شئ جاهزا. والامريكيون يعرفون ذلك. انهم يرون ما يجري في مصر ، ويتلقون الرسائل من السادات.
كان السادات بحاجة فقط الى ذريعة جيدة جدا من اجل القيام بالانعطاف السافر. الذريعة التي تكون مقنعة لشعبه ولحكام الاقطار العربية الاخرى وشعوبها ، لأنه يجب ان يعاد تكوين هالة حول رئيس مصر باعتباره زعيم الأمة العربية بأسرها.
وهكذا أتخذ القرار: يجب تعديل مكانته المتزعزعة ( والتي كان الشعب يتحدث عنها بصراحة) في داخل البلاد وفي الخارج بمعونة الولايات المتحدة. لكن يجب القيام بذلك بواسطة تظاهرة علنية ، امام سمع وبصر الجميع ، وبغية صعود المنصة ، وبعبارة مجازية " المجئ على صهوة جواد".
ماذا يمكن القيام به لهذا الغرض من العمليات العسكرية؟ فقد قال الرئيس نفسه مرة في نوبة صراحة غير مفهومة ( او ثرثرة؟): " اذا ما تم تحرير الاراضي العربية بدون حرب ، ولو بدون حرب صغيرة ، فسيكون ذلك أسوأ من مواصلة احتلال العدو للأرض".
ومعنى ذلك لا بد من خوض العمليات العسكرية. كلا ، ليس الحرب ، بل العمليات التي لن تقود الى الهزيمة ، بل تساعد على حفظ الكرامة. لكن من يعرف كيف سيكون سلوك الاسرائيليين ؟ اذ يمكن ان يوجهوا ضربة جوابية عنيفة تعادل الهزيمة. من هنا يستخلص الاستنتاج التالي: يجب العمل على ألا يحدث ذلك. ولا يمكن بلوغ ذلك إلا عبر الامريكيين.
اذن كانت خطة العمل واضحة بالنسبة للسادات. يجب خوض العمليات العسكرية ، وهي ستساعد على " تخفيف الضغط" في داخل الجيش. ويجب ان تظهر قدرات القوات المسلحة المصرية، ويقصد بذلك طبعا اظهاره نفسه بصفته القائد الاعلى ( اذ يكسب الحروب دائما القادة الكبار) من خير وجه. ويجب ألا يراد من هذه العمليات تحقيق نصر كبير ، فلا حاجة اليه ، با انه حتى غير ممكن – اذ يقول الجميع ان القوات المسلحة المصرية مجهزة بأسلحة سوفيتية من نوعية غير جيدة. طبعا ان الاتحاد السوفيتي سيدعو صارخا مجددا الى السلام وسيعمل كل ما في وسعه من أجل ايقاف اطلاق النار ( اذ ليس من مصلحتهم – أي السوفيت-الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة ). واذا فضح الاتحاد السوفيتي نفسه فسيكون من الاسهل بالنسبة له اقامة العلاقات لاحقا مع الامريكيين ، اذ سيكون مطلق اليدين و حرا في العمل. وسيلقى اللوم في جميع الاخفاقات والهزائم العسكرية وغيرها على السلاح السوفيتي السئ، وقلة الارساليات والموقف السياسي للأتحاد السوفيتي الذي يمكن اتهامه بأنه انتزع النصر من ايدي العرب.( بالمناسبة ان هذا ما قاله الرئيس المصري للسفير السوفيتي في سياق العمليات العسكرية :"انتم تريدون انتزاع النصر من أيدي العرب !". ولكنه استطرد قائلا :" لقد تبين للعرب بوضوح احتمال تكبدهم هزيمة عسكرية ساحقة لا نظير لها. مع هذا ان استخدام السادات لهذه العبارة له دلالته).
لهذا وضعت أمام القوات مهمة الحد الأدنى وهي عبور قناة السويس والاستيلاء على رأس جسر – لا يهم كم ستكون مقاييسه- والاحتفاظ به اطول فترة ممكنة بغية بدء اللعبة السياسية .. بمعونة الامريكيين. ووجب استدعاؤهم الى الشرق الاوسط.

الولايات المتحدة



لقد ابعدت رياح حركة التحر الوطني الولايات المتحدة عن الشرق الاوسط ، لكن هذه المنطقة هامة جدا بالنسبة لها : فهناك أضخم احتياطيات للنفط في العالم ، وفيها قناة السويس الاستراتيجية ، كما توجد هناك المشارف الجنوبية القريبة من الاتحاد السوفيتي ، ويوجد هناك أسوأ شئ – الا هو مركز الصراع ضد الاستعمار والامبريالية ، ولذلك فان نفوذ الاتحاد السوفيتي السياسي هناك كبير جدا. وتوجد هناك اسرائيل – القلعة الامامية للولايات المتحدة ، والتي تبقى على مدى أكثر من خمسة وعشرين عاما في حالة فزع مما يترك انطباعا بالغا لدى العرب ، والاعتماد على القوة ، حقا يجب تعزيزها. ينبغي دعم اسرائيل ، وينبغي الحفاظ عليها حتى لدى اتباعها النهج السياسي الذي تتبعه حاليا – رفض اية " تصرفات يسارية " ، ويجب التمسك بالعنصرية الخالصة اي الصهيونية. علما بأنه لابد من ملاحظة ان الدول العربية تتطور وتغدو أقوى يوما بعد يوم ، ولا تفتر عزيمتها في تحرير الاراضي التي احتلتها اسرائيل ، ومع تناميها تزداد قوتها فحسب . وبفضل الاتحاد السوفيتي اصبحت قوتها العسكرية أكبر ، اما عدد نفوس اسرائيل فلا يمكن مقارنته بالدول العربية المجاورة.
يجب على اسرائيل ابداء مرونة أكبر. ان سياستها متشددة وفظة ، وهي تسئ الى سمعة صديقتها وحاميتها – الولايات المتحدة ، وتعرقل مساعي امريكا في اقامة العلاقات مع البلدان العربية. ومعنى ذلك تنبثق لدى الولايات المتحدة مهمة مزدوجة حيال اسرائيل – هي عمل كل ما يمكن من اجل الحفاظ على دورها كسند لها ، والعمل على تخفيف عجرفتها قليلا ، وارغام الاسرائيليين على التنازل قليلا خدمة لمصلحتهم انفسهم من اجل المحافظة على الشئ الرئيسي. فكيف يتم ذلك ؟
يجب الحصول على امكانية " انقاذ" اسرائيل ، حين تواجه المصاعب ، لكن يجب "انقاذها" بصورة دراماتيكية وجلية للعيان ، بغية ان يرى ذلك في اسرائيل وان يظهر بصورة منطقية بالنسبة للعرب – فهم اعتادوا على اعتبار ان الولايات المتحدة تقف الى جانب اسرائيل في كافة الاحوال. وفي الوقت نفسه يجب ان يبين للاسرائيليين إنهم يجب أان يقدموا شيئا من التازلات وبهذا يتولد انطباع مؤثر لدى العرب بغية ان تنتشر الاشعات حول " تغير" موقف الولايات المتحدة من الدول العربية. ومن هنا يبرز الحل المحتمل : يجب منح العرب امكانية توجيه الضربات الى اسرائيل – ضربات غير عنيفة بإسلوب يتم التحكم به أن جاز القول : التضحية ب " عدد ما " من الاسرائيليين من اجل " إنقاذ " اسرائيل لاحقا.
ومعنى ذلك ان المعلومات التي وردت الى الامريكيين عبر المخابرات حول الاستعدادات العسكرية في مصر اتاحت لهم فرصة إقامة ‘تصال مع السادات ، والتلميح له بان الولايات المتحدة موافقة على العمليات العسكرية – طبعا اذا لا تجاوزت الاطر اللازمة. وهذا سيساعد الولايات المتحدة على " ادارة وجهها نحو مصر" ، ويبرر افعال الحكومة الامريكية امام الرأي العام.
ولربما ان الولايات المتحدة قد ألمحت الى السادات بأنها لاتعارض البتة في شن عمليات عسكرية " محدودة".
ولسخرية القدر ان ما حدث هو ان الولايات المتحدة علمت بالتحضير للعمليات العسكرية ، اما الاتحاد السوفيتي حامي مصالح العرب فلم يعلم شيئا من ذلك.

اسرائيل    

لا تسطيع الفئة الحاكمة في اسرائيل الإمتناع عن مساعدة حاميتها الرئيسية وولية نعمتها – الولايات المتحدة الامريكية. ولو تصورنا للحظة وجود اسرائيل بدون الدعم الامريكي الكامل ، بالاخص في المجالين العسكري والاقتصادي ، فأنه يتضح للجميع ان الدول العربية ستقضي على اسرائيل في لحظة خاطفة – مهما كانت سياستها. علما ان الولايات المتحدة بحاجة الى ان يكون الوضع في الشرق الاوسط اكثر استقرارا. وليس لديها من صديق آخر فيما عدا اسرائيل سوى الملك فيصل. وهذا قليل. يجب ان يتوطد نفوذ الولايات المتحدة في البلدان العربية ، على أقل تقدير الكبيرة منها ، التي تهدد اسرائيل ، وعندئذ يمكن التعويل على ان تراقب الولايات المتحدة افعالها. والشئ الرئيسي هو انه في حالة دخول الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط فمعنى ذلك تقلص نفوذ الاتحاد السوفيتي فيه. فكل شئ يستثني الآخر. وسيعني ذلك تقلص الايديولجية التقدمية ، وتحول الانظمة الداخلية بإتجاه اقامة دول رأسمالية عادية الطراز. والرأسمالي يجد لغة مشتركة مع الرآسمالي دائما بشكل أسرع : فالنقود عديمة الرائحة ولا تفرق بين الناس طبقا للون البشرة او المعتقدات.
اذن ان تقوية نفوذ الولايات المتحدة في العالم العربي مفيد لاسرائيل. اذن يجب مساعدة الامريكيين فهذا في مصلحة اسرائيل نفسها. لكن كيف يتم ذلك؟
قبل كل شئ يجب البحث عن الحلقة الاضعف. وتعتبر مصر بلا جدال هذه الحلقة في العالم العربي. ويعرف الجميع موقف السادات من الحركة التقدمية في داخل البلاد وبشكل خاص حيال الاتحاد السوفيتي. بالاضافة الى كونها اكبر دولة عربية. اما سورية فيمكن ان تتم المحاولة للتخلص منها بطريقة عسكرية، فالفرص عندئذ طيبة.
هل يستعد السادات للحرب ؟ حسنا. كيف يمكن ان يقاتل؟ فقط بعبور قناة السويس . هل تحتاج اسرائيل من وجهة النظر الاستراتيجية الى خط دفاع طويل على امتداد قناة السويس كلها؟ انه لا ينفع. والأفضل بكثير اقامة الدفاع بنقاط حيوية صغيرة – مثلا في ممري متلا والجدي الجبليين في شبه جزيرة سيناء. ففي حرب عام 1967 أصر كثيرون ، ومنهم موشى دايان ، على الانسحاب من القناة واقامة خط الدفاع في هذين الممرين. لكن انتصرت يومذاك الاعتبارات السياسية. اذن فخط الدفاع على القناة لا يعتبر مكانا مباركا. وفي أغلب الظن ولدت بالاشتراك مع الامريكيين فكرة احتمال الانسحاب لدى الضرورة من خط الدفاع على امتداد القناة. طبعا ان هذا سيتم في أسوأ الاحوال ، لكن يجب القتال ، فلا يسلم الخط بلا قتال.
أما فيما يتعلق الأمر بسورية فأن المسألة اكثر صعوبة. ان المسافات هناك قصيرة وقد يزحف السوريون الى الوديان في داخل اسرائيل نفسها. وهنا لا يمكن التنازل عن شئ. هنا يجب العمل في الاتجاه المعاكس مباشرة – يجب استغلال الفرصة السانحة وتفتيت القوات المسلحة السورية بغية ألا تستطيع الصمود.
ولهذا وجهت القيادة العليا الاسرائيلية جميع القوات الى الحدود مع سورية ، في اغلب الظن انها تلقت معلومات حول تحشد القوات المصرية والوسرية بشكل منقطع النظير ، ولم ترسل اية تعزيزات الى سيناء وقناة السويس حيث تقدمت قوات مصرية ضخمة وبقدر أكبر . ووجب على الجنود الاسرائيليين في سيناء القيام بدورهم في المسرحية السياسية – دور المعذبين الذين حكم عليهم بالهلاك مسبقا.

الاتحاد السوفيتي

لقد كان استئناف العمليات العسكرية في الشرق الاوسط فعلا امرا غير مرغوب فيه كليا بالنسبة الى الاتحاد السوفيتي.ولو انطلاقا من انها لم تكن محاولة نزيهة من مصر لاستعادة الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل. علاوة على ذلك فان العمليات العسكرية بحكم طابعها كانت دوما غير معروفة النتائج . انها الوسيلة القصوى وغير المرغوب فيها جدا. بالاخص ان احتمال هزيمة الجيوش العربية كان كبيرا جدا لاسيما بعد سحب الخبراء العسكريين السوفيت.
لكن ما دامت العمليات العسكرية قد بدأت يجب تحديد الموقف. ولم يكن ذلك أمرا عسيرا. نعم استجاب الاتحاد السوفيتي الى رغبة الاسد قبل بدء العمليات العسكرية بأن يطرح الاتحاد السوفيتي بعد بدء العمليات العسكرية مبادرة ايقاف اطلاق النار وبقاء القوات في المواقع التي تشغلها.
ودعا الاتحاد السوفيتي مصر وسورية ، الى جانب تقديمه مساعدات عسكرية عاجلة بكميات ضخمة ، الى ايقاف اطلاق النا ر ، بينما كان ذلك في ذلك الوقت غير نافع بالنسبة الى مصر وسورية. فقد حقق العرب نجاحات عسكرية كبيرة وغير متوقعة في الايام الاولى : اذ تم عبور القناة في جبهة واسعة واستعاد السوريون مرتفعات الجولان وفي بعض الاماكن بلغوا حدود عام 1967 . لكن السادات ابدى العناد والاصرار. لماذا ؟
يمكن الافتراض بان لعبة السادات احبطت منذ البداية . وسارت جميع الامور في مسار غير مقرر.
ووقف الاتحاد السوفيتي بحزم الى جانب الدول العربية ليس سياسيا فقط بل بإرسال احدث المعدات العسكرية. وفي الواقع انه غامر بالدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة. ولكن السادات لم يضع هذا في حسابه ابدا.
والضربة الاخرى هي ان السلاح السوفيتي الذي كان لدى الجنود والضباط المصريين كان كما تبين عالي الكفاءة. وكان أفضل من السلاح الامريكي الموجود لدى الاسرائيليين.
وثمة ضربة أخرى هي ان تدريب القوات الذي جرى ايامذاك تحت اشراف المستشارين والخبراء السوفيت بموجب طرق التدريب القتالي السوفيتية كانت تتفوق في حالات كثيرة على كفاءة تدريب الاسرائيليين. تضاف الى ذلك الروح المعنوية العالية للجنود والضباط المصريين. وكان هذا كله شيئا غير متوقع.
لقد عبرت القوات المصرية القناة في الوقت المحدد وفي فترة أقصر لحد ما مما كان مخططا له.اما الخسائر فكانت بنسبة 10 بالمائة من الافراد بينما كان من المتوقع ان يبلغ الثلث. وانتصر العرب على الاسرائيليين. وكان هذا نبأ رائعا لدى السادات ، كما كان في الوقت نفسه نبأ سيئا: فقد انهارت خطط اللعبة. فماذا سيعمل الامريكيون ؟ وكيف سيكون دورهم ؟ ان السادات تجاوز قواعد اللعبة التي حددها لنفسه ، ومارس دوره جيدا جدا فيها.
ولهذا أوقفت القوات المصرية زحفها بعد عبور القناة. انها وقفت فحسب على مسافة 3-5 كيلومترات عن القناة - ولم تتوفر الخطط العسكرية لما يجب عمله لاحقا. كما لم تكن امامها قوات اسرائيلية ، لأن القوات الرئيسية الاسرائيلية كانت على الجبهة السورية.
وصار السادات ينتظر مجئ القوات الاسرائيلية! شئ غريب ، لكنه واقع . وقال السادات الحقيقة تقريبا :... قال الحقيقة للاتحاد السوفيتي.. وتوقف وانتظر، حدث هذا في الحرب التي تلقى فيها السوريون ضربة الجيش الاسرائيلي كله.
لم يقبل السادات اية نصائح : بشأن ايقاف اطلاق النار او مساعدة السوريين. كان ينتظر لأنه وجب ان يعطي الفرصة الى الامريكيين للانخراط في اللعبة ، بعد ان انتهكت جميع الخطط.
اما الولايات المتحدة فأنها خلال اسبوع تقريبا لم تقدم اية مساعدة عسكرية تذكر الى اسرائيل : فقد حدث اختلال في قواعد اللعبة لديهم أيضا. ولم يكن يشغل بالهم مصرع الاسرائيليين على القناة ، فقد كان هذا " ضمن الخطة".
لكن سرعان ما أتضح شئ آخر. فقد تكبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة في الافراد والمعدات على الجبهة السورية. كما ان خسائر اسرائيل على الجبهة المصرية - لاسيما في المعدات الغالية الثمن – كانت كبيرة للغاية : اذ كانت الصواريخ السوفيتية المضادة للطائرات والدبابات تصيب اهدافها بدقة. وبلغت الخسائر فى الدبابابت عدة مئات وفي الطائرات – العشرات. وهذا كله لم يكن مدرجا في الخطة. وهكذا تحولت العملية العسكرية " المحدودة" ، المتفق عليها مع السادات، الى ترف غالي الثمن ، كما كانت تهدد بفشل اللعبة كلها ، أي هزيمة اسرائيل – أحد اللاعبين الرئيسيين فيها.
لقد اضحت الولايات المتحدة من الناحية السياسية في حالة عزلة تقريبا، بالرغم من ان الجميع كانوا يعرفون ان العرب بدأوا الحرب. ولم يتراجع الاتحاد السوفيتي عن مواقفه ، وابدى الصلابة ، بالرغم من انه اقترح على الامريكيين القايم بأعمال مشتركة من أجل احلال السلام الحقيقي أي العادل في الشرق الاوسط.
وأضطر الامريكيون ، لو بصورة متأخرة ، الى فتح جبهة واسعة من الارساليات العسكرية الى اسرائيل المؤلفة من المعدات وحتى مع العسكريين الامريكيين.
كما ان القيادة العسكرية والقيادة السياسية في اسرائيل أصابها القلق من نتائج الايام الاولى للعمليات القتالية التي جرت بشكل يختلف تماما عما كان مقررا. فقد كانت القوى كلها موجهة ضد سورية لكن الخسائر الطبيعية كانت جسيمة ، واصبح كل كيلومتر بمثابة كابوس. حقا ان السادات انقذ الوضع: اذ اوقف قواته ولم يتقدم، بالرغم من انه كان بالمستطاع نقل جميع القوات الى سورية. وبدأ وصول طائرات ودبابات ومروحيات ووسائل توجيه امريكية جديدة الى اسرائيل. ورفع الحظر عن قصف دمشق واللاذقية. وسرعان ما تراءت امكانية تحقيق النصر التام بالاستيلاء على دمشق . وكان هذا النصر ثقيلا ، وكان الافضل ألا يحدث. وتراجع السوريون لكن لم يلحق قواتهم الدمار ، وعوضت المعدات العسكرية السوفيتية مكان المدمرة – اذ كان هدف اسرائيل هو تدمير سورية التام من الناحية العسكرية. لكن هذا لم يتحقق.
وعندما بدا ان من الواجب القيام بهجوم آخر وستسقط دمشق أوقف الاسرائيليون الهجوم. ولم يحدث هذا برغبتهم فحسب. فقد اضطروا الى ايقافه بسبب الصعوبات وربما ورد الأمر بأن الاستيلاء على دمشق سيجعل من الصعب تنفيذ لعبة الامريكيين الرامية الى كسب ثقة العرب. فمن سيتحدث الامريكيون معهم اذا ما سمحوا للاسرائيليين بالاستيلاء على دمشق ؟
كما ان السوريين لم يكونوا قادرين على الهجوم على اسرائيل – وهذا يكفي. الآن يجب معاقبة السادات – فقد ظهر ان جيشه ذا فعالية قوية جدا ، والشئ الرئيسي انه في هذه الايام لم يبتعد عن الاتحاد السوفيتي بل إلتصق به كما يبدو: فليس من العبث ان ارسلوا له السلاح عبر جسر جوي. والارساليات بواسطة البحر؟ هل انها بقيت بعيدة عن الانظار. فلم تدخل وتخرج من الاسكندرية الميناء المصري الوحيد على ساحل البحر الابيض المتوسط سوى السفن السوفيتية. ولا يتطلب الأمر ان يكون المرء رجل مخابرات محنكا – ويكفي استئجار رصيفين في الميناء لرصد ، ولو بصورة تقريبية ، ما تحمله هذه السفن وعدد العسكريين الذين ينزلون الى البر. ان تدخل الاتحاد السوفيتي قد أفسد اللعبة كلها، وقرر السادات الاستفادة من الطرفين وحلب بقرتين.
توقف الهجوم الاسرائيلي على سورية وزحفت القوات بصورة عاجلة نحو الجنوب ، الى سيناء ، حيث كان السادات ينتظرها على أحر من الجمر.
وماذا عن موقف الملك حسين ؟ ألم يكن باستطاعة الاردن سد هذا الطريق غير المحصن من الشمال الى الجنوب؟ طبعا كان يستطيع ذلك. وقد طرح هذا السؤال على السادات. فـأجاب ان دخول الاردن الحرب لم يكن مناسبا لأنه كان سيمني بالهزيمة حسب زعمه. علما انه لم يكن مطلوبا من الحسين عمل أي شئ على الاخص سوى سد الطريق. لكن هذا لم يدخل في خطط لعبة الامريكيين والسادات . وهكذا تدفقت القوات الاسرائيلية نحو الجنوب دون ان يعترضها أحد.
ان عبور القوات الاسرائيلية الى الضفة الغربية للقناة يعتبر من اكثر الجوانب غموضا في هذه العمليات العسكرية. فما حدث هناك هو أحد أمرين: اما عدم كفاءة المصريين عسكريا بشكل يبعث على الدهشة ، وهو أمر يمكن تقبله لكن بصعوبة ، واما انها عملية مدبرة ، وهو امر يصعب تصديقه ، لكنه محتمل.
على أي حال تجذب الانظار رحابة الصدر العجيبة وحتى لا مبالاة الرئيس حيال واقع تسلل الدبابات الاسرائيلية عبر القناة. فقد أجاب عن الاسئلة حين عبرت القناة خمس دبابات فحسب بقوله: ليس في هذا أي خطر ، انها عملية "سياسية"(؟). وحتى عندما تشكل على الضفة الغربية رأس جسر اسرائيلي كبير لم يكف السادات عن تكرار ان هذه المجموعة من القوات لا قيمة لها من الناحية العسكرية !
ان التدابير التي اتخذت من أجل تصفية الثغرة تبعث على السخرية فحسب ، ولم يرغب الرئيس في الاصغاء الى النصائح الواردة من موسكو . وبدا كما لو انه سمح للأسرائيليين عن قصد بالتوغل في افريقيا. وفي أغلب الظن ان هذا بدا غريبا حتى بالنسبة الى الاسرائيليين أنفسهم – على اي حال هذا ما كتبه شهود العيان.
لماذا لم يوقف الامريكيون الاسرائيليين؟ ان الجواب يكمن في رغبتهم في الحصول على أداة للضغط على السادات الذي وفر لهم الفرصة للظهور بمظهر صانعي السلام ومنقذي مصر ، واستغلال الفرصة لحلب بقرتين هما مصر واسرائيل. فقد جرى حتى ذك الحين خرق جميع الخطط ، واضطرت الولايات المتحدة بحكم الظروف وبدون ارادتها الى الغلو في ممارسة دور منقذ اسرائيل أيضا!
لكن تدخل الاتحاد السوفيتي خلط الاوراق مجددا. فقد استطاع الاتحاد السوفيتي بطلب من السادات الذي رأى ان الامريكيين خدعوه الآن من التوصل الى ايقاف اطلاق النار مع بقاء القوات في المواقع التي ترابط فيها. وواصل الاسرائيليون بموافقة الامريكيين بجلاء انتهاك قرار مجلس الامن الدولي وواصلوا هجومهم على قناة السويس سعيا الى عزل الجيش الثالث المصري الموجود في الجناح الجنوبي لسيناء.
ولم ينقذ مصر سوى الموقف الحازم للأتحاد السوفيتي الذي اعلن بطلب من السادات استعداده لأرسال قوات الى الشرق الاوسط من جانب واحد اذا لم ترغب الولايات المتحدة بالعمل المشترك.
وفيما يخص الاتحاد السوفيتي فان العمليات العسكرية المفاجئة في الشرق الاوسط منحته الفرصة لكي يحرك قدما الى الامام قضية تسوية أزمة الشرق الاوسط بالوسائل السياسية. ولهذا اعتبر القرار حول عقد مؤتمر جنيف للسلام في الشرق الاوسط انجازا كبيرا لجميع المهتمين فعلا بتسوية الازمة الخطرة في هذه المنطقة من الكرة الارضية ، واجراء التسوية بالوسائل السلمية.
بيد ان هذا لم يكن مخطط الولايات المتحدة واسرائيل والسادات. وكان كل طرف كما نرى يصبو الى تحقيق اهداف مختلفة تماما بعيدة عن الرغبة في تسوية النزاع لصالح شعوب هذه المنطقة. ولهذا تبدو مفهومة تماما الخطوات التالية لهذه البلدان الرامية الى احباط انعقاد المؤتمر.

أذن .. النتيجة

لقد " انقذت" الولايات المتحدة مصر بتصفية ثغرة الدسرفوار في الضفة الغربية للقناة.
أعطت الولايات المتحدة الفرصة الى اسرائيل( بمعونة السدات) لتوجيه ضربة عسكرية قوية الى سورية.
ضمنت الولايات المتحدة أمن اسرائيل بعقد اتفاقيات فصل القوات مع مصر وسورية ، حيث استحدثت مناطق ترابط فيها القوات الدولية واتخذت إلتزامات جديدة بشأن وقف اطلاق النار.
عوضت الولايات المتحدة اسرائيل عن جميع خسائرها في الحرب (بلا ريب ان الخسائر بالافراد والمعدات لا تعني شيئا بالنسبة الى الولايات المتحدة ).
دخلت الولايات المتحدة الشرق الاوسط بمساعدة السادات في محاولة لاظهار انها صانع السلام الوحيد في هذه المنطقة.
شن السادات ثمنا لهذه الخدمات حملة ضد السوفيت هدفها التشهير بالاتحاد السوفيت وبكل من يرتبط معه. علما ان هذا كان ايضا احد الاهداف الرئيسية للولايات المتحدة.
توطدت مواقع السادات في الاشهر الاولى بعد حرب اكتوبر في داخل البلاد على موجة " الانتصارات".
شغلت مصر في الاسابيع الاولى بعد الحرب عن حق موقعا قياديا بين الدول العربية.
بدا ان جميع الاهداف الموضوعة قد تحققت. فهل ان الأمر كذلك؟
ان هذه كلها ظواهر مؤقتة . فبعد مضي عام ...

ماذا حدث لاحقا؟

اهتزت مواقع السادات مجددا في داخل البلاد بسبب التوجه الكامل نحو الولايات المتحدة ، كما لم يطرأ تحسن على الوضع الاقتصادي ، وما كان بوسعه ان يتحسن في وجود مثل هؤلاء الحكام. وبدأت المظاهرات – بدا وكأنها ذات طابع اقتصادي ، لكنها ذات سمة سياسية.والجدير بالذكر ان السادات بدأ مجددا بإعتقال اليساريين. وهذه علامة غير طيبة بالنسبة له.
تراجعت مكانة مصر مجددا. وصارت اللعنات توجه الى السادات في سورية وفي الجزائر ولدى الفلسطينيين ومن جانب القذافي. بينما كان الملك فيصل بن عبدالعزيز الوحيد الذي ابدى رضاه. كما ربطت اواصر المودة بين شاه ايران والسادات . وهذا فقط. ان هذه الانجازات في مجال السياسة الخارجية متواضعة.
وماذا بعد ؟
هل ستنشب حرب جديدة ؟ بتواطؤ او بدونه؟.
يناير (كانون الثاني) 1975

* * *
زرت الاردن بمهمة رسمية في مارس(آذار) عام 1975 . ودعاني ابوزيد الرفاعي رئيس الوزراء لتناول طعام الفطور في بيته. وكان هناك ايضا عبدالمنعم الرفاعي عم رئيس الوزراء عضو مجلس الاعيان وحسن ابراهيم وزير الدولة للشؤون الخارجية الامين العام لوزارة الخارجية وكذلك السفير الكسي ليونيدوفيتش فورونين وشريكي ساشا كالوغين السكرتير الثالث في السفارة.
وفجأة سأل ابو زيد الرفاعي :" أتعرف ان الرئيس السوري حافظ الاسد على ثقة بأن عبور الاسرائيليين الى الضفة الغربية لقناة السويس في اثناء العمليات العسكرية في عام 1973 قد جرى بموافقة السادات ؟".
فأصابتني غصة في حلقي وبحلقت في رئيس الوزراء. فما معنى ذلك ، هل انهم قرأوا افكاري؟ وأبديت دهشتي ، بل حتى نفيت بشكل قاطع مثل هذه الفكرة ، الا انني سألت الرفاعي:" غير مفهوم ، أمر عجيب – وحتى اذا قبلنا بهذا الاحتمال ، فما حاجة السادات الى ذلك؟".
وأعاد الرفاعي السؤال:" كيف لماذا ؟ ان الأسد على ثقة بأن هذا ما جرى فعلا. اما السبب فهو انه كانت ثمة حاجة لاعطاء الفرصة الى كيسنجر من أجل " التدخل" ، ومنحه الحجة لتنفيذ خطته البعيدة المدى " لفصل القوات ودخول الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط".
لم أجبه ولم أواصل الحديث حول هذا الموضوع...
وذكر الرفاعي شيئا آخر. فقد كان الاردن يعرف فعلا بقرار مصر وسورية حول بدء العمليات العسكرية لكنه لم يعرف موعد بدئها بدقة. اما الدور العسكري الذي أعطي الى الاردن فهو عدم التحرك وتحشيد القوات على التلال المشرفة على وادي نهر الاردن – من الجهة المعاكسة فقط. ووجب ان يغطي الاردن الجناح الايسر لسورية.
عندما بدأت العمليات العسكرية وظهرت بوادر النجاح غير المتوقع اقترح الملك حسين على مصر وسورية فورا بدء العمليات العسكرية حالما تبلغ القوات المصرية الممرات في سيناء ، بينما تسيطر القوات السورية على مرتفعات الجولان. وأعطى الرئيس السوري موافقته على ذلك فورا. اما السادات فأنه كان يرسل يوميا برقيات تدعو الاردن الى عدم التحرك. وحسب اقوال الملك حسين فأنه كان يرجو الاردنيين عدم التحرك ويبرهن على بكل السبل على ان احتلال اسرائيل ولو " شبر واحد" من الضفة الشرقية سيترك اثرا سلبيا أكثر من احتلال سيناء كلها. وقال لي الملك حسين ان الاردن لم يتحرك طبعا بسبب رد الفعل ذاك ، وكما اظهرت الاحداث انه عمل بشكل صائب. والاردنيون يرتابون ايضا في ان السادات كان يمارس لعبة قذرة.
وقال الاسد في حديث مع الرفاعي انه لن يسمح بأن "تستغل" مصر سورية مرة أخرى ، كما فعلت حين بدأت العمليات القتالية ومن ثم اوقفت اطلاق النار بدون الاتفاق مع سورية ، ومن ثم في عقد مؤتمر جنيف والخروج منه ، وبعد ذلك بدء المفاوضات المباشرة مع اسرائيل بوساطة امريكية وهلمجرا. اذن ذلك هو تقييم الوضع. انه يتفق مع تفكيري ..
وعموما ، لماذا توفي المشير احمد اسماعيل علي ؟ فهو الشخص الوحيد الذي كان يعرف خلفيات الاحداث كلها. لماذا ؟ أو كيف ؟
* * *
لقد ابلغني محيي الدينوف سفيرنا في سورية ان الرئيس السوري حافظ الاسد قال له في 12 أكتوبر (تشرين الاول) حين أوقفت القوات المصرية التي عبرت الى الضفة الشرقية لقناة السويس العمليات القتالية فجأة، انه على ثقة بأن افعال السادات كانت مقصودة ، ووصفها بانها خيانة لسورية.

* * *
يمكن الاطلاع على النسخة الاصلية للوثيقة (باللغة الروسية) على
http://arabic.rt.com/media/files/docs/Vinogradov-1.doc.pdf
http://arabic.rt.com/media/files/docs/Vinogradov-2.doc.pdf
http://arabic.rt.com/media/files/docs/Vinogradov-3.pdf
* * *

Photoفلاديمير فينوغرادوف
موجز سيرة حياة فلاديمير فينوغرادوف

- ولد في 2 أغسطس(آب) عام 1921 في مدينة فينيتسا الاوكرانية.
- في عام 1944 إلتحق بمعهد منديلييف الكيميائي – التكنولوجي بموسكو.
- في عام 1948 درس في اكاديمية التجارة الخارجية لعموم الاتحاد السوفيتي.
- في فترة اعوام 1939-1943 أدى الخدمة العسكرية في الجيش الأحمر.
- في فترة 1948-1950 ترأس أحد أقسام الممثلية التجارية السوفيتية في بريطانيا.
- في فترة 1950-1952 رقي الى منصب نائب رئيس البعثة التجارية السوفيتية في بريطانيا.
- في فترة 1952-1956 تولى منصب نائب رئيس دائرة التجارة مع البلدان الغربية في وزارة التجارة الخارجية السوفيتية.
- في فترة 1956 -1962 تولى منصب رئيس دائرة التجارة مع البلدان الغربية في وزارة التجارة الخارجية السوفيتية.
- عمل منذ 16 يوليو(تموز)1962 وحتى 3 أبريل(نيسان)1967 سفيرا فوق العادة مطلق الصلاحيات للأتحاد السوفيتي في اليابان.
- في فترة 1967 – 1970 تولى منصب نائب وزير الخارجية السوفيتي.
- في فترة 9 أكتوبر(تشرين الاول) 1970 – 4 أبيل(نيسان) 1974 في منصب سفير الاتحاد السوفيتي في مصر.
- في فترة 1974 – 1977 تولى منصب سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية السوفيتية.
- في فترة 29 يناير(كانون الثاني) 1977 – 2 يونيو(حزيران) 1982 تولى منصب سفير الاتحاد السوفيتي في ايران.
- في فترة 28 مايو (أيار) 1982 – 11 أكتوبر(تشرين الاول) 1990 تولى منصب وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية.(وجدت هذه الوزارة في عهد الحكومة الشيوعية وكانت تمارس حصرا مهام سفر المواطنين الى الخارج).
- في فترة 1982 – 1987 – عضو مجلس ادارة وزارة الخارجية السوفيتية.
- في فترة 1987 – 1988 – رئيس الهيئة الادارية لجمعية الصداقة السوفيتية – المصرية.
- في فترة 1988 – 1992 – النائب الاول لرئيس الهيئة الادارية المركزية لجمعية الصداقة السوفيتية – الفنلندية.
- بدأ منذ عام 1990 العمل مدرسا في معهد العلاقات الدولية بموسكو.
- تولى في عام 1992 رئاسة لجنة المنظمات الاجتماعية لدعم تسوية ازمة الشرق الاوسط.
- توفي في 21 يونيو(حزيران) عام 1997 بموسكو.

Locations of Site Visitors
Powered By Blogger