الثلاثاء، 10 مايو 2011

النخبة و برامج الــ هاو هاو .. شو



أحمد شاكر | 10-05-2011

نخبة ، مثقفة ، عندما اسمع أيا من اللفظين السابقين ، أتحسس جبهتي داعيا المولي سبحانه وتعالي أن يقينا شرهم ، فلا أمر علي مصر خلال النصف قرن الماضي منهم ، ابحث عنهم ستجدهم بإبتساماتهم الصفراء وراء كل مصيبة تحل علي البلاد ، متخذون من بضع مصطلحات سياسية مع عدد منتقي من الألفاظ ( المجعلصة ) المستعصية علي فهم المواطن البسيط أداة وسلاح للإستعلاء يحققون به مبتغاهم في تدمير الوطن .. !

هؤلاء هم الكارثة الحقيقية علي مصر و المصريين ، تراهم في كل المؤتمرات والندوات والصحف وبرامج الـ هو هو شو يتحدثون بإسمنا وهم لا يملكون من أحدنا توكيلا بذلك ، يفتون بجهل في السياسة والدين والإقتصاد والعلاقات السياسية والدولية ، لا تجد من يصدهم أو يتصدي لهم ، ولو حاول أحد العقلاء أن يفعل ، لإنطلقوا عليه مثيرين حوله عاصفة من النباح و الضجيج ، تماما كما يحدث من الوعاء الفارغ مقارنة بالوعاء المملوء ..

لكن كيف تصنع مثقفا أو تصبح عضوا في النخبة .. الحكاية بسيطة للغاية ، عليك أولا أن تتنكر للدين الإسلامي ، وأن تسخر من الحجاب ، وتطعن في النقاب ، وتستهزأ باللحية ، وتتأفف من شعائر إقامة الصلوات الخمس ، ثم تبدأ عملية الإفك العظيم علي طريقة دس السم في العسل ، بالإشادة بالتجارب الغربية المنحله ، والإباحية الشاذة ، متلوكا بالألفاظ ، من نوعية الليبرالية و الإشتراكية واليسارية و حقوق الإنسان و حرية التعبير ، ولابد من أن يقف خلفك جهاز إعلامي فاسد يعضدك في مسعاك الأكثر إفسادا ويروج لك علي طريقة بيوت الملذات الأوروبية الشهيرة لأن ما يحدث ببساطة هو ثقافة داعرة ، بعدها تصبح عضوا هاما في نادي النخبة المثقفة و مبروك عليك .

أغلب هؤلاء يملك قلبا أسود من أسفلت الطريق ، لا يطيقون لمصر خيرا ويدعون العكس ، عددهم لا يزيد علي المائتي شخص ، معروفون بالإسم ، لكنهم للأسف مسيطرون تماما علي كافة وسائل الإعلام والصحافة و التلفزيون ..

ولو تتبعت تاريخهم مع السلطة لو جدت الكثير منهم كان حريص علي إمساك ذيل الفستان للهانم سوزان مبارك ليلا في الحفلات والإجتماعات الخاصة ، أما نهارا فلا تسمع إلا نباحهم في الصحف الملونة يبثون سموهم و ينفخون في الكير لزيادة الإحتقان بين طوائف الشعب بغية تحقيق أهداف من يقف خلفهم متحكما في كل ما يتقولون به ..! يفعلون ذلك وعيونهم تذرف دمعا كذبا تباكيا علي حال البلاد ..!!

ولو أراد أحد رأيي من باب الإستدلال ، فلابد من القضاء عليهم فورا ، مع تحجيم دورهم الثقافي ، وتحديد إقامتهم الفكرية العنصرية ، الكارهه لكل ما هو عربي مسلم ، وأية قيم ومبادئ سماوية قويمة ، هذا لو أردنا حقا خيرا لمصر بمسلميها ومسيحييها ، لو حدث هذا لن تجد فتنه ، ولن تسمع عن إضطهاد ، ولن تشاهد جرائم عنصرية أو عقائدية فكرية..

المجلس العسكري أيضا لابد أن ينتبه لوجود أمثال هؤلاء بيننا ، كما أنه لابد بالضرورة ألا يقع تحت تأثير أفكارهم الشاذة الجانحة ، بل عليه أن يتنبه أكثر لهجومهم الكاسح المنظم علي الإسلام ، أغراضهم المدفوعـة الأجـر واضحـة للجميـع ، لكن الجميـع في نفس الوقت لا يملك حيالهم شيئـا ..!!

المزعج أنه لم يحدث يوما أن ضبط أحدهم مدافعا عن الإسلام ولو بطريق الخطأ ..!! .. رغم أن بعضهم يحمل إسم محمد ..؟؟

دعونا لا نجهد أنفسنا في البحث وراء أية حوادث طائفية تقع ، لأن الجاني في رأيي معلوم يجلس يوميا منتفخ الأوداج في برامج الـ هو هو شو التي تفتح له ذراعيها هي الأخري بالأحضان في جريمة فاضحة متكاملة الأركان ، وهذا الجاني هو الذي يروج لفكرة فلول النظام السابق لإبعاد أية شبهه حوله ولو لم يجد سيجد في السلفيين من يدفع فاتورة حسابه ، ورغم أن فكرة الفلول حقيقية وموجودة ، إلا أن تلك الفلول من الغباء بمكان للتخطيط بمثل تلك الدقة التي تبعث علي الريبة ، ففلول النظام السابق أغبياء بالسليقة ، مسيرون بطبعهم ، والتخطيط لإثارة الفتن الطائفية لا يتسق وغبائهم الواضح ، فكبيرهم هو موقعة الجمل أو الجلابية لا أكثر ..

لكن في النهاية أين شباب الثورة من كل ما يحدث ..؟ .. شباب الثورة وغالبية الشعب المصري الذين قاموا بها ، عادوا إلي قواعدهم سالمين و كأن هذا هو دورهم ..! .. بينما تركوا الساحة شاغرة لهؤلاء ينظمون المؤتمرات الوطنية ، ويعقدون الحوارات الفكرية ، ويتسولون المعونات الخارجية ، ويتسكعون في الطرقات السياسية بإسم الثورة والثوار دون رادع حقيقي لأمثالهم ، لذلك أري أننا بحاجة إلي ثورة جديدة تحجمهم أو تطيح بهم من مواقعهم لتطهير مصر منهم لو إبتغينا بصدق إستقرارا لتلك البلاد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger