الأحد، 20 نوفمبر 2011

هزيمة الأمريكيين على أعتاب ميدان التحرير


هزيمة الأمريكيين على أعتاب ميدان التحرير


أ.د. محمد إسحاق الريفي

يبشر الحراك الشعبي المصري الراهن بالخير، لأنه يؤكد سلامة منظومة التغيير الثلاثية، والتي تتكون من الإرادة، والقيادة، والوعي. فقد أكد الشعب المصري أنه على وعي كامل بمحاولات الولايات المتحدة وأعداء أمتنا العربية لإحباط الثورة المصرية واختزالها في تغييرات شكلية فارغة المضمون.

كما أكد الشعب المصري أنه يمتلك إرادة حقيقية صلبة لتحقيق أهداف ثورته، وعلى رأسها تحرير الإنسان والإرادة السياسية المصرية. وأثبت الإخوان المسلمون في مصر أنهم يستعصون على الاحتواء والتهميش، وأنهم لا يفرطون بدماء شهداء الثورة، ولا يقبلون بسرقة الثورة من قبل قادة العسكر، وأنهم ماضون في الثورة حتى تحقيق أهدافها المنشودة.

يعلم أحرار الشعب المصري أن الولايات المتحدة كاذبة في ادعائها بدعم الديمقراطية في مصر وغيرها من الدول العربية، وأنها لا تحرص إلا على نفوذها وهيمنتها على مصر ومنطقتنا العربية، وعلى حماية الكيان الصهيوني الغاشم. ومن أجل ذلك تسعى الولايات المتحدة لإبقاء الإرادة السياسية المصرية تحت تصرفها، عبر تهميش الإخوان المسلمين والقوى السياسية المصرية الرافضة للهيمنة الأمريكية على مصر وإرادتها السياسية، مستعينة بطابورها الخامس في مصر وبأدواتها الإعلامية في المنطقة.

ولأن الولايات المتحدة تدرك جيدا الأخطار التي تحدق بها من الثورة المصرية، فقد استنفرت إمكاناتها الدبلوماسية والإعلامية والسياسية، وأنشأت أجهزة خاصة لمتابعة الثورة المصرية، رغم أن الإفلاس والبطالة ينخران عظمها من الداخل، ورغم أنها لا تزال تترنح تحت وطأة فشل نظامها المالي وانهياره، إضافة إلى أنها تتفسخ وتحترق من الداخل، ويؤكد هذا التفسخ والاحتراق المظاهرات التي نظمتها حركة "احتلوا وول ستريت"، والتي تصرفت فيها الشرطة الأمريكية كما تتصرف الشرطة في دول العالم الثالث، فقد كانت ردة فعل الإدارة الأمريكية على الاحتجاجات الشعبية عنيفة ودموية.

ورغم الانهيار والاحتراق الداخلي الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأمريكية، تترك الإدارة الأمريكية مشكلاتها الداخلية المتفاقمة، وتترك مشكلاتها الخارجية مع كوريا الشمالية والصين وروسيا، وتنشغل في محاولاتها المستميتة من أجل احتواء الثورات العربية، أو إحباطها، أو تجييرها لصالح مشروعها الإمبريالي والاستعماري في منطقتنا العربية ولصالح الكيان الصهيوني، مستخدمة عملاءها وطابورها الخامس الذي يشمل القنوات الفضائية التي أنشأتها الولايات المتحدة لتجميل صورتها المقززة في أذهان العرب والمسلمين، ولترويج ديمقراطيتها الزائفة، ولترويض العقل والوجدان العربي حتى يستسلم لحكم الأمر الواقع المتمثل في وجود الكيان الصهيوني وقبوله والتعايش معه.

لا شك أن الحراك المصري الراهن يؤكد أن جهود الولايات المتحدة وجهود عملائها وأدواتها ستذهب سدى، بل إلى الجحيم، وأنها ستفشل في احتواء الثورات العربية، وأن إمبراطورية الشر والطغيان الأمريكية ستنهار على أعتاب ميدان التحرير في القاهرة، وستسحقها أقدام ملايين الأحرار والشرفاء الثائرين في مصر.

وعلى العرب أن يدركوا تمام الإدراك أن إمبراطورية الشر والطغيان الأمريكية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأنها تطمع في أن تجد حلاً للمشكلات التي تمزقها وتعصف باقتصادها في بلادنا، على حساب الشعوب العربية المضطهدة، وذلك عبر الهيمنة عليها والحصول على نفط العرب وأموالهم بلا ثمن. وهي تعول في ذلك على عملائها العرب، وخصوصا على أولئك الذين يريدون امتطاء موجة التغيير، وتجييرها لمصلحة الولايات المتحدة، ومنحها فرصة للتدخل في الثورات العربية والحصول على موطئ قدم لحلف شمال الأطلسي"الناتو" في بلادنا.

فحذار من أولئك العملاء، وحذار من فضائيات الأمركة العميلة، وحذار من جامعة الأنظمة المنبطحة للأمريكيين، وهي جامعة الدول العربية، التي سرعان ما تستجيب للإدارة الأمريكية ومنحها غطاء رسميا عربيا للتدخل عسكرياً في شؤوننا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger