الاثنين، 5 ديسمبر 2011

قوائم الشركة



محمد سيف الدولة   |  04-12-2011 14:04

يحدثنا بعض الخبثاء أن أعضاء حزب المصريين الأحرار، كثيرا ما يخطئون أثناء اجتماعاتهم الحزبية فيستخدمون سهوا تعبير الشركة حين يكون قصدهم الحديث عن الحزب .

وهم بالطبع معذورين فى ذلك ، فهو حزب الشركة بجدارة ، فيقال إن غالبية العضوية هم من موظفى الشركة ، أو ممن تربطهم معها مصالح شغل و بيزنس .

ولقد أدهشنى وأزعجنى بشدة تقدم قوائم حزب الشركة الشهير باسم حزب المصريين الأحرار فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية .

ورغم أن هذه القوائم المسماة بالكتلة المصرية تضم أحزابًا أخرى مثل حزب التجمع والحزب الديمقراطى الاجتماعى ، ولكن يظل حزب الشركة هو اللاعب الرئيسى و صانع الألعاب ومورد الأموال .

***

وعلى العكس من ذلك لم يدهشنى كثيرا تقدم قوائم التيارات الإسلامية ، فلقد كان هذا متوقعا من الجميع ، وفقا لعديد من المؤشرات أهمها حالة الصعود العام للحركات الإسلامية فى الوطن العربى ومنها مصر على امتداد العقود الماضية ، ثم نتائج برلمان 2005 ونجاح 88 نائبًا إخوانيا رغم تزوير الانتخابات ، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات فى تونس التى سبقتنا بأسابيع قليلة ، وأخيرا نتائج الانتخابات النقابية التى حصد فيها الإسلاميون غالبية الأصوات والمقاعد . فهو تقدم سبقته مقدمات ومؤشرات كثيرة .

أما تقدم قوائم الشركة فلم يكن له أى مقدمات ، سوى حجم الأموال التى صرفت ، والتى قال عنها المهندس نجيب سويرس إنها لم تتعد 30 مليون جنيه ، لم يتحمل هو منها سوى 10 ملايين فقط !!

وسبب انزعاجى من تقدم قوائم الشركة ، هو أنهم لم يكونوا فى يوم من الأيام ثوارا ، بل إنهم كانوا جزءًا لا يتجزأ من النظام الساقط ، بل هم الفلول الحقيقيون فى جانبهم الطبقى والاقتصادى ، و هم أنصار الاقتصاد الحر وسيطرة القطاع الخاص ووكلاء الشركات الأجنبية وهادمو الصناعات الوطنية والمستأثرون بغالبية الثروات والمتزاوجون على الدوام مع السلطات ، كل السلطات منذ عهد الاحتلال البريطانى مرورا بثورة يوليو بعصورها الثلاث . منزوعى المبادئ والقيم فيما عدا قيمة واحدة هى فن الربح والمكسب فى كل الظروف والأحوال . ومن أجل ذلك يركبون كل الموجات ويتمسحون بكل الثورات . تاجروا مع الأورنس قبل الثورة ، وشاركوا الدولة فى الستينيات ، وأصبحوا وكلاء للخواجات أيام الانفتاح فى السبعينيات ، وفى التسعينيات وما بعدها نهبوا أراضى الدولة و شركات القطاع العام وأموال البنوك وضاعفوا ثرواتهم فى أقل من 24 ساعة مع تعويم الجنيه . و يسيطرون الآن على 40 % من جملة الثروة المصرية وعلى 70% من جملة الدخل القومى السنوى .

***

وشركتنا التى نحن بصددها على وجه التحديد هى شركة وثيقة الصلة بهيئة المعونة الأمريكية ، يقال إنه تم اختيارها بعناية من قبل الأمريكان ضمن سلسلة أخرى من الشركات على امتداد الثلاثين عامًا الماضية لبناء وتأسيس قطاع خاص قوى حليف وتابع للمصالح الرأسمالية الغربية فى البلاد .

ويقال إن الشركة استفادت كثيرا من برنامج الاستيراد السلعى الأمريكى الذى أعطى القطاع الخاص المصرى حق الاستيراد من أمريكا بفائدة 1,5 % على ثلاث سنوات ، فى وقت كانت الفائدة السنوية فى البنوك المصرية 15 % . وقيل إن هيئة المعونة الأمريكية قد أرست على الشركة بالأمر المباشر مقاولة تجديد وإحلال فلنكات السكة الحديد ، وإن الشركة كانت هى المقاول المصرى الرئيسى الذى كلف بعملية بناء القلعة الحربية فى جاردن سيتى المسماة بالسفارة الأمريكية ، وكل هذ على سبيل المثال وليس الحصر .

Seif_eldawla@hotmail.com


محمد سيف الدولة   |  04-12-2011 14:04

يحدثنا بعض الخبثاء أن أعضاء حزب المصريين الأحرار، كثيرا ما يخطئون أثناء اجتماعاتهم الحزبية فيستخدمون سهوا تعبير الشركة حين يكون قصدهم الحديث عن الحزب .

وهم بالطبع معذورين فى ذلك ، فهو حزب الشركة بجدارة ، فيقال إن غالبية العضوية هم من موظفى الشركة ، أو ممن تربطهم معها مصالح شغل و بيزنس .

ولقد أدهشنى وأزعجنى بشدة تقدم قوائم حزب الشركة الشهير باسم حزب المصريين الأحرار فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية .

ورغم أن هذه القوائم المسماة بالكتلة المصرية تضم أحزابًا أخرى مثل حزب التجمع والحزب الديمقراطى الاجتماعى ، ولكن يظل حزب الشركة هو اللاعب الرئيسى و صانع الألعاب ومورد الأموال .

***

وعلى العكس من ذلك لم يدهشنى كثيرا تقدم قوائم التيارات الإسلامية ، فلقد كان هذا متوقعا من الجميع ، وفقا لعديد من المؤشرات أهمها حالة الصعود العام للحركات الإسلامية فى الوطن العربى ومنها مصر على امتداد العقود الماضية ، ثم نتائج برلمان 2005 ونجاح 88 نائبًا إخوانيا رغم تزوير الانتخابات ، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات فى تونس التى سبقتنا بأسابيع قليلة ، وأخيرا نتائج الانتخابات النقابية التى حصد فيها الإسلاميون غالبية الأصوات والمقاعد . فهو تقدم سبقته مقدمات ومؤشرات كثيرة .

أما تقدم قوائم الشركة فلم يكن له أى مقدمات ، سوى حجم الأموال التى صرفت ، والتى قال عنها المهندس نجيب سويرس إنها لم تتعد 30 مليون جنيه ، لم يتحمل هو منها سوى 10 ملايين فقط !!

وسبب انزعاجى من تقدم قوائم الشركة ، هو أنهم لم يكونوا فى يوم من الأيام ثوارا ، بل إنهم كانوا جزءًا لا يتجزأ من النظام الساقط ، بل هم الفلول الحقيقيون فى جانبهم الطبقى والاقتصادى ، و هم أنصار الاقتصاد الحر وسيطرة القطاع الخاص ووكلاء الشركات الأجنبية وهادمو الصناعات الوطنية والمستأثرون بغالبية الثروات والمتزاوجون على الدوام مع السلطات ، كل السلطات منذ عهد الاحتلال البريطانى مرورا بثورة يوليو بعصورها الثلاث . منزوعى المبادئ والقيم فيما عدا قيمة واحدة هى فن الربح والمكسب فى كل الظروف والأحوال . ومن أجل ذلك يركبون كل الموجات ويتمسحون بكل الثورات . تاجروا مع الأورنس قبل الثورة ، وشاركوا الدولة فى الستينيات ، وأصبحوا وكلاء للخواجات أيام الانفتاح فى السبعينيات ، وفى التسعينيات وما بعدها نهبوا أراضى الدولة و شركات القطاع العام وأموال البنوك وضاعفوا ثرواتهم فى أقل من 24 ساعة مع تعويم الجنيه . و يسيطرون الآن على 40 % من جملة الثروة المصرية وعلى 70% من جملة الدخل القومى السنوى .

***

وشركتنا التى نحن بصددها على وجه التحديد هى شركة وثيقة الصلة بهيئة المعونة الأمريكية ، يقال إنه تم اختيارها بعناية من قبل الأمريكان ضمن سلسلة أخرى من الشركات على امتداد الثلاثين عامًا الماضية لبناء وتأسيس قطاع خاص قوى حليف وتابع للمصالح الرأسمالية الغربية فى البلاد .

ويقال إن الشركة استفادت كثيرا من برنامج الاستيراد السلعى الأمريكى الذى أعطى القطاع الخاص المصرى حق الاستيراد من أمريكا بفائدة 1,5 % على ثلاث سنوات ، فى وقت كانت الفائدة السنوية فى البنوك المصرية 15 % . وقيل إن هيئة المعونة الأمريكية قد أرست على الشركة بالأمر المباشر مقاولة تجديد وإحلال فلنكات السكة الحديد ، وإن الشركة كانت هى المقاول المصرى الرئيسى الذى كلف بعملية بناء القلعة الحربية فى جاردن سيتى المسماة بالسفارة الأمريكية ، وكل هذ على سبيل المثال وليس الحصر .

Seif_eldawla@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger