الخميس، 6 ديسمبر 2012

سقوط مشروع أخونة الشرق الأوسط


  من قلم   :  غزالي كربادو

الإخواني مرسي كنز إستراتيجي بالنسبة للصهاينة هكذا وصفت صحيفة بديعوت أحرونوت محمد مرسي والذي يعود الفضل في تنصيبه وفرضه على جمهورية مصر رئيسا بالوكالة، أو بالأحرى هو مدير محطة عمليات المخابرات المركزية في مصر والشرق الأوسط، لا أجد أحسن من هكذا وظيفة لهذا العياط الذي أصبح بقدرة الولايات المتحدة والسفير الصهيوني في القاهرة رئيسا لأكبر دولة عربية من حيث السكان. إستقالة النائب العام، نقابة المحامين تنتفض، إضراب القضاة والمحاكم، سقوط مدوي في بورصة مصر، وتزايد حركات الإحتجاج كلها مؤشرات تدل على قرب إنهيار المشروع الإخواني الأمبريالي الشيطاني في مصر والمنطقة.
 قبل أشهر وبعد تنصيب الإخواني محمد مرسي رئيسا بالوكالة على مصر، قلت هنا في عرب تايمز أن الولايات المتحدة لن تجد أحسن من التنظيمات الدينية والراديكالية لتخريب البلدان العربية وإعادة إحتلالها وإعادتها إلى عصور الظلمات وقلنا بأنها أوصلت مرسي او تنظيم الإخوان في كل من مصر وتونس وليبيا وتسعى لتوصيلهم لسوريا حتى يتسنى لها تدمير تلك البلدان بأيادي عربية وشعارات إسلامية. تقوم وكالة المخابرات المركزية ودائما عبر مكتبها الخاص بالحرب النفسية والدعاية المضادة بالتسويق لعميلها الخاص ومدير عملياتها في الشرق الأوسط محمد مرسي في الصحف الأمريكية والأوروبية، ويشاركها في ذلك مجموعة من المرتزقة الذين يحترفون الإرتزاق بالدين والتجارة بالفتوى ويحترفون مهنة الخطابة. هؤلاء المرتزقة سبق لوكالات المخابرات المركزية أن قامت بتوظيفهم إبان الحرب الأفغانية السوفيتية، ثم قامت بتوظيفهم إبان حرب البوسنة والشيشان وهاهي اليوم تعيد توظيفهم في الأزمة السورية.
كانت الصفقة بين تنظيم الإخوان الماسونيين والمخابرات المركزية هو إيصال تنظيم الإخوان إلى السلطة مقابل العمل على نشر الفكر الإخواني الإنهزامي وضمان أمن الكيان الصهيوني والإعتراف به ككيان والحفاظ على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أكثر بكثير من السابق، ولو دققنا جيدا لوجدنا أنه في كل دولة يعتلي فيها التنظيم الماسوني السلطة يقوم بإرسال إشارات إيجابية للطرف المقابل، أي للطرف المشغل له بأنه سيحترم الإتفاقيات الدولية التي كان يصفها بالكافرة والمذلة ويصرح بأنه على إستعداد للتعايش مع كافة دول العالم ويقصد به الكيان الصهيوني، بل وصل الحد ببعض رؤوس السلفية والإخوان أن تواصلوا مع إذاعة الكيان الصهيوني بكل وقاحة. الغريب في الأمر أن تنظيم الإخوان الذي قتل السادات وخون مبارك بفتوى دينية هو نفسه اليوم الذي يستميت في الدفاع عن أمن الكيان الصهيوني ويحمي مصالح الولايات المتحدة الامريكية بفتوى دينية، فهتافات المتظاهرين بالذهاب بالملايين على القدس محررين لم تستطع حتى أن تقترب من سفارة الكيان الصهيوني الذي وصف مرسي رئيسه بالصديق العظيم، والملايين التي يعتقد البعض ممن لايزالون يؤمنون بنظرية لحوم العلماء مسمومة وينظرون للتنظيمات الدينية بانها المخلص الموعود وبدل ان ترسل بالملايين إلى تل أبيب هاهي ترسل إلى سوريا هكذا هي التنظيمات الدينية المشبوهة، وهابية كانت أم إخوانية، كلها في خدمة الصهيونية والامبريالية ولهذا تم تأسيسها في مخابر ودهاليز أمريكا وبريطانيا.
وفي كل مرة يصل احد فروع التنظيم الماسزوني للسلطة إلا ويقوم بالحج إلى أمريكا كما فعل راشد الغنوشي أو يقدم فروض الطاعة والولاء كعربون صداقة للكيان الصهيوني بأن يقوم بإرسال المرتزقة من أتباعه للقتال في سوريا بل يقوم بتنظيم مظاهرات في بلده ضد سوريا وإيران وروسيا والصين، أو يرسل بلطجيته لحرق السفارات السورية ودعم الكيان الغاصب بطريقة غير مباشرة.
 الأحداث تتسارع في مصر والوضع ينذر بالتدهور، فحالات الفلتان الأمني والمظاهرات الشعبية والإظرابات كلها مؤشرات على بوادر إنهيار النظام، بل الاخطر هو إنهيار مصر كدولة وتحويلها إلى دولة فاشلة بكل المقاييس، فبعض الخبراء حذروا من خطورة إعلان إفلاس مصر في القريب العاجل وهذا ماكان متوقعا بالتحديد، والذي خطط لانهيار مصر كان يعلم أن إيصال تنظيم الإخوان الماسونيين هو السبيل الوحيد والأنجع لذلك، فليس هناك أحسن من توظيف الحركات الدينية المفلسة فكريا، فقد أثبتت نجاعتها في تحويل الدول من ناجحة إلى فاشلة. إنهيار حكم الإخوان في مصر يعني بداية السقوط المدوي والمتتالي لكافة الأنظمة الإخوانية المنصبة أمريكيا في كل من تونس وليبيا والمغرب وعودة اليمن، يعني إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد وفق خارطة جديدة تكون الغلبة فيها للطرف الآخر ألا وهو مشروع روسيا والصين وإيران وسوريا، ستعود اليمن إلى الحظيرة وسينتهي حكم العثامنة في تركيا وتنتفض نفس الجماهير التي كانت تهتف ضد الدكتاتورية لتهتف مجددا ضد الإستبداد الديني والعمالة باسم الإسلام وسيتم طرد الخونة والمتآمرين من المنطقة ويفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد.
 بطبيعة الحال فالولايات المتحدة تكون قد وضعت سيناريوا إحتياطي وعملاء إحتياطيون في حال حدوث العكس، أو مايسمى بالخطة الإحتياطية في العرف المخابراتي، فلقد عودتنا أمريكا أنها تقاتل حتى آخر رمق ومحاولة تحويل الهزيمة العسكرية إلى نصر سياسي، فستلجأ أمريكا إلى الخطة الإحتياطية وتتخلى عن الإخوان لصالح فريقها الكامن. لم يحدث وأن أخطأت تقديراتي، ربما تكون سابقة لأوانها بكثير إلا انها في أغلب الأحيان صحيحة.
 السيناريو ستقوم ثورة بين بلطجية الإخوان والمتظاهرين من الطرف الآخر وتعم الفوضى وستظهر القناصة مرة أخرى ويكثر القتل وربما إنقلاب في السلطة وانشقاقات وفوضى عارمة لتشجيع دخول الولايات المتحدة بحجة ان مصر دولة فاشلة ويجب حماية الكيان الصهيوني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger