الخميس، 3 فبراير 2011

بلطجية مستأجرين من الوطني والشرطة يهاجمون المحتجين بميدان التحرير والمحافظات


أحداث أدت إلى سقوط أكثر من 3 قتلى ومئات الجرحى بالقاهرة والمحافظات ..

نقلا عن جريدة (المصريون):
2/2/2011
شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة والعديد من المحافظات أمس مواجهات عنيفة بين المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك، استخدمت فيها الحجارة والقنابل الحارقة، غداة إعلانه عزمه التقاعد بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط اتهامات لقوات الأمن بالزج بعناصرها في مواجهات ضد الشباب الثائر مرتدين الزي المدني، بينما تحدث البعض عن أن هذا التحرك جاء بدعم من رجال الأعمال الذين يخشون من تداعيات سقوط النظام الحالي على مصالحهم.

وسقط مئات الجرحي بين المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة، وبعضهم في حالة خطرة إثر اقتحامه بعد ظهر الأربعاء من مئات الأشخاص الموالين للرئيس مبارك الذين رشقوا المحتجين بالحجارة، بينما كان يمتطي بعضهم الجمال والأحصنة.

ونقلت سيارات إسعاف الجرحى تباعا في مجموعات بعضها من أربعة اشخاص إلى مستشفيات القصر العيني والهلال وأحمد ماهر. وتحدثت مصادر طبية عن أن اثنين من المصابين على الأقل في حالة خطرة. ومن بين المصابين طفل في التاسعة من عمره تقريبا نقل فاقدا الوعي إلى المستشفى لإسعافه.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة عبد الرحمن شاهين أنه تم نقل 350 مصابا ممن أصيبوا فى الاشتباكات التى وقعت بين متظاهرين مؤيدين للرئيس مبارك ومتظاهرين آخرين معارضين.

وقال في تصريحات للتليفزيون المصري مساء الأربعاء إنه حدثت حالة وفاة واحدة لمجند بالقوات المسلحة.

وأضاف إنه تم الدفع بـ73 سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة لنقاط تجمع حول ميدان التحرير حيث تم نقل المصابين إلى ثلاثة مستشفيات مجاورة. وأوضح أنه لا توجد إصابات ناتجة عن أعيرة نارية مطلقا فالإصابات كلها بين اصابات بالرأس نتيجة تبادل إلقاء الحجارة وبعض الكسور في الأطراف وكلها ليست إصابات خطيرة.

لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر طبية ووسائل إعلام أن ما لا يقل عن 750 جريح سقطوا خلال تلك المواجهات.

واتهمت ثلاث مجموعات احتجاجية رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان "لترويع" المتظاهرين.

وقال بيان لحركة "6 أبريل" وحركة "كفاية" و"تيار التجديد الاشتراكي" إن "عناصر من الأمن بملابس مدنية وعددا من البلطجية اقتحموا ميدان التحرير وقاموا بترويع المتظاهرين بهدف إظهار أن الشعب المصري منقسم"، ودعا "أصحاب الضمائر الحية في العالم إلى حماية الثورة المصرية".

وكانت الشوارع المحيطة بميدان التحرير تحولت أمس إلى ساحة حرب جرى خلالها تبادل الرشق بالحجارة بين مؤيدي مبارك والمطالبين بإسقاطه، وقد شوهد حصان من الذين استخدمهم مؤيدو مبارك في الميدان وقد كتب عليه المحتجون "بلطجية الداخلية".

وذكر مراسل لوكالة "رويترز" أنه شاهد عددا من المهاجمين الذين "أسرهم" المحتجون وجاءوا بهم من أطراف الميدان الى وسطه لمساءلتهم، ونقل المراسل عن شاهد "أسر 3 من الشرطة السرية وجملا و3 أحصنة أخرى.. مبارك يفرفر"، وأضاف "هذا جنون.. بعد أن باعته أمريكا".

واتهم محتجون وزارة الداخلية بنشر أفراد شرطة سريين بين المتظاهرين من الجانبيين من أجل إثارة الفتن بينهما، لكن وزارة الداخلية نفت ذلك في بيان رسمي. وهتف المحتجون "صاحب الضربة الجوية.. هو كبير البلطجية"، وسط مطالبة البعض بمحاكمة الرئيس مبارك بتهمة الوقوف وراء الهجوم على المحتجين.

وحاولت القوات المسلحة الفصل بين المحتجين من المعارضين وبين المؤيدين لبقاء الرئيس مبارك، وأبلغ محتجون الجيش بتواجد أسلحة مع المؤيدين للرئيس مبارك عبارة عن سيوف وسواطير. ونفى الجيش إطلاق أي رصاصات على المحتجين، بحسب بيان أصدرته وزارة الدفاع.

وأفاد شهود، أن أربع قنابل حارقة على الأقل ألقيت على ميدان التحرير وتحرك الجيش لإطفاء النيران التي نجمت عنها. وقال مصطفى النجار وهو من منظمي حركة الاحتجاجات إن "بلطجية" موالين لمبارك هم الذين قاموا بإلقاء القنابل الحارقة.

وكان ألوف المؤيدين للرئيس مبارك نظموا مظاهرات الأربعاء في مختلف محافظات البلاد مطالبين ببقائه رئيسا ورددوا هتافات مناوئة للمعارضين والدول التي حثت على انتقال فوري وسلمي للسلطة.

وفي مدينة السويس، أشهر مؤيدون لمبارك أسلحة بيضاء وأسلحة نارية في وجوه محتجين عليه وطاردوهم في شوارع المدينة، وقال شاهد عيان "تمت المطاردة أمام أعين رجال الشرطة وقوات الجيش".

وقال منسق الجمعية الوطنية للتغيير في المدينة أحمد الكيلاني إن "بلطجية" جردوه من ملابسه وأوسعوه ضربا ثم تركوه في الشارع بعد أن نهبوا سيارته"، وأضاف "شاهدت أعضاء من الحزب الوطني (الديمقراطي الحاكم) معهم".

وفي الإسكندرية تجمع ألوف المؤيدين وسط وجود ملموس للشرطة التي كانت اختفت أمام مظاهرات المحتجين يوم الجمعة. وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الشعب يريد مبارك رئيسا" و"يا مبارك يا طيار ما تسيبهاش تولع نار"، ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات منها "يا برادعي يا جبان يا عميل الأمريكان".

في المقابل وجهت العديد من المساجد فى معظم أحياء الإسكندرية نداءات عبر مكبرات الصوت للشباب إلى التوجه لدعم الشباب المتظاهر فى شارع أبو قير لإجهاض خطة أمنية للاعتداء على الآلاف من المتظاهرين أمام مستشفى جمال عبد الناصر.

وعلمت "المصريون" أن عددا من أعضاء مجلس الشعب، وقيادات الحزب "الوطني" قاموا بالتعاون مع قيادات جهاز مباحث أمن الدولة بتجميع العشرات من "البلطجية وأصحاب السوابق" للتوجه إلى شارع أبو قير للاعتداء على المتظاهرين.

وكان صباح الأربعاء شهد محاولة من قيادات الحزب "الوطني" بالإسكندرية تسيير مظاهرة لموظفي الحكومة لمواجهة المظاهرة الضخمة التي احتشدت فى ميدان محطة الرمل أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، لكن الجموع المحتشدة أمام المسجد تمكنت من اكتساح المظاهرة التي كانت تدعو للرئيس مبارك والتي لم يزد عدد المشاركين فيها عن 500 شخص.

كما فشلت مظاهرة أخرى حاول الحزب الحاكم تسييرها فى منطقة سموحة بالإسكندرية في ميدان فيكتور عمانويل، حيث هرب "البلطجية" الذين استعان بهم الحزب، مقابل 100 جنيه لكل بلطجي.

وكان آلاف المتظاهرين الذين باتوا ليلتهم بميدان محطة مصر بالإسكندرية بعد المظاهرة المليونية التي شهدتها الإسكندرية الثلاثاء تعرضوا لاعتداء من قبل مجموعة من البلطجية والهاربين من السجون.

لكن المعتصمين تمكنوا من التصدي لهم، وقد اعترف العديد من البلطجية الذين تم القبض عليهم أن قيادات أمنية بالإسكندرية هي التي حرضتهم.

وإلى جانب الاستعانة بالبلطجية، كشفت مصادر بوزارة البترول لـ "المصريون" أن وزير البترول سامح فهمي أمر العشرات من موظفي وموظفات شركات البترول في مظاهرات تأييد للرئيس مبارك مقابل صرف مكافآت قدرها 200 جنيه عن اليوم الواحد.

وكانت الموظفات بشركات البترول بالإسكندرية فوجئن بطلب استدعائهن للعمل صباح الخميس، بعد أن كانت الشركات قد منحتهن إجازة مفتوحة منذ الأحد الماضي بسبب الثورة الشعبية التي تشهدها مصر حاليا.

ووفقا لمصادر، فإن رؤساء تلك الشركات تلقوا تعليمات مباشرة من وزير البترول بضرورة الدفع بموظفي وموظفات جميع الشركات فى مظاهرات تأييد للرئيس مبارك في ميادين الإسكندرية.

لكن العديد من موظفات الشركة رفضن طلبات الاستدعاء، والاستجابة لدعوات النزول للشارع لتأييد الرئيس مبارك على الرغم من تهديد إدارة الشركات بتوقيع جزاءات عليهن.

وعلمت "المصريون" أن وزير البترول أمر عمال شركة "صيانكو" بالقاهرة بالنزول للشارع فى مظاهرات تأييد للرئيس مبارك مقابل صرف مكافآت قدرها 200 جنيه عن اليوم الواحد، ووفقا للمصادر فإن أحد مسئولي الشركة ويدعى جمال حسان هو الذي قاد العمال في أتوبيسات تابعة للشركة للتوجه إلى ميدان التحرير.

من جانبها، اتهمت مصادر مقربة من "الجمعية الوطنية للتغيير" و"الائتلاف الوطني للتغيير" مجموعة من رجال الأعمال المتهمين بالفساد والاستيلاء علي أراضي الدولة والمتهربين من سداد قروض البنوك بالوقوف بقوة وراء محاولة إثارة الفوضى من قبل متظاهرين مؤيدين للرئيس مبارك، وذلك لإشاعة أجواء اضطراب سياسي.

ورات المصادر أن الهدف من ذلك هو العمل على الحفاظ علي مصالحهم وعدم إفساح المجال أمام نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء لمحاسبة المتورطين في الفساد.

واتهمت هؤلاء بتجنيد إعداد كبيرة من البلطجية وعناصر الشرطة السريين المنتمين، لكنها حذرت من أن أجواء الفوضى والاضطرابات لا تصب بالمرة في صالح نظام الرئيس مبارك ولا في صالح التسوية التي عرضها خلال خطابه مساء الثلاثاء بل أنها قد تعطي الفرصة لأجنحة داخل القوات المسلحة ترغب في الإطاحة بالرئيس مبارك حقنا للدماء ورغبة في المحافظة علي أمن واستقرار مصر

وأكد الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام" وعضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" أن عددا كبيرا من رجال الأعمال تورط في إشعال هذه الاضطرابات لإفشال مساعي التهدئة بعد الإعلان عن عدم ترشح الرئيس لولاية جديدة وتعديل المادتين 76و77 من الدستور وعرقلة الحوار بين نائب رئيس الجمهورية وأحزاب وقوى المعارضة.

مع ذلك استبعد أن تؤدي مثل هذه الأحداث إلي عودة عقارب الساعة الوراء وهيمنة النظام على الأوضاع مجددا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger