الأربعاء، 4 مايو 2011

زبانية نقطة السيدة



فراج إسماعيل 04-05-2011

ما حدث للمحقق القانوني في الطب الشرعي فريد حشيش في نقطة شرطة السيدة زينب أصابنا جميعاً برعب وخيبة أمل، فما زال زبانية التعذيب من رجال حبيب العادلي نافذين ومؤثرين وغير مبالين بأن ثورة قامت وأن وزيرهم داخل زنزانته في مزرعة طرة.

يحدث ذلك رغم المحاولات المستمرة للوزير الحالي اللواء منصور العيسوي لتبييض صفحة الضباط، والأدهى من ذلك الدور الذي ما زالت تلعبه النيابة لتجيير القانون ضد الأبرياء ولمصلحة الحبس الاحتياطي، وبسبب ذلك يحس الضباط بأن أحدا لن يحاسبهم، فيعذبون وينتهكون القانون دون اعتبار لأي رد فعل.

فريد حشيش قضى ليلة تعذيب في نقطة شرطة السيدة زينب لأنه كشف التلاعب في تقارير الطب الشرعي لشهداء ثورة يناير بأمر مباشر من الدكتور السباعي أحمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين صاحب تقرير وفاة خالد سعيد بابتلاع لفة بانجو!

بعد ظهوره في برنامج "آخر كلام" مع الإعلامي يسري فودة بقناة "أون تي في" تم استدعاؤه إلى النيابة التي عاد بها الزمن إلى عهد حسني مبارك وحبيب العادلي وجهاز أمن الدولة، فعاملته بأسلوب الذي مضى. رفضت استلام أي مستندات منه، ووجهت له اتهامين.. التشهير بموظف عام، وإثارة الرأي العام.

أمر وكيل النيابة بأخذ هاتفه المحمول حتى لا يتصل بأحد، واحتجازه في الاستراحة. وبعد نحو ساعتين جاءه اثنان من أمناء الشرطة بزي مدني وطلبا منه أن يصحبهما إلى قسم شرطة السيدة زينب بحجة انهاء بعض الاجراءات هناك، ثم العودة به لاطلاق سراحه من سراي النيابة.

هناك استلمه مأمور القسم، وهو للأسف نفسه الذي ظهر في شريط فيديو شهير يضرب إمرأة أثناء أحداث الثورة وأعاد يسري فودة عرضه الليلة الماضية، ورغم ذلك ما زال في مكانه.. فلا شيء تغير في عهد العيسوي عنه في عهد العادلي.

أمر المأمور بحبسه قائلا لحشيش إنه ينفذ أمر النيابة وسلمه لضابط أصغر منه، وضعه في زنزانة بها خمسة أفراد، وأثناء نومه فوجئ بأحدهم يركله بعنف، وطلب منه الوقوف لأن الضابط سيدخل، وقد كان برتبة نقيب أعطاهم شنطة وظل يضاحكهم لمدة عشر دقائق، وبعد خروجه بدأوا التحرش الجسدي به وضربه على وجهه وتدخين سجائر الحشيش الذي أحضره لهم الضابط.

عندما استغاث حشيش بالضابط رد بمنتهى الاستخفاف "لم أر شيئا" ورفض أن يحرر محضرا.

الواضح أن الشرطة رأت في صرخات الناس من انعدام الأمن ما يساعدها على الابقاء على زبانية التعذيب، فهم يتفرجون في الواقع ولا يؤدون دورهم لأنهم تربوا في مدرسة لا يعرفون غير دروسها ولا يجيدون غير منهجها.

لقد خدعنا منصور العيسوي.. احتفظ بضباط التعذيب المتهمين بضرب الناس واطلاق الرصاص على المتظاهرين. كل ما فعله أنه نقلهم من مكان إلى آخر. مأمور أو مدير أمن هنا ذهب إلى هناك. لا شيء تغير البتة. بل زادوا في طغيانهم خصوصا عندما يجدون دعما من النيابة وطبطة من الوزير.

لا نريد أمنهم ولا حراستهم. على الشعب أن يحفظ أمنه وعرضه وماله بنفسه، ولينته هؤلاء الزبانية إلى بيوتهم، فقد كفى .. كفى.. لن يسمح الشعب بأن يجهض هؤلاء نتائج ثورته في حراسة منصور العيسوي أو صمته.

الأمر يحتاج كما قال المستشار هشام البسطاويسي متحدثا إلى برنامج "آخر كلام" ليسري فودة ليلة أمس، إلى تفكيك هذه الشبكات الفاسدة، فهي ما زالت مسيطرة وطاغية على المشهد، على طريقتها السابقة في التعذيب وانتهاك القانون، بالإضافة إلى تدبير مؤامرات لتفزيع الناس باطلاق المجرمين والبلطجية عليهم حتى يقولوا للشرطة حقك على رقابنا وشرفنا وكرامتنا وانسانيتنا.

لقد طلب عصام شرف من وزير العدل التحقيق مع السباعي فيما هو منسوب إليه. لن نستريح حتى يتم التحقيق مع النيابة التي عصفت بحق حشيش وانتهكت القانون.. ومع زبانية نقطة شرطة السيدة زينب، واقالة العيسوي الذي يرقي من قتل شعبنا بالرصاص إلى رتب ومناصب أرفع.

arfagy@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger