الأربعاء، 23 يناير 2013


"دوريات إسلامية" تصور نفسها وهي تحاول تطبيق الشريعة في شرق لندن


 
ثلاثة فيديوهات انتشرت على الشبكة تظهر عدة رجال يضايقون المارة في شوارع شرق لندن إما لأنهم يشربون الكحول أو يلبسون تنورات قصيرة أو لأن "مظهرهم يوحي بأنهم مثليون". وهؤلاء الرجال المجهولون يقولون إنهم "دوريات إسلامية" ترمي إلى تطبيق الشريعة في شوارع قريبة من مسجد شرق لندن. وتبدو هذه الأحداث بالأحرى معزولة ارتكبها بعض المنحرفين وليست من تنظيم الإسلاميين المتطرفين، إلا أن السلطات تأخذ الأمر بجدية.
 
وقد أعرب مسجد شرق لندن وكذلك العديد من الأوساط الإسلامية الأخرى عن الاستنكار من هذا السلوك. وتلقت شرطة لندن عدة شكاوى ففتحت تحقيقا في الموضوع وزادت من حضورها في منطقة هاملتس تاور حيث صورت الفيديوهات.
 
رجال هذه "الدوريات" حرصوا على عدم إظهار وجوههم في تلك الفيديوهات التي عدلوها بصورة كبيرة. (فرانس 24 أخفت وجوه الضحايا). وجميع هذه الأحداث قد صورت ليلا. في أحد الفيديوهات استخدموا مكبر صوت لكي يأمروا رجلا وفتاة بمغادرة "منطقة المسلمين" بعد أن لاحظوا أن الفتاة ترتدي تنورة قصيرة. وعندما أعربت الفتاة لهم عن استنكارها وذكرتهم أنهم في بريطانيا العظمى، رد عليها أحدهم بأنه لا يبالي وأن بريطانيا ليست عظمى. عندها صاحت الفتاة ووصفتهم بالميليشيات فبدا على الرجل الانشراح وأجاب "ميليشيات ونطبق الإسلام على رقابكم". وفي الفيديو نفسه يظهر الرجال وهم يضايقون أشخاصا آخرين لأنهم يشربون الكحول. وقد كانوا يتحدثون بلكنة إنكليزية قحة وأحيانا يتحدثون قليلا بالعربية.
 

 
وفي فيديو آخر، تضايق "الدورية" رجلا قالوا إنه مثليّ وصرخ في وجهه بأن يغادر "منطقة المسلمين" وانهالوا عليه بكلام معاد للمثليين. لكن الرجل ظل هادئا وقال بسخرية لكبيرهم "يا لك من رجل."
 

 
وفي فيديو ثالث يصور الرجال العديد من إعلانات الملابس الداخلية لمحلات H&M وقد دهنت بإخفاء العارضة.
 

 
ومن جهته ردّ الشيخ شمس الضحى على هذه الفيديوهات في خطبة يوم الجمعة في مسجد شرق لندن موضحا بأن تفسيره للإسلام (مستشهدا في حديثه بعدة نصوص وبعلماء مسلمين) يقول إن تطبيق الشريعة على غير المسلمين تتنافى والشريعة حتى في الدول الإسلامية.
 

 
وفي الدقيقة 12 من فيديو الخطبة يقول: "شاهدنا ذلك الفيديو هنا؟ إنها هاملتس تاور. إنها شوارع هاملتس تاور في إنكلترا. هذا يكفي، أليس كذلك؟...المشكلة...ولا أدري إنْ كانت مشكلة نفسية أو شيئا آخر... هي أن الناس تظن ذلك فقط لأن "شخصا ما أصبح متدينا" وما إلى ذلك "فعليه التجول والتصرف كمتعصب." ما ينساه الناس هو أنه "كيف اتصرف..مجرد إيماني وصلاتي وتطبيقي الشريعة على نفسي لا يعطيني الحق في الخروج إلى الشارع والتصرف كما يحلو لي خارج حيزي الشخصي." إن طريقة تصرفكم مع الناس في الشارع خاضعة أيضا للشريعة والتعاليم الإسلامية."

"نحن نعيش في إنكلترا وليس في السعودية!"

ساجدة باتل طالبة جامعية.
   

أعيش في هاملتس تاور لكني سمعت لأول مرة بهؤلاء في صحيفة "دايلي مايل" عندما نشرت مقالة عن سلوكهم. [The Commentator أول من كتب عن الفيديوهات] بصفتي كمسلمة أصابني ذلك بخيبة الأمل لرؤية شباب مسلمين يتصرفون بطريقة مقززة. نحن نعيش في إنكلترا وليس في السعودية! كونهم يعيشون في لندن يعني أن عليهم التأقلم مع المجتمع المتعدد الثقافات الذي نعيش فيه أو العودة إلى بلدانهم!
 
لا عجب مع ذلك أن نعلم أنهم يتمادون في تصرفاتهم ما دامت الحكومة قد سمحت فيما مضى لجماعات أخرى مثل المسلمين المعادين للحرب الصليبية والتي حاولت إدخال "مناطق الشريعة"، لنشر كراهيتها في شوارع لندن. [بعد عدد من الأحداث المثيرة للجدل جاءت الحكومة لتحظر الجماعة عام 2011]. ينبغي للسلطات أن تتصدى للجماعات التي تشيع الكراهية وأن تتدخل بسرعة وإلا سنرى عصابات أكثر فأكثر يتخلون عن بلدهم وينخرطون في التطرف الذي لا يمت بصلة للإسلام الحقيقي. إنهم يعطون سلاحا للأشخاص المعادين للإسلام في الوقت الذي يوجد فيه عدة معتدلين مثلي لا يريدون إلا أن يعيشوا جنبا إلى جنب مع جيراننا في سلام بصرف النظر عن المعتقدات أو لون البشرة أو الميول الجنسية.
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger