الأربعاء، 29 يونيو 2011

د. عمر عبد الكافى للأهرام: أقول للسلفيين حنانيكم علي الدين و الدعوة و مصر والمصريين

|
photo
د. عمر عبد الكافى للأهرام: أقول للسلفيين حنانيكم علي الدين و الدعوة و مصر والمصريين

بعد وصوله بساعات التقته الأهرام في منزله الذي غاب عنه‏12‏ عاما‏,‏ بعد مغادرة مصر نتيجة ممارسات القهر الذي تعرض له من نظام مبارك ولم تكن له من جريمة سوي كثرة تلامذته‏.‏

إنه الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي الذي أكد في حواره, أن الأصل في فقه النبي محمد صلي الله عليه وسلم هو التيسير وأن ثورة25 يناير لم تكن ثورة إسلامية ولكنها ثورة يغلب عليها تدين المصريين مسلمين ومسيحيين, وحث علي ضرورة شكر نعمة الثورة بالعمل لا بالكلام ولا بالأماني, وغير ذلك من القضايا التي شملها الحوار التالي:

ما الذي أجبركم علي الخروج من مصر وعدم العودة إليها طيلة اثني عشر عاما؟

الداعية الي الله تعالي ليست له أرض وليس له وطن محدد فهو يؤدي رسالته علي قدر المستطاع مع الصبر.. لكن حين يضيق عليه في مكان ما يجب عليه أن يرحل الي أرض أخري لنشر دعوته.

ما أبرز صور هذا التضييق؟

المسئولون في النظام السابق كانوا يبغضون دين الله تعالي ويتركز بغضهم في شخصية الدعاة.. فعمدوا الي تشويه صورتي ومنعي من السفر دون إبداء الأسباب اللهم إلا أوامر عليا.. هذا فضلا عن منعي من الخطابة وإلقاء الدروس فشعرت بأنني أعيش في سجن كبير! فمن سنة94 وحتي2000 وأنا أكابد العزلة والحبس في بيتي وعدم ممارسة أي نشاطات دعوية, وغير ذلك مما لايمكن تحمله, وبعد محاولات كثيرة مضنية ومؤسفة للسفر مع ابني الي ألمانيا لأسباب إنسانية, نجحت إحدي هذه المحاولات وحينها أبلغت ابني علي سلم الطائرة بأنني لن أعود الي مصر في ظل هذا النظام الظالم.. وقد كان.. وفتح الله لنا باب الإمارات وقمنا هناك بأداء رسالتنا والحمد لله.

ما الذي كان يدعوهم الي هذه الممارسات وخاصة مع العلماء؟

النظام السابق كان يسعي الي تدمير مصر لمصلحة أهواء شخصية لمجموعة فاسدة بعينها.. والعجيب أنهم لم يكسبوا قضية واحدة من القضايا الكثيرة التي رفعت ضدهم لم يكن لديهم من سلاح إلا الظلم والفساد والإفساد.

الآن وبعد الثورة.. هل وجدت ما شجعك وجذبك الي مصر فكان قرار العودة؟

أولا.. لابد من العودة الي مصر باعتبارها الوطن والحضن الحقيقي, وملتقي الأحبة والأقارب والذكريات.. ثانيا أنه ما من شك أن مصر الآن تتنفس هواء نقيا الي حد كبير بعد أن كانت تتنفس الصعداء, وثاني وثالث وخامس وعاشر أوكسيد الفساد.. هذا المناخ شجعني للعودة لأشد علي أيدي أهل مصر جميعا وخاصة الشباب, شباب الثورة, الذين صنعتهم يد الله تعالي ليقلبوا صفحة الفساد ويفتحوا صفحة الأمل والإصلاح.

كيف رأيت وقرأت الثورة؟

كارثة النظام السابق أنه لم يقدم علي عمل السنن الجارية بل كان ضدها.. فما من أرض خضراء إلا بوروها وما من عمران إلا خربوه, وما وضعوا خطة إصلاح ونفذوها حينها أصيب الناس بحالة من الاحباط.. وكأن الناس في هذه الحالة كانوا علي موعد مع الشباب, شباب الثورة, وفد الشعب كله85 مليونا, أراد الله بهم التغيير, فكانوا سوط الله علي الظالم, وما كان يحلم أحد بإنجاز واحد من مائة مما تحقق, لكن اذا أراد الله شيئا هيأ له الأسباب, كما رأينا وخاصة في موقف القوات المسلحة وغيره من المواقف التي أحيت كوامن الشعب المصري فكانت ثورته العظيمة, والشعب المصري يشبه الغدة الكظرية التي تعمل عند الأزمات في أقصي طاقاتها, فحينما اشتدت الأزمة هيأ الله الأسباب وخرج الشعب المصري بكل فئاته ليقدم أقصي طاقاته وأنبل عطاءاته فكانت الثورة وهذه هي عظمة الشعب المصري.

البعض يصبغ الثورة بصبغة دينية ويري أنها ثورة إسلامية ما رأيك؟

لا هي ثورة الشعب كله, لكن لا ننسي أن فطرة المصريين يغلب عليها التدين سواء المسلم أو المسيحي, وقد ظهر هذا في ميدان التحرير وغيره فلاشك أن الثورة لم تخل من مسحة الدين شاء من شاء وأبي من أبي.

يقولون عاد الناس الآن الي سابق عهدهم من البلطجة وسوء الأخلاق فما رأيك؟

للأسف أن الكثيرين بعد الثورة تحولوا من العمل الي الأماني والأماني سفينة المفاليس.

كان ينبغي أن تكون أولوياتنا هي الإنتاج والأمن الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف أن يكون المجتمع كله في عمل لا في كلام وثرثرة وحوارات لا جدوي منها إلا أنها مكلمة فارغة.. لقد تمخضت الثورة عن ميلاد الخير والصلاح لكن رعاية المولود لا تقل أهمية عن انطلاق الثورة نفسها.

في ظل قراءة الواقع ما هي رؤيتك لمستقبل الثورة؟
أحسب أن الذين قاموا بالثورة قادرون علي تحديد أولويات المرحلة المقبلة وأراها الإنتاج والأمن والأخلاق, ويجب أن ننصرف عن قضية الانشغال بالماضي والتخوين, فآمالنا أكبر من ذلك..

ما رأيك وماذا تقول للسلفيين؟

أقول للسلفيين ولأي تيار إسلامي متشدد حنانيكم علي الدين ثم علي الدعوة ثم علي مصر ثم علي من يعيشون فيها.. ويجب أن نستظل جميعا بوسطية الأزهر والعلماء المعتدلين في جميع التيارات لنخرج من هذا النفق المظلم الي منظومة التقدم والأمن والازدهار.

بوابة الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger