الأربعاء، 9 فبراير 2011

مظاهرات مليونية تحاصر مبنى البرلمان ورئاسة الوزراء والداخلية


نقلا عن جريدة (المصريون): | 09-02-2011

شهد ميدان التحرير بالقاهرة وشوارع الإسكندرية أمس مظاهرات مليونية، تحت شعار "يوم حب مصر" في إطار ما يسمى بـ "أسبوع الصمود"، وصفت بأنها الأضخم من نوعها منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، قام خلالها آلاف المتظاهرين بمحاصرة مقار مجلسي الشعب ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية، معلنين الدخول في اعتصام مفتوح لحين مغادرة الرئيس منصبه وحل مجلس الشعب ورحيل حكومة الفريق أحمد شفيق.

وردد المتظاهرون، الذين بلغ عددهم نحو عشرة الاف متظاهر، هتافات منها "مجلس شعب باطل"، و"يسقط التزوير"، و"حلوا بسرعة مجلس عز"، في إشارة إلى أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني"، ورفعوا لافتات مكتوبا عليها "حان الوقت للإصلاح"، وقد أبعد الجيش المحتجين عن البوابة الرئيسية للمجلس، وطلب من موظفي المجلس الابتعاد عن مدخل المجلس حتى لا يستفزوا المتظاهرين.

واضطر حرس البرلمان إلى إغلاق جميع الأبواب بالأصفاد الحديدية ومنع جميع الموظفين من المغادرة رغم حالة الهلع والفزع التي انتابتهم بعد سماع هتافات المتظاهرين. ووضع أفراد الحرس الذين كانوا يرتدون الملابس المدنية الأسلحة الأوتوماتيكية في حالة الاستعداد تحسبا لإمكانية مهاجمتهم من قبل المتظاهرين.

وشارك ما يقرب من ثلاثة آلاف أستاذ جامعي يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي بجامعات مصر في المسيرات الاحتجاجية التي جابت شوارع القاهرة أمس لتأييد مطالب المعتصمين بميدان التحرير قبل أن يعلنوا انضمامهم إلى المعتصمين بالميدان.

وردد الأساتذة الذين انطلقوا من أمام نادي تدريس جامعة القاهرة بالمنيل ظهر أمس الهتافات المطالبة بحل مجلس الشعب وإجراء انتقال سلمي وعاجل للسلطة فى مصر، مرددين الهتافات المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك عن منصبه، من بينها "الشعب خلاص اسقط النظام"، و"حسنى مبارك ولى وراح إحنا أساتذة الجامعات، "و"يا دكتور إأيه أخبارك.. يسقط يسقط حسنى مبارك".

وانضم آلاف المواطنين للأساتذة عند مدخل شارع قصر العيني ليقترب عدد المتظاهرين من عشرة آلاف متظاهر فشلت قوات الجيش المرابطة بالقرب من مجلس الشعب فى منعهم من التوجه لمجلسي الشعب والشورى وحصار مقر وزارة الداخلية لساعات دون ظهور أي بادرة للرحيل حتى بعد توجه عدد كبير من الأساتذة لميدان التحرير للانضمام إلى المتظاهرين المتواجدين هناك.

مع حلول الساعة الخامسة مساء حاصر المتظاهرون موكب سيارات رسمية بعد أن أشاع البعض أن الموكب يخص رئيس الوزراء أحمد شفيق وهو ما لم يتسن التأكد منه.

من جانبهم، دعا الأساتذة المعتصمون زملاءهم إلى تنظيم مسيرات حاشدة يوم الجمعة القادم أمام كافة جامعات مصر لتأييد مطالب المعتصمين بميدان التحرير.

وشهدت المسيرة مشاركة واسعة لأساتذة كلية طب قصر العيني وأساتذة حركة "9 مارس" المطالبة باستقلال الجامعات المصرية وأعضاء مجلس إدارة نادي تدريس جامعة القاهرة السابق، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة تقدمها وزير النقل الأسبق الدكتور عصام شرف والدكتورة عواطف عبد الرحمن الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عضو حزب "التجمع"، والدكتور محمد أبو الغار أستاذ طب النساء الشهير وعدد من قادة جماعة "الإخوان المسلمين" بجامعة القاهرة الذين أفرج عنهم مؤخرا.

وقال الدكتور محمد أبو الغار إن أساتذة الجامعات خرجوا لتأييد مطالب الشباب المعتصمين بميدان التحرير والمطالبة بحل عاجل لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة فى مصر, مشيرا إلى أن الأساتذة قرروا الانضمام إلى المعتصمين لحين تحقيق كافة مطالبهم والكشف عن مصدر الثروات الضخمة التي يملكها رجال النظام الحالي.

وانتشرت بين المتظاهرين أقاويل تؤكد اقتراب مغادرة الرئيس مبارك البلاد متجها إلى ألمانيا بزعم استكمال برنامج العلاج وهو الأمر الذي أشعل حماس المتظاهرين وجعلتم يرددون هتافات تطالب بمحاكمة الرئيس والكشف عن مصدر ثروته، منها "حسنى مبارك يا طيار جبت منين 70مليار"، في إشارة لما نشرته صحيفة "الجارديان" عن بلوغ ثروة الرئيس مبارك وعائلته 70 مليار دولار أمريكي.

وكان الأساتذة انطلقوا فى مسيرة حاشدة من أمام نادي تدريس جامعة القاهرة بالمنيل متجهين إلى شارع سراي محمد على ومنه إلى شارع قصر العيني فى طريقهم إلى ميدان التحرير الأساتذة للتوجه إلى مقر مجلس الوزراء ومجلس الشعب والتوقف أمامهما لما يقرب من 15 دقيقة مرددين الهتافات المطالبة بحل المجلس وسقوط حكومة أحمد شفيق.

وانطلقت مجموعة أخرى إلى مقر وزارة الداخلية، ورددوا الهتافات تتساءل عن مصدر ثروة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المقال التي أشيع تجاوزها ثمانية مليارات جنيه، واستمر المتظاهرون في حصار مداخل ومخارج الوزارة قبل إقناع قيادات الجيش لهم بمغادرة المكان والتوجه إلى ميدان التحرير.

واستجاب القسم الأكبر من المتظاهرين، بينما رفض بعضهم مغادرة المكان وواصلوا حصار مجلسي الوزراء ومجلس الشعب، مؤكدين دخولهم فى اعتصام مفتوح لحين حل المجلس وإسقاط حكومة شفيق.

وفي الإسكندرية انطلقت مظاهرة حاشدة تضم نحو 750 ألف متظاهر من أمام مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة العصر لتطوف طريق الكورنيش، ثم شارع بورسعيد، إلى ميدان سيدي جابر لتلتقي بالمظاهرة الحاشدة التي قدمت من أحياء شرق الإسكندرية ليرتفع عدد المشاركين فيها لأكثر من مليون متظاهر من مختلف الأعمار، ومن مختلف ألوان الطيف السياسي.

وألقى الداعية الإسلامي الشهير الشيخ احمد المحلاوي كلمة بعد صلاة العصر قبيل انطلاق المظاهرة حث فيها الشباب على الصمود حتى تتحقق كافة مطالبهم، وأولها تنحية الرئيس مبارك وحل مجلسي الشعب والشورى، وتعديل الدستور، ومحاكمة رموز النظام، وإعادة أموال الوطن المنهوبة.

وانتقد الشيخ المحلاوي كافة القوى السياسية التي قبلت إجراء حوار مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، مؤكدا انه لا تفاوض حتى يرحل النظام. وحذر مئات آلاف الشباب الذين احتشدوا بعد صلاة العصر أمام مسجد القائد إبراهيم مما أسماهم بـ "شيوخ الفتنة"، مؤكدا أن فتاوى هؤلاء المشايخ فتاوى مزورة.

وأضاف موجها حديثة للشباب، "إن يدكم فى يد الله، وأن الله لا يحب الظالمين، ولا يحب المفسدين، وان عهد الظلم لن يدوم، وإن الله بيده الأمر كله، يدبر الأمر"، وأكد مجددا أن ثورة الشباب وتظاهراتهم هي نوع من أنواع الجهاد في وجه حاكم ظالم، واصفا نظام حكم الرئيس مبارك بـ "الفاسد".

ورفع آلاف الشباب الإعلام واللافتات التي تدعو لرحيل مبارك، واسترداد أموال الوطن المنهوبة، ومحاكمة رموز النظام.

وكان من اللافت رفع لافتات كتبت باللغة العبرية تطالب الرئيس مبارك بالرحيل، وبرر المتظاهرون ذلك بأن "الرئيس مبارك لا يفهم إلا لغة إسرائيل العبرية"، مشيرين إلى أن الدولة الوحيدة التي تدافع عن مبارك هي إسرائيل.

وشهدت التظاهرة التي بلغ طولها أكثر من 4 كيلومترات إذاعة الأغاني الوطنية، والأهازيج الحماسية، التي ألهبت حماس الشباب، وأكد المتظاهرون أكثر من مرة أن المظاهرة سلمية. كما شهدت التظاهرة رمزيات كثيرة تشير إلى التعاون والتكافل، حيث حرص العديد من الجماهير على توزيع زجاجات المياه، والبسكويت، وحرص عدد كبير من الشيوخ والأطفال والنساء على المشاركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger