الجمعة، 11 فبراير 2011

رئيس.. لا مثيل له في العالم




محمود سلطان (المصريون) | 11-02-2011

لا حل إلا الجيش.. الكرة الآن في ملعب قواتنا المسلحة.. كلمة مبارك ـ ونائبه من بعده ـ كانت مستفزة إلى أبعد الحدود.. مبارك تكلم وكأنه يعيش في بلد آخر.. الرجل يسمع هدير الشوارع وهي تطالبه بالرحيل.. ويرد عليهم : أنا باق رغما عنكم.. مبارك يتمسح في الدستور!! .. أي دستور؟!.. دستور مبارك أسقطه الشارع ، مصر اليوم بلا "دستور".. مصر اليوم لا صوت فيها إلا صوت الشارع وشرعية الشارع ودستور ثوار 25 يناير.
دستور مبارك المفصل على مقاسه ومقاس نجله من بعده.. لم يعد له قيمة ولا وزن.. الدستور الوحيد الذي له شرعية اليوم، هو الذي كتبه شهداء حركة 25 بدمائهم.. وليس دستور مبارك الذي كتبه هو بأحذية أجهزته القمعية والدموية.
مبارك لا يريد أن يفهم.. يتحدث وكأنه لا يسمع هذه الملايين التي تطالبه بالرحيل.. لا يمكن أن تكون الجلود سميكة وعلى هذا النحو.. مصر كلها في كفة، وهذا الرجل في كفة وحده.. لم يعد من المقبول ولا من المعقول، أن يتخذ مبارك الشعب المصري، رهينة من أجل اشباع شهوة البقاء في السلطة إلى آخر يوم في حياته.. مبارك يضيع كل الفرص من أجل نجاة الوطن من كارثه.. ونجاته هو من فضيحة الخروج المنتظر.
لا يوجد رئيس في الدنيا قبل أن يبقى في السلطة، وهو محاصر بالملايين من شعبه، تطالبه بالرحيل أو التنحي أو مغادرة البلاد.. العالم كله لا يصدق أبدا، أن يوجد مثل هذا النوع من البشر!!.. ماذا يريد مبارك؟! متى يرحل مبارك؟!.. مبارك ليس "قدرا" وإنما "بشرا" غير أنه يتصرف وكأنه من صنف آخر.. لا أذن سمعت به ولاعين رأت مثله ولا خطر على قلب أحد في العالم كله.
لا يوجد رئيس دولة مسئول.. يقبل أن يضع كل مؤسسات بلده في مأزق يهدد وجودها بالكامل من أجل أن يبقى في السلطة.. ويطلب من جيشه أن ينحاز إليه وحده.. ضد ملايين من شعبه تطالبه بالرحيل!
هذا الرئيس يعتبر "ظاهرة" شديدة الغرابة.. لا يمر يوم منذ 25 يناير إلا ويتصرف وكأن لسان حاله يقول: يا فيها لاخفيها.. على الجيش أن ينحاز إلى مصر وإلى الشعب وليس إلى مبارك.. مصر أكبر من الأخير وجدت قبله وضيعها حين ابتليت بنظام حكمه .. وعلينا انقاذ ما تبقى لها من كرامه من بعده.
على الجيش أن ينفذ قرار الشعب المصري.. وليس رغبات مبارك.. الجيش ملك للشعب وليس لعائلة مبارك.. لا شرعية للأخير.. الشرعية باتت للثورة وعلى الجيش أن ينتصر لها.. وأنا على يقين أن البيان رقم 2 سيكون انتصارا للشرعية الجديدة وليس لشرعية عائلية نالت اجماع الرأي العام على كراهيتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger