الثلاثاء، 31 مايو 2011

التآمر الكنسى على مصر والإسلام

يقود الأنبا دميان، الأسقف العام لكنيسة الأقباط الأرثوذكس في ألمانيا، حملة تحريض ضد مصر في وسائل الإعلام الألمانية، داعيًا إلى تدخل دولي من أجل حماية المسيحيين في مصر، بعد أن بالغ في توصيف أجواء الاحتقان الطائفي الذي شهدته مصر مؤخرًا، حيث صور الوضع على أن هناك حربًا عرقية يقوم بها المسلمون ضد المسيحيين، زاعمًا تعرضهم لعمليات خطف وقتل واغتصاب بشكل يومي.
وادعى الأنبا دميان في مقابلة مصورة يتم تداولها على موقع "اليوتيوب"، أن أكثر من مائتي مسيحي مصري قتلوا وجرح مئات آخرين بعضهم جروحه خطيرة منذ مطلع العام الجاري، "والعدد في ازدياد كل ساعة"، فضلاً عن الادعاء باعتقال عدد كبير من المعتقلين الأقباط في السجون بدون "أي سبب وبدون حكم من المحكمة"، ومضى في مزاعمه ليتهم الجيش بقتل أعداد كبيرة من المسيحيين بواسطة أسلحة متطورة خلال الاعتصام الأخير بماسبيرو، وإنه قد تم قتل مجموعات بأكملها من الأقباط.
وعمل الأنبا دميان على التحريض بقوة ضد المسلمين والمساجد في مصر، وكأنها مكان يتم فيها تعبئة المسلمين لقتل المسيحيين، حيث يصف صلاة الجمعة بأنها "تعادل إعلان حرب"، ويزعم أن المسلمين الذين يصفهم بأنهم "إرهابيون ومجرمون يدخلون المساجد ويخرجون منها مشحونين بالكراهية لقتل المسيحيين"، وأنهم يقومون بهذا "لاعتقادهم الراسخ بأن هذا هو بالضبط ما يأمر به الإسلام"، على حد قوله.
لم يتوقف في ترديد ادعاءاته عند هذا الحد، بل سعى لتشويه المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر للتشريع في مصر، بزعمه أنها تقوم على التمييز بين المسلم والمسيحي أمام القضاء، بزعمه أنها تنص على أنه "إذا كان المجرم مُسلِم والضحية مسيحي فلا يُعَاقَب المجرم"، مدعيًا أنه لهذا السبب لا يقوم القضاء في مصر بمعاقبة المسلمين، بزعم أن "القاضي لا يستطع أن يُخَالِف تعاليم القرآن أو الشريعة"، وقال إنهم لهذا "يستطيعون – أي المسلمين- فعل كل ما يشاءوا بنا".
ويضع تلك المزاعم في إطار محاولة لدفع المسيحيين للنزوح عن مصر، تطبيقًا لما قال إنها خطة وضعت في عام 1955 خلال مؤتمر إسلامي كبير بوجوب "تطهير منطقة البحر المتوسط من المسيحيين"، على حد زعمه، وقال إنه في الوقت الراهن يتم تنفيذ هذه الخطة بشكل منظم، فهو يدعي أنه يتم إكراه المسيحي على دخول الإسلام أو القتل، وفي أفضل الأحوال يسمح له بالعيش مع دفع الجزية التي ادعى أن مقدارها هو 75 في المائة من دخل كل فرد.
ومن شأن تلك التصريحات التحريضية أن تثير علامات استفهام حول موقف الكنيسة في مصر منها، خاصة وأنها تحمل دعوة صريحة من أحد قياداتها بالتدخل الأجنبي في الشأن المصري، في تكرار لمواقف سابقة من أقباط المهجر، لكن الكنيسة كانت تنأى بنفسها عنها، إلا أن هذه المرة خرجت الدعوة على لسان أحد رجال الدين التابعين للكنيسة، الأمر الذي يضعها في مأزق وحرج بالغ أمام قيادات المجلس العسكري والحكومة التي تسعى جاهدة لتفادي الانزلاق إلى فتنة طائفية بالبلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger