في أقل من أسبوعين سافر رئيس الجمهورية محمد مرسي إلى كل من الصين وإيران.. في رحلته إلى الصين اصطحب معه ما يقرب من ثمانين رجل أعمال بينهم بعض من أبرز رموز نظام مبارك من حيث الثروة والسلطة من حيث كونهم كانوا أعضاء في الحزب الوطني المنحل بل وأعضاء في لجنة السياسات جنبا إلى جنب مع الوريث المخلوع جمال مبارك إضافة إلى عدد من رجال المال الإخوان في وفد نسقه حسن مالك رئيس الشركة المصرية الدولية، والشريك الرئيسي للنائب الأول للمرشد العام للجماعة الذي دافع عن مشاركة فلول مبارك في الوفد بتصريح يكاد من صدقه أن يصلح شعارا للرأسمالية لا في مصر وحدها وإنما في العالم كله حين قال " لا يجب إقحام السياسة في الموضوع ..لا يجب إدخال السياسة في مجتمع رجال الأعمال، كما أن عالم الصناعة والبزنس لا يعرف تيارات سياسية، ورجال الأعمال في مصر كلهم حاجة واحدة".. ذهب الوفد وعاد ولم نعرف عن تفاصيل الرحلة الهامة سوى أن استثمارات بالمليارات سوف تدخل البلاد. في أي مجال ولحساب من ومن المستفيد منها؟ لا أحد يعلم ولا تساؤلات إعلامية ولا جدال مجتمعي يطالب بالشفافية بشأن ما اتفق عليه رجال الأعمال المصريون والصينيون من "استثمار" فلرجال الأعمال لغة واحدة، يجمعهم عالم واحد لا يعرف لغة ولا مصلحة غير الربح.
ثم سافر الرئيس إلى إيران في أول زيارة لرئيس مصري بعد اندلاع الثورة الإيرانية، وإذا كان استقبال خطاب مرسي في إيران يدل على شيء فإنما يدل على ضعف وانحطاط الدبلوماسية المصرية في عصر مبارك حتى ان خطابا متماسكا، حتى وإن كان مجرد أقوال لا يترجمها شيء على أرض الواقع، أبهر الكثير من المصريين، بل واستدعى في مخيلة البعض تشبيه محمد مرسي بجمال عبد الناصر، في تشبيهات أقرب إلى تلك التي سمعناها كثيرا لدى تولي محمد حسني مبارك الحكم في عام 1981.
استهل مرسي خطابه بالصلاة والسلام على الرسول والصحابة والأتباع ممن وصفهم بأسيادنا.. فالرئيس المصري، الذي يحكم بلدا يمثل الأقباط 15% منه، لا يخاطب سوى المسلمين سواء في الداخل أو الخارج ويبدو ان الرئيس نسى انه يخطب في مؤتمر عدم الانحياز وتصور انه يرأس مؤتمرا إسلاميا، وأن على يمينه يجلس رئيس دولة شيعية ممن يودعون السجون ويطاردون في مصر.
ولعل أبرز ما جذب انتباه السامعين والإعلام في خطاب مرسي هو موقفه مما يحدث في سوريا.. حيث هاجم نظام الأسد وأشاد بالثورة السورية، الأمر الذي دعا الوفد السوري إلى الانسحاب من المؤتمر حسب وسائل الإعلام بل، وحسب الإعلام أيضا، دفع المترجم إلى ترجمة محرفة استبدلت سوريا بالبحرين في الترجمة الإيرانية رغم أن الرئيس لم يذكر البحرين ولو بكلمة في خطابه فسقطت ثورة البحرين من مسلسل ما ذكره من ثورات الربيع العربي وهو الرجل الذي لم ينسى فئة ولا محافظة في خطابه الأول بعد انتخابه. لكنه عجز عن أن يقول لنا ما ينوي أن يفعله تضامنا مع الشعب السوري.. أشار إلى البحث عن حل سياسي يستند إلى المبادرة المصرية لحل الأزمة في سوريا.. لكن تضامن الرئيس المصري مع الشعب السوري لم يصل إلى الدرجة التي تجعله يعلن إغلاق قناة السويس أمام السفن الصينية والروسية التي تحمل سلاحا للنظام السوري، وكيف له أن يفعل ذلك وحبر الصفقات الاقتصادية التي أبرمها مع الصين لم يجف بعد.. كما أن تضامن السيد الرئيس مع الشعب السوري لم يمتد ليشمل المتضامنين المصريين الذين تظاهروا أمام السفارة السورية في مصر فكان نصيبهم الاعتقال والضرب والاختطاف والتعذيب.
وما كان خطاب الرئيس المصري ليخلو من إشارة بالطبع إلى القضية الفلسطينية والحديث عن السلام العادل، وحق الشعب الفلسطيني في "دولة مستقلة" ولا ذكر لكونه دولة على كامل التراب الفلسطيني المحتل فذلك قد يغضب الأخوة الأعداء في الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وكيف له أن يغضبهم وهو الذي يتفاوض معهم حول قرض يستهدف رفعه إلى 6 مليار دولار أمريكي. كما أن مفهوم السيد الرئيس للعدالة قد يختلف عن مفهومنا ومفهوم الشعب الفلسطيني خاصة وقد سحب دباباتنا من سيناء بناء على طلب رئيس الوزراء الصهيوني بعد أن مشطت سيناء من عناصر "الإرهاب" التي ننتظر أن تكشف لنا الأيام عن هويتها.
في الصين عقد مرسي والوفد المصاحب له اتفاقات سوف تترجم إلى استثمارات وسياسات اقتصادية سوف ندرك ثمنها قريبا.. وفي إيران خطب الرئيس بأقوال لازالت تحتاج إلى من يفسرها ويحولها إلى سياسات وإجراءات وأفعال على الأرض تنصر ثورة الشعب السوري وتعيد إلى الشعب الفلسطيني أرضه المحتلة.. والى ذلك الحين يظل خطاب إيران كلاما على ورق.
ثم سافر الرئيس إلى إيران في أول زيارة لرئيس مصري بعد اندلاع الثورة الإيرانية، وإذا كان استقبال خطاب مرسي في إيران يدل على شيء فإنما يدل على ضعف وانحطاط الدبلوماسية المصرية في عصر مبارك حتى ان خطابا متماسكا، حتى وإن كان مجرد أقوال لا يترجمها شيء على أرض الواقع، أبهر الكثير من المصريين، بل واستدعى في مخيلة البعض تشبيه محمد مرسي بجمال عبد الناصر، في تشبيهات أقرب إلى تلك التي سمعناها كثيرا لدى تولي محمد حسني مبارك الحكم في عام 1981.
استهل مرسي خطابه بالصلاة والسلام على الرسول والصحابة والأتباع ممن وصفهم بأسيادنا.. فالرئيس المصري، الذي يحكم بلدا يمثل الأقباط 15% منه، لا يخاطب سوى المسلمين سواء في الداخل أو الخارج ويبدو ان الرئيس نسى انه يخطب في مؤتمر عدم الانحياز وتصور انه يرأس مؤتمرا إسلاميا، وأن على يمينه يجلس رئيس دولة شيعية ممن يودعون السجون ويطاردون في مصر.
ولعل أبرز ما جذب انتباه السامعين والإعلام في خطاب مرسي هو موقفه مما يحدث في سوريا.. حيث هاجم نظام الأسد وأشاد بالثورة السورية، الأمر الذي دعا الوفد السوري إلى الانسحاب من المؤتمر حسب وسائل الإعلام بل، وحسب الإعلام أيضا، دفع المترجم إلى ترجمة محرفة استبدلت سوريا بالبحرين في الترجمة الإيرانية رغم أن الرئيس لم يذكر البحرين ولو بكلمة في خطابه فسقطت ثورة البحرين من مسلسل ما ذكره من ثورات الربيع العربي وهو الرجل الذي لم ينسى فئة ولا محافظة في خطابه الأول بعد انتخابه. لكنه عجز عن أن يقول لنا ما ينوي أن يفعله تضامنا مع الشعب السوري.. أشار إلى البحث عن حل سياسي يستند إلى المبادرة المصرية لحل الأزمة في سوريا.. لكن تضامن الرئيس المصري مع الشعب السوري لم يصل إلى الدرجة التي تجعله يعلن إغلاق قناة السويس أمام السفن الصينية والروسية التي تحمل سلاحا للنظام السوري، وكيف له أن يفعل ذلك وحبر الصفقات الاقتصادية التي أبرمها مع الصين لم يجف بعد.. كما أن تضامن السيد الرئيس مع الشعب السوري لم يمتد ليشمل المتضامنين المصريين الذين تظاهروا أمام السفارة السورية في مصر فكان نصيبهم الاعتقال والضرب والاختطاف والتعذيب.
وما كان خطاب الرئيس المصري ليخلو من إشارة بالطبع إلى القضية الفلسطينية والحديث عن السلام العادل، وحق الشعب الفلسطيني في "دولة مستقلة" ولا ذكر لكونه دولة على كامل التراب الفلسطيني المحتل فذلك قد يغضب الأخوة الأعداء في الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وكيف له أن يغضبهم وهو الذي يتفاوض معهم حول قرض يستهدف رفعه إلى 6 مليار دولار أمريكي. كما أن مفهوم السيد الرئيس للعدالة قد يختلف عن مفهومنا ومفهوم الشعب الفلسطيني خاصة وقد سحب دباباتنا من سيناء بناء على طلب رئيس الوزراء الصهيوني بعد أن مشطت سيناء من عناصر "الإرهاب" التي ننتظر أن تكشف لنا الأيام عن هويتها.
في الصين عقد مرسي والوفد المصاحب له اتفاقات سوف تترجم إلى استثمارات وسياسات اقتصادية سوف ندرك ثمنها قريبا.. وفي إيران خطب الرئيس بأقوال لازالت تحتاج إلى من يفسرها ويحولها إلى سياسات وإجراءات وأفعال على الأرض تنصر ثورة الشعب السوري وتعيد إلى الشعب الفلسطيني أرضه المحتلة.. والى ذلك الحين يظل خطاب إيران كلاما على ورق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق