الأربعاء، 25 مايو 2011

الرأى لكم


بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

25 مايو 2011

نواجه تحديات استثنائية تتطلب تفكيرا بالتضحية والعائد. نناقش عدة أهداف متعارضة، والسياسة هى فن التوفيق الخلاق، وليس المفاضلة الساذجة، بينها. تعالوا نحسبها.

جهاز الشرطة انحاز على نحو واضح مع مبارك ونظامه تنفيذا لأوامر صدرت له أو بحكم أن جهاز الشرطة فى كل دولة هو الأكثر انحيازا للسلطة القائمة. ولكن المعضلة أن نفس الأفراد الذين نريد محاكمتهم لأخطاء منسوبة إليهم هم من نريد منهم أن ينزلوا للقيام بمهام الأمن. وكأننا نقول: «لابد من محاسبتكم، ولكن أثناء محاسبتكم، لابد أن تحمونا».

ما الحل إذن؟

الرأى لكم.

هناك مستثمرون حصلوا على أراضٍ وتسهيلات فى ظل النظام السابق كى يبنوا مصانع وفنادق واستصلاح أراضٍ. النظام السابق انتهى؛ فتم فتح هذه الملفات، وتم سحب الأراضى من أجل إعادة التفاوض على سعرها. توقف المستثمرون عن الاستثمار، لأن دراسات الجدوى التى قاموا بها كانت قائمة على افتراضات معينة، وعليها كانت هناك اتفاقات بعينها لبيع أو تصدير هذه السلع. أحد هذه المصانع كان مخططا له أن يبدأ العمل فى آخر هذا العام بطاقة تصل إلى نحو 5000 عامل وموظف. ولكن لتوقف الاستثمارات، هذا لن يحدث. إذن نحن نقول للمستثمرين: «بعضكم أو معظمكم فاسدون، وعلينا محاسبتكم، ولكن فى نفس الوقت، لا تتوقفوا عن الاستثمار والإنتاج».

ما الحل إذن؟ الرأى لكم.

قطاع من المجتمع المصرى يرى أن دولاب العمل الحكومى يحتاج إلى تصحيح. وهم يريدون أن يترجموا مطالبهم المشروعة إلى احتجاجات ومظاهرات. وهذا مفهوم ومقبول. ولكن المعضلة أن قطاعا من هذا القطاع يعتقد أن الاحتجاج بالتظاهر غير كافٍ وأن عليهم أن يعتصموا كى تتحول مطالبهم من مطالب قطاع إلى ألم يعيشه المجتمع والدولة.

وهنا يكون على صانع القرار أن يختار بين بديلين: التسامح مع الاعتصام وليتحمل المجتمع كاملا الاعتصام وتبعاته وبين الاضطرار إلى فض الاعتصام بالقوة وما يترتب عليه من عنف متبادل لا نريده قطعا. هل من الممكن أن يقتصر الاحتجاج على التظاهر السلمى دون الاعتصام؟ وماذا يكون البديل لو قرر البعض الاعتصام؟ الرأى لكم.

قطاع من المصريين يرون أن الأفضل أن يحكمنا خمسة أشخاص مدنيين كمجلس رئاسى بديل عن المجلس العسكرى وعمل دستور قبل الانتخابات. وبفرض أننا سننجح بعد جهد ذهنى جبار فى تجاهل حقيقة أن التصويت على الجوانب الإجرائية للمرحلة الانتقالية فى مارس الماضى قد رسم بالفعل خريطة طريق حتى نهاية العام، كيف سنصل إلى هؤلاء الخمسة؟ هل عبر انتخابات؟ أم بالتراضى؟ طيب وإذا كانت انتخابات حرة نزيهة، ما الذى يضمن ألا يصل إلى الحكم نفس الناس الذين نخشى أن يحصلوا على الأغلبية فى انتخابات البرلمان القادم؟ طيب بالتراضى: من الذى يتراضى على من؟ أرجو لمن له فرصة أن يبحث عن مقال لى بعنوان: «لماذا تنفجر تنظيماتنا من الداخل؟» لنكتشف أن الكلام فى هذا الأمر سهل، والتنفيذ يحمل الكثير من المخاطر. والكلام ينطبق على الهيئة التى ستكتب الدستور الجديد. من هم؟ وما هو مصدر شرعيتهم؟ وما الذى يضمن أنهم لا يمارسون وصاية على الآخرين؟

الرأى لكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger