الثلاثاء، 24 مايو 2011

التيار الرئيسى المصرى


بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motazbellah abdelfattah

24 مايو 2011

ما هو التيار الرئيسى المصرى؟
هو روح مصر الحقيقية. هو الروح التى جعلتنا يوما نقول: «يحيا الهلال مع الصليب». هو الروح التى جعلت قطاعا واسعا من المسيحيين المصريين يدينون من تظاهر مطالبا بتدخل الولايات المتحدة لحماية الأقباط. هو الروح التى جعلت جيش مصر لا يطلق الرصاص على ثائرى مصر. هو الروح التى جعلت عقلاء السلفيين، وبالمناسبة هم الأغلبية، يحمون الكنائس أثناء الثورة وبعدها. هو الروح التى تجعل المصرى يعلى الولاء لأخوة الوطن ويعلى الولاء لأخوة الدين ولا يجد تعارضا بينهما.
لماذا نحن بحاجة لتيار رئيسى مصرى قوى؟
من شروط استمرار الاستبداد أن يتشيع الناس. ومن شروط نهضة أى مجتمع أن يكون تياره الرئيسى قويا. كى يستمر فرعون فى حكمه، وبالمناسبة ليس كل الفراعنة كفرعون موسى فالكثير منهم عظماء بحق، جعل أهلها شيعا: «إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا» كما جاء فى القرآن الكريم. فطغيانه فى الأرض ارتبط بأن يتحول الناس إلى أوطان بديلة عن الوطن الأم. فيفكر كل منا فى نفسه وأسرته الصغيرة ولا يكترث بأحوال الوطن، يفكر كل منا فى قبيلته أو شلة أصدقائه ولا يعبأ ببقية المجتمع. كل منا يفكر فيمن ينتمون إلى نفس فكره الدينى ويعادون المنتمين لنفس الدين ولكن على مذهب أو فكر آخر.
هذه مقدمة للفشل الاقتصادى والاجتماعى، وربما تتطور الأمور إلى انهيار سياسى ومجتمعى يأخذ فى قمته شكل الحرب الأهلية. لو كان فى الصومال تيار رئيسى قوى، لعاش المجتمع قويا واستمر صحيحا حتى بعد رحيل سياد برى. مصر قوية بعد رحيل مبارك، ولكن لا شك أن جهود تدمير الشخصية المصرية نالت من الكثير منا. لذلك نحن بحاجة لأن تلتحق القوى السياسية المختلفة وأحاد الناس بالتيار الرئيسى المصرى.
كيف نلتحق بالتيار الرئيسى المصرى؟
لا تُقبل على التطرف ولا تقبل به. لا تعش مُستبِدا ولا تقبل أن تعيش مُستبَدا بك. من سمعت منه قولا اقصائيا بشأن أى مجموعة من البشر، فذكر المحيطين بأن اختلافاتنا السياسية أو الدينية لا ينبغى أن تتحول إلى حرب أهلية سياسية أو دينية.
تمثل قول الإمام على فى أمور الدين والسياسة والفكر بأن كل مصرى هو أخ لك فى الدين أو نظير لك فى الخلق.
لا تسمح لشخص بأن يطلق ألفاظا عامة عن فئة من البشر بسبب خطأ ارتكبه أحدهم. هل لو أخطأ شخص ينتمى لنادى كرة قدم معين، فيمكن أن نصف كل مشجعى هذا النادى بنفس الصفة.
قل رأيك فى أى قضية، ولكن لا تتعامل مع رأيك وكأنه عنوان الحقيقة ومحورها. اترك للآخرين الحق فى أن تكون لهم رؤيتهم الخاصة. وكن مستعدا أن تغير وجهة نظرك إن استبان لك موضع الخطأ. ولا تكن موقنا بشىء من شئون الدنيا بأكثر من 99 بالمائة من اليقين لأننا بشر تعرض لنا العلل ويفرط منا الزلل.
قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ: «لا تَحَاسَدوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابروا وَكونوا عِبَادَ اللهِ إخْوَانا».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger