الأربعاء، 18 مايو 2011

حزب أصدقاء الكنبة



أحمد شاكر (المصريون) 18-05-2011

تفرغت طيلة الشهر الماضي لإعداد دراسة علمية إحصائية تشمل الأخبار والتحقيقات والحوارات والمقالات الخاصة بالصحف اليومية والاسبوعية المتنوعة عن طريق المتابعة و التبويب و التخصيص و التدقيق ، الهدف منها إستكشاف و إستبيان توجهات تلك الصحف التي تتحكم في الرأي العام وتؤثر عليه فكانت النتيجة كالتالي :-
الصحف القومية كما هي لم تتغير ، تعيش في ركاب الملك وصاحب السلطة ، تتغني بمن يجلس علي الكرسي حتي ولو كان كرسي خفير في مزرعة طالما انه يتبع صاحب القرار ، وتهنش في عظام من غادر الكرسي ، لن تغيهرا الثورة ولن يغيرها ألف ثورة ..
مثلا ستجد أن كبار الكتاب يمتدحون بشكل يومي المشير طنطاوي و عصام شرف و وزير الداخلية الجديد منصور العيسوي ، بل إن احد كتاب صحيفة الأهرام لم يجد خجلا في أن يشيد باللواء منصور العيسوي علي مجهوداته العظيمة وتضحياته الغالية النفيسه التي لا يفعلها بشر من أجل إعادة الأمن والأمان للوطن ..؟؟؟ طبعا مقال لو قراته سوف تتقيأ علي الفور ..
كاتب آخر في صحيفة أخري هي الجمهورية ظل يشيد برئيس الوزراء عصام شرف ويتغني ببساطته عندما تناول الفول والطعمية في أحد المطاعم وتساءل أي نوع ملائكي هو هذا الرجل الذي يتنازل ليجلس وسط عامة الشعب ..!! طبعا نفس رد الفعل الذي حدث بالأعلي عليك أن تتقيأ مرة أخري ..
كاتب يطلقون عليه لقب الأستاذ كان أحد اسباب الكوراث السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي نحياها طوال ستين عاما مضت لم يتوان ولو للحظة في أول حديث له بعد أن أخرجوه من القمقم ليعلن عن رغبته في تولي المشير طنطاوي رئاسة مصر .. طبعا لن تجد في معدتك ما تتقيأه بعد أن أفرغتها بالأعلي لكن لابد أن تفعل حتي لو تقيأت معدتك ذات نفسها ، لأنك ستكتشف ببساطة أي نوع هؤلاء وكيف يصنعون الفرعون وكيف اصبحوا أساتذة وأعلام صحفية ..
هذا بالنسبة للصحف القومية التي لن تخرج توجهاتها ومحتواها عما رصدته و لخصته بالأمثلة بالأعلي ...
أما النوع الثاني الذي يسمي مستقل .. فتستطيع أن تشتم فورا رائحة المال الخاص بتمويل تلك الصحف عندما تكتشف ان توجهاتها كلها إلا قليلا تصب في صالح محاربة الفكر الإسلامي بكافة أنواعه ، وكأنها ما وجدت خصيصا إلا للتصدي لكل ما هو مسلم ، وهي تفعل ذلك بإحترافية شديدة جدا و بإسلوب المحلل عن طريق الإستعانة بكاتب إسلامي أو شخصية إسلامية شهيرة تكتب مقالات علي صفحاتها ، ثم ترخي اللجام للباقيين لمهاجمة الإسلام ، وكأنها بوجود هذه الشخصية الإسلامية كفضيلة المفتي مثلا تغسل يديها مما تفعله بحق الإسلام لخداع المصريين البسطاء ممن يثقون بمفتي الديار فيقبلون علي قراءة السمسوم المدسوسة في باقي المقالات أو الأخبار كأنها حقيقة مسلم بها ، ولما لا .. ألا يكتب المفتي أو شيخ الأزهر في تلك الصحيفة إذن هي صادقة في كل ما تنشر ..؟؟
اسلوب مفضوح للغاية لكنه يحتاج إلي وعي وتدقيق .. يفتقده مع الأسف غالبية بسطاء المصريين ..
مثلا ستجد أن صحيفة مثل المصري اليوم أو اليوم السابع تجهد نفسها في التصدي للتيارات الإسلامية خاصة الاخوان المسلمين أو تصنفهم علي هواها وتتساءل بطريقة تشكيكية مدروسة عن السفليين وما علاقتهم بالسياسة و أين كانوا ومن أين ظهروا ولماذا الآن وكأن السياسة ما وجدت إلا لهم ..!!
بينما تترك شخص مثل نجيب ساويرس يعبث كما شاء في السياسية ويشكل الأحزاب كما يعن له بل ويشارك في لجان الحريات و الحوارات الوطنية ويتحدث بإسم الثوار ويرسم ملامح خارطة الطريق السياسي لمصر دون أن تنبث تلك الصحف أو كتابها ونقادها ببنت شفة لتقف وتتساءل حتي علي سبيل ذر الرماد في العيون من أين جاء نجيب ساويرس مثلا ومنذ متي كان من الثوار أو الساسة ..!!
وانا علي إستعداد لأتنازل عن كل ما أملك مقابل أن يجبيني أحدهم أو يجيبني نجيب ساويرس بشخصه عن تاريخه النضالي السياسي الثورجي التحرري ..
أكثر من هذا ستجد السيد نجيب ساويرس يهزأ من بسطاء المصريين الذين يلهثون خلف لقمة العيش عندما يطلق عليهم لقب حزب أصدقاء الكنبة تعبيرا عن عدم مشاركة هؤلاء في الحياة السياسة وتناسي تماما دورهم الأساسي والهام في إنجاح الثورة هذا الدور الذي صنع منه رئيسا لحزب سياسي يتحدث ويشرع ويؤسس بإسم الثوار الذين لا يعرفونه في الأساس ولا يعلمون من أين هبط عليهم ..!!
خد عندك هذه .. الصحف المستقلة التي يطلقون عليها ليبرالية تتغني بما ينعتونه بالدولة المدنية ، بينما يهاجمون الدولة المدنية الدينية خوفا علي مصالحهم الخبيثة من سيطرة التيار الإسلامي علي الحكم و الذي يمثل غالبية بسطاء المصريين أو حزب اصدقاء الكنبة كما نعته ساويرس .. وأتحدي أحدهم أن يجلس في مناظرة علنية أمام العبد لله فقط أو يجلسون جميعهم بسياسييهم وكتابهم ومفكريهم وعلمائهم ومجادليهم لنتحاور في ماهية الدولة المدنية وطبيعتها ومعيارها و أركانها وكيف أن الدين الإسلامي هو أول من أسس لتلك الدولة قبل أن تلدهم أمهاتهم ..
وبإعتبار رسالتي التي كنت أعدها للماجستير كانت عن هذا الموضوع تحديدا ( الدولة المدنية في الإسلام ) ، فالعبد لله كفيل بإسكات هؤلاء بل إخراسهم تماما ، عندما يكتشفوا فجأة جهلهم و حقيقة أنفسهم وهم عرايا حتي من ورقة التوت ..
يا الله ما أشبه اليوم بالبارحه ، نفس ما يحدث الآن هو الذي حدث بصورته الكربونية في أربعينيات القرن الماضي ، عندما قامت حملة مشبوهه ضد مدنية الدولة الإسلامية ، وكان سلاحها كتب رديئة من نوعية ( في الشعر الجاهلي ) و ( الفتنة الكبري ) للدكتور طه حسين ، وكتاب مثل ( الإسلام وأصول الحكم ) للشيخ علي عبد الرازق تماما بنفس الطريقة المذكورة بأعلي ..
لكن لأن الإسلام أكبر من أي فتنة إندحروا جميعا وبقي الإسلام وسيظل إلي آخر الزمان .. لكن السؤال ، لماذا يصمت حزب أصدقاء الكنبة علي هؤلاء العابثين أصحاب الصوت العالي الحياني ولماذا لا يلفظهم كما لفظ من حاولوا قبلهم وفشلوا ..
الإجابة بكل بساطة ان حزب أصدقاء الكنبة الذي أشرف بعضويته والذي يأتي علي قائمته المجلس الأعلي العسكري وجيش مصر المناضل بضباطه وجنوده البواسل مؤمن بقضيته ووطنه ودينه ولا يلقي بالا لمثل هذه الترهات التي تحدث وعندما تحين اللحظة المناسبة سيجد أصحاب الصوت العالي الحياني أنفسهم في الـ ( recycle bin )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger