الجمعة، 17 فبراير 2012

فورين بوليسي:« لهذه الاسباب يخشى العسكري تمرد طبقة الضباط المتوسطي الرتب»

Fri, 02/17/2012 - 20:30

فورين بوليسي:« لهذه الاسباب يخشى العسكري تمرد طبقة الضباط المتوسطي الرتب»
طبقة الضباط المتوسطي الرتب
نشر الموقع الالكتروني لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية اليوم الجمعة تحقيقا من القاهرة يقول ان الجنرالات الحاكمين في مصر يواجهون تحديا جديدا يتمثل في تذمر متصاعد في اوساط الضباط المتوسطي الرتب.
وفي ما يأتي نص التحقيق الذي كتبه باتريك غالي: "اكتشف المجلس العسكري الاعلى الحاكم في مصر الذي بواجه وضعا امنيا مهتزا والمنخرط في حالة عداء متصاعد مع الولايات المتحدة ان الاستيلاء على زمام السلطة اسهل من ممارسة الحكم. والان، وفقا لمصادر ديبلوماسية غربية وعسكرية مصرية يواجه المجلس تحديا اخر هو الاحتفاظ بالسيطرة على هيئة ضباط متذمرين بصورة متزايدة.
ويشعر المجلس العسكري الاعلى في مصر بقلق عميق من الاحتكاك المتزايد بينه وبين ضباط الطبقة المتوسطة، كما قال لي ديبلوماسي غربي على معرفة وثيقة بالامور الداخلية للمجلس. ونتيجة لذلك فإن المجلس متمنع بصورة متزايدة عن عمل اي شيء يمكن ان يمثل مخاطرة بتدهور العلاقة بينه وبين الجيش الى حد اكبر.
وقال الديبلوماسي: "المجلس الاعلى لا يصدر اوامر يمكن عصيانها، حتى لو كانت امكانية ذلك ضئيلة. انه يعلم ان ليس بوسعه ان يطلب من جنوده عمل شيء ما لا يريدون عمله. واذا طلب من الجنود، على سبيل المثال، ان يطلقوا النار على المحتجين، فإن المجلس يعلم انه يمكن ان يواجه شيئا كالثورة الروسية"، مشيرا بذلك الى تمرد في الجيش ساعد في التسبب بتنحية القيصر نيكولاس الثاني في العام 1917.
وثمة دلائل على ان المجلس العسكري الاعلى في مصر اتخذ خطوات لضمان عدم تعريض الجيش لوضع يضطر فيه الى تحمل وطأة الغضب الشعبي. وعلى سبيل المثال، نشرت قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية والتي تتعرض لانتقادات واسعة خلال الاشتباكات في القاهرة وغيرها من الاماكن بعد قلاقل كرة القدم في بورسعيد. وقد تباين ذلك مع حالات القمع السابقة مثل حادثة سحل الفتاة قرب وزارة الداخلية في كانون الثاني (ديسمبر) عندما كان رجال الجيش في الطليعة.
وبالرغم من ان الجيش بقي في منأى عن الاشتباكات الاخيرة في الشوارع فإنه سيظل الضامن النهائي لسلطة المجلس الاعلى. ويشرف الجيش، مثلاً، على الامن في مراكز الاقتراع لانتخابات مجلس الشورى المستمرة، وينشر جنوده في الشوارع قبل اضراب عام مزمع. وفي عطلة نهاية الاسبوع الماضي، مر الاحتجاج من دون حوادث، ما جنب الجيش قرارا بشأن مدى الشدة التي ينبغي بها قمع المحتجين.
وقال ضابط تحدث، مشترطا عدم ذكر اسمه بالنظر الى حساسية الموضوع، ان ثمة عدم ارتياح متزايد في اوساط زملائه الذين يشعرون انه يجري استغلال الجيش بما يناسب الطموحات السياسية للمجلس العسكري الاعلى.
وقال: "ان من منتهى الجنون ان يطلب منا الحفاظ على القانون والنظام في البلاد. هذه مهمة الشرطة وليست مهمة الجيش. ولكن هناك اشياء معينة يعلمون (في المجلس الاعلى) انهم لا يستطيعون ارغامنا على عملها".
وقد حصلت عشرات حالات الهرب من الخدمة العسكرية منذ سقوط الرئيس السابق محمد حسني مبارك، خصوصا من طبقة الضباط. وتقول مصادر ديبلوماسية غربية ان المجلس العسكري الاعلى سرع عشرات حالات الترقية لضباط شباب في محاولة لكسب موافقتهم على الهدف المعلن للمجلس وهو تسليم السلطة لحكومة مدنية بعد الانتخابات الرئاسية التي حدد موعدها في ايار (مايو) المقبل.
ومن الاسرار المكشوفة تقريبا ان الضباط يتلقون زيادات في الرواتب منذ بدء الاحتجاجات ولكن يمكن ان تكون المكافآت التي يعطيها المجلس العسكري الاعلى حتى اكبر مما كان يعتقد في السابق. وقال ديبلوماسي غربي اخر انه شاهد ادلة على دفعات منتظمة تصل الى 11,600 دولار لضباط برتبة عقيد فما فوق. ويدعم تقرير سابق من شخص من داخل الجيش المصري يزعم فيه ان مرتبات ضباط الاحتياط ضوعفت خلال احتجاجات كانون الثاني (يناير) الماضي وشباط (فبراير) الجاري هذه الرواية.
وقال الديبلوماسي ان طبقة الضباط هي التي يهتم المجلس العسكري الاعلى بإرضائها. واضاف: "كثيرون من اؤلئك الضباط ، وبينهم كثر دربوا في الولايات المتحدة، يعودون الى مصر ولا يستطيعون ان يفهموا لماذا يقوم العسكريون بإدارة شؤون البلاد". واضاف ان المسؤولين الرفيعي الرتب لا يريدون المجازفة بحصول انقسام واعضاء السلاح البري يطيعون الاوامر ولكن من يجب ان يراقَبوا هم الضباط".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger