المفكر المصري الدكتور رفعت سيد احمد يهاجم الجامعة العربية والسعودية وقطر ويقول : بئسا لثورات يقودها ملوك الخليج
February 16 2012 00:04
وإما أن تلك الثورات ليست ثورات حقيقية ، وأنها ثورات للـ C.I.A وحلف الناتو ، وأن مهمة دول الخليج وتحديداً قطر والسعودية هى قيادة تلك الثورات المزيفة على الطريق المرسوم لها ، دعماً للمشروع الأمريكى / الإسرائيلى فى المنطقة . الاحتمال الأول : فى ظنى ينطبق على الثورة المصرية والتى تسعى دول الخليج جاهدة لإجهاضها بكافة السبل بما فيها استخدام الإخوان ونفس الاحتمال ينطبق علىالثورتين اليمنية والبحرينية، أما الاحتمال الثانى : فينطبق على حال كل من سوريا وليبيا
واضاف : مناسبة هذا القول هو ذلك (الاجتماع / الفضيحة) الأخير لوزراء ما يسمى بجامعة الدول العربية ، برئاسة حمد بن جاسم صديق ليفنى (وزيرة خارجية إسرائيل السابقة) وسعود الفيصل وزير خارجية أقدم دولة حليف لواشنطن فى العالم (السعودية) واقدم حكم استبدادى فى العلم ايضا ، ذلك الاجتماع الذى قرر مساندة ما أسموه بالثورة السورية والشعب السورى ، والذى تمخض عن دعوة مشبوهة لاحتلال سوريا باسم اجتماع دولى لأصدقاء -أى بالمفهوم الملكى الخليجى( أعداء)- سوريا ، فى تونس التى كان بها للأسف (ثورة) فركبها (إسلاميو أمريكا) فتحولت إلى تابع مخلص لإملاءات الخليج وواشنطن
وقال : إن هذا الاجتماع / الفضيحة ، بنتائجه ، لهو أكبر دليل على أننا أمام مسرح عبثى وهزلى لإعادة الهيمنة على المنطقة باسم الثورات ، والثورات بريئة مما يفعل شيوخ النفط ، الغارقين حتى رؤوسهم فى الاستبداد والتبعية ، والذين كان ينبغى أن ينظروا أولاً إلى أوضاع بلادهم المزرية والتى تعيش بلا حريات أو دساتير أو استقلال وطنى حقيقى ، ثم بعد ذلك يطلبوا من الآخرين الحرية والكرامة . إن المثل يقول : فاقد الشىء لا يعطيه ولا ينبغى له أن يطالب به الآخرين ، إن ما جرى فى جامعة الدول العربية أول أمس (12/2/2012) لهو استدعاء للاحتلال الأجنبى ، ولا تصدقوا أى شعار آخر ، وأمامنا نموذج ليبيا الجريحة التى يحكمها اليوم الميليشيات المسلحة ،والتى سبق و فرض عليها ذات السيناريو القبيح ، لقد تم هذا المهرجان الاستعمارى فى حضور أمين عام للجامعة يحمل الجنسية المصرية (للأسف) وكان موقفه تابعاً بالكامل لملوك الخليج وليس للثورة المصرية الحقيقية التى أتت به من على دكة الاحتياطى ليكون وزيراً ثم أميناً عاماً للجامعة ، تلك الثورة التى من أهم مطالبها الوحدة العربية ، والاستقلال الوطنى والكرامة بعيداً عن املاءات الخليج المحتل وواشنطن ، الرجل (نبيل العربى) لم يفهم ذلك ، أو فهم ولكنه خضع !! وتعامل مع الملف السورى وفقاً لأوامر حمد وسعود الفيصل ، فى إهانة بليغة ، لعروبة الجامعة ، ولمصر ، وثورتها وقال : دعونا نسجل على وجه السرعة والدقة الآثار السليبة لهذا الاجتماع الذى قادته دويلات الخليج المحتل والتى صارت قائدة لثورات الشعوب العربية فى مشهد كوميدى شديد المرارة
أولاً : لا ينبغى أن نصدق أى شعار يقال ، فالهدف من الاجتماع ليس الشعب السورى بل التمهيد العربى (!!) لاحتلال سوريا ، باسم دعم مطالب شعبها ، وكأن الملايين التى خرجت فى دمشق وحلب واللاذقية وعشرات المدن السورية ترفض هذا التدخل لا قيمة لها والقيمة فقط هو ما تبثه (الجزيرة) و(العربية) وباقى منظومة إعلام الـ C.I.A فى المنطقة أو ما يتشدق به ثوار الـ C.I.A المنتشرون فى أرجاء المعمورة بدعم مالى واسع من المخابرات القطرية والأمريكية
ثانياً : لكن على حمد وسعود وباقى قادة هذا المهرجان الاستعمارى الجديد،ومن وآلاهم،أن يدركوا،أن الأمر مع سوريا مختلف جملة عما جرى فى ليبيا،وأظن – وليس كل الظن إثم- أن أيديهم ستحترق ومعها بعض المدن التركية والإسرائيلية الحبيبة إلى قلوبهم قبل تنفيذ مخططهم المعادى لأبسط قيم الثورات وحق الشعوب فى تقرير مصيرها بأيديها لا بأيدى مشبوهة
ثالثاً : على وزير خارجية مصر ومجلسها العسكرى ، عدم تنفيذ مخططات هؤلاء (العربان) ؛ لأنها ببساطة مخططات ضد الأمن القومى المصرى الحقيقى ، وهؤلاء – كما يعلم أهل الحكم فى مصر ولديهم الادلة السرية والعلنية – يلعبون الآن بالمال والدين فى أحشاء مصر ، وغداً إن سقطت سوريا – لا قدر الله – سيلعبون فى جيشها علانية وستتحول مصر إلى (صومال) أخرى وهم لا ينكرون ذلك ، بل يفاخرون به ، فانتبهوا
رابعاً : أما من يستحق أن نطلب منه – ختاماً أن ينتبه – فهم الإخوان المسلمين حيث مواقفهم الاخيرة مع الحلف الخليجى الأمريكى بشأن سوريا والبحرين واليمن وليبيا وأخيراً مصر ، يعنى أن الثورة ضدهم قريبة ، وأنهم لا يختلفون عن حسنى مبارك سوى فى اللحية . أما الرجاء الأخير فهو للثوار الحقيقيين فى مصر وبلادنا العربية ، فحكام الخليج - وتحديداً حكام قطر والسعودية – لا يريدون الخير لكم ولا لثوراتكم إذ لا يمكن أن تجتمع الجنة والنار فى مكان واحد ، ولا أدلة أو قرائن تاريخية على عشق هؤلاء لثوراتكم ، بل على النقيض ، هم أول من تآمر – ولايزال – عليها وهدفهم هو اغتيال الثورات الحقيقية وتحويلها إلى ثورات للـ C.I.A ويا حبذا لو كان لها (لحية) ، أى ثورات أمريكية بقشرة إسلامية زائفة تقبل بالتطبيع وبالتبعية لواشنطن ، مثلهم تماماً وختم مقاله بالقول : هذا هو المخطط يا أولى الثورات فانتبهوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق