السبت، 18 فبراير 2012

'مصر الثورة لا تبيع مواقفها بحفنة دولارات'

 
'مصر الثورة لا تبيع مواقفها بحفنة دولارات'
انتقادات لربط الاخوان بقاء 'كامب ديفيد' بعدم تخفيض امريكا للمساعدات الاقتصادية
2012-02-16

القاهرة ـ لندن ـ 'القدس العربي' - رويترز: انتقد ناشطون على الانترنت ومراقبون تصريحات لجماعة الاخوان المسلمين بأن مصر قد تراجع اتفاقية السلام التي ابرمتها عام 1979 مع اسرائيل اذا خفضت الولايات المتحدة المساعدات للقاهرة.
واعتبروا ان' مصر الثورة لا تبيع مواقفها السياسية، وان مراجعة كامب ديفيد يجب ان ترتبط بمصالح مصر الاستراتيجية وليس بحفنة دولارات من الادارة الامريكية'.
ورأوا ان 'تصريحات الاخوان تؤكد شراكتهم مع المجلس العسكري الغاضب من تهديدات امريكية بمراجعة المعونة العسكرية البالغة الفا وثلاثمائة مليون دولار التي تمثل اهمية كبيرة بالنسبة للمؤسسة العسكرية، على خلاف المساعدات الاقتصادية التي لا تزيد عن ثلاثمائة مليون دولار'.
وفي غضون ذلك اعلنت الحكومة والازهر امس دعمهما لمبادرة شعبية تهدف للاستغناء عن المعونات الامريكية، والاستعانة بمعونات مصرية بدلا منها.
وتقول واشنطن ان الخطر يهدد المساعدات بسبب تحقيق مصري بشأن منظمات غير حكومية أدى إلى توجيه اتهامات إلى 43 ناشطا على الأقل منهم 19 امريكيا منعوا من مغادرة مصر.
وتعتبر مصر أكبر متلقي المساعدات الامريكية في العالم بعد اسرائيل منذ وقعت اتفاقية السلام مع اسرائيل. وتقول جماعة الاخوان المسلمين التي لم تتسلم بعد مقاليد السلطة في البلاد إن أي قرار بقطع تلك المساعدات بسبب التحقيق سيثير أسئلة خطيرة.
وقال عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين لرويترز في مقابلة عبر الهاتف 'احنا (مصر) طرف (في الاتفاقية) بالتالي سيتضرر فمن حقه ان يعيد النظر في الموضوع'.
وأضاف العريان وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان والذي يمثل أكبر كتلة في البرلمان المنتخب حديثا 'المعونة كانت أحد التزامات الاطراف التي وقعت اتفاقية السلام فاذا تم الاخلال من طرف فهو يبيح حق مراجعة الاتفاقية من جانب الاطراف' الاخرى.
ومن المرجح ان تزيد تصريحاته الضغط على كل الاطراف لحل واحدة من أسوأ الازمات في العلاقات الامريكية المصرية منذ توقيع الاتفاقية.
واعتبرت وكالة رويترز ان تصريحات العريان تشير إلى أن التهديدات الأمريكية فيما يتعلق بالتحقيق في تمويل منظمات غير حكومية قد دفعت الجماعة للبدء في إعادة النظر في موقفها السابق.
وطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في رسالته السنوية المتعلقة بالميزانية هذا الاسبوع الابقاء على المساعدات العسكرية لمصر عند مستوى 1.3 مليار دولار وطالب بمساعدات اقتصادية قدرها 250 مليون دولار.
لكن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة قال يوم الثلاثاء الماضي إنه أبلغ حكام مصر الحاليين ان مسألة المنظمات غير الحكومية يجب أن تحل بشكل مرض من أجل السماح باستمرار التعاون العسكري مع القاهرة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الفشل في حل هذه المشكلة يهدد المساعدات.
ومن الاتهامات الموجهة لمن يشملهم التحقيق العمل مع جمعيات لا تحمل تراخيص قانونية للعمل في مصر وتلقي تمويل من الخارج بشكل غير مشروع. وقالت الحكومة المصرية إن المسألة بين يدي القضاء.
لكن المنظمات غير الحكومية اتهمت السلطات يوم الأربعاء بشن حملة تخويف تهدف إلى صرف الانتباه بعيدا عن ما وصفته بالفشل في إدارة شؤون البلاد.
وأصدرت المنظمات المعنية وعددها 29 منظمة بيانا اتهمت فيه السلطات 'باصطناع المعارك الوهمية مع دول أخرى لصرف الانتباه عن كوارث الإدارة السياسية الفاشلة للبلاد'.
وتصاعدت حدة التوترات بدرجة أكبر بسبب تصريحات جديدة لفايزة أبو النجا التي كانت وزيرة التعاون الدولي والتي ربطت فيها بين التمويل الأمريكي لمنظمات المجتمع المدني بمخطط أمريكي لتقويض مصر. وتحدثت عما وصفتها بأنه محاولة للتأثير على التحول في مرحلة ما بعد مبارك 'وتوجيهه في الاتجاه الذي يحقق مصالح أمريكا وإسرائيل معا'.
وأثار صعود الجماعات الإسلامية في مصر في مرحلة ما بعد مبارك قلقا عميقا في إسرائيل. ولكن المسؤولين الإسرائيليين - رغم مخاوفهم- لا يعتقدون أن الرئيس القادم لمصر سيلغي معاهدة السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger