الأحد، 20 مارس 2011

إقبال تاريخي على المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية




نقلا عن (المصريون): | 20-03-2011

وسط إقبال تاريخي غير مسبوق من الشباب والسيدات وكبار السن وحتى المرضي، وفي ظاهرة لم تشهدها مصر طوال 30 عامًا من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، توجه ملايين المصريين السبت إلى لجان الاستفتاء على مستوى محافظات الجمهورية، والبالغ عددها نحو 54 ألف لجنة، للإدلاء برأيهم بشأن التعديلات الدستورية، والتي تمهد لإجراء انتخابات برلمانية، وقد استمر التصويت في الكثير من لجان الاستفتاء إلى ما بعد الساعة السابعة في ظل الإقبال الكثيف من المصريين، حتى أن بطاقات الاقتراع نفدت في الكثير من اللجان.

ورصدت منظمات المجتمع المدني إقبالا غير مسبوق من المصريين لأول مرة بهذه الصورة الكثيفة الأمر الذي إلى أدى تزاحم الناخبين على الدخول للجان وانتظارهم لأكثر من ساعة ببعض اللجان حتى يتمكنوا من التصويت. وكان لافتا اصطفاف مئات الأشخاص أمام عشرات اللجان، حتى يتمكنوا من المشاركة في الاقتراع، وتوافد المواطنون على العديد من مركز الاقتراع وحتى قبل أن تفتح في الساعة الثامنة صباحًا وهو ما كان محل إشادة من قبل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أحد أبرز المرشحين للرئاسة مع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي، في ظل ارتفاع نسبة المشاركة.

واستمر التصويت من الساعة الثامنة صباحًا، وحتى ما بعد السابعة مساء في معظم لجان الاقتراع، وكان التصويت ببطاقة الرقم القومي ويحق التصويت لمن يزيد عمره على 18 عاما في أول مارس الجاري. وتوقعت مصادر راقبت الانتخابات ان تأتى نتيجة التصويت بالموافقة على التعديلات الدستورية، ولكن بفارق قد يكون 10% نظرا للحملة الشديدة التي دعت إلى رفض تلك التعديلات،

ولأول مرة منذ 30 عاما فتحت مدرسة مصر الجديدة الثانوية العامة بنات ( لجنة أسرة مبارك) أبوابها أمام جموع المواطنين بعدما كانت مخصصة في السابق للأسرة الرئاسية لتدلي بأصواتها بها في أية انتخابات تشريعية أو برلمانية أو رئاسية.

وشابت عملية التصويت مخالفات رصدتها منظمات المجتمع المدني التي تتولى مراقبة الاستفتاء، لكنها لم تكن مؤثرة بشكل كبير على نزاهة عملية التصويت، منها عدم وجود حبر فسفوري في بعض اللجان، وقيام جماعة "الإخوان المسلمين" بحشد أنصارها في جماعات للتصويت بـ "نعم"، وعدم ختم استمارات التصويت بخاتم اللجنة العامة المشرفة على الاستفتاء.

ووصفت المنظمات الحقوقية المراقبة للاستفتاء نسبة المشاركة بالمرتفعة، ولاحظت تدفق العديد من الجماهير على لجان الاستفتاء للاءدلاء بأصواتهم, لكنها أكدت ايضًا عدم وجود الاستعدات الكافية لذلك من الجهات القائمة على تنظيم هذه الانتخابات.

وقالت إن الساعات الاولى اتسمت بارتفاع نسبة المشاركة والتى قابلها قصور شديد من الجهات المشرفة على عملية الانتخابات، حيث تأخر عدد كبير من اللجان عن ميعاد البدء في الساعة الثامنة.

وشهدت لجان الاقتراع بدائرة حي شبرا إقبالا كثيفا على المشاركة في الاستفتاء خاصة من الأقباط الذين صوتوا ضدها.

وقال المستشار معوض محمود مبروك نائب رئيس هيئة قضايا الدولة ورئيس لجنة مدرسة الترعة البولاقية بدائرة شبرا إنه لم ير من قبل هذا التواجد الكثيف للمواطنين الذين حرصوا على الادلاء باصواتهم منذ بداية يوم الاستفتاء في تمام الثامنة صباحا، مؤكدا أنه بعد أن وصل عدد الناخبين في هذه اللجنة إلى أكثر من 6 الاف صوت طلب احضار 8 صناديق اقتراع اضافية و4 آلاف ورقة استفتاء احتياطى نظرا لنفاد الكمية الاولى.

وأشار الى أن كميات الورق الاضافية لم يكن عليها ختم رئيس لجنة التعديلات الدستورية الامر الذي جعله يوقع بصفته خلف الورقة غير المختومة وذلك وفقا لتعليمات القوات المسلحة.

وشهدت لجان الاقتراع بالإسكندرية إقبالا غير مسبوق في تاريخ الاستفتاءات والانتخابات المصرية، حيث توافد الملايين من مختلف الأعمار منذ الثامنة صباحا وحتى وموعد إغلاق اللجان للتصويت، وامتلأت صناديق الاقتراع عن أخرها حيث تم الاستعانة بصناديق جديدة لمواجهة الإقبال غير المسبوق من الجماهير.

وكان اللافت إقبال النساء من مختلف الأعمار بأعداد كبيرة جدا على غير المألوف للمشاركة فى التصويت، وصارت عملية الاقتراع بالإسكندرية والبحيرة فى هدوء وسادت أجواء الفرح والبهجة، وقد شاركت قوات الشرطة مع الجيش فى تأمين عملية الاقتراع، وقد قابل المواطنون أفراد الشرطة بالترحاب الشديد.

وتفقد اللواء أركان حرب جمال محمد شحاتة رئيس أركان المنطقة الشمالية الغربية عملية التصويت فى عدد من لجان الإسكندرية، وأكد في لقاء عقده مع وسائل الإعلام بلجان مدرسة صلاح سالم الابتدائية بمنطقة سبورتنج بالإسكندرية أن عملية الاقتراع تمت فى هدوء ولم تسجل أي أعمال بلطجة أو تزوير، ولم ترد شكاوى إلى اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات. مؤكدا ان الإقبال على التصويت فاق كل التوقعات.

وشارك الأقباط بكثافة ملحوظة منذ ساعات الصباح الباكر فى عملية تصويت جماعي فى جميع اللجان فى الإسكندرية والبحيرة، وقالت مصادر قبطية لـ "المصريون" إن الكنيسة طلبت من الأقباط بضرورة المشاركة فى الاستفتاء والتصويت بـ "لا".

على الجانب الآخر، حرصت الجماعة السلفية، وجماعة "الإخوان المسلمين" على التصويت بـ "نعم" بكثافة منذ الساعات الأولى أيضا، وكانت دوائر غرب الإسكندرية، والرمل، والمنتزه أكثر الدوائر التي شهدت التصويت بـ "نعم" نظرا لتواجد كتلة كبيرة من أنصار "الإخوان"، والجماعة السلفية.

وفى قرى ومدن محافظة البحيرة كان التصويت فى معظمه بـ "نعم"، وحرصت النساء من مختلف الأعمار على التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع.

وامتد التصويت لما بعد السابعة مساء- موعد غلق صناديق الاقتراع - نظرا لتواجد المئات داخل حرم اللجان الانتخابية ينتظرون دورهم، وقررت اللجنة العليا المشرفة على استفتاء التعديلات الدستورية السماح لجميع المواطنين المتواجدين بمقر الاستفتاء والفضاء الذي حوله من الإدلاء بأصواتهم في حال انتهاء موعد الاستفتاء في السابعة مساء.

كما قررت اللجنة زيادة بطاقات إبداء الرأي، وصناديق إضافية، وزجاجات الحبر الفسفوري بالإسكندرية، لمواجهة الزيادة في إعداد المصوتين، وقد تم استخدام نوع من الأحبار الفسفورية شديدة الثبات لا يمكن إزالتها قبل مضى نحو 24 ساعة.

وفي بني سويف، شهدت اللجان إقبالا متزيدا من جانب المواطنين وقامت مجموعات من جماعة "الإخوان المسلمين" بالاشتراك مع اللجان الشعبية التي تشارك الشرطة والقوات المسلحة فى حفظ الأمن خارج اللجان وتنظيم المواطنين منذ الصباح.

وقام الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف بالاستفتاء بلجنة مدرسة طه حسين الابتدائية، وقال "إنني فوجئت أثناء إدلائي بصوتي حرص مواطن مولود فى سنة 13 على الإدلاء بصوته، وقال لي اننى جئت لأعطى صوتي للتعديلات لأنني عشت عصور الاستفتاءات المزورة وأول مرة منذ 50 عاما أشارك فى استفتاء نزيهة".

وقام محمود حجازي عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس هيئة التنظيم الإدارة بتكليف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالمرور على اللجان والتأكد من سير العملية الانتخابية.

وقال حجازي: "المجلس الأعلى جاهز تماما في حال إذا ما انتهت نتيجة الاستفتاء بـ "نعم" أو "لا"، وأضاف إنه "لابد أن يعلم الجميع أن الموافقة أو الرفض للتعديلات الدستورية ليست بديلة عن تأسيس دستور جديد فى المرحلة القادمة".

وشهدت اللجان بمراكز سوهاج إقبالا كبيرا خاصة من القساوسة والأقباط و"الإخوان المسلمين"، رجح المراقبون أن الإقبال بسبب الحشد الذي قامت به المساجد والكنائس بجميع مدن وقرى المحافظة لحث المواطنين على الخروج للإدلاء على أصواتهن الجمعة الماضية.

وتلاحظ أمام لجان كل من مدرسة التجارة بنات وصلاح سالم حشود لقساوسة ظهرت فى مدارس الحديثة بنات والشيماء والنبوي المهندس التي تشهد اقتراع لأول مرة، بينما احتشد الإعلام الرسمي وقيادات الجيش والشرطة فى مدرسة الثانوية العسكرية التي عرفت فى السابق بأكثر اللجان إثارة للشغب.

ورجح البعض الاحتشاد المبكر للأقباط والقساوسة لعلمهم بأن الزحام سوف يبدأ عقب 11صباحًا فاحتشدوا مبكرًا تجنبًا للمشاكل.

وفي مركز ومدينة جرجا تزايد الإقبال على مدرسة عقبة بن نافع، بينما عطل وكيل نيابة قبطي فى البربا سير اللجنة و اشتكى أهالي القرية للمأمور الذي حذر وكيل النيابة من اندلاع فتنة فقام بفتح اللجنة، بينما وصل القاضي متأخرا لمدرسة أم المؤمنين.

وفي مركز ومدينة طهطا، تلاحظ عدم فتح بعض اللجان حتى الساعة الثانية عشر مثل لجان الحريدية البحرية ومصطفى العمدة بالشيخ مسعود كما تم فتح مدرسة القبيصات الساعة 11.30 بعد أن وصل إليها القضاة، بينما احتشد الجموع فى دار السلام بشكل غير مسبوق والتصويت علني كما فى جهينة،وفى اخميم إقبال متوسط مع حشد كبير للأقباط.

وفي محافظة جنوب سيناء شهدت جميع لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية أمس بكافة المقار وعددها 10 مقار انتخابية على مستوى 9 مدن بإجمالي 22 لجنة فرعية و8 لجان عامة، إقبالا منقطع النظير منذ بداية فتح اللجان في الثامنة صباحا.

وظهر واضحا الإحساس بالمسئولية لدى المواطنين بالإضافة إلى تعاون الشرطة والقوات المسلحة فى تأمين الاستفتاء فى خطة أمنية مشتركه وظهرت الشرطة العسكرية بصورة مكثفة تنظيم دخول وخروج المواطنين الذين التزموا النظام من تلقاء أنفسهم ولم تشهد اللجان بمدن المحافظة مشاكل.

وأدلى محافظ سيناء محمد شوشة برأيه في طور سيناء، وكان المتوقع ان يدلى بصوته فى طابا، وقام مشايخ البدو باستجئار سيارات ميكروباص على نفقتهم الخاصة لنقل المواطنين من الوديان والتجمعات البدوية للإدلاء بأصواتهم.

ولأول مرة تشهد شرم الشيخ زحاما شديدا أمام لجنة (جيل أكتوبر) الوحيدة وحرصت الفنادق والقرى السياحية على تخصيص أتوبيسات للعاملين لنقلهم إلى مقر أعمالهم. ولوحظ انخفاض مشاركة السيدات نظرا لعدم تخصيص لجان لهم واللجان مشتركة بين الرجال والسيدات، كما لم يدل الرئيس المخلوع حسني مبارك وأسرته برأيهم على الرغم من تواجدهم حاليا بشرم الشيخ.

وفي شمال سيناء، لوحظ الإقبال الشديد على عمليات دخول لجان الاستفتاء ولأول مرة، وقامت لجان شعبية من جميع العائلات والقبائل بتأمين عمليات الاستفتاء فى 11 قسمًا على مستوى المحافظة، ولوحظ أن الذين يصوتون بـ "نعم" هم من المنتمين لجماعات "الإخوان المسلمين" والسلفيين وحزب "الوسط" وحزب "العمل" أي جميع التيارات الدينية، ماعدا الطرق الصوفية المنتشرة فى شمال سيناء التي قالت "لا"، متضامنة مع أحزاب المعارضة وهي: "الكرامة" و"الناصري" و"الوفد" و"التجمع".

في سياق متصل، توافق الدكتور محمد بديع المرشد العام لـ "الإخوان المسلمين" والدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" علي ضرورة قبول نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مهما كانت هذه النتيجة باعتبار الشعب هو المصدر الحقيقي للسلطات

وأضاف بديع أنه لا يمكنه التنبؤ بنتيجة الاستفتاء على الدستور، لأن الانتخابات النزيهة يصعب علي الجميع التنبؤ بنتائجها، مشيرا إلى أن هذا اليوم هو الفرصة الحقيقية للمصريين لإبداء أرائهم بعد أن استردوا حريتهم، مشددا على أن الأغلبية الصامتة التي لم تكن تشارك نزلت فى هذا اليوم للمشاركة.

وأوضح أثناء إدلائه بصوته فى لجنة مدرسة المنيل الإعدادية بنات بمنطقة المنيل دائرة مصر القديمة، أن دور الجماعة هو الحفاظ على حق شهداء الثورة الذي لا يأتي إلا بمشاركة جميع المواطنين فى الاستفتاء على دستور بلادهم.

وأشار إلى أنهم لن يتركوا حق الشعب المصري، معولا على القضاء المصري الذي لن يترك أي مجرم قتل الشعب وانتهك حرماته، وقدم بديع تعازيه لمصور قناة "الجزيرة" الذي استشهد فى تغطية أحداث ليبيا، مشيرا إلى انه فى مرتبه الشهداء.

وفي الإطار ذاته، أعرب الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" عن سعادته للإقبال على التصويت وجدد احترامه لإرادة الشعب حول قرار التعديلات الدستورية، جاء ذلك فى تصريحات له قبيل الإدلاء بصوته فى الاستفتاء فى مدرسة الاورمان الابتدائية النموذجية بالدقي ظهر السبت.

وقال البدوي: أن المشاركة فى الاستفتاءات السابقة كانت لا تزيد على 1% أو 2% و لكن الآن أصبح صوت المواطن المصري له قيمه، واعتبره أول استفتاء حر منذ 60 عامًا في مصر.

يأتي هذا فيما اعتدى مجهولون على الدكتور محمد البرادعي مؤسس "الجمعية الوطنية للتغيير"، والمرشح المعتزم لانتخابات الرئاسة ورشقوه بالحجارة إثناء إدلائه بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية السبت في القاهرة.

وأصيب البرادعي بحجر واحد على الأقل في ظهره عندما اندفع مجهولون نحوه وهم يرشقونه بالحجارة والأحذية ويقذفونه بالمياه عندما جاء للإدلاء بصوته بمدرسة الشيماء بمساكن الزلزال بالمقطم.

وكان البرادعى قد توجه إلى اللجنة التي تقع خلف قسم شرطة المقطم فور وصوله إلى مطار القاهرة قادما من الهند، لكنه فوجئ بهتافات ضده ورشقه بالطوب والزجاج وهتفوا فيها ضد، الأمر الذى منعه من الإدلاء بصوته.

وردد البعض علي مسامع البرادعي انتقادات من عينة "انه يعيش في أمريكا، ونحن لا نريد أن يحكمنا أمريكي"، وأضاف آخر "لا نريد عملاء أمريكيين".

من جانبه، أدلى المستشار هشام البسطويسى، نائب رئيس محكمة النقض، بصوته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية بلجنة رفاعة الطهطاوى فى مدينة نصر. وكان البسطويسى أعلن رفضه للتعديلات الدستورية أثناء احد المؤتمرات الشعبية الذي أعلن فيه رسميا ترشحه على منصب رئيس الجمهورية فى الانتخابات المقبلة.

فيما أدلى الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد" بصوته أمام لجنة كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مؤكدا تصويته بالرفض علي التعديلات الدستورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger