الأربعاء، 3 أغسطس 2011

القرامطةُ وحُلم احتلال مصر

الجماعات الشيعية
Wed, 03/08/2011

من الأمور الداعية للاهتمام، بل الجالبة للهمِّ، أن مادة «التاريخ» فى مقرراتنا الدراسية تبدو دوماً وكأنها تُخبر عن أمورٍ معلَّقةٍ فى الفراغ، تخصُّ أناساً غيرنا. فالمادةُ التاريخيةُ المقررة، حتى فى أقسام التاريخ بالجامعات، يتمُّ تفريغها من الدلالات الإنسانية المستفادة من حركة الأحداث، وإخفاء تواصلها مع الحاضر، الذى نعيشه (بزعم المحافظة على الحياد والموضوعية).. فضلاً عن اقتصارها على سيرة الحكام والحروب الكبرى، وكأن الماضى لم يعش فيه بشرٌ آخرون كانوا لنا كالمقدمة، وما نحنُ اليوم إلا فصلٌ فى كتابهم، أو موجةٌ واحدة من موجات بحرهم.

وفى غمرة هذه «التعمية» تغيبُ عنا معارف تتصل بواقعنا الحالى، وتفسِّر أشياء نراها ونعيش فيها، منها مثلاً أن مدينة القاهرة العامرة اليوم بعشرين مليوناً من المصريين، كان سبب بنائها: القرامطة.. أو على الأقل، كان القرامطة أحد الأسباب الرئيسة لبناء القاهرة! وبدلاً من ذلك، تقول الكتب الدراسية إن الذى بناها هو قائد جيوش «المعز» المسمَّى: جوهر، الذى نلقبه بالصِّقلِّى، مع أن صواب لقبه (الصَّقلبى) نسبة إلى الصقالبة، الذين كانوا يسكنون بوسط أوروبا، ودخلوا الإسلام أو أُسِروا صغاراً فصاروا جنوداً مسلمين، يستعين بهم الفاطميون، ولا تقول المقررات الدراسية، إن الحاكم الفاطمى «المعز لدين الله» لم يكن موجوداً بمصر، بعدما فتحها باسمه القائد (جوهر) سنة 358 هجرية، ولم يدخل «المعز» بلادنا إلا سنة 362 هجرية، بعدما انتهى أتباعه من بناء مدينةٍ مسوَّرة صار اسمها «القاهرة»، لأنه كان يخاف على نفسه وأهله من سُكنى الفسطاط أو العسكر أو القطائع، لأنها مناطق غير حصينة لن تحميه من هجوم القرامطة.

وعلى هذا النحو، يصير (التاريخ) سجلاً لأعمال الأفراد من القادة والحكام، ويتوارى ذِكْرُ البشر والجماعات، والناس والإنسان، بل يتم تهميشهم لصالح إجلاء صورة الحاكمين، فيكون الوعىُ العام المعاصر مهيئاً لحشر الناس فى (الهامش) لصالح أصحاب المصالح، على اعتبار أن تلك هى طبيعة الأشياء، والعبرة التى يؤكدها التاريخ.

■ ■ ■

زرتُ الصعيد أول مرةٍ فى السنة التى التحقت فيها بالجامعة، فرأيتُ على مقربة من بلدتنا بسوهاج، بلدةً كبيرةً اسمها «القرامطة» وعرفتُ أنها فى واقع الأمر بلدتان: القرامطة شرق، القرامطة غرب (أىْ غرب النيل وشرقه)، لكننى لم أعرف معنى لهذا الاسم.. «قرامطة» إلا بعد حينٍ من الزمان، ولا أظن أن سكان البلدتين يعرف معظمهم معنى هذا الاسم، إلى اليوم.

القرامطة جماعة دينية إسلامية، تنتسب إلى رجلٍ داهية اسمه حمدان قرمط (حمدان بن الأشعث، المتوفى فى حدود سنة 276 هجرية)، وهو أحد «الدعاة» الذين كانوا فى الزمن العباسى يبشِّرون الناس بقرب مجىء «المهدى المنتظر»، وهو الإمام الشيعى (الإسماعيلى) المتخفى آنذاك من أعدائه، تحت اسم: ميمون القدَّاح. وهو حسبما يرى غالبية مؤرخى الشيعة: محمد بن إسماعيل المكتوم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علىّ زين العابدين بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب. أو هو حسبما يرى غالبية مؤرخى السنة، رجلٌ مارقٌ زنديقٌ ينحدر من أصول يهودية أو مجوسية، يريد تخريب الإسلام بالخروج والثورة على الحكام الشرعيين من بنى العباس.. وسواء كان المدعو لإمامته وخلافته من «آل البيت» حقاً، أم كان من أعداء الإسلام، فقد أخلص حمدان قرمط فى الدعوة إليه، مستعملاً فى ذلك دهاءه ومكره وقدرته على إقناع الناس بالثورة على حكم العباسيين.

وتنقَّل «قرمط» بدعوته السرية بين نواحى الشام والعراق، ثم استقر به المقام فى نواحى البحرين الحالية، وقطر، وقد صار له أتباع كثيرون يُعرفون باسم القرامطة. ثم خلفه فى رئاستهم هناك، واحدٌ من أتباعه اسمه «أبو سعيد الجنابى» استطاع السيطرة على نواحى الخليج، وصار يهدِّد حدود الدولة العباسية شمالاً، وبقية أنحاء الجزيرة العربية. بل قام بغزو الشام، لتمكين الإمام (عبيدالله المهدى) من الخروج بسلام، والفرار من الشام إلى نواحى أفريقية (تونس) .

■ ■ ■

استقر عبيدالله المهدى بالمغرب، ثم وفد أبناؤه على تونس وأقاموا بها، وبنوا لهم مدناً كالمهدية والعزيزية. واستعانوا بقبائل الشمال الأفريقى (العرب والبربر) وبالصقالبة، فاستطاع هؤلاء الحكام (الخلفاء)، الذين سموا أنفسهم «الفاطميين»، وسماهم أعداؤهم «العُبيديين» أن يقيموا دعائم أول دولة للشيعة فى تاريخ الإسلام، كانت عاصمتها بلدة (المهدية) فى تونس .. وشيئاً فشيئاً، نسى الفاطميون «الدعاة» الذين كانوا بالمشرق يبشرون بقرب قيام دولة الأئمة. وانقطعت صلتهم بالقرامطة الذين كانوا فى مبتدأ الأمر يدعون لهم، بل وقعت بينهم الخلافات، وصار كُلٌّ منهم (الفاطميون، القرامطة) يسعى للاستيلاء على مصر.

لكن مصر آنذاك، كان فيها حاكمٌ قوىٌّ هو «محمد بن طغج» المعروف بلقب الإخشيد، وقد خلفه فى حكم مصر واحدٌ من أتباعه لا يقلُّ عنه قوةً وحزماً ومهارة، هو كافور الإخشيدى، الملقب بالأستاذ. وهو الذى مدحه المتنبى (الشاعر) أول الأمر بجملة من قصائده الشهيرة المسماة «الكافوريات»، أملاً فى أن يمنحه (عزبة) فى الفيوم! فلما تباطأ كافور فى تلبية أمنية المتنبى، شتمه وشتم المصريين كلهم فى قصائد بديعة اللغة، شنيعة المعنى، منها القطعة الشعرية الفاتنة التى مطلعها: عيدٌ، بأية حالٍ عُدْتَ يا عيدُ. وهى القصيدة التى يصف فيها المتنبى كافور بالعبد، الخَصِىّ، مشقوق الشفة، الجوعان، الآبق (= العبد الهارب) وغير ذلك من شنيع الصفات.. ومنها أيضاً تلك القصيدة الشهيرة التى يقول فيها المتنبى لأهل مصر: أغايةُ الدين أن تحفوا شواربكم، يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ.

وفى واقع الأمر، فقد كان كافور هو الذى ضحك على المتنبى، واستغل موهبته الشعرية فى الدعاية له، ثم لم يكترث من بعد ذلك بالمتنبى وقصائده الشاتمة.. ومهما كان من بلاغة المتنبى فى هجاء كافور وأهل مصر عموماً، فقد ظل كلامه شعراً على ورق قد تتناقله الألسنة، ويميل إليه الغاوون لبلاغته. أما على الأرض، وفى الواقع السياسى والاجتماعى، فقد كانت مصر أيام حكم كافور مرهوبة الجانب مستقرة الأحوال، لا يجرؤ الفاطميون على المجىء إليها من الغرب، ولا يحلم القرامطة بغزوها من الشرق.

ويبدو، والله أعلم، أن القرامطة الذين طالما دعوا لدولة الخلافة الفاطمية، وبشَّروا بها، شعروا بعد قيام دولة الأئمة الفاطميين فى المغرب واستقرارهم فيها، أن هؤلاء الفاطميين لم يعودوا بحاجةٍ إليهم. وبالتالى فقد انهار (المشروع القومى) للقرامطة، وصار عليهم البحث عن قاعدة أخرى يقيمون عليها دولةً لهم. فاختاروا، وبئس ما اختاروا، أن تكون «القاعدة» هى العنف ضد المسلمين عموماً، وهدم أركان الإسلام بالكلية.

فى سنة 317 هجرية، قام القرامطة بواحد من أشنع الأفعال التى عرفها تاريخ الإسلام، من يوم ظهوره حتى اليوم. ففى هذه السنة البائسة، ترصَّد القرامطة حركة الحجاج القادمين إلى مكة من أنحاء الدنيا، ومن بينهم بعثة الحج الرسمية الآتية من بغداد، مقر الخلافة. وفى يوم «التروية» هجم القرامطة على مكة، وذبحوا الحجاج، وهدموا المنازل. واقتلعوا الحجر الأسود من الكعبة، وحملوه إلى قواعدهم العسكرية بالخليج (البحرين) فظل هناك لمدة اثنين وعشرين عاماً، تعطَّل خلالها الحج الذى هو أحد الفرائض الخمس الأساسية فى الإسلام.. سؤال: مع مراعاة الفارق بين الدين والتدين، هل يؤدى الإمعان فى التدين إلى المروق من الدين؟

المهم، لم يعد القرامطة منذ القرن الرابع الهجرى، على وفاقٍ مع الفاطميين. وكَفُّوا عن الدعوة لهم، بل انقلبوا عليهم وراحوا يشككون فى نسبتهم لآل البيت أصلاً، وأمرَ زعيم القرامطة «الحسن الأعصم» بلعن الخليفة الفاطمى «المعز لدين الله» على المنابر.. وهكذا تغلبت المصالح الدنيوية على الدعوة الدينية، مثلما يحدث دوماً، وصار القرامطة يحلمون بمُلكٍ دنيوى تكون مصر عاصمته.

■ ■ ■

وفورَ وفاة كافور، أسرع «المعز» بإرسال جيوشه إلى مصر (سنة 358هجرية) وعرض على أهلها الأمان والحرية المذهبية والدينية، ولم يضايقهم بفرض مذهبه الشيعى (الإسماعيلى) أو يدخل معهم فى سجال حول أصول الفاطميين وصحة نسبهم إلى الإمام الحسين. حتى إنهم حين سأله المصريون عن نَسَبه وحَسَبه، أخرج كيساً من الدنانير الذهبية ونثرها عليهم وهو يقول: هذا نَسَبى. ثم أمسك بسيفه، وأخرج نصفه من الغمد وهو يقول: وهذا حَسَبى.. وعلى هذا، تقبَّل المصريون حكم الفاطميين للبلاد، لكنهم لم يرتضوا يوماً الدخول فى مذهبهم الشيعى الذى كان معقله جامع القاهرة (الأزهر) بينما كان الجامع العتيق بالفسطاط (جامع عمرو بن العاص) هو معقل المذهب السُّنى.

ومن الجهة الأخرى، الشرقية، كان القرامطة لايزالون يطمعون فى خير مصر، ويحلمون باحتلالها. يقول د. عبدالله عنان فى كتابه (الحاكم بأمر الله) ما نصه: «إن الإسراع فى إنشاء العاصمة الفاطمية الجديدة (= القاهرة) يرجع بالأخصِّ إلى تفاقم خطر القرامطة الذين سادت دعوتهم يومئذٍ معظم أنحاء الجزيرة العربية، وزحفوا غيرَ مرةٍ على الشام، وأصبحوا خطراً على مصر ذاتها من جهة الشرق، فأراد الفاطميون أن تغدو العاصمة الجديدة قاعدة لهم ومعقلاً لرد هذا الخطر.. وكان جوهر قد أرسل الجند منذ المحرم سنة 359 هجرية إلى الشام، لردِّ القرامطة الذين وصلوا إلى الرملة (فلسطين) وجرت وقائع (حروب) انتهت بردِّ القرامطة عن مصر، لكنهم زحفوا إلى دمشق وسيطروا على نواحى الشام، ثم تجمعوا فى الصعيد وعادوا سنة 361 هجرية للزحف على مصر بقيادة زعيمهم الحسن الأعصم، ووصلوا بالفعل إلى القاهرة وكادوا يستولون عليها، لولا المقاومة العنيفة للقائد جوهر الذى تحصَّن خلف الخندق المحيط بالقاهرة، وساعده المصريون، فارتدَّ القرامطة من جديد نحو الشام».

إذن، ففى تلك الفترة (منتصف القرن الرابع الهجرى) كانت الرقعة الجغرافية الواسعة، المشتملة على شمال أفريقيا ومصر وجنوب الشام والجزيرة العربية، منطقة نفوذ شيعى (إسماعيلى) سواء كان فاطمياً فى أنحاء مصر والمغرب، أو قرمطياً فى حواف الشام والجزيرة.. وجرت حروب كثيرة بين أولئك وهؤلاء، عقب وصول «المعز» إلى مصر وبسطه لسلطانه على الشام. وحين عاد القرامطة لاحتلال الشام، أرسل «المعز لدين الله» رسالة طويلة إلى «الحسن الأعصم» يذكره فيها بأن الدعوة الإسماعيلية واحدة، وأن القرامطة تفرعوا عن الفاطميين، وأن الانشقاق لا يليق .. إلخ، فردَّ الحسن الأعصم على الرسالة الطويلة بعبارةٍ قصيرةٍ نصُّها: وصل كتابك الذى قلَّ تحصيله وكثر تفصيله، ونحن سائرون إليك على إثره (= قادمون للحرب) والسلام.

والتقت الجيوش الشيعية الإسماعيلية (الفاطمية) مع الجيوش الإسماعيلية (القرمطية) سنة 363 هجرية، وجرت معركة هائلة عند «بلبيس»، انتصر فيها الفاطميون على القرامطة، الذين انسحبوا إلى الجزيرة العربية، ثم عادوا لمحاولة احتلال مصر بعد خمس سنوات، أثناء خلافة «العزيز بالله الفاطمى» فالتقى الجيشان عند بلدة عسقلان، واضطر الفاطميون بقيادة «جوهر» إلى التراجع نحو مصر، فتقدم القرامطة إليها من جديد. وخرج «العزيز» بنفسه لصدِّهم، وقاتلهم قتالاً شديداً عند بلدة «الرملة» وهزمهم.

وفى زمن الحاكم بأمر الله (ابن العزيز بالله، ابن المعز لدين الله) ظل القرامطة يمثلون خطراً كبيراً فى أنحاء الجزيرة وحوافِّ الشام، غير أن دولتهم تراجعت تدريجياً حتى اضمحلت وانتهت فى ظروفٍ غامضةٍ لا نعرف عنها الكثير، نظراً لانزواء هذه الجماعة الشيعية وغرابة تطورها.. وقد أجمل د. عبدالله عنان فى بيان الصلة بين القرامطة والفاطميين، بقوله: إذا كانت الدعوة الفاطمية توصف أحياناً بأنها دعوة القرامطة، فإنما ذلك يرجع فقط إلى الناحية الزمنية، بمعنى أن القرامطة لا سيما قرامطة الكوفة والشام، كانوا يعتقدون الدعوة الفاطمية قبل أن تنحدر حركتهم إلى ما انحدرت إليه بعد ذلك، من ضروب التطرف والسَّفْك والإباحة والإلحاد المغرق، وهى الصفات التى طبعت حركتهم فى البحرين.

■ ■ ■

وبعد.. سوف نختتم هذه المقالة، بفقراتٍ مختارةٍ من الرسالة المطوَّلة التى بعث بها العزيز بالله (الفاطمى) إلى الحسن الأعصم (القرمطى) لأنها تلقى مزيداً من الضوء على القرامطة، موضوع مقالة اليوم. وعلى دولة الفاطميين والتشيُّع الإسماعيلى، موضوع مقالة الأسبوع القادم.. وسوف نورد منها ما يلى، مع التوقُّف عند بعض النقاط المهمة، بإشارات نوردها بين القوسين:

من عبد الله ووليه وخيرته وصفيه، معد أبى تميم، المعز لدين الله أمير المؤمنين.. إلى الحسن بن أحمد.. أيها الناس، إن الله إذا أراد أمراً قضاه، وإذا قضاه أمضاه، وكان من قضائه فينا قبل التكوين (خلق العالم) أن خَلَقنا أشباحاً، وأبرزنا أرواحاً بالقدرة مالكين، وبالقوة قادرين (الحق الإلهى فى الحكم والرئاسة) وعند تكامل الأمر وصحة العزم، أنشأ الله المنشآت وبدأ الأمهات من الهيولات (لفظة فلسفية استعملها أرسطو للإشارة إلى المادة الأولى للوجود) فكان ما ترون من فلكٍ دوَّار، وكوكبٍ سيَّار، وليل ونهار. كل ذلك لنا ومن أجلنا، دلالةً علينا وإشارةً إلينا (أى أن الكون كله مخلوق من أجل الأئمة) وكل ذلك دلالات لنا، ومقدمات بين أيدينا، وأسباب لإظهار أمرنا.. فما من ناطقٍ نطق، ولا نبىٍّ بُعث، إلا وقد أشار إلينا ولوَّح بنا، ودلَّ علينا فى كتابه وخطابه.. وليعلم الناس أننا كلمات الله الأزليات، وأسماؤه التامَّات، وأنواره الشعشعانيات وأعلامه النيِّرات.. فمن شاء فلينظر، ومن شاء فليتدبَّر، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.. وإننا نارُ الله الموقدة التى تطَّلع على الأفئدة.. وأنت الغادر الخائن الناكث البائن عن هدى آبائه وأجداده، المنسلخ من دين أسلافه وأنداده، والموقد لنار الفتنة، والخارج عن الجماعة والسُّنة (بالمعنى العام لا المذهبى) فلم أغفل أمرك ولا خفى عنى خبرك، كما قال جلَّ وعزَّ (إننى معكما أسمع وأرى).. لقد ضلَّ عملك وخاب سعيك، حيث آثرت الحياة الدنيا ومال بك الهوى، فأزال عنك الهدى.. إلخ .

■ ■ ■

وإذا تأملنا الصيغة التى صوَّرت بها الرسالة السابقة، مفهوم (الإمامة) فى المعتقد الشيعى الإسماعيلى، سواء فى الفقرات القصيرة التى أوردناها، أو الفقرات الأطول فى أصل الرسالة. عرفنا الأساس الذى دفع الحاكم بأمر الله، حفيد المعز لدين الله، إلى التألُّه ثم الجنون، حين أعجبه قول الدروز إن (الحاكم) هو الله.. ولهذه المسألة العجيبة حديثٌ آخر، سوف نأتى إليه بعد حين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger