شذى احمد
2012 / 3 / 5
2012 / 3 / 5
يقول شكسبير: إذا كنت صادقا فلماذا
تحلف؟.
ذات مرة فاض بها الكيل واستدعت الشرطة لإنقاذها من براثنه ، ظل يضربها كلما سكر ويشتمها ويغلظ لها القول، لما سمع الجار هرع مسرعا وبلا دعوة قال لها وهي تشرح للشرطي همها : أختي ما تخجلين هذا رجلك كيف تشتكينه، بعد قليل سيغلق عليكم باب البيت ، المرأة الشريفة لا تشكي زوجها لأحد مهما فعل بها . لحظة..... الخ الخ الخ من الكلام الذي يجد طريقه بلا صعوبة لأفواه الكثيرين في مثل هذه الحالات.
لطالما كانت شهادة المجتمع بعفاف المرأة من دونه مقياساً لمكانتها فيه. فهي شريفة وعفيفة ومرضيا عليها إذا ما التزمت بحدود دورها المنسوب إليها. تقبل كل شيء وترضى البقاء صامتة على كل شيء
لكن المهم أن هذا هو شرف المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية. قنوط ، قبول.رضوخ. استسلام. الاتكال على القدر والقبول بأحكامه وقسمته.
إذا ما فكرت بالخروج عن المألوف مظهرا أم وظيفة فان شرفها على المحك. إذا ما أرادت اختيار شريك يناسبها ولم يكن خاضعا لموازين أعرافهم فويلها من جفوة الشرف. إذا ما أرادت الكتابة وخرجت عن ديباجة المألوف والمسموح، فهاهي تدير ظهرها للشرف. وإذا ما صدت ذئبا جائعا لا ينفك يتحرش بها في أماكن العمل، أم في دوائر ومؤسسات ترتادها لمتطلبات أسرتها حيث الرجل إما بعيد أو مفقود فان الشرف سيكون سكين حاد يشحذ لنحرها.
أما لو تعرضت سمعتها بعد هذا والكثير غيره للقال والقيل، فقلما تجد لها من معين ونصير . لا تجد من يهب لنجدتها . لإنقاذها . لحمايتها والدفاع عنها.
أقصى ما ستلاقيه من دعم هو... الله اعلم لا تخوضوا بأعراض الناس ..وهي كلمات كما هو واضح لا تغني من جوع تشبه تصريحات الدبلوماسية لا تعلن الحرب ولا تخمد نارها.
في هذه الأجواء المشحونة والمخيفة والمتزمتة تغدق الأفواه بلقب شريفة على نجمة من نجوم هوليوود من لا يعنيها كثيرا ولا يدخل في تفاصيل حياتها لا كمفردة ولا كلقب مفضلة عليه نجاحها وشهرتها، وربما عشرات الملايين التي تربحها كل يوم.
في أفلامها تظهر الوله والعشق في مطارحة الحب باحترافية عالية. قد تتحايل علينا لغة السينما بطرق متعددة فتصرح نجمات مثلها بأنهن لا يتقاضين أجرا على مشاهد الجنس لكي تبقى المسألة نقل رسالة فنية وليس (بورنو). ماشي . وقد يعتبر هذا فنا وعلينا القبول والتسليم والارتقاء للغته ومفردات صنعته حيث لا فضيلة بالفن كما صرحت المخرجة إيناس الدغيدي . كذلك ماشي.
لكن يا جماعة المسألة بالنهاية حقيقة . والسيدة الفاتنة تؤدي ادوار إغراء وجنس على الشاشة. هذا اعتيادي ومقبول به سينمائيا من اجل تعليمنا طبعا رغم انه يقصي رجال من مناصب مهمة كما حصل مع شتراوس وعساف وكاد يحصل مع كلينتون والله ستره. وهو لا يحتاج لشهود كلنا نراه. ولا احد يفكر بأنني اكتب معترضة. من أكون لأفعل. لا شأن لي ولا لتخلفي بالأمر.
المسألة وما فيها تكمن في مصائب الشرق التي لا تنتهي . ففي حين يحول كل شيء فيه للشرف.إذا ما تخاصم اثنان رجم الأول الثاني بشرفه. إذا ما تنافس اثنان و أراد احدهم إقصاء الأخر من دربه وهدم مستقبله السياسي تناول شرفه ليؤثر على البسطاء والعامة ويلوث سمعته ويقضي على أحلامه.
كم امرأة تخاف من الإفصاح عن رأيها وممارسة الكتابة أو مهنة تحبها بسبب خوفها من التعرض لشرفها. حتى العجائز المساكين لم يسلمن من هذا الهم الكبير فهاهي إحداهن في السعودية تتعرض لعقوبة الرجم بحجة استقبالها لشباب أرادوا مساعدتها بإحضار حاجيات المنزل ولم يكن بالبيت محرم ،وهذا ما لا تسمح به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذا الشرف الشرقي الصارم يبذل مثل السجاد الأحمر تحت قدمي ممثلة سينمائية زارت مخيمات للمشردين كان بلدها السبب الرئيسي بتشريدهم. وحملت على أكتافها بعض من الأطفال السمر قامت بتبنيهم، و كسبت من ورائهم الملايين ، أما كان الأجدر بقائهم بأحضان أمهاتهم والتبرع بإنشاء مدارس وحضانات لهم ولأقرانهم من الملايين التي تكسبها من الأفلام التي تمثلها.
كل هذا قابل للنقاش ولتعدد الآراء فيه. لكن ما يستغربه المرء الحماسة المنقطعة النظير من لدن بعض الكتاب وهم يتناولونها بأقلامهم والايمان الغليظة بأنها شريفة والله العظيم شريفة!!!!!!!! (عجائب الدنيا سبع والثامنة لأصحاب الأحكام الجاهزة) اشرف من هذا السياسي أو ذاك .اغلب الظن هم على حق. لكن شريفة والله العظيم شريفة( الفت عناية القارئ عن مساطر واحكام الشرف بالشرق). بهذه الشهادة البليغة والصريحة حق للمرأة العتب على من قهرها وظلمها ،وحرمانها من حقوقها كل هذه الدهور. هي التي تقتل لمجرد الشبهة والشك في شرفها.
إذا كانت بحرمانها وعجزها، وقمعها واضطهادها كل هذه القرون ولم تحصل مرة واحدة على شهادة بهذا الوضوح من متحمس بل في أفضل الأحوال إذا ما تلوثت سمعتها فلا نسمع أكثر من.. الله اعلم .. اللهم استرنا. الستر من الله. هو الستار... عندنا أعراض لا نتحدث عن أعراض الناس.. الخ من العبارات التمويهية .هذا حال الشرق المسكين كل الأمور فيه تكال بمكيالين. أما ما يخص المرأة فبمليون مكيال. كلمة أخيرة أهمسها في أذن من تخاف وتخشى وتتقهقر أمام الشائعات أو حتى الرجال الشرفاء الذين يخافون هذا وذاك خشية تعرضهم للإسقاط والنيل من أعراضهم. هل يستحق شرقا مثل هذا وأناس على هذا القدر من الازدواجية والانفعالية كل هذا الخوف؟. إن لا فلما تخافوهم.
هناك الكثير الذي تتعثر به مسيرة المرأة من الموروث والمسكوت عنه. فحريتها ليست أماني بل مواقف صلبة وجريئة منها،ومن ذوي الألباب . فكلما نظرنا حولنا وجدنا بان الكثير الذي نتعثر به لا يستحق البقاء وعلينا التخلص منه
كل عام والمرأة بخير. والرائدات اللواتي يعرينٌ المكايل والموازين الفاسدة في مجتمعاتنا بألف خير
ذات مرة فاض بها الكيل واستدعت الشرطة لإنقاذها من براثنه ، ظل يضربها كلما سكر ويشتمها ويغلظ لها القول، لما سمع الجار هرع مسرعا وبلا دعوة قال لها وهي تشرح للشرطي همها : أختي ما تخجلين هذا رجلك كيف تشتكينه، بعد قليل سيغلق عليكم باب البيت ، المرأة الشريفة لا تشكي زوجها لأحد مهما فعل بها . لحظة..... الخ الخ الخ من الكلام الذي يجد طريقه بلا صعوبة لأفواه الكثيرين في مثل هذه الحالات.
لطالما كانت شهادة المجتمع بعفاف المرأة من دونه مقياساً لمكانتها فيه. فهي شريفة وعفيفة ومرضيا عليها إذا ما التزمت بحدود دورها المنسوب إليها. تقبل كل شيء وترضى البقاء صامتة على كل شيء
لكن المهم أن هذا هو شرف المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية. قنوط ، قبول.رضوخ. استسلام. الاتكال على القدر والقبول بأحكامه وقسمته.
إذا ما فكرت بالخروج عن المألوف مظهرا أم وظيفة فان شرفها على المحك. إذا ما أرادت اختيار شريك يناسبها ولم يكن خاضعا لموازين أعرافهم فويلها من جفوة الشرف. إذا ما أرادت الكتابة وخرجت عن ديباجة المألوف والمسموح، فهاهي تدير ظهرها للشرف. وإذا ما صدت ذئبا جائعا لا ينفك يتحرش بها في أماكن العمل، أم في دوائر ومؤسسات ترتادها لمتطلبات أسرتها حيث الرجل إما بعيد أو مفقود فان الشرف سيكون سكين حاد يشحذ لنحرها.
أما لو تعرضت سمعتها بعد هذا والكثير غيره للقال والقيل، فقلما تجد لها من معين ونصير . لا تجد من يهب لنجدتها . لإنقاذها . لحمايتها والدفاع عنها.
أقصى ما ستلاقيه من دعم هو... الله اعلم لا تخوضوا بأعراض الناس ..وهي كلمات كما هو واضح لا تغني من جوع تشبه تصريحات الدبلوماسية لا تعلن الحرب ولا تخمد نارها.
في هذه الأجواء المشحونة والمخيفة والمتزمتة تغدق الأفواه بلقب شريفة على نجمة من نجوم هوليوود من لا يعنيها كثيرا ولا يدخل في تفاصيل حياتها لا كمفردة ولا كلقب مفضلة عليه نجاحها وشهرتها، وربما عشرات الملايين التي تربحها كل يوم.
في أفلامها تظهر الوله والعشق في مطارحة الحب باحترافية عالية. قد تتحايل علينا لغة السينما بطرق متعددة فتصرح نجمات مثلها بأنهن لا يتقاضين أجرا على مشاهد الجنس لكي تبقى المسألة نقل رسالة فنية وليس (بورنو). ماشي . وقد يعتبر هذا فنا وعلينا القبول والتسليم والارتقاء للغته ومفردات صنعته حيث لا فضيلة بالفن كما صرحت المخرجة إيناس الدغيدي . كذلك ماشي.
لكن يا جماعة المسألة بالنهاية حقيقة . والسيدة الفاتنة تؤدي ادوار إغراء وجنس على الشاشة. هذا اعتيادي ومقبول به سينمائيا من اجل تعليمنا طبعا رغم انه يقصي رجال من مناصب مهمة كما حصل مع شتراوس وعساف وكاد يحصل مع كلينتون والله ستره. وهو لا يحتاج لشهود كلنا نراه. ولا احد يفكر بأنني اكتب معترضة. من أكون لأفعل. لا شأن لي ولا لتخلفي بالأمر.
المسألة وما فيها تكمن في مصائب الشرق التي لا تنتهي . ففي حين يحول كل شيء فيه للشرف.إذا ما تخاصم اثنان رجم الأول الثاني بشرفه. إذا ما تنافس اثنان و أراد احدهم إقصاء الأخر من دربه وهدم مستقبله السياسي تناول شرفه ليؤثر على البسطاء والعامة ويلوث سمعته ويقضي على أحلامه.
كم امرأة تخاف من الإفصاح عن رأيها وممارسة الكتابة أو مهنة تحبها بسبب خوفها من التعرض لشرفها. حتى العجائز المساكين لم يسلمن من هذا الهم الكبير فهاهي إحداهن في السعودية تتعرض لعقوبة الرجم بحجة استقبالها لشباب أرادوا مساعدتها بإحضار حاجيات المنزل ولم يكن بالبيت محرم ،وهذا ما لا تسمح به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذا الشرف الشرقي الصارم يبذل مثل السجاد الأحمر تحت قدمي ممثلة سينمائية زارت مخيمات للمشردين كان بلدها السبب الرئيسي بتشريدهم. وحملت على أكتافها بعض من الأطفال السمر قامت بتبنيهم، و كسبت من ورائهم الملايين ، أما كان الأجدر بقائهم بأحضان أمهاتهم والتبرع بإنشاء مدارس وحضانات لهم ولأقرانهم من الملايين التي تكسبها من الأفلام التي تمثلها.
كل هذا قابل للنقاش ولتعدد الآراء فيه. لكن ما يستغربه المرء الحماسة المنقطعة النظير من لدن بعض الكتاب وهم يتناولونها بأقلامهم والايمان الغليظة بأنها شريفة والله العظيم شريفة!!!!!!!! (عجائب الدنيا سبع والثامنة لأصحاب الأحكام الجاهزة) اشرف من هذا السياسي أو ذاك .اغلب الظن هم على حق. لكن شريفة والله العظيم شريفة( الفت عناية القارئ عن مساطر واحكام الشرف بالشرق). بهذه الشهادة البليغة والصريحة حق للمرأة العتب على من قهرها وظلمها ،وحرمانها من حقوقها كل هذه الدهور. هي التي تقتل لمجرد الشبهة والشك في شرفها.
إذا كانت بحرمانها وعجزها، وقمعها واضطهادها كل هذه القرون ولم تحصل مرة واحدة على شهادة بهذا الوضوح من متحمس بل في أفضل الأحوال إذا ما تلوثت سمعتها فلا نسمع أكثر من.. الله اعلم .. اللهم استرنا. الستر من الله. هو الستار... عندنا أعراض لا نتحدث عن أعراض الناس.. الخ من العبارات التمويهية .هذا حال الشرق المسكين كل الأمور فيه تكال بمكيالين. أما ما يخص المرأة فبمليون مكيال. كلمة أخيرة أهمسها في أذن من تخاف وتخشى وتتقهقر أمام الشائعات أو حتى الرجال الشرفاء الذين يخافون هذا وذاك خشية تعرضهم للإسقاط والنيل من أعراضهم. هل يستحق شرقا مثل هذا وأناس على هذا القدر من الازدواجية والانفعالية كل هذا الخوف؟. إن لا فلما تخافوهم.
هناك الكثير الذي تتعثر به مسيرة المرأة من الموروث والمسكوت عنه. فحريتها ليست أماني بل مواقف صلبة وجريئة منها،ومن ذوي الألباب . فكلما نظرنا حولنا وجدنا بان الكثير الذي نتعثر به لا يستحق البقاء وعلينا التخلص منه
كل عام والمرأة بخير. والرائدات اللواتي يعرينٌ المكايل والموازين الفاسدة في مجتمعاتنا بألف خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق