لن انتخبك رئيسا
قبل ساعات من حسم الصراع حول أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير 2011، تبدو معظم خطابات المرشحين وكأنها تداعب مشاعر الناخبين ووجدانهم لا عقولهم وتفكيرهم. أما البرامج المعروضة فهي لا تكفي لصناعة الرئيس المنشود أو تساعد علي اختيار المرشح الأصلح، معظمها وعود براقة مكتوبة بصياغات انشائية، لا ترقي لطموحات هذا الشعب العظيم، ناهيك عن أنها غير قابلة للتنفيذ.
وعلي الرغم من أن برامج المرشحين أشبه بنسخ مكررة لا تقدم أي جديد، بإستثناء شكل البوسترات واللافتات والملصقات البراقة باهظة التكاليف، بينما يعاني الشعب في معظمه من شظف العيش ويفتقد إلي الأمن والأمان، فإن المنافسة باتت (شبه) محسومة بين "الإخوان المسلمين" عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي، وما أطلق عليهم البعض رجال "النظام السابق"، وتحديدا: عمرو موسي وأحمد شفيق.
أقول "ما أطلق عليهم" البعض .. لأن كل من علي الساحة السياسية والحزبية تقريبا، (إن لم يكن منتميا للنظام السابق) فهو قد تعامل بشكل أو بآخر مع هذا النظام بل وعقد معه الصفقات وقدم له التنازلات، فضلا عن أن هذا الوصف : " النظام السابق " أو (الفلول) من اختراع المعارضين للرجلين (موسي وشفيق)، وهم يتهمونهما بإستخدام (المال السياسي) لتعبئة المؤيدين لهما، بل ويهدد الإسلاميون بحرق الأخضر واليابس في حالة (تزوير الانتخابات) لمصلحة رجال النظام السابق.
لا يخفي علي أحد أن الحديث " الاستباقي " عن تزوير الانتخابات المقبلة هو اعتراف بالفشل مقدما، كما أن التهديد (مع سبق الاصرار والترصد) بإحهاض التحول الديمقراطي بعد الثورة في حالة عدم فوز الإسلاميين، يجب أن يؤخذ علي محمل الجد، خاصة وأنهم استنفدوا كل أوراقهم في التلاعب بقضية " الشريعة الإسلامية " لأغراض انتخابية في الشارع والفضائيات والمساجد، رغم ان ذلك ضد الدستور والقانون ويضرب " المواطنة " والمساواة في العمق.
الخلط (المتعمد) بين النظام السابق (الفلول) وبين الدولة المصرية الراسخة من ناحية، والاصرار علي أن التصويت في الانتخابات الرئاسية هو : إما لصالح " النظام السابق" أو " الثورة " .. مغالطة كبري في حق هذا الوطن، لأن التصويت هو علي " المستقبل "، وإن شئت الدقة علي " التاريخ القادم " وليس علي التاريخ الذهبي، أو النظام السابق الذي ذهب بلا رجعة وأصبح في حكم التاريخ الآن.
" الدولة المصرية " ليست هي نظام مبارك أو حتي نظام يوليو 1952، لأن " الدولة المصرية " أقدم من الجميع وسوف تستمر بعد الجميع، وهي تضرب في أعماق التاريخ لآلاف السنين، بمؤسساتها العتيقة ووحدتها الوطنية والجغرافية، وهي التي صمدت في وجه تقلبات الزمان وتبدل النظم السياسية والثورات المختلفة، بما فيها ثورة 25 يناير 2011 التي قادتنا إلي انتخابات رئاسية جديدة (والنظام الجديد)، عبر مؤسسات هذه الدولة وليس علي أنقاضها كما يريد لها البعض.
لذلك .. سوف أنتخب رئيسا " مدنيا " يعبر عن الثورة وشعارها الذي أبهر العالم : " مدنية مدنية .. سلمية سلمية "، يدين بالولاء لمصر أولا وأخيرا، ويؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع، والمساواة بين المصريين جميعا بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية، يضع مصر في مكانتها اللائقة وسط الدول المتقدمة.
سوف انتخب رئيسا يحقق الشعار الذي رفعناه طيلة 18 يوما في ميدان التحرير : " عيش .. حرية .. كرامة انسانية "، ينحاز لمبادئ الثورة الحقيقية وأهمها " العدالة الاجتماعية "، يحقق الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، ليست له أجندة خارجية أو مرشد له غير ضميره الوطني.
سوف اختار رئيسا لديه " خبرة " وليس من الهواة، لأن من يحكم دولة عريقة مثل مصر ينبغي أن يمتلك خبرة العمل السياسي والإداري، يدرك الأسباب الحقيقية التي أدت إلي قيام ثورة 25 يناير، لديه تصور علمي لحل المشكلات المتراكمة التي دفعت بمصر إلي حافة الخطر.
(لن انتخب رئيسا) يعاملني علي أني " ذمي " ويعتبرني مواطنا من الدرجة الثانية، أو يسخر من عقلي ويوهمني بأنه قادر علي أن يدخلني " الجنة " ونحن في الألفية الثالثة، لأن الديمقراطية وآلياتها مثل صندوق الانتخابات اختراع انساني (لا ديني) لتسيير حياتنا في هذه الدنيا لا أن تضمن لنا الحياة في الآخرة .. أو تأتي بمن يكفرني في الدنيا والآخرة معا.
وعلي الرغم من أن برامج المرشحين أشبه بنسخ مكررة لا تقدم أي جديد، بإستثناء شكل البوسترات واللافتات والملصقات البراقة باهظة التكاليف، بينما يعاني الشعب في معظمه من شظف العيش ويفتقد إلي الأمن والأمان، فإن المنافسة باتت (شبه) محسومة بين "الإخوان المسلمين" عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي، وما أطلق عليهم البعض رجال "النظام السابق"، وتحديدا: عمرو موسي وأحمد شفيق.
أقول "ما أطلق عليهم" البعض .. لأن كل من علي الساحة السياسية والحزبية تقريبا، (إن لم يكن منتميا للنظام السابق) فهو قد تعامل بشكل أو بآخر مع هذا النظام بل وعقد معه الصفقات وقدم له التنازلات، فضلا عن أن هذا الوصف : " النظام السابق " أو (الفلول) من اختراع المعارضين للرجلين (موسي وشفيق)، وهم يتهمونهما بإستخدام (المال السياسي) لتعبئة المؤيدين لهما، بل ويهدد الإسلاميون بحرق الأخضر واليابس في حالة (تزوير الانتخابات) لمصلحة رجال النظام السابق.
لا يخفي علي أحد أن الحديث " الاستباقي " عن تزوير الانتخابات المقبلة هو اعتراف بالفشل مقدما، كما أن التهديد (مع سبق الاصرار والترصد) بإحهاض التحول الديمقراطي بعد الثورة في حالة عدم فوز الإسلاميين، يجب أن يؤخذ علي محمل الجد، خاصة وأنهم استنفدوا كل أوراقهم في التلاعب بقضية " الشريعة الإسلامية " لأغراض انتخابية في الشارع والفضائيات والمساجد، رغم ان ذلك ضد الدستور والقانون ويضرب " المواطنة " والمساواة في العمق.
الخلط (المتعمد) بين النظام السابق (الفلول) وبين الدولة المصرية الراسخة من ناحية، والاصرار علي أن التصويت في الانتخابات الرئاسية هو : إما لصالح " النظام السابق" أو " الثورة " .. مغالطة كبري في حق هذا الوطن، لأن التصويت هو علي " المستقبل "، وإن شئت الدقة علي " التاريخ القادم " وليس علي التاريخ الذهبي، أو النظام السابق الذي ذهب بلا رجعة وأصبح في حكم التاريخ الآن.
" الدولة المصرية " ليست هي نظام مبارك أو حتي نظام يوليو 1952، لأن " الدولة المصرية " أقدم من الجميع وسوف تستمر بعد الجميع، وهي تضرب في أعماق التاريخ لآلاف السنين، بمؤسساتها العتيقة ووحدتها الوطنية والجغرافية، وهي التي صمدت في وجه تقلبات الزمان وتبدل النظم السياسية والثورات المختلفة، بما فيها ثورة 25 يناير 2011 التي قادتنا إلي انتخابات رئاسية جديدة (والنظام الجديد)، عبر مؤسسات هذه الدولة وليس علي أنقاضها كما يريد لها البعض.
لذلك .. سوف أنتخب رئيسا " مدنيا " يعبر عن الثورة وشعارها الذي أبهر العالم : " مدنية مدنية .. سلمية سلمية "، يدين بالولاء لمصر أولا وأخيرا، ويؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع، والمساواة بين المصريين جميعا بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية، يضع مصر في مكانتها اللائقة وسط الدول المتقدمة.
سوف انتخب رئيسا يحقق الشعار الذي رفعناه طيلة 18 يوما في ميدان التحرير : " عيش .. حرية .. كرامة انسانية "، ينحاز لمبادئ الثورة الحقيقية وأهمها " العدالة الاجتماعية "، يحقق الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، ليست له أجندة خارجية أو مرشد له غير ضميره الوطني.
سوف اختار رئيسا لديه " خبرة " وليس من الهواة، لأن من يحكم دولة عريقة مثل مصر ينبغي أن يمتلك خبرة العمل السياسي والإداري، يدرك الأسباب الحقيقية التي أدت إلي قيام ثورة 25 يناير، لديه تصور علمي لحل المشكلات المتراكمة التي دفعت بمصر إلي حافة الخطر.
(لن انتخب رئيسا) يعاملني علي أني " ذمي " ويعتبرني مواطنا من الدرجة الثانية، أو يسخر من عقلي ويوهمني بأنه قادر علي أن يدخلني " الجنة " ونحن في الألفية الثالثة، لأن الديمقراطية وآلياتها مثل صندوق الانتخابات اختراع انساني (لا ديني) لتسيير حياتنا في هذه الدنيا لا أن تضمن لنا الحياة في الآخرة .. أو تأتي بمن يكفرني في الدنيا والآخرة معا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق