د.نوال السعداوى
من تختار رئيساً للدولة من بين المرشحين؟
سألت هذا السؤال لمجموعة من الشباب والشابات، أجاب «١٤ شاباً وشابة» بكلمة «لا أحد» ، ثلاثة اختاروا «خالد على»، اثنان اختارا «أبوالفتوح»، واحد فقط اختار «عمرو موسى».
ودار الحوار:
قال توفيق: أختار «خالد على»، لأنه كان ضد نظام مبارك قبل الثورة، وليس بعد نجاحها فقط، دافع «خالد على» عن كثير من الأبرياء، فى قضايا تم تلفيقها ضدهم، بواسطة النظام السابق وأتباعه من التيارات الدينية، ودافع عنك أيضا يا دكتورة نوال، فى قضية الرأى التى رفعت ضدك عام ٢٠٠٧، وصدر الحكم ببراءتك فى عام ٢٠٠٨، شارك «خالد على» فى الثورة ويتمسك بمبادئها: عيش، كرامة، عدالة، حرية.
وقال سعيد: «خالد على» يذكر حقوق النساء، فى حين يتهرب الآخرون من نطق كلمة امرأة، كأنها عورة.
وقال فتحى: «خالد على» لا يتملق أى تيار فى الساحة، ويعلن صراحة دون مراوغة أنه ضد الدولة الدينية ومع الدولة المدنية.
قال محمد: «أبوالفتوح» يعلن أنه مع الدولة المدنية، وكذلك «عمرو موسى»، ثم إن «خالد على» يدافع عن السلفيين، الذين يحتقرون المرأة.
وقالت سامية: كلهم يتجاهلون حقوق النساء، أو يضعونها فى مرتبة أدنى من حقوق الأقليات، ثلاثة ملايين فى النوبة أهم عندهم من أربعين مليون امرأة مصرية، يختزلون حقوق المرأة فى عبارات فارغة المعنى، مثل العبارة الموروثة من النظام السابق «تمكين المرأة».. تمكينها من إيه؟ كلمات شاعرية جوفاء تشبه الأغانى فى عيد الأم، وليست بنودا واضحة، أو حقوقا ينص عليها الدستور لتنعكس فى كل القوانين، ومنها قانون الأحوال الشخصية.
وقال أسامة: لا أستطيع أن أنتخب رئيسا يناقض نفسه أو يفتقد الشجاعة للتعبير عن رأيه، كلهم يؤيدون الدولة المدنية، ثم يناقضون أنفسهم ويتمسكون بالمادة ٢ فى الدستور، التى تنص على أن دين الدولة هو الإسلام، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، هذه المادة أدخلها السادات لتصعيد الإخوان والسلفيين وضرب الناصريين.
وقالت فاطمة: مبادئ الشريعة الإسلامية تختلف حسب المذاهب والنظم السياسية الحاكمة، من السعودية إلى تونس إلى إندونيسيا إلى تركيا وأفغانستان وغيرها.
هذا تناقض فى الدستور وتملق للتيارات الإسلامية، المفروض أن مبادئ الإسلام لا تختلف عن مبادئ المسيحية، من حيث العدل والحرية والكرامة والمساواة بين البشر. المفروض أن يعبر الدستور عن الجميع وليس فقط عنا نحن المسلمين؟
هل ترى العين نفسها؟
تصاعد قوى التيارات الدينية السياسية ظاهرة «عالمية» تشمل جميع الأديان: اليهودية، المسيحية، الإسلامية وغيرها.
أطلق عليها الأكاديميون اسم التيارات «الأصولية الدينية» أو الراديكالية «الجذرية»، وهى تسمية غير علمية وغير صحيحة، مشكلة هذه التيارات ليست فى عودتها إلى الأصول أو الجذور، بل مشكلتها هى جمودها الفكرى، وتشبثها بحرفية النصوص الواردة فى التوراة أو الإنجيل أو القرآن.
فى الولايات المتحدة الأمريكية استمر تصاعد القوى المسيحية اليهودية منذ عهد رونالد ريجان حتى أوباما، وسيطرت على السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم، لحماية مصالح الرأسمالية الاستعمارية الحاكمة. فى بلادنا استمر تصاعد التيارات الإسلامية السياسية «منذ عهد السادات وريجان»، وسيطرت على السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم، لحماية مصالح القلة الرأسمالية الحاكمة، التابعة للاستعمار الأمريكى - الإسرائيلى.
تتشابه هذه التيارات الدينية السياسية - رغم اختلاف الأديان - فى سعيها للسلطة والمال، وازدواجيتها الأخلاقية، وجمودها الفكرى، وتمسكها بحرفية النصوص الدينية من نوع «المسيح سيعود جسديا» حسب سفر الرؤيا «يوحنا»، أو «النساء ورثن الخطيئة عن أمهن حواء الآثمة»، أو أن الله وعد بنى إسرائيل بأرض كنعان حسب الآية فى التوراة، ويروجون لما يسمونه «الهوية الأصلية»، القومية الإسرائيلية، والقومية الأمريكية مع الكتاب المقدس، فى بلادنا، استمر تصاعد التيارات الإسلامية السياسية منذ عهدى السادات ومبارك حتى اليوم رغم قيام الثورة، تتمسك هذه التيارات بحرفية.
يتبادل معتنقو المذاهب والأديان كراهية الآخر، يرى التيار المسيحى - اليهودى نفسه متحضرا ديمقراطياً، ويتهم التيار الإسلامى بأنه متطرف، متحجر، يعادى العلم والتحضر والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق النساء.
ويرى التيار الإسلامى نفسه ثوريا أخلاقيا، يحمى الفضيلة، أما الغرب فهو عدو الإسلام، منحل الأخلاق، يقوم على تعرية النساء والشذوذ الجنسى. إنها الرؤية الأحادية التى ترفع الأنا إلى السماء وتهبط بالآخرين إلى الحضيض، تتشابه أقوال هذه التيارات الدينية السياسية فى كل بلاد العالم، كل ينظر إلى نفسه باعتباره القابض على كلمة الله، العين لا ترى نفسها، هذه بديهية، فهل تستمر هذه التيارات الدينية السياسية فى عدم إدراكها؟ وهل أنتخب رئيسا لا يملك شجاعة التعبير؟
من تختار رئيساً للدولة من بين المرشحين؟
سألت هذا السؤال لمجموعة من الشباب والشابات، أجاب «١٤ شاباً وشابة» بكلمة «لا أحد» ، ثلاثة اختاروا «خالد على»، اثنان اختارا «أبوالفتوح»، واحد فقط اختار «عمرو موسى».
ودار الحوار:
قال توفيق: أختار «خالد على»، لأنه كان ضد نظام مبارك قبل الثورة، وليس بعد نجاحها فقط، دافع «خالد على» عن كثير من الأبرياء، فى قضايا تم تلفيقها ضدهم، بواسطة النظام السابق وأتباعه من التيارات الدينية، ودافع عنك أيضا يا دكتورة نوال، فى قضية الرأى التى رفعت ضدك عام ٢٠٠٧، وصدر الحكم ببراءتك فى عام ٢٠٠٨، شارك «خالد على» فى الثورة ويتمسك بمبادئها: عيش، كرامة، عدالة، حرية.
وقال سعيد: «خالد على» يذكر حقوق النساء، فى حين يتهرب الآخرون من نطق كلمة امرأة، كأنها عورة.
وقال فتحى: «خالد على» لا يتملق أى تيار فى الساحة، ويعلن صراحة دون مراوغة أنه ضد الدولة الدينية ومع الدولة المدنية.
قال محمد: «أبوالفتوح» يعلن أنه مع الدولة المدنية، وكذلك «عمرو موسى»، ثم إن «خالد على» يدافع عن السلفيين، الذين يحتقرون المرأة.
وقالت سامية: كلهم يتجاهلون حقوق النساء، أو يضعونها فى مرتبة أدنى من حقوق الأقليات، ثلاثة ملايين فى النوبة أهم عندهم من أربعين مليون امرأة مصرية، يختزلون حقوق المرأة فى عبارات فارغة المعنى، مثل العبارة الموروثة من النظام السابق «تمكين المرأة».. تمكينها من إيه؟ كلمات شاعرية جوفاء تشبه الأغانى فى عيد الأم، وليست بنودا واضحة، أو حقوقا ينص عليها الدستور لتنعكس فى كل القوانين، ومنها قانون الأحوال الشخصية.
وقال أسامة: لا أستطيع أن أنتخب رئيسا يناقض نفسه أو يفتقد الشجاعة للتعبير عن رأيه، كلهم يؤيدون الدولة المدنية، ثم يناقضون أنفسهم ويتمسكون بالمادة ٢ فى الدستور، التى تنص على أن دين الدولة هو الإسلام، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، هذه المادة أدخلها السادات لتصعيد الإخوان والسلفيين وضرب الناصريين.
وقالت فاطمة: مبادئ الشريعة الإسلامية تختلف حسب المذاهب والنظم السياسية الحاكمة، من السعودية إلى تونس إلى إندونيسيا إلى تركيا وأفغانستان وغيرها.
هذا تناقض فى الدستور وتملق للتيارات الإسلامية، المفروض أن مبادئ الإسلام لا تختلف عن مبادئ المسيحية، من حيث العدل والحرية والكرامة والمساواة بين البشر. المفروض أن يعبر الدستور عن الجميع وليس فقط عنا نحن المسلمين؟
هل ترى العين نفسها؟
تصاعد قوى التيارات الدينية السياسية ظاهرة «عالمية» تشمل جميع الأديان: اليهودية، المسيحية، الإسلامية وغيرها.
أطلق عليها الأكاديميون اسم التيارات «الأصولية الدينية» أو الراديكالية «الجذرية»، وهى تسمية غير علمية وغير صحيحة، مشكلة هذه التيارات ليست فى عودتها إلى الأصول أو الجذور، بل مشكلتها هى جمودها الفكرى، وتشبثها بحرفية النصوص الواردة فى التوراة أو الإنجيل أو القرآن.
فى الولايات المتحدة الأمريكية استمر تصاعد القوى المسيحية اليهودية منذ عهد رونالد ريجان حتى أوباما، وسيطرت على السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم، لحماية مصالح الرأسمالية الاستعمارية الحاكمة. فى بلادنا استمر تصاعد التيارات الإسلامية السياسية «منذ عهد السادات وريجان»، وسيطرت على السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم، لحماية مصالح القلة الرأسمالية الحاكمة، التابعة للاستعمار الأمريكى - الإسرائيلى.
تتشابه هذه التيارات الدينية السياسية - رغم اختلاف الأديان - فى سعيها للسلطة والمال، وازدواجيتها الأخلاقية، وجمودها الفكرى، وتمسكها بحرفية النصوص الدينية من نوع «المسيح سيعود جسديا» حسب سفر الرؤيا «يوحنا»، أو «النساء ورثن الخطيئة عن أمهن حواء الآثمة»، أو أن الله وعد بنى إسرائيل بأرض كنعان حسب الآية فى التوراة، ويروجون لما يسمونه «الهوية الأصلية»، القومية الإسرائيلية، والقومية الأمريكية مع الكتاب المقدس، فى بلادنا، استمر تصاعد التيارات الإسلامية السياسية منذ عهدى السادات ومبارك حتى اليوم رغم قيام الثورة، تتمسك هذه التيارات بحرفية.
يتبادل معتنقو المذاهب والأديان كراهية الآخر، يرى التيار المسيحى - اليهودى نفسه متحضرا ديمقراطياً، ويتهم التيار الإسلامى بأنه متطرف، متحجر، يعادى العلم والتحضر والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق النساء.
ويرى التيار الإسلامى نفسه ثوريا أخلاقيا، يحمى الفضيلة، أما الغرب فهو عدو الإسلام، منحل الأخلاق، يقوم على تعرية النساء والشذوذ الجنسى. إنها الرؤية الأحادية التى ترفع الأنا إلى السماء وتهبط بالآخرين إلى الحضيض، تتشابه أقوال هذه التيارات الدينية السياسية فى كل بلاد العالم، كل ينظر إلى نفسه باعتباره القابض على كلمة الله، العين لا ترى نفسها، هذه بديهية، فهل تستمر هذه التيارات الدينية السياسية فى عدم إدراكها؟ وهل أنتخب رئيسا لا يملك شجاعة التعبير؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق