أريد رئيسًا يحترم النساء
الحياة لا تمنح خيراتها، ولا تهدى ثمارها، إلا لمن ْيحلم بقطف المستحيل. أما الذين يحلمون بالأشياء الممكنة، فتتركهم الحياة على الشاطئ، وتسبح بعيدا مع أصحاب الأحلام المستحيلة.
إن أحلام الإنسان، هى بطاقته الشخصية. أحلامنا هى ملامحنا، وفصيلة دمنا.
فلماذا نبخل على ملامحنا، ودمنا، بالسمو؟ لا أدرى كيف، ولماذا يقنع البعض، بتحقيق الممكن؟ إنه ممكن، وبالتالى ما فائدة الحلم به؟ وإذا كنا سنحلم فى كل الأحوال.
فماذا يضيرنا لو تركنا النجوم، وحلمنا بالقمر؟ إذا كان الحلم، هو قدرنا، فماذا نخسر، لو حلمنا بالطيران فوق السحاب؟ فإذا وقعنا، على الأقل، سنربح سحر المخاطرة، ونكسب حكمة المغامرة. بعض الناس، يعتقدون أن الواقعية معناها، القناعة بما يجود به، الواقع.
لكننى أرى، أن الواقعية، هى أن نمتطى الواقع، لآخر محطات التخيل.. وأن ننتزع من الواقع، عوالم غير متصورة.
إن الثورة المصرية، نجحت، وسوف تستمر فى النجاح، لأنها أرادت، وما زالت تحلم، بالأشياء غير المعقولة.. وبالأحلام صعبة التحقق. ولأنها كذلك، فإن البعض، يكرهها، ويحقد عليها، ويحاول وأدها. إننى مطمئنة، تماما، على الثورة المصرية، طالما هى تحلم بالمستحيل، ولا ترضى بالفتافيت الممكنة.
■ ■ ■
لست أتوقع من الرئيس، أن يكون مثل الساحر، الذى يستطيع تحقيق المعجزات.
لا أطلب منه، أن يمتلك قوة خارقة، يحل بها المشكلات المزمنة. فأنا أريده من البشر، ليس من أصحاب الكرامات، الذين يوزعون بركاتهم، أينما ينزلون.
لا يهمنى إن كان سينجح، أو سيفشل. فالفشل ضرورى فى الحياة، مثل النجاح. كما أن النجاح لا يتحقق، إلا بعد عدة تجارب فاشلة. يهمنى فقط، أن يمتلك إرادة الفعل، ولا يتراجع عن حق، وعن واجبه، فى المحاولة ذات النوايا النبيلة.
ما أتمناه فى الرئيس، أن يكون استثنائيا بين الرجال العرب، ويعلنها حربا، لا تهدأ على الثقافة الذكورية. فى مجتمعاتنا العربية، قلما نجد رجلا يدعم حقوق المرأة، وينادى بتحرير النساء.
أريد الرئيس، رجلا مختلفا، عن معنى الرجولة الموروثة، التى أصابها المرض، والتشوه، والتسلط، بسبب الفكر الذكورى العتيق. أريد رئيسا، يعلن فى حزم، وبإصرار، أن كسر القيود على النساء، هو فى قمة الأولويات.
أريد رئيسا، لا يضحى بقضية المرأة، ليكسب أصوات الرجال المتخلفين، الرجعيين.. رئيسا يؤمن أن مكانة النساء هى أعلى، وأصدق مقياس للتقدم الإنسانى.. رئيسا يدرك أن الديمقراطية فى البرلمان، مستحيلة، ما لم تبدأ فى البيت، بأسرة عادلة بين الجنسين.
أريد رئيسا، يتبنى حرية النساء، وحرية الوطن، بمكيال واحد. يتابع يوميا سلوكيات التمييز ضد المرأة. يجرمها، ويخضعها للعقوبات الفورية. ببساطة، أحلم برئيس يحترم النساء. وهذا وحده، يدخله التاريخ من أنبل، وأرحب أبوابه.
■ ■ ■
«احتياجنا إلى العزاء لا يرتوى».. هذه واحدة من أشهر مقولات، الكاتب السويدى المرموق، ستيج داجرمان (5 أكتوبر 1923- 4 نوفمبر 1954)، الذى وجدوه منتحرا فى سيارته، وهو فى أوج الشباب، وفى قمة الشهرة. إن «الحرية»، هى العنوان، لكل كتابات داجرمان، التى تنوعت ما بين الشعر، والقصة، والرواية، والمسرحية، والمقالات الصحفية.
رأى ستيج، الوجود دون عمليات تجميل. شعر الحياة، مأساة عبثية، لا جدوى منها، طالما أن الموت يحيل كل الأشياء، إلى ذكريات عابرة، مظلمة. وأنا أتفق معه، فى أفكاره، ومشاعره. ولذلك نصبح -كما قال- فى احتياج لا يرتوى، إلى العزاء.
نحن فى الحقيقة، نحتاج دائما، دون ارتواء، إلى الحنان، وإلى التعاطف، وإلى التواصل الإنسانى، وإلى الحب.
وأعتقد أن الإبداع، قادر على تحدى العبث، الذى قتل ستيج داجرمان. الإبداع، نوع نبيل، من تأكيد الوجود ضد العدم. وهو محاولة سامية للبقاء، ضد الحياة الفانية. الإبداع عزف مستمر، على أوتار العبث، حتى تولد أنشودة المعنى.
ما العلاقة بين الثورة والمرح؟ أعتقد أن الثائر، أكثر الناس احتياجا إلى المرح، وروح الدعابة. كان غاندى يقول، إن المرح، والدعابة، والسخرية، هى أدوات ثورية، حالت بينه وبين الاستسلام. أن نضحك على التناقضات، هو أول خطوة، للثورة عليها. إن الثائر المتجهم، يدل على ثورة مزيفة. لأن الثورة هى قمة الإنسانية. والإنسانية تنتحر، بالتجهم، وافتقاد المرح.
■ ■ ■
أريد أن أعيش فى وطن، لا يتطفل على خصوصياتى، وأمورى الشخصية.
لا أريد وطنا يراقبنى، كأننى سلعة مهربة. يفتش عنى، كأننى بضاعة ممنوعة.
أريد وطنا، يدرك الحد الفاصل، بينى، وبينه.. وطنا يعرف، متى يسألنى، ومتى يتركنى.
■ ■ ■
من واحة أشعارى
البعض منشغل
بتحريم الخمر
وأنا منشغلة
بتحريم القهر
إن أحلام الإنسان، هى بطاقته الشخصية. أحلامنا هى ملامحنا، وفصيلة دمنا.
فلماذا نبخل على ملامحنا، ودمنا، بالسمو؟ لا أدرى كيف، ولماذا يقنع البعض، بتحقيق الممكن؟ إنه ممكن، وبالتالى ما فائدة الحلم به؟ وإذا كنا سنحلم فى كل الأحوال.
فماذا يضيرنا لو تركنا النجوم، وحلمنا بالقمر؟ إذا كان الحلم، هو قدرنا، فماذا نخسر، لو حلمنا بالطيران فوق السحاب؟ فإذا وقعنا، على الأقل، سنربح سحر المخاطرة، ونكسب حكمة المغامرة. بعض الناس، يعتقدون أن الواقعية معناها، القناعة بما يجود به، الواقع.
لكننى أرى، أن الواقعية، هى أن نمتطى الواقع، لآخر محطات التخيل.. وأن ننتزع من الواقع، عوالم غير متصورة.
إن الثورة المصرية، نجحت، وسوف تستمر فى النجاح، لأنها أرادت، وما زالت تحلم، بالأشياء غير المعقولة.. وبالأحلام صعبة التحقق. ولأنها كذلك، فإن البعض، يكرهها، ويحقد عليها، ويحاول وأدها. إننى مطمئنة، تماما، على الثورة المصرية، طالما هى تحلم بالمستحيل، ولا ترضى بالفتافيت الممكنة.
■ ■ ■
لست أتوقع من الرئيس، أن يكون مثل الساحر، الذى يستطيع تحقيق المعجزات.
لا أطلب منه، أن يمتلك قوة خارقة، يحل بها المشكلات المزمنة. فأنا أريده من البشر، ليس من أصحاب الكرامات، الذين يوزعون بركاتهم، أينما ينزلون.
لا يهمنى إن كان سينجح، أو سيفشل. فالفشل ضرورى فى الحياة، مثل النجاح. كما أن النجاح لا يتحقق، إلا بعد عدة تجارب فاشلة. يهمنى فقط، أن يمتلك إرادة الفعل، ولا يتراجع عن حق، وعن واجبه، فى المحاولة ذات النوايا النبيلة.
ما أتمناه فى الرئيس، أن يكون استثنائيا بين الرجال العرب، ويعلنها حربا، لا تهدأ على الثقافة الذكورية. فى مجتمعاتنا العربية، قلما نجد رجلا يدعم حقوق المرأة، وينادى بتحرير النساء.
أريد الرئيس، رجلا مختلفا، عن معنى الرجولة الموروثة، التى أصابها المرض، والتشوه، والتسلط، بسبب الفكر الذكورى العتيق. أريد رئيسا، يعلن فى حزم، وبإصرار، أن كسر القيود على النساء، هو فى قمة الأولويات.
أريد رئيسا، لا يضحى بقضية المرأة، ليكسب أصوات الرجال المتخلفين، الرجعيين.. رئيسا يؤمن أن مكانة النساء هى أعلى، وأصدق مقياس للتقدم الإنسانى.. رئيسا يدرك أن الديمقراطية فى البرلمان، مستحيلة، ما لم تبدأ فى البيت، بأسرة عادلة بين الجنسين.
أريد رئيسا، يتبنى حرية النساء، وحرية الوطن، بمكيال واحد. يتابع يوميا سلوكيات التمييز ضد المرأة. يجرمها، ويخضعها للعقوبات الفورية. ببساطة، أحلم برئيس يحترم النساء. وهذا وحده، يدخله التاريخ من أنبل، وأرحب أبوابه.
■ ■ ■
«احتياجنا إلى العزاء لا يرتوى».. هذه واحدة من أشهر مقولات، الكاتب السويدى المرموق، ستيج داجرمان (5 أكتوبر 1923- 4 نوفمبر 1954)، الذى وجدوه منتحرا فى سيارته، وهو فى أوج الشباب، وفى قمة الشهرة. إن «الحرية»، هى العنوان، لكل كتابات داجرمان، التى تنوعت ما بين الشعر، والقصة، والرواية، والمسرحية، والمقالات الصحفية.
رأى ستيج، الوجود دون عمليات تجميل. شعر الحياة، مأساة عبثية، لا جدوى منها، طالما أن الموت يحيل كل الأشياء، إلى ذكريات عابرة، مظلمة. وأنا أتفق معه، فى أفكاره، ومشاعره. ولذلك نصبح -كما قال- فى احتياج لا يرتوى، إلى العزاء.
نحن فى الحقيقة، نحتاج دائما، دون ارتواء، إلى الحنان، وإلى التعاطف، وإلى التواصل الإنسانى، وإلى الحب.
وأعتقد أن الإبداع، قادر على تحدى العبث، الذى قتل ستيج داجرمان. الإبداع، نوع نبيل، من تأكيد الوجود ضد العدم. وهو محاولة سامية للبقاء، ضد الحياة الفانية. الإبداع عزف مستمر، على أوتار العبث، حتى تولد أنشودة المعنى.
ما العلاقة بين الثورة والمرح؟ أعتقد أن الثائر، أكثر الناس احتياجا إلى المرح، وروح الدعابة. كان غاندى يقول، إن المرح، والدعابة، والسخرية، هى أدوات ثورية، حالت بينه وبين الاستسلام. أن نضحك على التناقضات، هو أول خطوة، للثورة عليها. إن الثائر المتجهم، يدل على ثورة مزيفة. لأن الثورة هى قمة الإنسانية. والإنسانية تنتحر، بالتجهم، وافتقاد المرح.
■ ■ ■
أريد أن أعيش فى وطن، لا يتطفل على خصوصياتى، وأمورى الشخصية.
لا أريد وطنا يراقبنى، كأننى سلعة مهربة. يفتش عنى، كأننى بضاعة ممنوعة.
أريد وطنا، يدرك الحد الفاصل، بينى، وبينه.. وطنا يعرف، متى يسألنى، ومتى يتركنى.
■ ■ ■
من واحة أشعارى
البعض منشغل
بتحريم الخمر
وأنا منشغلة
بتحريم القهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق