الشارع العربي والحركة العربية الواحدة بقلم الناصر خشيني
بلغ السيل الزبى ولم يعد بمقدور أحد من أبناء العروبة أن تطمئن نفسه ويعيش آمنا على نفسه وماله وعرضه وأبنائه بعد كل الذي جري ويجري في وطننا العربي من أحداث جسام تدمي القلب وتدمع العين من هول الذي جرى و يجري في وطننا العربي من المحيط الى الخليج من احتلال للأرض بدء بمدينتي سبتة و مليلة الى العراق وفلسطين و الاحواز و الاوغادن والجزر الاماراتية الثلاثة الى تدمير ممنهج للعقل العربي بفعل تغييبه عن ساحة الفعل الحقيقي اما بتمييعه عبرالقنوات والمواقع التافهة التي تسطح اهتماماته وتبلدها وتجعل منه مجرد مستهلك للمنتجات المادية للغير ومجرد مشاهد أو قارىء للغير أو عملية بث مضامين فكرية تنتمي لعصور قديمة لا تستجيب لطبيعة المرحلة وجسامة التحديات التي تواجه أمتنا فتكون النتيجة انتاج كائنات غير عقلانية ومجانبة للواقع فتنغمس في ثقافة التردي والضحالة الفكرية وبذلك يكون الانسان العربي مهمشا ومغيبا عن ساحة الفعل الحضاري و التاريخي ولا يكون فاعلا في الاحداث المحيطة به بقدر ماهو منفعل لاغير أو غير مبال وتسترعي اهتمامه عناصر أخرى غير جوهرية في حياة الامة وبذلك نسمح للقوى الأجنبية التدخل في شؤوننا أو السماح لها بالتفاوض فيما بينها لتقاسم حصص المصالح فيما بينها كما حصل في المفاوضات التي جرت منذ سنوات بين الولايات المتحدة الامريكية وايران حول العراق أو المفاوضات الجارية بين جزء من الفلسطينيين والصهاينة والامريكان حول القضية الفلسطينية في حين أن صاحب المصلحة الحقيقية وهي الجماهير العربية مغيبة تماما ولا تستشار ولا يأبه لموقفها لان القوى المعادية تحس بضعفها وعدم فاعليتها وحتى نتجنب مثل هذا ولتحقيق الديمقراطية والوحدة العربية وحماية لمستقبل هذه الامة حتى لا تذبح كالخرفان كما حصل و يحصل في العراق و فلسطين تصبح الحركة العربية الواحدة اطارا سياسيا وفكريا وعقائديا يجمع كل الجماهير العربية من المحيط الى الخليج لتحقيق أهداف هذه الامة في الحرية من الاستعمار الاجنبي الجاثم على صدورها ومنعا للاستبداد الداخلي وتجنبا لمساوىء التشرذم و التجزئة الى حد العمل على تقسيم اليمن و السودان والعراق ولبنان وفلسطين والقائمة طويلة وتحقيقا لتوزيع ثروات هذه الامة بما يكفل الحد الادنى من العدل لذا فالواجب الملح يدعونا الآن وقبل اي وقت آخر وبأقصى سرعة ممكنة الى اعلان تاسيس الحركة العربية الواحدة على ان تكون وفق الاسس القومية التقدمية التي حددها الدكتور عصمت سيف الدولة في نظرية الثورة العربية وان تكون هذه الحركة علنية وغير سرية حتى تكون فاعلة ومؤثرة وذلك لانها تستهدف انقاذ هذه الامة من حالة الهوان و البؤس والتشظي التي تعيشها الامة علما وان هذه الحركة ليست معادية لاي نظام سياسي يختار لنفسه التماشي مع المصالح الحقيقية للأمة فان اقامة هذا الصرح بالرغم من ثوريته وخطورته على مجمل الاوضاع الاقليمية والدولية فهو في صالح الجميع وليس موجها ضد احد معين لذا فان الخشية من عرقلة هذا الصرح من الانطمة العربية واردة لكن عليهم ان يقتنعوا او تقنعهم حركة الجماهير الواعية ان ذلك العمل لصالح الامة .
.
وان إقامة هذا المشروع القومي الذي سيتصدى لإقامة دولة الوحدة لابد من حركة إعدادية انتقالية(تنحل وتنتهي بمجرد إقامة الحركة العربية الواحدة) ممتدة على كامل أقاليم الوطن العربي لاتقتصر عضوية المنتمين إليها على إقليم بذاته تتحرك في جميع المستويات منسقة عملها وفق الإمكانيات المتاحة لها ووفق برنامج محدد ملتزمة ببرنامج عمل وإستراتيجية محكمة تعدلها وفق الظروف سعيا لتحقيق هدفها وهو إقامة الحركة العربية الواحدة .أما عن الضوابط الإستراتيجية ومعايير النجاح فقد علمتنا نظرية الثورة العربية وتجارب الحركات السياسية أن القوالب الجاهزة لاتصلح أن تكون إلا حواجز تمنع من التقدم وتحقيق الأهداف لذلك نقول لذلك نقول إنها مناطة بالمؤمنين بحركة الإعداد والعاملين من أجلها يصوغونها وفق معايير يحددونها هم أنفسهم وفق نظريتهم بمنهجهم إذ وحدهم القادرون على التفاعل مع واقعهم وتصور الحلول للصعوبات ممارسين جدلا اجتماعيا تلتزم فيه الأقلية برأي الأغلبية وتعمل على تنفيذ ما اتفق عليه حتى يثبت صحة تصورها فتقنع الأغلبية بصحة رأيها أو تقتنع بخطا موقفها فتصححه وهكذا في جدل ديمقراطي بين مكونات هذه الحركة شيئا فشيئا لتستوعب في النهاية كل الجماهير العربية التي ستقتنع بجدوى هذه الحركة بعد ما رأت حجم الضيم الذي لحق الامة في غياب وحدتها.
هكذا نتصور إقامة الحركة العربية الواحدة دون خشية التفكك أو العودة إلى التنظيمات الإقليمية تحصنها النظرية ويقودها المنهج ولاؤها للأمة العربية وحدها لا للتنظيمات أو الأشخاص هدفها الحرية والوحدة والإشتراكية تجسيدا لقول الله تعالى “أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ” صدق الله العظيم وهذاهو الهدف الاسمى الذي يجب ان يوطن كل انسان شريف في هذه الامة على اقامته والا فان الحال سيزداد سوء والهيمنة الاجنبية تتغول والاستبداد سيكون فظيعا جدا ومستقبل أبنائنا في خطر. .
الناصر خشيني نابل تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق