الثلاثاء، 29 مارس 2011

على بركة الله نبدأ


جمال سلطان (المصريون) 29-03-2011

ردود الفعل الواسعة على مقال الأمس والمتعلقة باهتمام قطاع كبير من أبناء الوطن في أن تصدر المصريون كصحيفة ورقية يومية أو تصدر قناة فضائية تمثل هذا الخط الوطني المستقل ، بقدر ما أسعدتنا بقدر ما بثت في قلوبنا الرعب من المسؤولية التي شعرنا بها ، ودفق المشاعر الجياشة التي تتحدث عن هذا "الأمل" بوصفه فرض عين علينا الآن وأنه "واجب الوقت" كما عبر أحد الأصدقاء في اتصال هاتفي ، وبالإضافة إلى التعليقات الكثيرة من أصدقاء المصريون كانت هناك رسائل أيضا واتصالات هاتفية من داخل مصر ومن خارجها .

أستطيع أن أقول الآن بكل ثقة أن "بذرة" تكوين قناة المصريون الفضائية قد وضعت أمس ، لأن خبرة الحياة علمتني أن المشروعات الجادة تبدأ بمثل هذا الوضوح في الفكرة والإحساس الكافي بالحاجة إليها ووجود الفراغ الذي تتمدد فيه ، وهذا كله أصبح واضحا وضوح الشمس أمام فريق العمل في المصريون ، كما هو واضح أيضا لدى الآلاف من قراء المصريون ومحبيها ، وكانت الحماسة قد وصلت ببعض الأفاضل من أصدقاء المصريون إلى الاتصال للتحفيز على البدء مباشرة ، وقول أحدهم "خلي قلبك جامد" وأكد اعتزامه التبرع بمائة ألف جنيه دفعة أولى ، كما أكد أنه لو اضطر إلى بيع بعض ما يملك سيفعل لإنجاح هذا المشروع ، وشدد على أن هذا المشروع لا ينبغي أن يتأخر البدء فيه يوما واحدا ، لأن الله سائلنا عن ذلك والناس كذلك .

بدأنا أمس على الفور التواصل مع خبراء إعلاميين من أجل إعداد دراسة الجدوى لإنشاء قناة فضائية بالحد الأدنى من التكلفة ، لأن اعتمادنا سيكون على الرؤية والاستقلالية والاحتراف ووضوح الخطاب وخبرات فريق العمل أكثر من البهرجة المادية والاستعراض التقني ، ثم يمكن بعد ذلك أن نوسع العمل على قدر خطوات النجاح التي نثق فيها ثقة تامة بإذن الله ، وسوف تكون الدراسة جاهزة معنا خلال أسبوع على الأكثر ، كما نبدأ من اليوم التشاور مع خبراء قانونيين وتجاريين من أجل البحث في الصيغة الأمثل لإنجاز الوعاء المؤسسي لعمل القناة ، سواء كانت شركة مساهمة أو طرحها للاكتتاب أو غير ذلك .

توزعت اقتراحات قراء المصريون بين إصدار الصحيفة الورقية وإنشاء القناة الفضائية ، فريق تحمس للأولى وفريق تحمس للثانية ، ولكن الفريق الثاني كان أكثر عددا وأكثر منطقية في ما طرح ، باعتبار أن التوجه العام الآن في الصحافة العالمية يتجه إلى الإصدار الالكتروني وتضييق نطاق الصحافة المطبوعة ، بحيث يمكن تصور اختفائها في غضون عدة سنوات ، كما أن تكلفتها عالية جدا خاصة إذا صدرت يومية ، أما إذا صدرت أسبوعية فلن يكون لها الحضور الكافي لكي تسد ثغرات الوعي المستلب إعلاميا الآن ، أو أن تلاحق الأحداث والتطورات المتسارعة ، وبالتالي كان التوجه إلى فكرة إنشاء القناة الفضائية هو الأقرب والأكثر جدوى وتأثيرا ، ولو كان الأمر بيدنا لأنجزنا الاثنين معا ، ولكن لتركيز الجهد كان التوجه نحو القناة الفضائية هو الأكثر أهمية وأولوية .

سنشرك قراء المصريون في خطوات العمل كل فترة ونتلقى آراءهم ومشورتهم ، كما سنطرح صيغة التشارك القانونية فور اكتمالها حتى يعرف كل مساهم حقه ، ولكن هناك كلمة عتاب أوجهها هنا إلى رجال الأعمال الإسلاميين ممن أفاء الله عليهم بالخير والثراء والسعة ، وهي هبة يسألهم الله عنها " عن ماله فيما أفناه" ، وكنت أتمنى أن أفتح بريدي لأجد رسالة من أحدهم ، أو أتلقى اتصالا من بعضهم ، ولكن مع الأسف ، لم أجد أدنى اهتمام منهم ، رغم وضوح الحاجة الضرورية لهذا المشروع ، الذي يتشوق له الوطن في لحظة تاريخية فارقة ، قد تصنع مستقبله لنصف قرن مقبل على الأقل وتؤثر على كل ما هو موجود فيه ، كنت أتمنى أن يكون لهؤلاء دورهم الأساس والرسالي في دعم هذا المشروع ـ الأمل ، وأن يكونوا قوة دفع كبيرة لوصوله إلى مبتغاه ، خاصة وأن ما يمكن أن يدعموا به هذه القناة الجديدة يمثل هامشا صغيرا من الفضل الذي أنعم الله به عليهم ، زادهم الله بسطة في الرزق ، مازلت أرجو أن تصلهم هذه الرسالة ، وسنظل في انتظار موقفهم المأمول لله ، ثم للوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger