الأربعاء، 30 مارس 2011

طريقة لعب عصام شرف

بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

29 مارس 2011

كان الله فى عون د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء.. فالمهمة التى يتولاها تنوء بحملها الجبال.

من المنطقى أن يكون شرف زهقان وطهقان ومتضايق، لأنه ببساطة يريد أن يرضى الشعب، أو غالبية الشعب خصوصا أولئك الذين يعتقدون أن سقوط نظام حسنى مبارك يعنى تحسن كل الأوضاع المتردية فى غمضة عين.

سمعت سائق تاكسى يسألنى: لماذا لم يتم توزيع أموال الفاسدين على الشعب حتى الآن؟!.

قلت له إنه ينبغى أولا أن نحاكم هؤلاء المسئولين بالعدل، وبعد إدانتهم يتم تجميد أرصدتهم، التى سيعاد ضخها فى استثمارات تخلق فرص عمل جديدة للعاطلين، وستنعكس بدورها على الوضع الاقتصادى بصفة عامة.

عندما قلت له ذلك شعر بالإحباط لأنه تصور أن معنى استرداد الدولة لمليار جنيه من أموال استولى عليها أحمد عز مثلا، فسوف تقوم الحكومة بتقسيمها على أفراد الشعب فورا.

تفكير هذا السائق يظل مفهوما فى كل الأحوال ولا يمثل عقبة كبيرة أمام عصام شرف.. العائق الأكبر هو «الثورة المضادة».

هذه الثورة ليست تعبيرا مجازيا، لكنها واقع يتحرك عبر أفراد وأشخاص وهيئات وبالتالى فإن شرف ينبغى له أن يقوم بتغيير التكتيك الذى يلاعب به هذه «الفلول» فى المباراة المحتدمة منذ انتصار الثورة حتى لا يفاجأ بهدف قاتل يدخل مرمى الشعب فى اللحظة الحرجة كما حدث مع حسن شحاتة فى جنوب أفريقيا.

يفترض أن عصام شرف يدرك أن الفريق الخصم لا يؤمن بأية قواعد للعبة، ولا يفهم تعبير «اللعب النظيف»، فالفريق الذى يستخدم البغال والجمال فى مواجهة الفيس بوك وتويتر، ويطلق الرصاص الحى على رءوس وصدور متظاهرين سلميين لن يتورع عن فعل أى شىء لإظهار أن حكومة شرف فاشلة.

طريقة لعب هذا الفريق تعتمد على المظاهرات الفئوية ولصوص المال العام فى خط الدفاع وتفجير الفتنة الطائفية فى خط الوسط، والاعتماد على البلطجية والمسجلين خطر فى الهجوم، ويحرس مرماه سياسيون تمرسوا على الدهاء والتلون.. ويدربه قادة سابقون فى أجهزة الأمن برتبة مجرمين وقتلة.

يفترض أن شرف أكثر إدراكا أن قوى الثورة المضادة عندما تنجح فى دفعه للاستقالة أو حتى إصابته باليأس، سيحق لها ولمن يناصرها إعلان أن النظام القديم باق، بعد أن فشل الرجل الذى حمله المتظاهرون فوق رءوسهم فى العبور بالثورة الى بر الامان.

نناشد شرف ألا يشعر باليأس، لأن فشله يعنى فشلنا جميعا، ويعنى أن يصاب هذا الشعب بذبحة صدرية أو أزمة قلبية ناهيك عن بقية الأمراض من ضغط وسكر وكولسترول غير حميد.

نناشد شرف أن يغير طريقة اللعب فورا.. عليه أن يستمر مهذبا ومؤدبا ومحترما مع الشعب الذى يحبه، لكن عليه أن يظهر المزيد من الحزم والحسم والردع والعين الحمراء لهذه القوى التى «تتفنن» كل يوم فى محاولة إجهاض الثورة.

يا دكتور شرف: لديك أقوى سلاح لم يملكه أحد منذ رحيل جمال عبدالناصر وهو حب غالبية الشعب لك.

لماذا لا تستخدم هذا السلاح؟ لماذا لا تخرج وتقول للناس جزءا من الحقيقة، لماذا لا تسمى الأشياء بأسمائها، وتعلن لنا من الذى يحاربك، لماذا يا دكتور لا تصر على تحجيم ومحاصرة رءوس الفتنة؟.

يا دكتور شرف كيف تشعر بالأمان فى مجلس الوزراء وفى منزلك وقادة التمرد طلقاء يعيدون تنظيم أنفسهم.. يا دكتور شرف: تحرك الآن والشعب معك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger