الأحد، 25 نوفمبر 2012


أميركا تستضعف العراق وتسرق 16 صندوقاً تحوي الأرشيف اليهودي

تجاهلت الولايات المتحدة الأميركية المطالب العراقية، وقامت بنقل 16 صندوقا تحمل الأرشيف اليهودي في العراق، وسلمته إلى اسرائيل التي احتفلت قبل أشهر بعودة المرجعية الحقيقية لتأريخها بالمنطقة، بالمقابل أعتبر البرلمان العراقي بأن ما قامت به أميركا سرقة واستضعاف.

جنود أمريكان في العراق
نازك محمد خضير - بغداد
وقال طلال الزوبعي، نائب رئيس لجنة السياحة والآثار النائب عن "القائمة العراقية" لـ"أنباء موسكو" إن أمريكا قامت بسرقة الأرشيف اليهودي العراقي بطريقة محترفة وسلمته لإسرائيل، التي أحتلفت به قبل أربعة أشهر.
وأوضح البرلماني أن القوات الأميركية عندما اجتاحت العراق، عثرت على سجن خفي في قبو بمديرية المخابرات العراقية العامة مكتوب عليه "الأرشيف اليهودي العراقي" يضم 16 صندوقاً من الحديد والخشب، تحوي رقعا جلدية وكتابة وعبارة عن مجموع من المعلومات وكتابي التدوين والتوراة، كاشفا أن أحد المترجمين العراقيين أبلغ عن وجود هذا الأرشيف لدى القوات الأميركية في مطار بغداد الدولي.
وتابع الزوبعي قائلا إنه في تموز/يوليو 2003 طلبت أميركا أن تنقل الأرشيف لديها بغية حمايته وإدامته، وقامت بتوقيع مستندات للعراق بأن تعيد الأرشيف عام 2005 ، ولم تعيده، وعام 2007 قامت بنقله إلى إسرائيل.
وقال: "لقد أخذوا أفضل مرجعية لوجود اليهود في الشرق، لكي تقول الدعايا الاسرئيلية إن اليهود كانوا محتقرين في العراق وبالتالي كانوا ناس مسحوقين في الشرق كله.
وأشار إلى أن الأرشيف اليهودي العراقي جزء من تأريخ حضارة العراق، ويبين قدم اليهود ومواقعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فيه من الأسد البابلي وحتى يومنا هذا.
وفي التأريخ العراقي المعاصر كانت الغالبية العظمى من يهود العراق تسكن المدن وكانت فئة قليلة منهم تسكن الريف وتركزت في ريف شمال العراق. 
وسكن اليهود بشكل أساسي في المدن الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل، لكن كان لليهود وجود رئيسي في العديد من المدن الأخرى مثل السليمانية والحلة والناصرية والعمارة والديوانية والعزير والكفل وأربيل وتكريت وحتى النجف التي احتوت على حي لليهود سمي بعقد اليهود (عكد اليهود) وغيرها من المدن. 
وساهم اليهود في بناء العراق حيث كان أول وزير مالية في الحكومة العراقية عام 1921 يهودياً ويدعى حسقيل ساسون.
وتعرض اليهود في العراق إلى عمليات قتل ونهبت ممتلكاتهم في بداية الأربعينيات، وعرفت هذه العمليات بإسم الفرهود.
وبعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 زادت الحكومة ضغوطها باتجاه اليهود العراقيين، في البداية لم تكن الهجرة خياراً واضحاً بالنسبة لأغلبية يهود العراق حيث أنه كان التيار السائد بينهم هو تيار ضد الصهيونية. 
وتعرضت عدة دور عبادة يهودية في بغداد لأعمال التفجير مما أثار حالة من الهلع بين أبناء الطائفة والتي اتهم بها لاحقاً ناشطون صهاينة لتشجيع الهجرة من العراق. 
في البداية لم تسمح الحكومة العراقية لليهود بالسفر لكن لاحقاً أصدرت آنذاك قراراً يسمح لليهود بالسفر بشرط إسقاط الجنسية العراقية عن المهاجرين منهم. 
وقد هاجرت غالبية الطائفة من العراق خلال عامي 1949 و1950 في عملية سميت عملية "عزرة ونحمية" إلى أن تم إغلاق باب الهجرة أمامهم، وقد كان في بداية الخمسينيات حوالي 15 آلاف يهودي يبقون في العراق من أصل حوالي 135 ألف نسمة عام 1948. 
يشار إلى أن اليهود كانوا يشكلون 2.6% من مجموع سكان العراق عام 1947 في حين أن نسبتهم انخفضت إلى 0.1% عام 1951.
وعند وصول عبد الكريم قاسم للسلطة رفع القيود عن اليهود المتبقين في العراق وبدأت وضعيتهم تتحسن وأخذت الأمور تعود إلى طبيعتها، لكن إنقلاب حزب "البعث" واستلامه للسلطة أعاد الاضطهاد والقيود عليهم وفي عام 1969 أعدم عدد من التجار معظمهم من اليهود بتهمة التجسس لصالح إسرائيل مما أدى إلى تسارع حملة الهجرة وسط البقية الباقية من يهود العراق والتي شهدت ذروتها في بداية السبعينيات.
وعند الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 كان مجموع اليهود المتبقين في العراق أقل من 100 شخص معظمهم إن لم يكن كلهم في بغداد، والغالبية العظمى منهم هم من كبار السن والعجزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger