الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

الرئاسة تطلب وساطات للتراجع.. والأحزاب والقوى المدنية ترفض مقابلة الرئيس أو التحاور 
حسنين كروم
2012-11-26

 
القاهرة - 'القدس العربي' عكست الصحف المصرية الصادرة أمس نوفمبر محاولات وقف الكارثة التي توشك أن تقع بسبب الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس، وألغى به وجود القضاء، ومن ورائه الإخوان والسلفيون يؤيدونه ويطالبون بالمزيد من الإجراءات بحجة التطهير، والحقيقة انهم يريدون ديكتاتورية دينية مهما أنكروا، واعتقدوا أن القوى الأخرى سوف ترتعد فرائضها منهم، ونسوا انهم بدأوا من فترة يستعدون لمواجهتهم في الشارع بالعنف، وهو ما حدث في ميدان التحرير في الثاني عشر من أكتوبر الماضي، ولذلك فوجئوا بتوحد كل هذه الأحزاب، وبدء سلسلة من المعارك في أكثر من مدينة وحرق مقارات حزب الإخوان وهو ما لا نوافق عليه، ووقوع اشتباكات بين الفريقين، وأسرع السلفيون بالاختباء شماتة في الإخوان ولعدم رغبة الإخوان في الاقتران بهم في أي معارك شوارع حتى لا يبدون وكأنهم إرهابيون مثلهم، ويظهرون وكأنهم ضعفاء في حاجة لمساندة، وفي نفس الوقت لا يريدون استخدام كامل قوتهم في الرد، لأنهم لا يضمنون نتائج اتساع دائرة الصدام، ولإحساسهم بأن شيئاً ما سيقع ضدهم، ايضاً، فقد وضعت القوى والأحزاب المدنية الرئاسة في موقف صعب عندما أعلنت رفضها أي اجتماع مع الرئيس إلا بعد تراجع عن الإعلان، فإذا فعلها فإنه سيسيء إلى صورته اكثر، وان رفض فعليه تحمل عواقب ما سيحدث داخليا وخارجيا، ولذلك يحاول بعض مستشاريه ووزرائه، وعلى رأسهم وزير العدل أحمد مكي، ايجاد مخرج بإقناع مجلس القضاء الأعلى بالاجتماع مع الرئيس لتلبيه مطلبهم بإلغاء تدخله في القضاء مع احتفاظه بالقرارات السيادية واعتقادا منهم ان ذلك من شأنه وقف الاجراءات التي اتخذها القضاة في ناديهم، بينما كان على الوزير الذي كان أحد قادة تيار الاستقلال ضد مبارك ان يستقيل فورا من منصبه وأن يبدأ الآخرون من هذا الاعتداء على القضاء، ولكنهم للأسف استمروا في مساندة الإعلان الدستوري.
أيضاً وقع حادث مؤسف في دمنهور بمقتل الشاب الإخواني إسلام فتحي وسنه خمسة عشر عاما في الاشتباكات التي حدثت أمام مقر حزبهم، وهو أمر مثير للحزن، مثلما يثيره مقتل الشاب جابر صابر من ثوار التحرير، وكذلك نجح الصحافيون في عقد جمعيتهم العمومية وشهدت محاولة من جانب بعض الزملاء الصحافيين من الإخوان لإفسادها، وانطلقت الهتافات بسقوط دولة المرشد ورفض لجنة الدستور التي تحاول تمرير مواد معادية لحرية الصحافة وغلق الصحف، وعودة الحبس في قضايا النشر، أي إضاعة المكاسب التي حصل عليها الصحافيون بنضالهم أيام مبارك، وكان رسم زميلنا في 'الاسبوع' محمد الصباغ معبرا عن موقف الإخوان، إذ رسم قلماً مكتوبا عليه، حرية التغيير الحقيقية، والقلم الثاني خفاش على سنه ومكتوب عليه، حرية التعبير الإخوانية، ولا أعرف ان كان للإخوان والسلفيين مكتبات يبيعون فيها هذه الأقلام أم لا وكما واصلت البورصة خسائرها بعشرات المليارات. وإلى بعض مما عندنا:

وزارة الداخلية تطلب حزب الحرية 
والعدالة عدم إقامة المليونية

طلبت وزارة الداخلية من حزب الحرية والعدالة عدم إقامة المليونية اليوم - الثلاثاء - في ميدان عابدين الذي يربطه بميدان التحرير حيث مليونية القوى المدنية في شارع التحرير، وعلى مسافة أقل من نصف كيلو، وهو ما سيزيد احتمال حدوث مواجهة دموية بانتقال فريق إلى مكان الآخر، ووافق الحزب على نقل حشده أمام تمثال نهضة مصر عند جامعة القاهرة بالجيزة، وهو ما سيثير حرج السلفيين الذي صرحوا من قبل انه صنم والأدهى انه لامرأة تمثل مصر هي أمي، مكشوفة الوجه، أي لا تستحي، ومن محاسن الصدف، ان اسم الصنم نهضة تماما مثل مشروع الإخوان عن النهضة. وأعلن وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين انه أجرى محادثات مع ممثلي قوى مدنية لتهدئة الأمور ووقف أي اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، بالإضافة الى ان وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ألقى كلمة في اجتماع مع دارسي وأعضاء هيئة تدريس كلية القادة العسكريين، بحضور الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان، وأبرز ما قاله جملة - وهي ان الجيش ولاؤه لشعب مصر، وأرض مصر، وفي الحقيقة، فلا أعرف ان كان الاجتماع محددا له من قبل، أم تم اعداده على عجل بمناسبة الأزمة الراهنة وحتى يرسل السيسي تأكيدات جديدة بأن الجيش ولاؤه للشعب لا للإخوان - الله أعلم، أما جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدلة' فقد تجاهلت نشر أي إشارة حتى لا تساهم في معرفة اسم السيسي وصدقي محمود، وهو ما يثير التساؤلات عن اسباب هذا الموقف وعما إذا كان دلالة على رفض السيسي محاولة الإخوان اختراق الجيش.

الرئيس والإعلان الدستوري 
والاعتماد على الله

والى المعركة الأخطر التي أشعلها الإخوان المسلمين والرئيس، ومن يؤيده بالإعلان الدستوري الجديد، ونبدأ بهذا الفريق، ووجهات نظره، فقد قال الرئيس، نقلا عن زميلنا بـ'الأهرام' محمد فؤاد يوم السبت: 'قدر الله علينا أن خطط وعلى الله أن يوفق ومن كان الله معه فلا يضل أبداً شريطة أن تأخذ بالأسباب، أن قافلة الخير ستمضي في طريقها برعاية الله، لا تقلقوا وتيقنوا أن الله سينصر هذا الوطن وأهله، أرجو أن أكون عند ظن ربي بي وظنكم بي، نحن إن شاء الله ماضون إلى الأمام لا يوقف مسيرتنا أحد فلسنا أمة هشة وأنا أقوم بواجبي إرضاء لله ولوطني واتخذ القرارات بعد أن أتشاور مع الجميع، إن الانتصار لا يكون إلا بوجود خطة واضحة وهذا ما نفعله ونعتمد على الله، فكلمة الله دائماً هي العليا وكلمة الأعداء هي السفلى، أنه لا يقصد بالعدو أن يكون من أهل مصر لأنهم أهلنا جميعاً بل عدونا من الخارج، وضرب لرئيس مثالا بالهجرة النبوية الشريفة عندما دبر الرسول وخطط ونفذ هجرته الشريفة بتوفيق من الله، انه يقتدي بذلك وطالب الرئيس الشعب المصري بإنفاق المال في الخير مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تقوم لنا قائمة دون بذل العمل والجد والاجتهاد'.

تشبيه قرار مرسي بالهبوط الاضطراري

ونتحول إلى 'الوطن'، اليومية - الخاصة - وزميلنا الإخواني أحمد عز الدين، الذي كان عنوان عموده اليومي هو - مرسي والهبوط الاضطراري - وينشر صورة له يبدو فيها وكأنه مثل الثعلب المكار، ولذلك لم اندهش من قوله: 'قال الرئيس مرسي بعملية هبوط اضطراري بعد أن واجهت رحلة طائرة الوطن مشكلات كبيرة في الجو، في الحالات الاضطرارية يعتمد الأمر على ثقتنا فيمن يتولى القيادة، فالذين لا يثقون في قيادة مرسي أو لم يرغبوا من الأصل في أن يتولى القيادة سارعوا بإثارة الشكوك حول الإعلان الدستوري الجديد الذي صدر أمس الأول وقالوا: إن مرسي يوشك أن يدمر الوطن، وذرفوا الدموع على الديمقراطية وبشروا بعهد جديد من الديكتاتورية، أما الذين يدركون المخاطر التي نمر بها والمعوقات القاتلة التي لا تزال موجودة فقد رضوا بالهبوط الاضطراري بديلا عن الانفجار في الجو'.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لم أكن أعلم من قبل مهارات الكابتن طيار أحمد عز الدين قبل أن يترك عمله في شركة مصر للطيران ويتجه للصحافة، إقلاع وهبوط اضطراري خوفا من الانفجار في الجو، دون أن يسأل نفسه، ولماذا أقلع الرئيس بالطائرة وفيها عيب؟

نكتة السادات 
مع متولي شعراوي والبابا

المهم ان حكاية الطيران والهبوط ذكرتني بنكتة، أيام الرئيس الراحل أنور السادات - عليه رحمة الله - وبمقالات أيام مبارك، النكتة كانت تقول، ان السادات كان في الطائرة ومعه عدد من المسؤولين ومن بينهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والبابا شنودة - على الاثنين رحمة ربك - وكان السادات يكره البابا وعزله في سبتمبر 1981، المهم أن قائد الطائرة جاء للسادات، وقال له: ـ يا ريس، اكتشفنا حمولة زائدة تهدد بسقوطها، ولا بد من إلقاء راكب منها لإنقاذ الباقي.
فاستدار السادات للشعراوي والبابا، وقال لهما، سأسأل كل منكما سؤالا، من يفشل في الإجابة عليه سيتم إلقائه من الطائرة، وبدأ بالشعراوي قائلاً:
ـ يا شعراوي، تعرف كام عدد سكان مصر؟
فقال - خمسون مليونا يا ريس.
فرد - صح، يا شنودة، تعرف تقولي أساميهم؟
أما بالنسبة للطائرة ومبارك، فقد كثرت المقالات التي تبرر بطء اتخاذه القرارات بأنه طيار، لابد قبل أن يقلع أن يطمئن على جميع أجهزة الطائرة، وهذا سر تمهله في إصدار أي قرار، وكان أصحاب المقالات يعتبرون ذلك حكمة.

أحمد منصور: اعلان مرسي 
يخرج مصر من المأزق

ونظل في نفس عدد 'الوطن'، لنكون مع زميلنا الشهير ومقدم البرامج بقناة الجزيرة، أحمد منصور الذي يواصل مشكورا الكشف عن حقيقة إيمانه بالديمقراطية، إذ واصل تفحص دور ضابط الأمن ووكيل النيابة، والقاضي أيضاً، وتحس انك لست امام صحافي أو كاتب يعرف ما هي الديمقراطية، صرخ قائلا: 'إن الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي وإن كان يبدو من ظاهره أنه يصنع ديكتاتورا جديدا لكنه في الحقيقة يخرج مصر من هذا المأزق الذي أرادت القلة التي تسيطر على وسائل الإعلام وتجيد تهييج البسطاء من الناس أن تدخل مصر فيه وتصنع فراغاً دستورياً وتشريعياً تغرق البلاد ويؤدي إلى فشل الثورة وهو إعلان دستوري مؤقت مرهون بانجاز الجمعية التأسيسية لعملها حتى تمهد للانتخابات التشريعية التي تعيد لمصر سلطة الشعب وتدفع مصر لتجاوز هذه المرحلة الصعبة في تاريخها.
ان ما يحدث في مصر الآن من تظاهرات يتورط فيها بعض المخلصين ليس سوى حلقة من حلقات التآمر على الثورة المصرية، والتظاهرات والمسيرات لم تتوقف منذ وصول الرئيس مرسي الى مصر الرئاسة وحتى الآن مما يعني أن هناك أيادي تعبث بمصر ولا تريد لها الاستقرار'.
وفي الحقيقة فلا أعرف لماذا لا يستغل خبرته في التحقيق في الإمساك بهذه الأيادي العابثة؟

روح الثورة تعود من جديد لمصر

ونترك منصور إلى حلمي الجزار في 'المصري اليوم' في نفس اليوم: 'مساء الخميس الماضي أحسست بروح الثورة تعود من جديد، وأحسست بأرواح الشهداء وهي ترقب الموقف بعد الإعلان الدستوري الجديد، لقد احتوى الإعلان الدستوري على أمور يكاد الإجماع ينعقد عليها وأولها مطالب الثورة والثوار في القصاص الحق ممن شاركوا أو حرضوا على قتل الشهداء وإصابة الثوار، ولقد استحوذت المادة الثانية على آراء متعارضة فوصفها بعض السياسيين بالمادة الديكتاتورية وغاب عنهم أنها نصت على تحصين قرارات رئيس الجمهورية لحين إعداد الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد ويستغرق ذلك على أقصى تقدير نحو خمسة أشهر يعرب الشعب بعدها عن رأيه في مجلس شعب جديد يمسك بالسلطة التشريعية ويكون معبرا عن الشعب الذي اختاره فتعود الروح ايضا إلى جموع الشعب وبذلك تدب الحياة على الأرض بين جنبات الشعب وهي موجودة بلا شك في السماء بين الشهداء 'ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون 'صدق الله العظيم'.

أسباب انتقال العريان والجزار 
من مدرسة التلمساني الى محمد بديع 

وقد أسفت أشد الأسف لهذا التحول الذي أصاب حلمي الجار، وصديقنا العزيز عصام العريان، من تلاميذ لمدرسة المرشد الثالث المرحوم عمر التلمساني الهادئة والمتسامحة الى المجموعة القطبية الانتقامية والمنغلقة، وحلمي والعريان وعبدالمنعم أبو الفتوح، في القاهرة وإبراهيم الزعفراني في الإسكندرية كانوا أعضاء في الجماعة الإسلامية بالجامعة، ثم نجح التلمساني في استمالة الجماعة الإسلامية في القاهرة والوجه البحري، وانضموا للإخوان بينما ظل غالبية اعضاء الجماعة في الصعيد بعيدا عن الإخوان باستثناء أعداد قليلة مثل صديقنا المهندس أبو العلا أبو ماضي رئيس حزب الوسط الآن، وقد ازداد تحول عصام بعد أن أصبح نائبا لرئيس الحزب وحلمي بعد انتخابه رئيسا للمكتب الإداري لمحافظة الجيزة، صحيح ان تيار التلمساني لا يزال موجودا في الحزب، لكنه يتوارى الآن خوفا من تصفيته على أيدي مجموعة أنصار سيد قطب - عليه رحمة الله - لكن هناك عدد من الإخوان داخل الحزب لديهم جرأة أكبر، منهم زميلنا في الحرية والعدالة، وأحد مديري تحريرها، علاء البحار الذي عبر عن قلقه مما حدث قائلاً للرئيس: 'دعني أحدثك بصراحة، لقد غضب بعض شعبك من بعض مواد الإعلان الدستوري وهؤلاء أنت مسئول عنهم مثل باقي شعبك ومسئول عن إقناعهم وتحقيــــق مطالبهم، وأنا أحدثك هنا عن البعض الوطني الغي2ـــور على ثورته وليس البعض الفوضوي والفاسد الذي - للأسف - نجح في احتواء الكثير من شباب الثورة والقوى السياسية لكي يتلاعبوا بهذا الموقف ويختبئوا وراء حماية الثورة ضدك، أناشدك سيادة الرئيس أن تسعى إلى احتواء هؤلاء بدلا من تركهم فريسة في أيدي من يريدون الدمار والفوضى في كل أرجاء مصر وأنت تابعت بنفسك ما فعلوه من حرق وتخريب، لا تترك هؤلاء العابثين يزيدون من الهوة بينك وبين معارضتك الجادة والثورية، لن أقول لك تراجع ولكــن أقول لك تقدم وبادر من أجل احتواء الجميع، لن أحدد لك الآليات فلديك مستشاروك ومؤسساتك الذين تستعين بهم لاتخاذ القرارات المناسبة، عن طريق آليات محددة واجراءات مقنعة لجميع الأطراف ولكن تواصل ثورتنا نجاحها وتتجاوز عقباتها وتواجه المؤامرة التي تحاك بها وبك، اذكرك يا سيادة الرئيس 'احتم بكل شعبك وليس ببعضهم'.

دور القوى المدنية 
في ما يحدث في مصر

أما رئيس التحرير زميلنا عادل الأنصاري فلم يكن في شجاعة ووضوح علاء فقال وهو يراوغ: 'المشكلة الكبرى أن القوى العلمانية التي يحلو لها أن تطلق على نفسها مسمى القوى المدنية تناوبت خلال المرحلة الانتقالية المواقف ونقيضها والآراء وعكسها وتداولت الأدوار وتناوبتها في الاتجاه المعاكس دون أن تشعر بغضاضة في عمليات التناوب والتداول المحمومة، هذه القوى هي التي طالبت بتمديد المرحلة الانتقالية وبقاء استمرار حكم العسكر لمدة عام أو عامين وهي التي طالبت في المقابل بالتخلص من حكم العسكر والانتقال الى قيادة مدنية، هذه القوى هي التي طالبت بالتعجيل في انجاز الدستور حتى كانت مقولة 'الدستور أولا' شاهداً ومعلماً رئيساً يدل على موقفها الصارم من تأجيل الدستور أو التباطؤ في انجازه ثم تأتي هذه القوى ذاتها بشخوصها ورموزها وكل مكوناتها لتعرقل الدستور وتسعى إلى إرجائه وتسويقه من خلال الطعن على الجمعية تارة ومن خلال الانسحابات المتكررة بحجة عدم 'سلق الدستور'، هذه القوى نفسها هي التي طالبت بمحاكمات ثورية لرموز الحكم السابق ثم هي ذاتها التي تعترض اليوم وتتظاهر ضد قرارات الرئيس التي جاءت استجابة لمطالبهم ومطالب الشعب معهم، هذه القوى هي التي طالبت بعزل النائب العام باعتباره من بقايا النظام السابق، وعندما جاءت الاستجابة الأولى من الرئيس بتقديم عرض للنائب العام بالعمل في السلك الدبلوماسي قامت الدنيا ولم تقعد واعترضوا جميعاً على قرار الرئيس'.

مرسي ومعاونوه لم يقدروا ردة الفعل

وفي 'المصري اليوم' يوم الأحد، واصل صديقنا والنائب الأول السابق للمرشد العام الدكتور محمد حبيب التعبير عن رفضه للإعلان قائلا: 'أحسب أن الدكتور مرسي ومعه معاونوه ومستشاروه وهو يفكر في إصدار قراراته التي فاجأ بها الشعب المصري مساء الخميس الماضي '22 نوفمبر' كان ينظر من خلال ثقب بالباب - وفيما يبدو' والله أعلم - لم تكن هناك محاولة لاستطلاع رأي ممثلي القوى السياسية والرموز الوطنية والشخصيات العامة من أهل الاختصاص وأصحاب الفكر والخبرة والتجربة حول إصدار مثل هذه القرارات، وما يمكن أن تحدثه من ردود أفعال، ناهينا عن مدى دستوريتها وقانونيتها، وكانت النتيجة هذا الانقسام الواضح في المجتمع مضافاً إليه الدخول في خصومة شديدة وحادة مع عموم القضاة، كأننا لا نتعلم من أخطائنا، لقد أدت قرارات مرسي إلى إحداث شروخ عميقة مع قوى ثورية وقفت داعمة له في لحظة حرجة وفارقة، كما أدت الى توحد قوى المعارضة واصطفافها في خندق واحد ضده، لسنا بالقطع مع القرارات الأخرى التي ذهب فيها الدكتور مرسي الى مدى لم يصل إليه رئيس قبله، نحن نرفض بكل وضوح اعتبار كل قرارات رئيس الجمهورية منذ توليه في 30 يونيو الماضي حتى إقرار الدستور الجديد نافذة بذاتها ولا يجوز الطعن عليها '!!'.
هذا معناه أن الرجل أصبح فوق الدستور والقانون، بل اصبح الآمر الناهي عجب أن نجد من يدافع عن الأمر ولله في خلقه شئون، ونرفض بكل وضوح أيضاً تحسين مجلس الشورى، واللجنة التأسيسية لكتابة الدستور '!!' هذا معناه أن الرجل عطل واستلب السلطة القضائية عملها الأصيل وهو إصدار الأحكام القضائية وأنه لا اعتبار لأي هيئة قضائية، هذه وتلك تعتبر قرارات ديكتاتورية كارثية بامتياز، وكان من الطبيعي أن يثور ضدها كل ألوان الطيف السياسي في مصر'.

أين هذا الاستقرار الذي قيل 
إن الإعلان الدستوري سيحققه؟

ويكفي الإخوان هذه المساحة اليوم، ونعطي للمعترضين فرصة مثل زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' صلاح منتصر الذي ضرب كفاً على كف وتساءل يوم السبت: 'أين هذا الاستقرار الذي قيل إن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي سوف يحققه؟ ففور صدور الإعلان انقسمت البلاد بصورة واضحة وإلى درجة اعترف فيها الرئيس بهذا الانقسام ووقف خطيباً أمام قصر الاتحادية بين مؤيديه الذين تعودوا على السمع والطاعة بينما معارضوه يملأون الميادين الأخرى، فهل هذا هو الاستقرار المنشود؟ وكيف يمكن أن يتحقق الاستقرار في دولة أعطى دستورها للرئيس حصانة مطلقة لا على ما أصدره فقط من قرارات وإنما أيضا على ما سيصدره، وهي حصانة ليست لفرد أو حاكم على الأرض وإنما هي للخالق وحده، فمن هو الذي يستطيع مهما كان أن ينازع المولى في قدارة ما صدر وما سيصدره، وهي حصانة ليست لفرد أو حاكم على الأرض وإنما هي للخالق وحده، فمن هو الذي يستطيع مهما كان أن ينازع المولى في قداسة ما صدر وما سيصدر عنه، فحسب المادة الثانية من الإعلان الدستوري لا يجوز الطعن بأي طريق وأمام أي جهة لما يصدر عن رئيس الجمهورية من قوانين وقرارات منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وإلى أن يتم نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد، لقد كان أهون إعلان الأحكام العرفية لأنه حتى هذه الأحكام لها قواعد وإجراءات يمكن معها المواطن اللجوء الى القضاء والطعن في بعض ما يصدر عن الحاكم'.

أول مصري يخلع
الرئيس محمد مرسي

ونظل في يوم السبت ولكن في 'اليوم السابع' حيث وضع زميلنا وائل السمري يده على المصحف وتمتم بكلمات لم أستطع تفهمها، ثم قال بواضع:
'أتشرف بأن أكون أول مصري يخلع الرئيس محمد مرسي وليفعل ما يفعل هو وجماعته وليطلقوا ما يطلقون من قذائف الشتائم المعتادة أو ليسلطوا ما يحشدونه من ميليشيات مسلحة عليَّ فأنا أعتبر تلك القرارات الديكتاتورية التي سطرتها بقلمك اليوم ووقعت عليها بأصابعك إعلان وفاة للدولة المصرية وليس للثورة فحسب فمصر التي وقفنا أمام المدرعات لاستعادتها يوما ما أراها اليوم تدهش تحت قدمك وقد أرجعتها آلاف السنين حيث يقبع فرعون في قصره ليقول للناس أنا ربكم الأعلى، إني أخلعك يا من كنت رئيساً لأنك لم تف بوعد واحد مما قطعته على نفسك قبل الانتخابات وبدلا من أن تعيد تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور كما وعدت حصنتا اليوم بإعلانك الديكتاتوري هذا، وبدلا من أن تحترم القانون الذي أتي بك دمرته وبدلا من أن تحترم الاستفتاء الذي حدد صلاحياتك تطاولت عليه وبدلا من أن تحترم الشعب الذي انتخبك أعلنت وصايتك عليه وبدلا من أن تحترم القضاة الذين أشرفوا على الانتخابات الرئاسية التي أتت بك نكلت بهم ولو كانوا فاسدين لكنت فاسداً ولما لحق لك أن ترأسنا، تعلمنا من التجربة أيضاً أنك لم تكن لتخطو تلك الخطوة لولا رضا أمريكا عنك وعن جماعتك كما أعلن أوباما اليوم تماماً كما استأذنتهم سابقا في عزل القاتل طنطاوي وكما تغزلت فيك هيلاري كلينتون اليوم ولو كنت صادقاً حقاً في إعادة محاكمة قتلة المتظاهرين فحاكم نفسك على قتل الشهيد الحي محمد جابر، استؤمنت فخنت الأمانة ووعدت فأخلفت وأقسمت فحنثت ومن لا عهد لنا عليه لا عهد له علينا'.

مرسي ديكتاتور 
ويحتاج لطبيب نفسي

وبعد أن انتهى وائل من كلامه تقدم زميله محمد الدسوقي رشدي سكرتير عام 'التحرير' قائلا: 'لا أتفق مع هؤلاء الذين وصفوا محمد مرسي بالديكتاتور بعد القرارات المريبة والغريبة التي تحتاج الى العرض على طبيب نفسي قبل العرض على خبراء علوم السياسة وأهلها، وصف محمد مرسي بالديكتاتور فيه إهانة كبيرة للقب نفسه، اللقب الذي حمله رجال أقوياء مثل هتلر وموسوليني وغيرهم ممن لم يهزمهم الباعة الجائلون في الشوارع أو تعجزهم أزمة مرور أو تفضحهم أكوام القمامة التي تملأ الشوارع أو تركعهم مجموعات متطرفة مسلحة، الديكتاتور يحمي رجاله ويحافظ على حياتهم ومرسي كان أضعف من أن يحافظ على جنود مصر في سيناء وأقل من أن يقتص لهم رغم مرور أشهر على الوعد الذي أطلقه امام الكاميرات، الديكتاتور لا يفتح صدره ويفاخر الناس بأنه لا يرتدي القميص الواقي ثم نكشف الكاميرات والصور زيف شجاعته حينما فضحت عشرات الجنود الذين يحرسونه في بيت الله، الديكتاتور ذكي يدرس قراراته ويختار مواعيدها وشكل إعلانها ومرسي قليل الحيلة حينما أراد أن يتخذ قراراً لجأ إلى جماعته لتحميه بحشود التأييد في الشوارع ليفضح نفسه ويؤكد دون أن يقصد أنه مجرد واجهة للحاكم الأصلي الذي يجلس في مكتب الإرشاد، مرسي كذب وأخلف وعده لأنه طلب منا - نحن الشعب - أن نقومه ونصححه إذا أخطأ فكيف سنقومك ونصحح أخطائك الآن يا دكتور مرسي وقد حصنت نفسك قضائيا وحصنت نفسك ضد النقد اللفظي وحرية الآراء بأسوار من الأنصار الإخوان الذين ينشرون بين الناس أن صاحب نقد لك كافر وضد الإسلام، للأسف يا معالي رئيس الجمهورية أنت أضعف من أن تكون ديكتاتوراً وأكذب ن أن تكون صورة للحكم الإسلامي الرشيد'.

مرسي مسير وليس مخيرا

وما أن سمع زميلنا في 'الوفد' علاء عريبي حكاية الديكتاتور فأراد أن يساهم بشيء من عنده يوم السبت ايضا هو: 'لست مع الذين وصفوا الرئيس محمد مرسي بالديكتاتور ولا مع الذين تفضلوا عليه ومنحوه لقب الفرعون كما انني لا أتفق مع السادة الذين شبهوه بهتلر وبالنازيين، في رأيي أن الرئيس مرسي أبسط وأصغر بكثير من هذه المصطلحات والألقاب لأن هذه المصطلحات تطلق على شخصيات تمتلك رؤية سياسية أو فكرية، بمعنى آخر تطلق على شخصيات لها مشروعها السياسي والفكري، لكن الرئيس مرسي والحمد لله بعيد عن كل هذا بعد الشمس عن الأرض، والمشكلة الحقيقية التي نواجهها مع الرئيس محمد مرسي أنه غير ملم جيدا أو كما يقال: مش فاهم، وعدم فهمه هذا جعله مسيراً وليس مخيراً فقد أصبح لعدم فهمه وقلة خبرته أداة طيعة لتنفيذ ما يأتيه من جماعة الإخوان أو من مستشاريه الأقل منه خبرة والأكثر منه نفعية وضيق أفق، لا شك أن قرارات مرسي سواء كان مدركاً أم مدفوعاً تعد انقلابا على الديمقراطية وتكريساً لدولة الفرد، ما انها تكرس لمفهوم وسلوك أقل ما يوصف به أنه البلطجة السياسية، لقد حان الوقت لتصحيح مسار الثورة إما برجوع مرسي عن قراراته وإما عزله وإما أن تتنازل جماعة الإخوان المسلمين عن سياسة البلطجة أو تواجه ببلطجة مماثلة ولتقع المصادمات كما يشاءون لكن لا تقع الدولة الديمقراطية المدنية التي خرجنا جميعاً لتحقيقها في 25 يناير.
ونطالب كذلك القوى السياسية أن تضع قوائم سوداء لجميع الشخصيات الانتهازية التي تساير جماعة الإخوان وتبارك سياستهم وقراراتهم، يجب ان نحتل الميادين والشوارع وإن تمسك الريس بقراراته الفاشية نعلن العصيان المدني ونرفع راية إسقاط النظام لقد قمنا بالثورة لكي نطيح بديكتاتور فاسد وليس لكي نأتي بفرعون فاشي، لن نعود مرة أخرى الى عصر المماليك ولن نحكم بقرارات الحاكم بأمر الله مصر ستظل دولة مدنية ديمقراطية ترفع شعار الإخوة في الوطن قبل الإخوة في الدين'.
وكثرت الطلبات للمساهمة بالرأي، ولكن المساحة امتلأت، فإلى غد، إن شاء الله وأرجو ان أجد مساحة لحكاية دين الشيعة، ومحاولة إثارة الانقسام بين السنة والشيعة العرب للقضاء على القومية العربية والوحدة، لحساب إسرائيل وإيران وأمريكا. والله الموفق والمستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger