الخميس، 21 أبريل 2011

يحيى الجمل موديل 2008

محمود القاعود
الأربعاء 20 أبريل 2011

بات من الواضح أن يحيي الجمل نائب رئيس وزراء مصر ، يعاني من أمراض نفسية مستعصية ، كالبارانويا و انفصام الشخصية و الضلالات ، وبات من الواضح أيضاً أن هذه الأمراض تؤثر علي قراراته وأفكاره وكلامه ، بما يجعل وجود هذا الشخص في منصب " نائب رئيس الوزراء " بمثابة تعمد إجهاض مكتساب الثورة ، وإعادة البلاد إلي عصر السفاح حسني مبارك مرة أخري .

يحيي الجمل منذ عدة سنوات ، كتب مقالا في إبراشية " المصري اليوم " عبارة عن خطاب موجه لـ حسني باراك ، كال فيه الجمل عبارات المديح لباراك حتي أنه جعل عنوان المقال " سيدي الرئيس " ، وكرر كلمة " يا سيدي " داخل المقال عدة مرات بطريقة فجة ومستفزة ، تماما كما يفعل دائماً مع " سيده " الذي يُطلق عليه " صاحب القداسة " !

المضحك في أمر المقال أن الجمل كتب كلاماً هزلياً عن تعديل المادة 76 ، واختيار جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد أي أنه لم يقل جديداً مما كان ينشر في صحف المعارضة التي كانت تتحرك بمعاونة ومعرفة " أمن الدولة " للتنفيس عن الشعب المطحون ، وبعد أن ذكر الجمل رغبته في تعديل المادة 76 والدعوة لدستور جديد ، قال بالنص :

" سيدي الرئيس:

أرجو أن تغفر لي يا سيدي إن كنت قد تجاوزت قدري في هذا الحديث، فما فعلته إلا من أجل مصر التي هانت علي كثير من أبنائها، أهانهم الله.

ولست أبغي من هذا الحديث إلا وجه الله ووجه مصر، لا أبغي جاهاً ولا مغنما ولا منصباً، فأنا أعلم جيداً أن الطريق إلي الجاه والمغنم والمنصب في هذا الزمن هو غير طريق الصدق والصراحة والوضوح.

أنا يا سيدي الرئيس بلغت من العمر ما أدرك معه جيداً أنني لا أصلح لأي منصب ولا يصلح لي أي منصب، اللهم إلا تلك المحاضرة التي ألقيها بين الحين والحين علي طلابي في معاهد العلم، وإلا كلمة حق أقولها لوجه الله ووجه مصر. " أ.هـ ( المصري اليوم عدد 1 سبتمبر 2008م ) .

ومن هذه الفقرة يتضح أن الجمل يعاني من اضطراب نفسي ، دعاه أن يطلب المغفرة بسبب عبارات إنشائية فارغة كتبها في أول المقال ، وأنه يعاني من انفصام حاد في الشخصية ، فهو يقر ويعترف في هذا المقال بأنه لا يصلح لأي منصب ولا يصلح له أى منصب ، اللهم إلا المحاضرة التي يلقيها علي طلابه فى معاهد العلم ، والجمل الآن يفعل عكس هذا الكلام تماما ، ويخرج في تبجح وصفاقة منقطعة النظير ليتصل بفضائية سيده ساويرس يوم 17 إبريل 2011 ، ليعلن أنه " طود راسخ لا يطاح به من السلطة " !

يحيي الجمل موديل 2008 يعلن بكل وضوح أنه لا يصلح لأي منصب ! يحيي الجمل موديل 2011 يكاد يقتل نفسه من أجل المنصب ، ويعلن بجنون العظمة الفارغ أنه " طود راسخ " ، بل وتصل به " الضلالات " إلي اعتبار نفسه من القوة بحيث أن المجلس العسكري لا يجرؤ علي الإطاحة به ، وهو ذات المجلس الذي وضع مبارك في السجن هو وولديه والعصابة البائدة .

يحيي الجمل الذي تجاوز الثمانين ويحاول جاهدا أن يتصابي ، ليثرثر مع " الغيد الحسان " في الحفلات والندوات الليلية ، لا يصلح بأية حال ليكون نائباً لقائد عربة " حنطور " ، فكيف بالله يكون مثل الشخص نائباً لرئيس وزراء مصر ؟! بل كيف لا يتم وضعه في أقرب مصحة نفسية ليعالج من الأوهام والضلالات التي تجعله يعتقد أن مصر عزبة خاصة له هو وسيده " شنودة " ؟

هذا الجمل لا يختلف في أي شئ عن حسني مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وغيرهم من رموز الفساد والاستبداد ، بل يزيد عليهم في إعلان الحرب الصريحة علي الإسلام والعمل لحساب الكنيسة دون خجل ولا وجل ، وسبق له أن رفض جلوس طالبة منتقبة في إحدي محاضراته ، لأنه " مزاجنجي " و "مستنير " ويرفض " المؤامرة السلفية الوهابية الإمبريالية الصحراوية الطالبانية" التي تسعي لحرمانه من " الدلع " و " الهشك بشك " !

لقد خصم هذا العجوز المتصابي ، الكثير من شعبية الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، وجعل مصر تعود لعصر مبارك ، ويكفي ما فعله في اختيارات المحافظين، والمجلس القومي لحقوق الإنسان ، وسب الذات الإلهية ، ومهزلة ما يُسمي "الحوار الوطني " ، وإقصاء التيار الإسلامي من أي شئ في الحكومة ، وفتح قنوات مع المتطرفين من أقباط المهجر ، والاستماتة من أجل مسخ هوية مصر وحذف المادة الثانية من الدستور ، وتعيين المستنير " عماد أبو غازي " وزيراً للثقافة ، خلفاً للوهابي الظلامي " محمد الصاوي " الذي يتحدي " الاستنارة " و "الليبرالية " و " المدنية " ويصوم في رمضان !

إن الإبقاء علي يحيي الجمل في منصبه معناه استمرار " الثورة المضادة " ، ومعناه استمرار " دولة شنودة " ، ومعناه " الفتنة الطائفية " ومعناه إعادة نظاممبارك من جديد بوجوه مختلفة ..

ويبقي أن نعرف هل فعلا يحيي الجمل كالطود الراسخ ولن تتم إقالته ؟ أم أن المجلس العسكري ستكون له كلمة الحزم والحسم – مثلما فعل مع أحمد شفيق وزكريا عزمي من قبل - لإنهاء مهزلة هذا المريض نفسياً ، وإقالته ووضعه في أقرب مصحة نفسية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger