الأحد، 17 أبريل 2011

آثار فرعونية حقيقية تستخدم كإكسسوار دعاية خط ملابس رجالى باسم "زاهى حواس"!

لا يليق بأى حال من الأحوال أن تستخدم الأثار المصرية كديكور واكسسوار لخط ملابس رجالى مهما كانت نوعية الملابس وماركتها، ولا يمكن السماح لموديل بالجلوس على كرسى توت عنخ أمون الأثرى للدعاية لبنطلون جينز أو قميص، ولكن هذا ما حدث بالفعل فى صور الدعاية الخاصة بخط الملابس الرجالى الذى تنتجه شركة Art Zulu والذى يحمل اسم الدكتور زاهى حواس نفسه، والذى تستعد الشركة لاطلاق منتجاتها التى تحمل اسمه هذا الربيع حسب موقع الشركة المذكورة، التي استغلت الأثار التى لا يسمح بلمسها عادة فى عملية تصوير فوتوغرافى للدعاية لخط انتاج ملابس خاص بمسؤول عن الأثار، رغم أن الأثار ثروة مصر وملك لها ولا يمكن السماح بامتهانها بجعلها اكسسوار منتجات تافهة لا تليق بقيمتها الأثرية والثقافية.

تعود وقائع هذا التصوير الى نهاية العام الماضى وكشفته مدونة للمصور الفوتوغرافى جيمس ويبر يحكى فيها عن ليلة التصوير فى معرض مقتنيات الملك توت عنخ أمون وهو اما يعنى ان التصوير تم داخل القاعة الخاصة بمقتنيات الفرعون الشهير الموجودة بالمتحف المصرى، أو فى المعرض الذى أقيم بنيويورك منذ شهور لنفس المقتنيات، وقد دعم المصور قصته بنماذج من الصور التى التقطها هناك لاستخدامها كدعاية لخط الأزياء الرجالى الذى يحمل اسم زاهى حواس وتقوم بانتاجه شركة ملابس تسمى Art Zulu، ولولا أن المدونة احتوت على تلك المعلومات مرافقة لهذه الصور الفوتوغرافية التى تؤكد كلام المصور الفوتوغرافى لظن القارىء ان ما يقال مجرد اشاعة لا يمكن تصديقها، أو أن الصور مجرد تركيب تم بالفوتوشوب، فكيف يمكن تخيل استخدام أثار المتحف المصرى كديكور واكسسوار صور دعائية لخط ملابس رجالى يمتلكه زاهى حواس وزير الأثار؟ من المفهوم أن الأثار الفرعونية يتم تصويرها فى افلام وبرامج وثائقية بشروط وضمانات خاصة تحافظ على الأثار من التلف، ولكن لا يمكن تخيل أن يتم استخدامها واستغلالها كخلفية أو لوكيشن لخط ملابس أو أزياء خاصة خاصة تلك المقتنيات التى تحفظ فى متاحف فى درجات حرارة ورطوبة خاصة، أو على الأقل يتم حمايتها من أضرار التعرض للأضواء الشديدة وللعبث أثناء عملية التصوير نفسها، المهم أن الأمر تم ومن الصعب تخيل انه تم بدون معرفة زاهى حواس نفسه، وحقيقة استخدام الأثار فى أمر كهذا يحمل كثير من الاستخفاف بالأثار ويطرح الكثير من الاسئلة أهمها: هل يسمح عادة باستعمال الأثار الحقيقية كاكسسوار لتصوير فوتوغرافى دعائى بعيد عن الاستخدام الثقافى أو السياحى؟ وهل التصوير داخل هذه الأماكن لأى أغراض دعائية يتم بمقابل مالى؟ وهل سددت الشركة الت تحمل اسم زاهى حواس رسوم استغلال الأثار الحقيقية فى عملية تصوير تجارية لخزانة الدولة المصرية؟

المعلومات الواردة فى المدونة الخاصة بالمصور الفوتوغرافى جيمس ويبر تحتوى على معلومات هامة كشفها المصور الأجنبى الذى قام بالتصوير بالمتحف ليلاً من الساعة التاسعة والنصف مساء وحتى الساعة السابعة صباحاً.

يصف جيمس ويبر مغامرة التصوير قائلاً: "انه أمر غير مسبوق أن يسمح بالتصوير داخل المتحف، عادة لا يسمح بدخول الكاميرات الى داخل المتحف، ولهذا كان علينا العمل ليلاً بعد اغلاق المتحف وفى غير أوقات الزيارة وتم تخصيص وقت التصوير فى التاسعة ونصف مساءً حيث حضرت مع مجموعة التصوير والموديل، وقد حرصت ومساعدى جيمس سوليفان على التأكد من اصطحابنا كل أدواتنا لأن الأبواب ستوصد علينا حتى الصباح، وستكون مشكلة اذا نسينا أى شىء يمكن أن نحتاجه فى عملنا، وقد احضرنا معنا مطبخ صغير لاننا سنبقى لوقت طويل."

ومما يثير غموض القصة بشكل اكبر أن المدونة التى يعود تاريخها الى 23 نوفمبر الماضى اختفت بصورة غامضة من على الانترنت، ولكن يمكن مشاهدتها بالكامل من خلال النسخة المخزنة لها على أرشيف الانترنت الخاص بجوجل، وانتشرت هذه النسخة على الفيسبوك خلال الأيام الماضية، والحقيقة ان ما تكشفه هذه الصور بالاضافة الى مدونة المصور يدعو إلى التساؤل فكيف لأحد أن يتعدى على تراث مصر الأثرى بهذا الشكل الذى لا يحق لأحد حتى الوزير نفسه امتهانه.

اضغط هنا موقع شركة ارت زولو وخط انتاج ملابس زاهى حواس


وهنا للاطلاع على صفحة مدونة المصور جيمس ويبر من ارشيف جوجل

الدستور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger