الثلاثاء، 20 مارس 2012

(( الايمو وأنف النائب))

كتبهـا : انس البياتي - بتــاريخ : 3/19/2012 3:22:23 PM, التعليقــات : 1

اثارني جدا موضوع مقتل شباب عراقيين من المعروفين بالايمو حيث تداولت وسائل إعلام عربية وعالمية تقارير عن مقتل عدد من شباب " الايمو" في العراق رجما على أيدي جماعات متشددة تكره التزام الشباب بالتقاليع الغربية.
والايمو هو اختصار لمصطلح بمعنى المتمرد الحساس وهم جماعة خاصة تتبع نظام خاص في الملبس وتسريحات الشعر ويستمعون إلى أنواع معينة من الموسيقى ويرتدون الملابس سوداء، والسراويل الضيقة جدا أو الفضفاضة جدا، وألاغطية للمعصم وأخذت الظاهرة في الانتشار بين المراهقين من الشباب بخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق.
الإيمو بحد ذاته ليس دينا، وإنما ثقافة ثانوية، ينتمي إليها مراهقون عادييون ذو أديان مختلفة، كما أنهم لا يمارسون طقوسا أو يقومون بأعمال تشير إلى إنتمائهم إلى مثل هذه الأمور.
من كل ماسبق يمكن اختصار موضوع هؤلاء الشباب بأنهم مجموعة من الشباب المراهق المتأثر بالحياة الغربية وله طقوس معينة لكن المثير في الامر وبداية الموضوع وانتشاره بصورة سريعة جاء بعد أن نشرت شرطة الأخلاق التابعة لوزارة الداخلية العراقية بيانا على الموقع الرسمي للوزارة تدين فيه انتشار ظاهرة الايمو وتعهدت بالقضاء على هذه الظاهرة " لخطرها على المجتمع العراقي"
طبعا لا اعرف ماهي الخطورة التي تقصدها وزارة الداخلية العراقيه فهم شباب مراهقون وهم في كل الحالات لن يكونوا اكثر خطورة من الذين يركبون السيارات المصفحة ويسرقون اموال الشعب العراقي وينسون ان اكثر من نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر على الحسابات العراقية وان كل الشعب يعيش تحت خط الفقر بحسب الحسابات الغربية. كان على وزارة الداخلية ان تتنبه قبل اصدارها لهذا البيان الى خطورة هولاء السارقين وكان عليها ان تتعهد بالقضاء عليهم كذلك!
عموما وبالعودة الى شباب الايمو حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور والفيديوهات التي تبين الطريقة التي يقتل فيها هؤلاء الشباب وهي طريقة يندى لها الجبين فمنهم من يقتل رجما او باسقاط الكتل الكونكريتية على اجسادهم؟
بعد متابعتي للموضوع وجدت ان اصابع الاتهام تشير الى جماعات دينية متشددة هي من تقوم بهذه العمليات وهو امر اخر غير مقبول نهائيا فلو ان وزارة الداخلية وحسب بيانها وتوعدها بالقضاء على هذه الظاهرة قامت باستخدام هذا الذراع الديني المتشدد للقضاء عليهم فهي مصيبة اما اذا كانت وزارة الداخلية لا تستطيع حماية ابناء شعبها من ميلشيات تنتشر في الشارع وتقتل وتعذب فالمصيبة اعظم.
الطريقة التي تستعملها هذه الجماعات الدينة المتشدده تعيدنا الى عصور فجر الاسلام ولكنهم يستعملون طريقة الكفار هذه المرة بالكتل الكونكريتية بدلا من الحجر الذي كان يوضع على بلال الحبشي وهو يصرخ احد احد! مع الفارق وبعيدا عن الفكر العقائدي.
لا اريد ان اقول اني ادافع عن ظاهرة هي على الاقل جديدة في المجتمع العراقي لكني اعترض عن الطريقة البشعة التي يتم التعامل بها مع هؤلاء الشباب! هي ظاهرة اخلاقية والتعامل معها يجب ان يكون بالحكمة والموعظه الحسنة لا بالقتل والتعذيب. اما عن الجماعات الدينية والتي تسمي نفسها كذلك والتي تلبس الجلاليب والعمائم فأقول لهم ان لكم الحرية الشخصية بلبس ماترونه ملائما ولغيركم نفس الحق واؤكد لكم ان هنالك الكثيرون ممن يرون في ملبسكم وتصرفاتكم الكثير من الامور ولكنهم لم يقتلوكم! انكم تلبسون لباس التدين وتتصرفون تصرف الكفار اتركوا الحريات الخاصة وحالها فالتشدد الذي تنتهجونه هو الطريقة التي تكسبون بها الاموال وانكم لاتحملون من الدين الا شعارات زائفة تقتاتون بها.
اقسم لكم لو ان هولاء الشباب راى منكم الخير لقلدكم لكنه يرى انكم ترفعون شعارات دينية وتسرقون , وترفعون شعارات الاسلام وتكذبون , ويراكم ملتحين وتلبسون اللباس الاسلامي وتقومون بارذل الامور ولنا في سراق العراق من المتدينين الكثير ولقتلة الشعب العراقي من الذين يلبسون لباس الاسلام اكثر وكذلك لنا في انف النائب المصري البلكيمي عبرة كبيرة ! ولمن لا يعرف النائب البلكيمي هو نائب برلماني ينتمي الى تيار اسلامي متشدد ظهر على وسائل الاعلام وقال انه تعرض لحادث اغتيال وكان منظر وجهه مغطى باللفافات ووجهه متورم ليتضح فيما بعد ان هذه الاثار كانت نتيجة اجراءه لعملية تجميل لانفه !


شيكاغو – أنس ألبياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger