الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

عملية تفكيك مخيم "أكديم إزيك" بالعيون



مقارنة نعوم تشومسكي بين القضية الفلسطينية ونزاع الصحراء الغربية يثير قلق الاوساط المغربية
محمود معروف

2012-10-25


الرباط ـ 'القدس العربي': اثارت مقارنة المفكر اللغوي الأمريكي نعوم تشومسكي بين القضية الفلسطينية ونزاع الصحراء الغربية قلقا في الاوساط المغربية ورأى فيها الكثيرون من المعجبين بأفكاره وارائه مغالطة سياسية وتناهض طموحات الشعوب العربية بالحفاظ على وحدتها.
وقال تشومسكي المعروف بمواقفه المؤيدة لقضايا الشعوب والتحرر والديمقراطية إن الربيع العربي بدأ لأول مرة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2010 بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء في اشارة لخروج سكان المدينة الى اكديم ازيك احدى ضواحيها واقامة مخيم احتجاجا على اوضاعهم الاجتماعية.
واعتبر تشومسكي المخيم الاحتجاجي انتفاضة وثورة شعبية 'لم يسمع احد عنها لأن الإعلام الغربي لم يكن مهتما بأن يحدث أي تغيير في المنطقة'.
وكان نعوم تشومسكي يتحدث في غزة التي يقوم بزيارة تضامنية وللمشاركة في مؤتمر علمي رأس وفد يضم عشرة مفكرين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وقام بجولة بمدن القطاع وإلقاء محاضرات انتقد فيها الحصار الإسرائيلي على غزة والسياسات الأمريكية في المنطقة.
وقارن المفكر الامريكي بين الوضع في الصحراء والوضع في فلسطين، ووصل إلى أن ما يدعم استمرار الوضع في الصحراء هو دعم فرنسا للمغرب، وأن ما يدعم استمرار الوضع في فلسطين هو استمرار دعم أمريكا لإسرائيل.
وقال تشومسكي في وقت سابق بحوار مع قناة 'الديمقراطية الآن' الأمريكية بثته يوم 17 شباط (فبراير) 2011 بأن الربيع العربي بدأ من الصحراء. واضاف أن الثورات التي يعرفها العالم العربي قد انطلقت من مخيم 'اكديم إيزيك' بمدينة العيون بالصحراء.
وقال تشومسكي في حواره التلفزيوني عن الوضع بالصحراء 'كانت هنالك مظاهرات واحتجاجات طيلة سنوات. ومظاهرة كبيرة سنة 2005، وما زالوا يقمعون، وهنالك المزيد من الاحتجاجات. وفي الواقع، إن موجة الاحتجاجات الحالية قد بدأت بالفعل في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في الصحراء، فقد تدخلت القوات المغربية وشرعت في تدمير الخيام، مخلفة العديد من الجرحى وما الى ذلك. وبعد ذلك انتشرت تلك الموجة'.
وتحمل تصريحات المفكر الامريكي تغييبا لطبيعة مخيم اكديم ازيك وكيفية اقامته وتفكيكه وتداعياته، حيث لم يرفع المحتجون وكانوا بالالاف من سكن المدينة الاصليين، شعارات او مطالب سياسية، وتمحورت مطالبهم في السكن والتعليم والشغل، كما ان جل الجرحى الذين اصيبوا في عملية تفكيك المخيم كانوا من قوات الامن والدرك المغربي حيث اصيب 11 رجلا امنيا فيما اصيب مواطنان مدنيان فقط. الا ان التدبير المغربي الاعلامي والدبلوماسي للمخيم وعملية تفكيكه انعكس سلبا على الموقف المغربي من النزاع لا زالت اثاره وتداعياته تلاحقه حتى الان حيث تتواصل محاكمة الناشطين الذين اعتقلوا اثناء تفكيك المخيم رغم مرور عامين تقريبا على ذلك وهو ما يجعل قضيتهم كقضية حقوق انسان وحريات مثارة بشكل دائم حيث توجه لهم السلطات تهمة 'المساس بالأمن الداخلي والخارجي للدولة و تكوين جماعة أشرار والمساس بالأعوان في إطار ممارسة مهامهم' والتي تصل عقوبتها الى السجن المؤبد.
وقررت المحكمة العسكرية بالرباط اول امس الاربعاء تأجيل محاكمة هؤلاء الناشطين الـ24 المعروفين بـ'مجموعة اكديم ايزيك' إلى تاريخ لاحق دون اعلان اسباب التأجيل وهو ما اثار احتجاج عائلاتهم الذين نظموا وقفة امام المحكمة بحضور ملاحظين وناشطين أوروبيين من أجل حقوق الانسان قدموا من فرنسا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا لحضور المحاكمة.
وبعثت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان من باريس رسالة لوزير العدل والحريات المغربي مصطفى رميد تطالب فيها 'بإطلاق سراحهم الفوري بما أن حقوقهم في محاكمة عادلة وشفافة ليست مضمونة' كما ان 'حبسهم المؤقت غير قانوني بالنظر إلى قانون العقوبات المغربي الذي يحدد المدة الشرعية للحبس المؤقت بـ12 شهرا'.
وكان من بين الناشطين الحقوقيين الذين حضروا جلسة اول امس المرصد الدولي لحقوق الانسان الذي يوجد مقره بنابولي بايطاليا الذي قال ان الأمر يتعلق بمحاكمة اتهم فيها الاشخاص بعدة جنح تجاه أفراد قوات النظام الذين لم تتم الاشارة الى أسمائهم في مذكرة الاتهام لقاضي التحقيق العسكري.
وأكد المرصد أن 'أسر عديدة نددت بحالات التعذيب والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المتهمون' مشيرا الى أن 'الحكم بالاعدام عليهم يثير انشغالا كبيرا'.
وتأتي هذه المحاكمة في نفس اليوم الذي قدم به خوان مانديز مفوض الامم المتحدة لمناهضة التعذيب تقريره حول زيارة قام بها للمغرب بوقت سابق ويتحدث به عن تعذيب طال نشطاء صحراويين وانتهاكات لحقوق الانسان




كتبهاLAJWAD TIRIS ، في 29 أكتوبر 2010

اكديم ازيك وما ادراك ما كديم ازيك؟!قصة مخيم النازحين هي قصة محيرة ومفاجئة للجميع، من منا كان يتصور حدوث مثل هذه الحركة؟ كيف تم التخطيط لها ومن المهندس؟ ما معنى هذا التجاوب الجماهيري المنقطع النظير؟ إلى أين كانت تنظر أجهزة وعيون المخزن عندما بدأ سيل النازحين بالتوافد على اكديم ازيك؟ ، أسئلة كثيرة وكثيرة يمكن طرحها ، ولعل المحير في كل هذا هو غياب رموز الانتفاضة وطلائع الحقوقيين عن الصدارة وقيادة عملية الاعتصام !! هناك الكثير من الأسئلة تبحث لها عن جواب كاف وشاف .
ولكن ،وعلى ضوء الأحداث ، يمكن الجزم بأن الحركة هي نتاج أمرين لا ثالثة لهما : إما الحركة لا تتعدى كونها اعتصام عفوي شعبي ،أساسه الملل والشعور بالظلم والمهانة والاحتقار من طرف استعمار جائع اتى على الاخضر واليابس . أو أن هناك تصميم وتخطيط دقيقين ومحكمين لنهج ونمط كفاحي جديد، أريد للإنسان العادي والبسيط أن يكون هو كل شيء فيه، بعيدا عن البحث عن الشهرة أو استقطاب الأضواء وبهرجة المهرجانات، وهذا هو الأمر المربك حقيقة في اكديم ازيك ، فرغم النجاح الخيالي ودرجة الذكاء العالي في التجاوب مع الأحداث، إلا أننا وإلى حد الساعة لم يطل علينا أحد من المخيم يدعي أو يتظاهر بقيادة أو زعامة أكبر وأضخم وأخطر ظاهرة احتجاجية منذ أيام غزو الصحراء الغربية . هذه المقدرة الفائقة في استقطاب الناس وتنظيمها في خيام متراصة من دون ضجيج وفي كامل السرية لا بد لها من مسير ومنظر. فلقد نديت الجماهير فيما سبق إلى الاعتصام والتظاهر ومن قبل عناصر وازنة وفاعلة في العمل النضالي ولم تكن الاستجابة لهم كالاستجابة التي نشاهدها ونندهش لها الآن.
على أية حال ، ما يهمنا هو أن الاعتصام وقع وبنجاح مبهر، والمطلوب هو الدعم والنصرة والدفاع عن معركة لم تكن في الحسبان، فهل ستكون الجبهة وقياداتها هذه المرة في مستوى الحدث؟ هل يكفي أن يظل التلفزيون الصحراوي على برامجه الاعتيادية وبنفس توقيت البث؟
ألا تستحق نهضة الجماهير هذه أن تظل التلفزة الصحراوية في بث مباشر وإعطاء مستجدات الاعتصام لحظة بلحظة؟ لماذا لا يتم فتح جميع الخطوط مع أهالينا في المناطق على المباشر والقيام ببرامج حية متواصلة همها الوحيد هو مؤزرة إخواننا في اكديم ازيك؟
ليعلم الجميع أن اكديم ازيك هو منعطف بالغ الأهمية في سير ومصير القضية برمتها، إما أن نشد على أيادي جماهيرنا ونتخذ قرارات في مستوى جسامة حدث ومعركة اكديم ازيك او قد نفوت فرصة ثمينة لا اظنها ستتكرر مرة اخرى. واول هذه القررات يجب ان يكون وقف و تجميد اي نوع من المفاوضات مع العدو ، فمن الاحسن اتخاذ قرار التجميد بشكل طوعي واختياري من قبل البوليساريو قبل ان ياتي كتحصيل حاصل بعد ان تفرضه الاحداث الضخمة والتضحيات الاسطورية التي ستبديها لنا الايام القادمة. كذلك يجب اتخاذ قرار شل وتوقيف عمل المينورسو في الاراضي المحررة ما لم تقم هذه الاخيرة بحماية مخيم اكديم ازليك ،اذا ما سمح الله وقدر للنظام المغربي ارتكاب حماقة عمره في الهجوم على ساكنة المخيم . الهجرة الى اكديم ازيك تحتم علينا الكثير من التأهب والاستعداد ، فالمعركة ضخمة والعدو لا يرحم ، والشعب ــــ وليس القيادة ــــ قد قال كلمته وكلمة الشعب لا رجوع فيها ، فمن اراد ان يركب قطار الشعب فعليه ان يحجز مكانا له في خيام ومجالس اكديم ازيك ، فرحلة الاستقلال قد تبدا من اكديم ازيك. والله هو الميسر.
الاستاذ ابراهيم سيداحمد ابراهيم


مخيم أكديم إزيك: العبرة والمعجزة.



الجمعة 05 نوفمبر 2010
مخيم أكديم إزيك: العبرة والمعجزة.
مخيم الإحتجاج بأكديم إزيك، هذه الظاهرة الفريدة من نوعها، في تاريخ الشعوب المكافحة، وتاريخ الإحتجاجات، والتعبير عن السخط والتذمر وعدم الرضى عبر العالم... هذه الحركة الإحتجاجية هي عبرة في مدلولاتها، ومعجزة في وقوعها وتنظيمها والإشراف عليها، وبقائها حتى اليوم شوكة بارزة في حلق النزاع حول الصحراء الغربية، كأحد المشاكل البارزة والعالقة والتي لابد من تناولها والتحدث عنها من طرف كل من يحاول تناول البحث عن حل لهذا النزاع، بما في ذلك المفاوضات الجارية حاليا بأنيويورك تحت إشراف السفير أكريستوفر روس...
لكن لنرجع للبداية..
كيف بدأ كل هذا؟ كيف بدأ مخيم الإحتجاج الضخم هذا..؟
رغم كل التفسيرات التي قدمت من هنا وهناك، فهناك شبه إجماع على عبقرية وعظمة من فكر فيه، وخطط له، ونظمه وقام ببنائه... هناك تفسيرات متعددة لهذا الحدث الهام والتاريخي، والذي لا بد ستكون له تأثيرات كبيرة على مسار الصراع بالصحراء الغربية...
هناك من يطرحون الحدث، بأنه جاء نتيجة للصراع الدائر منذ مدة بين عائلة أهل الرشيد، المتمكنون من تسيير الشأن العام بأكبر مناطق الصحراء الغربية، بالقيادة الميدانية لحمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس البلدي، وحمدي ولد ابراهيم، رئيس جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، ومن ورائهم القائد من وراء ستار: خليهن ولد الرشيد، الخبير في إستغلال الفرص السانحة، عبر الإصطياد في الماء العكر لهذا الصراع، منذ تأسيس البوليساريو، وقيادته لحزب البونس الإسباني... وبين والي المنطقة محمد جلموس، ولكن المشكل ان الطرفين المتصارعين، وجد كل واحد منهم ضالته في مخيم الإحتجاج هذا، واستغل المنظمون الأذكياء، فرصة هذا التناقض، اكبر إستغلال لتأسيس المخيم، ولم يتفطن الطرفان المتصارعان، ومن ورائهم الحكومة المغربية، إلا بعد فوات الأوان، حيث أصبح المخيم واقعا ملموسا لا مجال لنكرانه او تجاهله، وبلغت الخيام الآلاف، وتجاوزت الساكنة 15000 مواطن صحراوي...
فالوالي محمد جلموس، غض الطرف في البداية عن بناء الخيام الأولى المؤسسة لمخيم الإحتجاح، من أجل توجيه ضربة مؤلمة لأهل الرشيد بإعتبارهم المسؤولين عن توزيع البقع الأرضية والسكن، وأن هذا المخيم اكبر دليل على فشلهم...
أهل الرشيد، ساعدوا ايضا المخيم في البداية لتوجيه ضربة موجعة لوالي المنطقة، بإعتباره المسؤول العام عن الشان العام للساكنة، وعن الشغل، وتوزيع بطاقات الإنعاش الوطني التي نزعها من يد آل الرشيد، التي كانوا من خلالها يشكلون قاعدتهم الإنتخابية، حيث اكد الكثير من الملاحظين، ان النحائر الأولى التي نحرت للمخيم، كانت هبة ومساعدة من طرف أهل الرشيد، وان المخيم سيكون فضيحة للوالي وجماعته، ويغضب عليه وزارة الداخلية، وربما يبدلونه بوال آخر يكون اكثر ليونة وخضوعا لآل الرشيد الحكام الفعليون حاليا لمدينة العيون...
المنظمون إستغلوا هذا التناقض بين الطرفين، لتسريع وتيرة بناء الخيام وخروج الساكنة، ولما تفطن الطرفان المتصارعان ومن ورائهم الحكومة المغربيية التي بدأت تتساءل عن هذه الظاهرة، جاء التفطن متأخرا، فالمخيم اصبح واقعا ملموسا لا مجال لنكرانه، خصوصا لما بدأت الصور الأولى لمخيم الإعتصام تدور حول العالم، عبر يوتوب ووسائل الإعلام... الرد المغربي جاء في البداية متشنجا، عصبيا، كان ضحيته الشاب الكارحي وخمسة من الشباب الجرحى، كادت ان تتحول إلى بداية مجزرة رهيبة مجهولة العواقب، امام عشرات الشاحنات العسكرية، وسيارات القتال المكشوقة من نوع طيوطا، وعربات الشرطة والدرك ولمخازنيا، والطائرات العمودية تراقب المخيم عن كثب، وبدأ هذا يتظاهر للعالم وكأننا في ميدان معركة، قابل للإنفجار بين لحظة وأخرى...
قيادة البوليزايو، والتي لا تعرف منذ إستشهاد الولي ما عدا الجري واللهث وراء الأحداث، حاولت كعادتها المتاجرة بمعاناة آهالينا المحتجين، مدعية أمام ساكنة المخيم من ان هذه الظاهرة الفريدة من صنعهم وتنظيمهم؟ وبدأ محمد عبد العزيز في كتابة عشرات الرسائل للأمين العام للأمم المتحدة التي لن يكون مصيرها ما عدا سلة المهملات في مكاتب السيد بان كيمون، ولكن يكفي الرئيس ان وسائل إعلام الربوني تذيعها ليستمع لها سكان المخيمات، محاولة من القيادة إقناعهم من ان القيادة تشتغل وتتحرك...
قيادة المخيم، كانت ذكية لدرجة منعت منعا باتا إعطاء اي صبغة سياسية لظاهرة الإحتجاج بإعتبارها مجرد مطالب إجتماعية، ورفضت دخول الشعارات او الأعلام، سواء للمغرب او البوليساريو، رغم ان الحدث في حد ذاته عملا سياسيا بدرجة الإمتياز... أضف لذلك ان قيادة المخيم ا ابطلت مفعول التمثيل القبلي، الذي يعتمده المغرب وقيادة البوليساريو منذ البداية لتكبيل إرادة الصحراويين الإحتجاجية، وذلك برفضهم الدخول في مفاوضات مع الشيوخ، وتجاوزهم للسلطات المحلية المتصارعة من خلال رفضهم المفاوضات معهم، ورفضهم المفاوضات مع ممثلي وزارة الداخلية المغربية ما لم ترفع حالة الحصار العسكري والأمني المفروض عليهم.. ومما زادهم قوة، اي سلطات المخيم، الذين يمكن إعتبارهم، القوة الثالثة في المنطقة، والتي يجب ان يحسب لها حسابها، لما تمكنوا من إدخال بعض الصحفيين المتنكرين، رغم مراكز المراقبة والحصار الأمني المغربي، مما اعطاهم دفعا وزخما إعلاميا وحتى سياسيا، رغم ان مظاهر الإحتجاج هي من الظواهر السياسية مهما كانت تسميتها، خصوصا لما يكون اهلها يرفعون إشارات النصر...
السؤال الملح الذي يطرح نفسه، ما هو طول نفس المشرفين على المخيم؟ وهل فكروا في إحتمالات المستقبل على المدى القريب والبعيد؟ وهل سيحافظون رغم الضغوط وعمليات التخويف والترهيب، على الروح المعنوية للمواطنين، وعلى روح مواصلة الإحتجاج؟ وبالنسبة للمغرب إلى متى وهو صابر على دولة قائمة ومستقلة امام انظاره، تتناقل اخبارها كل وسائل الإعلام بعد اكثر من 35 سنة من تواجده في الصراء الغربية، او لا يخافون من ان ظاهرة الإحتجاج هاته ستعصف بمشروعهم حول الحكم الذاتي، لأن المعني بالحكم الذاتي وحسب المشروع المغربي نفسه، هم هذه الساكنة المحتجة علنيا أمام العالم... اما قيادة البوليساريو والتي يظهر انها خارج حلبة الصراع هاته، يكفيها ان تواصل بعث رسائل الإحتجاج من مكاتبها المكيفة الهواء بالربوني، وفيلا النصر بالعاصمة الجزائرية...
خلاصة كل هذا، ان الشاعر الموريتاني الكبير احمدو ولد محمد عبد القادر، كان صادقا عندما قال: في الجماهير تكمن المعجزات ومن الظلم تولد الحريات... وان ظاهرة الإحتجاج الضخمة هاته ومهما كانت نتائجها، ستسجل في التاريخ، للشعب الصحراوي ضمن كفاحه من اجل حقه في حياة حرة كريمة وشريفة، وانه مهما كانت التناقضات بين الأقطاب الحاكمة بالمغرب، فقد إستغلها هؤلاء الشبان الصحراويون أحسن غستغلال، ليرجعوا من خلالها السحر على الساحر... وليس المخيم هذا هو اول نتائج الصراعات بين الأقطاب التي تحاول الإستحواذ على سلطة التسيير بالصحراء الغربية، فمشكلة المواطن الصحراوي، مصطفى سلمى سىدي مولود، التي ما زالت تشغل المنطقة، لم تكن إلا صورة من صور هذا الصراع، ولي الذراع، وهذه المرة ما بين عمار حضرمي، وخليهن ولد الرشيد، والتي ينطبق عليها المثل القائل: الحناش يعكبو يوكلوه احنوشتو...
بطل واحد هو الشعب، وزعيم واحد هو الشهيد.
وتساءل موقع كود المغربي عن مصير قضية الصحراء الغربية في ظل حملة حقوقية مناهضة للمغرب وتحرك دبلوماسي مكثف لجبهة البوليزاريو التي حل زعيمها منذ يوم الثلاثاء الماضي بالعاصمة الايرلندية دوبلن في زيارة هي الأولى من نوعها.
وقال ان رئيس جمهورية ايرلندا مايكل دي هيغينز استقبل عبد العزيز ليخلق سابقة حيث انها تعتبر المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس أوروبي ولو بصفته الحزبية زعيم جبهة البوليزاريو أو أحد قياداتها حيث كانت تقتصر اللقاءات على مسؤولين بالخارجية أو مسؤولين في حزب الرئيس.


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger