الخميس، 1 نوفمبر 2012

نحن نحيا الحياة مرة واحدة فحسب، من السيء أن تفوت فرصة رؤية العالم

السفر من أجل البقاء حيا

راشيل سايم
ترجمة: عباس محسن 

أول مرة شاهدت نسخة من كتاب " 1000 مكان عليك رؤيتها قبل أن تموت"، كنت في غمرة صمت أبله، عمتي الجالسة وبين يديها مجلد ثقيل بعد أن أزيلت عنه أوراق تغليف الهدايا، تتحسس وزنه الثقيل في حضنها محاولة استجماع محاولة ابتسامة شاحبة وربما مصطنعة.

1000 مكان موضوع غير طبيعي، فهو دليل سفر واكتشاف كنز نفيس لأماكن طواها الزمن فكانت من المنسيات، بكل تأكيد، لكنه أيضا يعني لأي أحد ربما السؤال – هو أو هي – لخلوده الخاص. " أن تموت!" الغلاف يعلن للملأ، ومن بين هذه الأسطر، "أنت لم تعش حياتك بعد!" فهي ذات ميول قوية، ربما واحدة من الأمورالمبهرة عبرالتفكيرالصامت أفضل من تجمع العائلة.

ومن هنا يمكن القول، إنه عنوان كتاب يمتلك نوعا ما من المساعدة ويمنحك شيئا من النجاح فهو أشهر– وأكثر الكتب شعبية – وعنوانا في الأسواق. فقد تجاوز 3 ملايين نسخة مطبوعة إضافة إلى 25 ترجمة للغات عدة، الكتاب بيعت منه نسخ بعد أرباح قد جنيت بوفرة لتصدر منه نسخة ثانية. متضمنة أكثر من 200 موقع في بلدان ضمنها لبنان، كرواتيا، استونيا، فهو – أي الكتاب – انضم إلى القانون الكلاسيكي المشار إليه في المجلدات الواسعة والذي اكتسب تحديثا دوريا من حين لآخر، وتجده على رفوف مكتبات المنازل الفاخرة المهتمة بمثل هذه الكتب. من المؤكد أن الأرض تحوي أشجارا في أنحاء عدة من الكوكب، إذن ماذا يمكن أن يـسـتـفيـد الـمـرء مـن دلـيـل الـسـيـاحــة هـذا، الطـبـعـة الأولى مـضى على صدورها ثماني سنوات حسب، جوهري، كليا ؟ ومن هي جماعات البائعين المتنافسين على بيعه؟

" بعض الناس حفظته عن ظهر قلب حقا" قالت المؤلفة "باتريشيا سكولتز" التي يراودها مثل هذا الحلم عن 1000 مكان وجدت أواخر التسعينيات بعد عملها لسنوات عدة ككاتبة رحلات مفعمة بالحياة. "الناس يقبلون عليّ عندما كنت أوقع لهم النسخ المباعة وهم يطوقون الكتاب كأنه الكتاب المقدس.

وهم يعرضون عليّ هذه التأشيرات، قهوة معتقة، كتب مؤشرة بالإشارات – بقلم التأشير الأصفر- على أماكن هم لها من الراغبين في الذهاب إليها…هم متشوقون بخصوص زيارتهم لكل مكان، ومن الناس من وضع رموزا ملونة عن خطط حياتهم بخصوص هذا الكتاب". بمن فيهم "سكولتز" ذات 57 عاما، لكنها تقول إنها وبشكل واع اختارت هذا العنوان لتصدم به الناس – القراء – لمنحهم فرصة للذهاب إلى مكان ما آخر غيرسريرالنوم.

"عندما يبدأ الكتاب يمكن أن نطلق عليه مصطلح 100 مكان ذي سحر خلاب، لكن هذا الأمر يغطي كل الأساسيات المطلوبة "على حد قولها" لهذا أضفنا صفرا زيادة لهذا الرقم، وعلى حين غرة أصابتني صدمة مرعبة حيال هذا الأمر، لكنه كان تحديا بحد ذاته لكي تستمر القائمة إلى آخر أسماء الأماكن الـ 1000. عنوان الكتاب يعد ملفتا للأنظار في 2003 عندما صدر لأول مرة، الناس أخبروني.

إن الكتاب لن يلقى رواجا ولن تباع منه نسخة واحدة. أنت مجنونة، لا يمكنك قول كلمة "تموت" في العنوان، كانت أقرب ما يمكن إلى أحداث 11-9 منها، كل الناس يتملكهم خوف رهيب ."على العموم هشاشة حياتنا فنحن نخشاها ولكن لا نستطيع الكلام حول هذا الأمر" تكمل المؤلفة قولها:

"لعنوان كان ذا معنى إجباري، بالسفر، الناس ينتظرون حتى يصلوا مرحلة التقاعد أو حتى يبلغ أطفالهم الرشد فهم لهم تاركون، عندها يكون الأوان قد فات، حتى تستيقظ، وتجد عمرك يطرق أبواب التسعين، عندها هناك أمر واحد سيحصل في بقية عمرك، هو أن تنتظر الموت فحسب. هذا – أي الكتاب – يشجع روحك على السفر قبل أن تهمل في سلة المهملات كما في المثل الشائع".

تقرر سكولتز إن المدخلات في الكتاب هي لأماكن شتى تستغرق سنوات من البحث ولكن هذه المدخلات التي نعاني فيها في الشرق الأوسط أو بعض من الأماكن ذات شهرة مفرطة بانتشار الجريمة في أجزاء من العالم هي التي تنقصنا.

الكتاب الأول، كان طبيعيا، غريزيا، تقول: "لم أكن متحيزا في اتخاذ قرارمتوازن وديبلوماسي وسياسي – بل كنت أكتب من أعماق قلبي فحسب، فمصدر الكتاب هوأوروبا ومراكز الولايات المتحدة الأميركية، وبصراحة شديدة، إني أعتقد أمرا لابد منه إن أي أحد لم يزر أيا من هذه الأماكن السابقة فليكن بمعلومة إن هناك أكثر لكي تراه في المملكة المتحدة ومن ثم ليبيا، سوريا على إنها بلد جميل. وكأنها رحلة ترجعك إلى أزمان إنجيلية.

لم أضف إليها – أي سوريا – أي مكان يمكن زيارته في الطبعة الجديدة لأنه من غير الممكن الآن السفر إلى دمشق في الوقت الحالي. حاولت أن أحفظ تركيز المداخل في هذه الأماكن ليكون بمقدورك رؤيتها فهي تفطر فؤادي، لكن حاولت قدر الإمكان أن أحافظ على محدودية الرقم 1000.

القلوب الأخرى العديد منها انفطرت بسبب هذا الكتاب – أولئك السياح المحليين – بجعل الـ 1000 مكان كأنه قائمة، يعني صفقة كبيرة لبلد فيه نزاع أو انجذابات أخرى، تقول سكولتز إنها شعرت بقسوة الحدود عندما طرأت بعض التغيرات في الطبعة الثانية "بوسطن خطفت أنفاسي كثيرا – ولكن هل يمكنك مقارنتها بنيويورك؟ الكتاب بأكمله سؤال التفاحات والبرتقالات".

تقول المؤلفة إنها تأمل أن يكون عملها مغايرا لصالح أميركا حول ميول السفر، مع الكساد الاقتصادي الذي يزداد هبوطا نحو الأسوأ وقلق العمال حول مصير ديمومة عملهم، أخذ عطلة تشعرك بالمخاطرة أو المجازفة.

لكن سكولتز تقول"نحن نحيا الحياة مرة واحدة فحسب، من السيء أن تفوت فرصة رؤية العالم. إذا أردت أن يحصل هذا الأمر، فبمقدورك جعله ممكنا، أنت لا تحتاج شاشة تلفاز مسطحة كل عامين، لا تحتاج لسيارة كل عشر سنوات، الناس يغلفون أنفسهم بالروتين، ولهذا السبب يرون العالم صغيرا ومحدودا أعتقد أنه يتحدث عن الترتيب، لا يستطيع إخباركم كم من المرات أعرض شقتي للإيجار، ربما لأسبوعين أو أشهر في كل مرة. ليس لدي أي أريكة لسنوات عدة، والسبب أن لا منزل عندي فأستقر فيه. من أهم أولوياتي هي شراء تذكرة سفر جوا لأسافر مكانا ما. إذا كنت تنجز واجبك المنزلي فليس من داع أن لا تبحث عن فندق رخيص وتقوم برحلات زهيدة أيضا "

تقول سكولتز إن معظم ذكريات الرحلات في الكتاب أعلاه قد ألهمت عبر احتفال امرأة تسعينية بعيد مولدها عبر قراءة هايكو لـ"ميتسو باشو " أخبرتني السيدة العجوز إن ركبتاي لابد أن تصل لفترة العجز عن الحراك " تمتزج سكولتز قائلة: " كلنا لدينا فترة صلاحية، انهض، زر مكانا ما".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger