2012-11-05
|
سيطر تأثر عظيم على العاملين في مستنقع الاعلام في اسرائيل من اولئك الذين يميلون الى الجانب اليساري من الخريطة السياسية. كانت تلك لحظة راحة بعد سنوات من الاحباط. فقد قال أبو مازن في مقابلة صحفية مع القناة الثانية باللغة الانجليزية انه لا ينوي العودة الى صفد مسقط رأسه. فستضطر صفد مدينة المؤمنين بـ 'الكبلاه' الى التخلي عن مشهور من المشاهير الكبار. لأنه ما الذي سيبحث عنه أبو مازن في صفد حقا؟ لن يستطيع ان يُقبل لمعهد الطب التابع لجامعة بار ايلان لأن الصدق والاستقامة جزء جوهري في امتحانات الدخول. وسيصعب عليه ان يُراقص حسيديي بريسليف على ايقاع الموسيقى الغامرة برغم أنه بهلوان غير صغير، لأنه يرتجف خوفا. وسيصعب عليه ان يشتري بيتا في المدينة القديمة لغلاء الاسعار.
أسرع المحللون المتعمقون في وسائل الاعلام الذين يعرفون الواقع على نحو عام على حسب رغباتهم دونما صلة بالحقيقة الموضوعية، أسرعوا النفخ في الأبواق وكأن أبو مازن تخلى عن حق عودة اللاجئين الى اسرائيل. انه يوم عيد حقيقي لفرسان اليسار فهم يزعمون منذ سنين ان اسرائيل عائق أمام السلام وان الفلسطينيين هم من نسل الأم تيريزا الرحيمة. وما كادت تنقضي بضع ساعات حتى انتهى الاحتفال لأن أبو مازن بيّن بالضبط ما الذي كان يقصده بعبارة حدود 1967، انها المرحلة الاولى في رسم الخط الازرق لليهود على ساحل البحر المتوسط. لن يتخلى أحفاد وأبناء أحفاد لاجئي 1948 أبدا عن حق العودة الذي يؤمنون ويحلمون به. فأريئيل وبيت ايل وشيلا وكرني شومرون وعتنئيل لا تهمهم. انهم يريدون العودة الى خربة عزون (رعنانا)، والى الشيخ مؤنس (رمات أفيف) والى وادي حنين (نيس تسيونا). ومعلوم ان هذه قائمة جزئية فقط. وعند اللاجئين كما في التراث العربي الكثير من الزمن والصبر وهم بخلاف اليهود لا يسرعون الى أي مكان. لا يوجد أي زعيم عربي ولا للجمهور المسمى فلسطينيا، بيقين، يستطيع ان يتخلى عن حق العودة. فالايمان بحق العودة يُمكّنهم من العيش عشرات السنين في مخيمات لاجئين وتلك حياة ذُل مصدرها عدم رغبة الزعامة العربية في هدم مخيمات اللاجئين وتأهيل سكانها. عندي احترام كبير لجمهور غير مستعد للتخلي عن دعوى حقه في العودة. ان الصراع بين العبرانيين والاسماعيليين على الحق في ملكية ارض اسرائيل عمره آلاف السنين. ونحن نقرأ عنه في التوراة في ايام السبت. وسيكون الذي ينتصر في الصراع على حق العيش في ارض اسرائيل من لا يتعب ومن يملك القوى النفسية والجسمية لدفع ثمن الحرية. ويؤسفني أنني ألاحظ منذ عشرين سنة تعبا في حلقات اليسار الاسرائيلي. وهو تعب جلب علينا اتفاقات اوسلو التي جعلتنا بائسين. من حسن حظ دولة اسرائيل ان أكثر مواطنيها قد فهموا من قبل ثمن تنبؤات اليسار الكاذبة. ان كثرة كبيرة من مواطني اسرائيل مستعدة للاستمرار في تحمل عبء حرية أمتنا القديمة التي عاد أبناؤها الى الوطن بعد آلاف سنوات الجلاء. وبعد ان يستوعب أعداؤنا فقط حقا أننا لن نتحرك من هنا أبدا لأننا ولدنا هنا واستمددنا من بئر الوطن قوة تحمل التجول اللانهائي والعناء والفناء آنذاك فقط سيكون أمل في السلام. وما بقي الفلسطينيون يتبينون عندنا بفضل وسائل الاعلام ضعفا في الرأي ووهنا في العقل فسنضطر الى الاستمرار في العيش على سيوفنا. حاييم شاين اسرائيل اليوم 5/11/2012 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق