الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

 اليوم الذى ستدرس فيه كتب الدكتورة نوال السعداوى فى المدارس بات اقرب مما نتصور...........
ربما تكون نوال السعداوي أقوى مفكرة وكاتبة مناصرة لحقوق المرأة ظهرت على الإطلاق في القرن العشرين، بدرجة يصعب أن تغفلها البشرية رغم الظلام الكثيف المعادي لها والمحيط بها في حربها الضروس ضد الجهل والتخلف. يقول الناشر إن أي مفكر أو مثقف أو قارئ عادى قد يوافق د. نوال السعداوي في رأيها وقد يختلف معها إلى أبعد الحدود ولكن من الصعب تجاهلها وإهمال تجربتها فهي بحق مقاتلة، ولعل أبلغ دليل علي ذلك الأوسمة الرفيعة التي فازت بها من جامعات وهيئات ومراكز بحوث في أمريكا وأوربا تضارع وتعادل جائزة نوبل.
ولك عزيزي القارئ بعض من أفكار هذه الكاتبة فالأفكار الرئيسة لهذا الكتاب الذي نحن بصدده هي، كما وضعتها الكاتبة في نقاط محددة في صدر كتابها، كالآتي:
أن الثقافة العربية ليست هي الثقافة الوحيدة التي حولت المرأة إلى سلعة أو عبدة ولكن الثقافة الغربية والمسيحية أيضا فعلت ذلك بل أن قهرها للمرأة كان أشد وأفدح.
اضطهاد المرأة لا يرجع إلى الشرق أو الغرب أو الإسلام أو الأديان ولكنه يرجع أساساً إلى النظم الطبقية الأبوية في المجتمع البشرى كله. تتضمن الأديان الكبرى في العالم مبادئ متشابهة من حيث تبعية المرأة للرجل وتمتع الإله بصفات ذكورية وتثبيت القيم الطبقية وسلطة الذكر في البيت والمجتمع.
المرأة ليست ناقصة العقل عن الرجل كما يعتقد الكثيرون ولكن التاريخ يدلنا علي أن المرأة سبقت الرجل في التفكير بعقلها، فهي التي بدأت المعرفة في تاريخ البشرية وكانت الآلهة الأولي للمعرفة امرأة هي إيزيس ومن قبلها حواء. الإسلام والمسيحية مراحل تقدمية وتطورية بالنسبة لتطور المجتمع البشرى في كثير من النواحي إلا أن القيود زادت علي المرأة. المرأة التي صورها الأدب العربي القديم أو الحديث ليست هي المرأة العربية الحقيقية. لن يحرر النساء إلا النساء أنفسهن وبعد أن يصبحن قوة سياسية لها قدرتها علي الفعل واتخاذ القرارات الكبرى وهذا لن يتم إلا من خلال قوة نسائية منظمة واعية بحقوقها وأهدافها.
التاريخ يدلنا علي أن الثورات الاشتراكية وحروب التحرير تسرع بعملية تحرير المرأة في الشرق أو في الغرب وقد ساهمت حرب التحرير الجزائرية في كسر كثير من قيود المرأة بالجزائر كذلك تسهم حركة التحرير الفلسطينية في تحرير المرأة الفلسطينية مما يربط بين قضية تحرير الشعب ككل وقضية تحرير نساءه.

وأود عزيزي القارئ أن أضع بعض اقتباسات من هذا الكتاب لتتحدث الكاتبة عن نفسها من دون وسيط:

"إن المرأة العربية لم تكن سلبية ولم تكن ضعيفة كما هي اليوم ونحن في حاجة إلي علم نفس جديد يدرس شخصية المرأة العربية القديمة والجديدة ويقدم لنا حقائق جديدة عن نفس المرأة ونحن في حاجة إلي علم بيولوجي جديد يدرس جسد المرأة غير المكبوتة جنسياً وغير مبتورة الأعضاء الجنسية ويقدم لنا حقائق جديدة عن جسد المرأة وطاقاتها، ونحن في حاجة إلى علم تاريخ جديد يدرس تاريخ المرأة في الحياة البشرية القديمة والحديثة يدرس التاريخ الحقيقي وليس التاريخ المزيف بمصالح النظام الأبوي الطبقي، وقد زيف التاريخ كثيراً من الحقائق عن المرأة العربية. إن النساء العربيات لسن ناقصات العقل كما يدعي الرجال والتاريخ ولسن ضعيفات أو سلبيات بل العكس هو الصحيح."

"إن الجمال هو أن تكون المرأة علي حقيقتها فلا تزيف نفسها لترضى زوجها خوفاً من الطلاق ولا تزيف شكلها لترضى الرجل حتى يتزوجها ولا تزيف أخلاقها ورغباتها وسعادتها لترضى المجتمع حتى لا يحاربها أو يتهمها بالخروج عليه أو الشذوذ.

والجمال هو جمال العقل وذكائه وصحة الجسم والنفس، وليس الجمال تراكم الشحم وتراكم الوهم وادعاء الضعف والسلبية. من هي هذه المرأة الحقيقية أو كم هو عدد هؤلاء النساء الحقيقيات في مجتمعنا العربي الشجاعات اللاتي يواجهن الناس بوجه نظيف مغسول بغير مساحيق وكم عدد النساء العربيات الشجاعات اللاتي يواجهن آبائهن وأزواجهن بحقيقة ما في صدورهن ومن هي المرأة العربية التي تدلك عقلها قبل أن تدلك بشرتها؟
من هي المرأة العربية التي تهتم بتنمية عقلها وذكائها أكثر من اهتمامها بتنمية شعرها ورموشها وأظافرها؟ إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقلهن أكثر من رموشهن وأظافرهن ظاهرة موجودة في المجتمع وهي ظاهرة لا تدل علي أن المرأة ناقصة العقل ولكنها تدل علي أن التربية التي تتلقاها البنت منذ طفولتها تخلق فيها امرأة تافهة التفكير، فالبنت العربية تتدرب منذ الصغر علي أن تنشغل بجسمها وملابسها وشكلها أكثر من اهتمامها بعقلها وذكائها."

"المرأة التي تستطيع أن تطعم نفسها بأجرها المستقل لا تستسلم للعبودية كالمرأة التي تحتاج للزواج لتأكل أو تخشى الطلاق فتفقد موردها الوحيد للطعام. وقد يبلغ الأمر بالمرأة أن تفضل الطلاق مع الجوع والعرى علي الحياة مع زوجها وحينئذ تجد أبواب الطلاق كلها مغلقة فالقانون صارم ومتشدد والقاضي صارم ومتشدد بل أن أسرتها نفسها صارمة متشددة ولا تزال تمسك بيدها زواج أو طلاق المرأة وهي في كلا الحالتين تأخذ القرار أو لا تأخذه حسب مصلحة الأسرة وليس حسب مصلحة المرأة.
وكم تحدث كل هذه الإعمال الوحشية تحت مظلة كثيفة من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، وقد اجري في تونس إحصاء بعد مرور عشر سنوات علي نفاذ التشريع الجديد الذي ساوى بين الزوجة والزوج في حق الطلاق أمام المحكمة فأتضح إن حوادث الطلاق زادت كما تزيد نسبة الطلاق بين الزوجات العاملات بأجر عن الزوجات حبيسات البيوت ويحذر كثير من الرجال العرب من هذه الظاهرة ويسمونها ظاهرة انحلال الزواج. فما الذي يدفع المرأة التي تستطيع أن تعول نفسها بنفسها إلي الخضوع والذل داخل الزواج والأسرة الأبوية! ويحاول كثير من الرجال العرب مقاومة التغيير الاجتماعي والحاجة الاقتصادية التي تدفع بمزيد من النساء للعمل في مجالات الإنتاج والصناعة والتجارة والمهن المختلفة، لكن تيار خروج النساء أقوى وما من قوة تستطيع أن تعيد المرأة إلي حظيرة البيت."

"والحرية لها ثمن تدفعه المرأة المتحررة من صحتها وراحتها ونظرة المجتمع العادية لها، لكن المرأة أيضا تدفع ثمن العبودية والخضوع من صحتها وشخصيتها ومستقبلها والأفضل للمرأة أن تدفع الثمن فتكون حرة علي أن تدفع الثمن وتظل عبدة. وفى رأيي أن الثمن الذي تدفعه المرأة في العبودية أشد من الثمن الذي تدفعه في التحرير ولا شك أن استردادها لنفسها وشخصيتها وإنسانيتها الكاملة أهم من رضي المجتمع الرجولي عنها.
إن تفوق المرأة الفكري في عمل خلاق بالمجتمع الكبير أهم من تفوقها في الطبخ والغسيل وخدمة الأسرة. لابد أن يزيد طموح المرأة العربية لتنشد النبوغ في المجال الفكري الذي تختاره.
أن المرأة العربية مطالبة من أجل أن تتحرر أن تتخذ مواقف شجاعة في حياتها الخاصة والعامة. عليها أن تجعل من نفسها إنسانة لها عقل يفكر وينتج ويخلق مثل أن يكون لها مهبل ورحم.
عليها أن تحارب المنطق الذي يقول أن الرجل للإنتاج والمرأة للاستهلاك، فالذي ينتج أكثر إنسانية وقيمة من الذي يستهلك."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger