الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

 
2012-11-05
هويدي يدعو قيادات الاسلاميين للابتسام.. ودعوات لتطبيق

 الشريعة على الحكم أولا حسنين كروم

 
القاهرة - 'القدس العربي' في صحف أمس أكثر من خبر وموضوع هام، مثل إعلان المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي ان الرئيس اتصل هاتفيا بالنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ونفى له ان الرئاسة قامت بتسجيل مكالمات له، وكان رئيس الديوان محمد رفاعة الطهطاوي قد أرسل خطابا سابقاً بهذا المعنى ردا على خطاب للنائب العام، وبهذا يكون موقف صديقنا ونائب رئيس حزب - الحرية والعدالة وأحد مستشاري الرئيس الدكتور عصام العريان قد ساء إلى حد كبير لأنه الذي قال ان هناك تسجيلا يثبت قبول النائب العام منصب سفير في الفاتيكان.
كما نشرت الصحف ما ذكره الرئيس على تويتر بأنه لن يرحم الفاسدين، وهذه عبارة كان الرئيس الأسبق أنور السادات - عليه رحمة ربك - يرددها ويقول - لن أرحمهم، ومن الأخبار الهامة ايضا وصول بقعة الزيت في نهر النيل إلى قرب الجيزة، وقد روى زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم، رواية مازلت مترددا في تصديقها، الى ان تصدر الرئاسة بيانا عنها، قال في 'الشروق' ان احد مستشاري الرئيس من الإخوان قال له: بقعة الزيت قربت توصل القاهرة اطلع المطار أنا والإخوة نستقبلها هناك يا فندم.
ايضا تم اختيار الأنبا تاوضروس الأسقف العام في منصب البابا الجديد للكنيسة الأرثوذكسية في القرعة الهيكلية، واعتصام أمناء وجنود الشرطة في مديرية أمن العريش احتجاجا على قتل الإرهابيين ثلاثة من زملائهم، وتوجه وزير الدفاع ووزير الداخلية الى هناك، وقامت جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' لأول مرة بالتعطف على الفريق أول عبدالفتاح السيسي ونشر خبر موسع عنه، حتى تمنح الجيش والشعب فرصة معرفة اسم وزير الدفاع، بينما اكتفت من أيام بنشر خبر صغير عنه في باب - غرفة الأخبار - عند لقائه في الكلية الحربية، وتعادل فريقي الأهلي والترجي.
وإلى شيء من أشياء عديدة لدينا:

اخواني يهاجم المسلمين
المعارضين للإخوان

ونبدأ بالإخوان ومعاركهم التاريخية الطريفة ومعلوماتهم وقراءاتهم في التاريخ وقدرتهم الهائلة على اختراع أحداث ووقائع لا وجود لها إلا في خيالهم ليقنعوا الناس بها، فمثلا قال الشيخ محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب الارشاد السابق في 'الحرية والعدالة' يوم الخميس، وقد تخيل نفسه على المنبر وفي يده اليسرى السيف الخشبي ويده اليمنى تمسك بقوة بالميكروفون حتى لا يخطفه أحد من هواة الخطابة منه، وقال للحاضرين من شباب الجماعة: 'ان الذين يحاولون أن يطمسوا نور الحق وأن يشككوا في هذه الرسالة الخالدة، وأن يلتمسوا هدايتهم عند بشر مثلهم، لا يسمع ولا يدري شيئاً، ليهربوا من نور الله بعد أن حاولوا أن يطفئوه، فباءت محاولاتهم على مدار التاريخ بالبوار والفشل، ورد الله المتآمرين على أعقابهم لم ينالوا شيئاً، وبقي الإسلام قوياً خالدا، لأنه نور الله، أما البشر المنحرفون فقد قال اليهم فيهم: 'يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره'.
وفي الحقيقة فقد اعتقدت بعد هذه المقدمة أن يحدثنا عن كفار قريش عند نزول الرسالة على نبينا صلى الله عليه وسلم، وتذكيرا بما حدث منهم، ولكن فوجئت بترك كفار قريش في قبورهم ليقول عن المسلمين المعارضين للإخوان: 'تقول هذا لعصابات المرتزقة وطلاب المنفعة الذين لهم صوت بدأ يعلو الآن، فإذا هو نشاز قبيح ينبيء عن تآمر خسيس، وتلاعب بضمير هذه الأمة ودينها، ورسالة الإسلام التي شاء مالك الملك ومدبر الأمر أن تكون نورا وهدى لكل من أراد الخير وسعي للخروج من الظلام، نقول لهؤلاء جميعا وغيرهم من شيوعيين وعلمانيين وليبراليين، وكلها أسماء لم يأذن بها الله ولا يعرفها مسلم يقول، لا إله إلا الله، ونقول لهم، اقرأوا التاريخ فسينبئكم ان هناك محاولات فاشلة خاسرة، ردت على عقبيها من يوم ان بدأت هذه الرسالة، فلو كان يراد للإسلام أن يموت لمات يوم أن ظهر الملعون اليهودي أتاتورك، الملعون الخاسر على حين غفلة من المسلمين وفعل جريمته الكبرى بالعدوان على الخلافة، لكنها ان زالت في الظاهر فهي في قلوب المسلمين وأفئدتهم، وحين مكثف الانجليز في مصر، وغيرهم في البلاد الإسلامية، قامت الثورات التي تدافع عن هذه الأمة قامت دعوة الإخوان المسلمين ترد الأذى عن هذه الأمة قام حسن البنا عليه الرضوان، ليعلن الحرب على كل عدو غادر، فتحرك ومن حوله الشباب، فطردوا المجرمين من قناة السويس، وقبلها واجهوا اليهود في فلسطين وانتصروا عليهم لولا المؤامرات والدسائس والأكاذيب التي دبرت وحيكت بليل وتم تنفيذها'.

الأكاذيب السياسية
والتي يقودها قادة الإخوان

ما شاء الله، ما شاء اله، واللهم لا حسد، على هذا العلم الغزير الوفير ومعرفة التاريخ يحكيها بسلاسة ويسر لشباب الإخوان وهم يهللون ويكبرون، لأنهم لا يقرأون شيئاً غير ما يقوله لهم امثال هؤلاء العلماء المتخصصين في التاريخ، ثقة فيهم وفي علمهم وأمانتهم.
وهذه هي المشكلة التي لن أمل من التنبيه الى خطورتها وهي حملات الأكاذيب السياسية والتي يقودها قادة الإخوان عن وعي بأكاذيبهم أو جهلا منه لأنهم مساكين، هذه هي حدود ثقافتهم، وسوف أترك حكاية ان معارضي الإخوان يريدون الآن إطفاء نور الإسلام المتجسد فيهم باعتبارهم ملائكة من نور هبطوا من السماء للترشح للرئاسة ولمجلس الشعب، وكأنهم شموع، يريد العلمانيون والشيوعيون والليبراليون ان ينفخوا فيهم ليطفئوا نورهم على طريقة هابي بيرت داي تويو يا إخوان، هوف.
وسوف نترك حكاية ان الله لم يأذن بهذه المسميات، إنما إذن بأسماء حسن البنا ومحمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد مرسي، وكمان محمد عبدالله الخطيب، وان كنت الآن لا أتذكر الآيات التي وردت فيها أسماؤهم هم وغيرهم، لكن المهم، هو، كيف يقول ذلك عن هذه القوى بينما رئيس حزبه الجديد، الدكتور سعد الكتاتني يدعوهم الى التحاور والتفاهم، وكذلك الرئيس والمرشد العام دون أن يخشوا أن ينفخوا فيهم لإطفاء نورهم، هوف، هوف، وكمان هوف.
أما الذي أشكره عليه حقا، فهو ان فتح عيون العالم كله، بعلمائه ومفكريه ومثقفيه عن الفتوحات التاريخية الجديدة، غير الموجودة لا في الكتب والصحف أو الوثائق المنشورة؟، ذلك ان حسن البنا تم اغتياله في الثاني عشر من شهر فبراير عام 1949، وكانت جمعية الإخوان قد تم حلها قبل اغتياله، رداً على اغتيالهم رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا، فكيف يتحرك هو ومن حوله وطردوا قوات الاحتلال البريطاني من مدن القناة وهي السويس والإسماعيلية وبورسعيد، بينما حرب العصابات ضدهم، بدأت في أكتوبر سنة 1951، بعد إلغاء الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا معاهدة سنة 1936 مع بريطانيا.

ضم السودان إلى التاج المصري

وضم السودان إلى التاج المصري ليصبح الملك فاروق، ملك مصر والسودان، وكان رئيساً لحكومة الوفد، ودعمت الحكومة عمليات الفدائيين بواسطة وزير الداخلية والمالية وسكرتير عام حزب الوفد وقتها صديقنا المرحوم فؤاد سراج الدين باشا، وتشكلت كتائب الفدائيين، وشارك فيها الشباب من جميع الأحزاب والحركات، وقام تنظيم الضباط الأحرار وقتها بالمشاركة في التدريب وتسريب الأسلحة، وأصدر المرشد العام للإخوان الذي خلف البنا، المرحوم المستشار أحمد حسن الهضيبي تحذيرا للجماعة من المشاركة خوفا من الانجليز والقصر الملكي وهو ما خالفه شباب من الإخوان شاركوا في العمليات واستشهد منهم البعض بجوار زملائهم من الشيوعيين والوفديين والحزب الاشتراكي - مصر الفتاة - وغيرهم، وغيرهم، ثم قامت القوات البريطانية في الإسماعيلية بقيادة الجنرال ارسكين بمحاصرة مبنى المحافظة وضرب قوات الشرطة بعد أن رفض حزب الوفد طلبه منها التسليم.
واستشهد العشرات منهم، وكان نتيجة ذلك، ان اندلعت المظاهرات في القاهرة في السادس والعشرين من يناير سنة 1952 وحدث حريق القاهرة الشهير، وفي اليوم التالي مباشرة، أقال الملك حكومة الوفد، فتوقفت عمليات الفدائيين، وقامت الثورة في الثالث والعشرين من يوليو، وبدأت المفاوضات مع الانجليز للجلاء، وانتهت باتفاق 1954، على الجلاء بعد سنتين وهو ما تم في 1956، فما هو دور حسن البنا في ذلك كله؟ هل أدار حرب الفدائيين ومفاوضات الجلاء من قبره؟

حكاية الملعون والخاسر الذي أزال الخلافة

طبعا، طبعا، وهل في ذلك أدنى شك؟ بل انه الذي بنى السد العالي وتصدى للعدوان الثلاثي بالامارة أليس من الصحابة الكرام بدليل ان الشيخ الخطيب يستخدم لثاني مرة وبطريقة مقصودة تعبير - حسن البنا عليه الرضوان؟ أهذه هي أمانة وموضوعية هؤلاء الناس؟
أما حكاية الملعون اليهودي والخاسر الذي أزال الخلافة ومع ذلك لا تزال في قلوب الإخوان في مصر، فهذه مشكلة يمكن ان يتفاهموا فيها مع إخوان تركيا وهم في الحكم الآن، لكن ما يهمنا أيضا هو توضيح الحقائق التاريخية، ذلك ان الخلافة التي ألغاها مصطفى كمال أتاتورك رسميا كانت عام 1924.
ولم تكن لها وجود فعلي ذلك ان فرنسا كانت قد احتلت كل من المغرب والجزائر وتونس، واحتلت إيطاليا، ولايات ليبيا الثلاثة، وهي فزان وطرابلس وطبرق، واحتلت بريطانيا مصر والسودان، وجنوب اليمن، وإمارات الساحل المتصالح كما كانوا يسمونه وهي الآن، سلطنة عُمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أما السعودية فتنازع عليها السعوديون وأمير مكة الهاشمي، الشريف حسين، إلى أن نجح السعوديون في توحيدها، فيما بعد.

الغرب وحماية طوائف الشرق الاوسط

وكانت العراق وبلاد الشام تحت الاحتلال العثماني ومع ذلك، كانت الامبراطورية الروسية تفرض حمايتها على المسيحيين الأرثوذكس والدروز احتموا بالنفوذ البريطاني عام 1860 والمسيحيون الكاثوليك بطوائفهم وعلى رأسهم الموارنة احتموا بفرنسا وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 قامت القوات البريطانية بالنزول في العراق واحتلالها بسهولة، وقامت القوات التركية بقيادة جمال باشا الذي تمكن من عبور قناة السويس، عند منطقة أبو صوير بالإسماعيلية، ليندفع منها نحو القاهرة، وعلى أمل أن المصريين سوف يساندون دولة الخلافة، لكنهم خذلوها، بل وتم القبض على كثير من جواسيسهم، وتمكن البريطانيون بمساعدة من القوات المصرية، من مطاردة العثمانيين، وواصلوا المطاردة عبر سيناء، وفي نفس الوقت كانت قوات عربية بقيادة الشريف حسين وتضم ضباط عراقيين وسوريين، ومصريين من بدء الثورة العربية الكبرى، والاشتراك في مقاتلة الاتراك، وقادها ابناه الأميران عبدالله والأمير فيصل الأول - ودخلت هذه القوات الشام في الوقت الذي كانت القوات الفرنسية قد وصلت اليها، ولم يكن أحد يعلم باتفاق وزيري الخارجية الفرنسية والبريطاني سايكس، بيكو، لتقسيم المنطقة بحيث تكون سوريا ولبنان لفرنسا وفلسطين لبريطانيا، وتم تعيين فيصل ملكاً على سوريا، لكن الفرنسيين رفضوا وحدثت معركة ميسلون، وقام البريطانيون بارضاء الأسرة الهاشمية بتنصيب فيصل ملكاً على العراق، واقتطاع شرق الأردن وتحويلها الى إمارة للأمير عبدالله.
بل وقامت القوات اليونانية باحتلال أجزاء من تركيا ذاتها، وأنزل البريطانيون قوات لهم من ناحية خليج غاليبولي، وهنا بدأ الاتراك يدافعون عن أراضيهم بقيادة مصطفى كمال أتاتورك - وكان لقبه - الذئب الأغبر - وتمكن من هزيمة اليونانيين واستعادة كل الأراضي التي فقدتها بلاده، وتمكنوا من الاحتفاظ بلواء الإسكندرونة في سوريا وضموه الى بلادهم بتواطؤ مع الفرنسيين بينما رفضت بريطانيا مطالبهم في كركوك والموصل بالعراق.
عن أي خلافة يتحدثون ثم ما شأننا نحن بهم، ولماذا لا يطالبون رجب طيب أردوغان بإعادتها والانضمام إليهم ماداموا في السلطة ومعهم إخوانهم في تونس وليبيا؟ صحيح، لماذا لا يعيدون الخلافة مع تركيا الآن، واقترح عليهم كخطوة أولى ان يطلبوا عضوية حلف الأطلنطي مثلها لتحتل أوروبا بالمرة وتعيد أمجاد الامبراطورية العثمانية التي وقفت قواتها أمام أسوار فيينا ولم تواصل زحفها نحو قلب أوروبا؟

الرئيس وخطأ ارتكبه في حق الله

وإلى الرئيس ومعاركه، وتسببه في أن يهاجمه يوم الخميس زميلنا بـ'الأخبار' محمد عبدالحافظ ويطالبه بالاعتذار فورا عن خطأ ارتكبه في حق الله، قال:
'انتظر من الرئيس محمد مرسي أن يعتذر عن تفسيره الخاطىء للآية القرآنية: 'إنما يخشى الله من عباده العلماء'. المكتوبة في كل المصاحب والمقروءة بكل القراءات، بتفسير أن أكثر الناس خشية لله هم العلماء، ولكن الرئيس فسرها بطريقة عكسية، وهذا خطأ بإجماع العلماء ومن بينهم سيد قطب في تفسيره 'في ظلال القرآن' وكلنا يعرف ان سيد قطب أحد أقطاب جماعة الإخوان المسلمين رحمه الله، ونحن الآن أمام خطأ في تفسير القرآن لا يمكن أن يسكت عنه أي مسلم، وكان يجب على الإخوان الذين خرج من رحمهم الرئيس مرسي أن يصححوا هذا الخطأ، فهم أدرى الناس، والمفروض انهم أحرصهم على عدم حدوث أي خطأ في تفسير آيات القرآن، لن ينقص من الرئيس شيء ان يعتذر عن خطأ ارتكبه، وظني أن رئيسنا المتدين لن يكون عنده ذرة من كبر أمام خطأ ديني، ولعله يكون أسوة للجميع وحتى يصبح الاعتذار فضيلة'.

تطبيق الشريعة أولا مع الحاكم

أما صديقنا المهندس والباحث يحيى حسن عمر، والذي أيد الرئيس مرسي، فقد عبر عن صدمته فيه وفي الجماعة بقوله يوم الخميس في 'المصريون' وهو في حالة ذهول: 'إذا كنا جادين حقاً في الحديث عن تطبيق الشريعة فإن أول تطبيق الشريعة ان نطبقها مع الحاكم، فمن تحدث عن تطبيق الشريعة ثم أهدر هذا فهو غير صادق في دعواه، فان الشريعة تطبق أول ما تطبق في محاسبة الحاكم، فان المسلمين لما تركوا محاسبة الحاكم على الصغير والكبير من الأمر، ابتلاهم الله بحكم الطغاة الذين أوغلوا في مال المسلمين ودمائهم وأعراضهم دون رقيب ولا حسيب، ولا أراه مشهدا طيباً ان يتفرد الرئيس في جامع مفروض بالموكيت الفاخر، ويضع أمامه سجادة صلاة دون غيره من الناس، ولقد تكرر هذا المشهد عدة مرات من قبل، وأراه يستحق التساؤل، لكن المثير للفزع حقا - فزعي أنا على الأقل وأنا من مؤيدي الرئيس، فكيف بمعارضيه، أن تكون الكثير من الردود من معسكر المؤيدين هو أسوأ من الفعل ذاته بكثير، وتراوحت بين السخرية من الناس، أو التطاول عليهم أو الإغراق في المبررات الساذجة، وما كل تلك الحراسة حول الرئيس، لو أن الرئيس مرسي كان رأيه منذ البداية ان يتخذ الحرس الكثيف أخذا بالأسباب، وحرصا على حياته لهان الأمر، لكن الرئيس كان على غير ذلك الخلق، وفتح صدره في خطابه الأول، وفك يد الحرس ليتقدم إلى الناس، وخرج من وراء المنصة إلى أمامها، فما الذي جرى؟
لقد كان الشعار الرئيسي لإخواننا - ليه ننتخب شخص واحد لما ممكن ننتخب مشروع، فلماذا كل هذه الترسانة المسلحة المبالغ فيها لحماية رجل واحد طالما اننا انتخبنا مشروعا سيكتمل به أو بغيره؟ لو تريدون حقاً حماية الرئيس، احموه من نفسه، ومن الحجاب، ومن السيستم إياه'.

الرئيس مرسي وتحرير اسيوط!

أما زميلنا في 'اليوم السابع' محمد صلاح العزب، فانه يوم الأحد قال ساخرا عن خطاب الرئيس في اسيوط: 'في واحدة من أقوى الغزوات في العصر الحديث تقدم الرئيس محمد مرسي القائد الأعلى للقوات المسلحة جيشاً جراراً مكوناً من اثني عشر ألف جندي وضابط من الرتب المختلفة لتحرير محافظة أسيوط الشقيقة من الاعتداء الغاشم الذي تعرضت له على يد عدو خفي لا يعلمه سوى الرئيس، مما جعله يستقدم كل هؤلاء الجنود من أجل القضاء عليه وقد نجح سيادته بفضل الله في تحرير أسيوط بعدما أعلن بمنتهى الصراحة عن أعداء الأمة قائلا: 'في واحد او اثنين في اسيوط متصورين أننا لا نراهم وهم ينتمون الى الحزب المجرم السابق، والإرادة الثورية باقية ومستمرة، وستظهر كلما لزم الأمر'.
تعجبني دائماً حكمة الرئيس مرسي، فهاهو يسحب وراءه اثنا عشر ألف جندي لحمايته من المجهول بعدتهم وعتادهم دون ان يكلف الدولة مليماً واحداً كما يحب أن يقول لكي 'يلسن' على عضوين بالحزب الوطني المنحل ولكي يحل أزمة الفساد في مصر فكيف حل الرئيس أزمة الفساد؟ 6 تلاتات هذه هي خطة مرسي لحل أزمة الفساد حيث قال الرئيس بالنص: 'من حصل على مال فاسد لدينا حساب رقمه 333-333 اسمه نهضة مصر في البنك المركزي اللي عايز يتطهر يضع مال الفساد في الحساب ده وربنا يقبل التوبة، بتقول إيه يا ريس؟ مين؟ فين؟ إزاي؟ إمتى؟'.

بكري يذكرمرسي بحواراته
مع أعضاء المجلس العسكري

أما زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير الأسبوع، فقد وجه عدة اتهامات للرئيس، منها قوله عنه: 'كيف يأمن الإنسان على بيته وأولاده والرئيس يحيك لنا من خلف ستار، يصدر التعليمات بإعداد التقارير الكاذبة للقبض علينا وتلفيق التهم بسجننا بلا ذنب أو جريرة!، كل ذلك ليس مستبعداً على جماعة الإخوان، لكن الصدمة هي في الرئيس الذي أعرفه ويعرفني جيدا منذ سنوات طوال، ويعرف حقائق الدور الذي قمت به لإزالة الأزمة بين جماعة الإخوان والمجلس العسكري خاصة الاجتماع الذي رتبته له بعد موافقة المشير بحضوري وحضوره مع اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت ومع اللواء محمد العصار واللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكري وأظنه يتذكر المكالمة الهاتفية التي أجراها معي صباح أحد أيام الجمعة وهو يحدثني عن موضوعيتي ومصداقيتي وحرصي على الحقيقة، يدرك الرئيس أنني لست صاحب مصلحة، ولست خصماً لمجرد الخصومة ويعرف تماماً أنني لست من الباحثين عن مناصب وإلا كنت قد قبلت بما عرض عليَّ خلال الفترة الانتقالية، ومع ذلك أصدر قراره دون أن يراجع نفسه وضميره قرر أن يظلم وهو الذي كان يشكو الظلم، قرر أن يسجن وهو الذي كان يشكو ويلات السجون، قرر أن يطلق يد الأجهزة الأمنية وهو الذي اشتكى منها كثيراً، منذ أن أعلن عن تنظيم مظاهرات 24 أغسطس الماضي زعم الإخوان المسلمون في بداية الأمر أنني ومحمد ابو حامد وتوفيق عكاشة نحرض على حرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين ولا أعرف سبب الزج باسمي فأنا لم اكن من الداعين لمظاهرات 24 أغسطس.

ويتهمه الرئيس باستهدافه

وقد أعلنت ذلك في بيان نشر على الانترنت وفي الصحف، لقد دعا الرئيس محمد مرسي يوم 23 أغسطس الماضي الى اجتماع لعدد من القيادات الأمنية حضره رؤساء أجهزة الأمن الوطني والمخابرات العامة والمخابرات الحربية كما حضره ايضا رئيس الوزراء ووزير الداخلية كان الاجتماع مخصصاًَ لبحث الأوضاع الأمنية في ضوء الدعوة لمظاهرات 24 أغسطس استمع الرئيس إلى تقييم رؤساء الأجهزة ثم طلب رسميا منهم إعداد مذكرة تحريات سريعة وتقديمها إلى النائب العام يوم الخميس 23 اغسطس للقبض على ثلاثة من المحرضين وهم مصطفى بكري عضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير الاسبوع، ومحمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الحياة 'تحت التأسيس'، ود، توفيق عكاشة الإعلامي المعروف وصاحب قناة 'الفراعين'، وبالفعل فإن الأجهزة الأمنية لم تأل جهدا في التلفيق وإعداد مذكرة تحريات كاذبة طلبت فيها من النيابة العامة إصدار امر - فوري - بالقبض علينا - كانت الاتهامات الموجهة إلينا، والتي تضمنتها مذكرة التحريات تدور حول ثلاثة اتهامات رئيسية: السعي الى قلب نظام الحكم والتحريض على حرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة الى التظاهر بهدف تكدير الأمن والسلم العام في البلاد، جرى تقديم المذكرة بالتحريات الى مكتب النائب العام لم يكن المستشار عبدالمجيد محمود موجودا في مصر، لقد كان في المانيا لتلقي العلاج عندما وصلت المذكرة تم إجراء اتصال من قبل مساعديه لاستيضاح الموقف إلا أن النائب العام رفض إصدار أمر بالقبض علينا مؤكدا أنه لا توجد أية أدلة يقينية تؤكد هذه الاتهامات، وعندما أبلغت الجهات المعنية برفض النائب العام إصدار أمر بالقبض على الثلاثة راح احد مستشاري الرئيس المعنيين بالأمر يجري اتصالات بالنيابة مؤكدا ان هذا مطلب الرئيس وأنه لابد من إصدار القرار إلا أن موقف النائب العام كان صلباً ورافضاً دون سند من دليل يؤكد هذه الاتهامات، وجاء يوم 24 اغسطس ومضت المظاهرات سلمية دون ان يعكر صفوها شيء وانتهى الأمر كما بدأ'.

ليت الرئيس يحتمي
بالقانون ويقوم بتفعيله

لا، لا، هذا أمر لا يجب أن يسكت عنه الرئيس أبداً، ولابد أن يؤدب هؤلاء الذين يتعدون على شخصه لأن فيه اعتداء على البلاد، وهذا ما صاح به في نفس اليوم - الأحد - في جريدة 'الصباح' زميلنا بـ'الجمهورية' فراج إسماعيل، الذي وقف بين يدي الرئيس الأمريكي وبكى وطالبه باتخاذ اجراءات ضد هؤلاء، قال: 'ليت الرئيس يحتمي بالقانون ويقوم بتفعيله وهذا ليس حقه بل حق الشعب عليه لأن من يوجه إهانة شخصية لا علاقة لها بواجبات وظيفته العامة كرئيس للجمهورية إنما يسخر من الشعب ويهينه ويتعامل معه باعتباره 'طرطور'! القانون يتيح للرئيس أن يتحرك للحفاظ على كرامته دون وجود مادة دستورية وهذا ما أدعوه إليه حفاظا على قيمة المنصب وكرامته فمن لا يحترم الجالس عليه لن يحترم أي قرار أو قانون أو مرسوم أو خطة، وسيعبث بكل شيء ولنا عبرة في رفض الكثير من القرارات الرئاسية والحكومية وتحدث النظام العام، تسامح مرسي مع الإهانات الموجهة إليه تفريط في استقرار الوطن'.
هذا ومن المعروف ان فراج كان من اكبر المؤيدين للمجلس العسكري وشن حملة يستحيل تبريرها على الفتيات والشباب الذين تعرضوا للضرب والسحل في ميدان التحرير على أيدي بعض جنود الجيش وتعرية الفتاة التي سحلوها، وأخذ يهاجمها في سلسلة أعمدته بجريدة المصريون باتهامات مشينة ثم حدث ان طالب الرئيس بأن يرسل مجموعة من الحرس الجمهوري لإلقاء القبض على مهاجميه واليوم، اصبح قلبه رقيقا كالعصفور، وطالبه بحبسهم بالقانون.

هويدي وضيقه من ثقل ظل قيادات الإسلاميين

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي، الذي عبر يوم السبت قبل الماضي في 'الشروق' عن ضيقه من ثقل ظل قيادات الإسلاميين بقوله: 'انتهز فرصة مناسبة العيد لكي ادعو القيادات والرموز الإسلامية لأن يرموا على وجوههم ابتسامات تريح الناس وتطمئنهم ذلك انني لا أجد سبباً مقنعاً لاستمرار ظهورهم مقطبي الوجوه في الصور وعلى شاشات التليفزيون، والقنوات الدينية ووجدت انها مخاصمة ليس فقط للآخرين، ولكن أيضاً للابتسام وأكد ذلك انطباعا عندي حصلته من متابعة بعض القيادات الإسلامية الذين منعهم الوقار من الابتسام في وجه خلق الله ورأيت منهم من كان مستنفرا ومنفعلا كأنه مقبل على حرب، أما أن يكون فيها قاتلاً أو مقتولاً، ما استغربت له أن الأمر لم يكن كذلك عند علمائنا الكبار الذين اشتهروا بالبشاشة وخفة الظل وسرعة النكتة، وقد اشتهر منهم ظرفاء مثل الشيخ عبدالعزيز البشري والشيخ محمد الغزالي، وأزعم ان الاستاذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كان من هؤلاء'.
والحقيقة ان فهمي لمس قضية هامة، وهل ثقل ظل الإخوان والسلفيين، وهي من نعم الله على عباده المسلمين، مع استثناءات طبعا، فهو لم يذكر خفيف الظل مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف، كما ان من المبتسمين دائماً صديقنا عصام العريان وهناك شاعر الإخوان وناقدهم الأدبي الدكتور جابر قميحة وهو بالإضافة إلى خفة ظله ابن نكتة من الطراز الأول، - شفاه الله وعافاه وأدامه لنا - وهناك إخوان يتمتعون بخفة ظل أبرزوها بعد أن تركوا الجماعة، ومنهم صديقنا الدكتور محمود جامع والدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق للمرشد، أما المحامي ثروت الخرباوي فهو ينافس أنصار خالد الذكر في خفة ظلهم، وكان من المشايخ خفيفي الظل صديقنا المرحوم الشيخ صلاح أبو إسماعيل، والمرحوم الشيخ صادق العدوي خطيب وإمام الأزهر الاسبق، وكان يتمتع بجانب خفة الظل بالكرم والشجاعة، والشيخ جمال قطب أطال الله عمره، وكان الفقيه الشيخ محمد أبو زهرة من خفيفي الظل، وكان قد درس لي وأنا في السنة الأولى بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية الذي لم أكمل سنته الثانية والأخيرة، ثم قدر لي أن أقابله عدة مرات بعدها.

تشكيل الاحزاب المصرية
الحالية: ساعة لقلبك!

وإلى معركة أخرى، خاضها يوم الأحد قبل الماضي في 'الحرية والعدالة' الأستاذ بكلية الإعلام، بجامعة القاهرة الدكتور عادل فهمي ولا أعرف ان كان محظورا سابقا وحاكما حاليا - أم سلفي لأن له لحية، ونظرة يتطاير منها الشرر من وراء زجاج نظارته، وهو متخصص في تحليل خطابات وحركات الرئيس، والهجوم على معارضي الإخوان، وقد حاول دون أن يستطيع، أن يكون خفيف ظل ففشل رغم انه استعان ببرنامج ونجوم خفيفي الظل.
وكان عنوان مقاله - معارضة ساعة لقلبك - ومما قاله فيه: 'بحثت عن تشبيه مناسب لتشكيله وأداء المعارضة المصرية الحالية فوجدتها أقرب لبرنامج، ساعة لقلبك - وتحديدا لشخصياته، الممتعة، المعلم شكل، الفنان محمد يوسف الذي جسد شخصيته بالصوت المتحشرج وجسمه الضعيف وصوته المزعج وهو لا يصدر عنه إلا المشاكل، والخواجة بيجو الذي يقع فريسة للفشار، أبو لمعة - محمد أحمد المصري - وفيها الدكتور شديد، المرتاخي التايه في عالمه الخاص ولا يعي ما يدور حوله وفيها محمود، المقهور الذي تقهره زوجته ويكاد ينفجر مما تسببه له معارضة ساعة لقلبك ليس لها هدف واضح ولا مشروع موحد، ولا بدائل سياسية تستطيع تقديمها لمصر، ولا مشروعات اقتصادية، ولا خطط لأي شيء، لكنها مع ذلك دائمة النقد والتشويه والتجريح لكل شخصية ناجحة أو قرار وطني أو مشروع تنموي'.

عجائب ما يحدث في الإسكندرية

إييه، إييه، وهكذا ذكرنا ذلك الذي يغازل الإخوان أملا في منصب، بالذي كان ياما كان في الخمسينيات والستينيات - وما أدراك ما الستينيات - من تمثيليات وبرامج إذاعية جميلة، كان الناس يلتفون حول أجهزة الراديو لسماعها، وكان برنامج ساعة لقلبك من ابرزها، وان كان قد نسي الإشارة الى برنامج آخر ممتع يقدمه الثنائي حسين والفار، حيث كانا يتبادلان قافية - اشمعنى - على الهواء مباشرة، ودون اعداد، وتمثيليات، سمارة، وتاج الجزيرة، وغيرها، وغيرها.
فأين عهد روقان البال وعدم الخوف من المستقبل مما نعانيه الآن من مصائب وبلاوي ورعب من القادم، خاصة عندما يكون على أيدي أناس يتمتعون بثقل الظل.
ومن المعارك السريعة أيضا، التي خاضها زميلنا وصديقنا بـ'المساء' ورئيس تحريرها السابق محمد فودة يوم الخميس كانت عن عجائب ما يحدث في الإسكندرية - بقوله: 'كل محافظة في مصر لها محافظ واحد، إلا محافظة الإسكندرية، فلها محافظان، أحدهما المستشار محمد عطا عباس، والثاني الدكتور حسن البرنس، الأول درجته محافظ والثاني، أيضا محافظ بشرطة، وان كانت درجته الرسمية نائب محافظ.
أما لماذا هما محافظان، فلأن البرنس يعتبر رأسه برأس عباسو ولا يقل عنه، ولذلك فهو لا يعترف بالتفاهم والتواصل معه معتمدا على انه أحد قيادات الإخوان الذين ابلوا بلاء حسنا في الدفاع عنهم وعن الرئيس محمد مرسي، ولهذا كانت هذه الوظيفة مكافأته عن إخلاصه وتفانيه'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger