الاثنين، 4 يونيو 2012

خوفا من مظاهرات لبنانية ضد قطر ... حاكم قطر يطلب اقامة المباراة بين قطر ولبنان دون جمهور

لم يكن أحد يتوقع أن تتخذ السلطات الرسمية اللبنانية قراراً بإعدام الجمهور اللبناني بدم بارد، لم يراع مصلحة منتخب لبنان، حتى لو كان الهدف حماية مصالح 50 ألف لبناني كما جرى الترويج له، في إشارة الى عدد اللبنانيين الموجودين في قطر وفقا لما ذكرته جريدة الاخبار اللبنانية اليومية المستقلة فلا شك أن المسؤولين السياسيين لم يفكروا ولو للحظة بمفاعيل قرار منع الجمهور من حضور مباراة منتخبي لبنان وقطر يوم الأحد المقبل عند الساعة 20.30 على ملعب المدينة الرياضية. بدقائق معدودة، جرّد المسؤولون منتخب بلادهم من سلاحه الأبرز بحجة أنه قد يكون سلاح ذا حدّين ويؤثر على العلاقة بين لبنان وقطر من جهة، إضافة الى احتمال اهتزاز الوضع الأمني غير المستقر أصلاً

رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر تبلّغ القرار، أو مشروع القرار، من وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، ناقلاً له رغبة الحكومة والرؤساء الثلاثة باقامة المباراة دون جمهور بعد طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء مرتين. ورغم أن قراراً رسمياً لم يعلن في هذا الصدد، الا أن رسالة كرامي الى حيدر كانت واضحة وتؤكّد الرغبة الرسمية بعدم حضور الجمهور انطلاقاً من مصالح وطنية عليا

ويبدو أن السياسة قادرة على إطاحة كل شيء، حتى أمل الجمهور اللبناني حين تصل الى حدود تعكير صفو العلاقات بين بلدين شقيقين: لبنان وقطر. فالتخوف القطري الذي بدأ يتعاظم مع مرور الوقت حول تعرّض الجمهور اللبناني خلال المباراة للعائلة الحاكمة وإطلاق هتافات بحق أمير قطر، وصلت الى مسامع الدولة اللبنانية مع كلام عن ضغط قطري في هذا الاتجاه، وصل الى حدود أن الأمير ضغط شخصياً لإقامة المباراة دون جمهور. فمعلوم أن هذا الموضوع كان يؤرق بال القطريين، وحصلت محاولات عدة لنقل المباراة من لبنان، مع حديث عن دور قطري في هذا المجال من دون وجود أدلة حسية، إذ بقي الضغط من قبل الفيفا من بوابة الأمن والاستقرار حتى قدّم المسؤولون اللبنانيون صفحات من الضمانات على أعلى المستويات حول الإجراءات الأمنية. وقد قيل إن إجراءات الأمن ستكون مضاعفة مع وضع خطة شاملة تبدأ من لحظة وصول القطريين الى المطار اليوم الجمعة، وتنتهي مع مغادرتهم لبنان بعد المباراة بعد غدٍ الأحد

ومع سحب ورقة ضغط الفيفا، كان لا بد من الاستعانة بالسياسة لتحقيق المطلوب، فطريقها أسهل ويمكن العمل عليه في الكواليس من دون أن يشعر أحد، في ظل شائعات بدأت تتناقل عن تهديدات قطرية بترحيل لبنانيين في حال التعرض للأمير خلال المباراة. وفعلت السياسة فعلها، وصدر القرار بمنع حضور الجمهور من دون الالتفات الى مفاعيل هذا القرار وتأثيره على حظوظ المنتخب اللبناني وتداعياته السلبية على اللاعبين الذين كانوا يأملون اللعب أمام جمهور كبير، كما حصل في لقاء كوريا الجنوبية. هو قرار لا يمكن أن يتخذ إلا في جمهوريات الموز، وخصوصاً بالطريقة التي سيتخذ بها. إذ كان بالإمكان إبلاغ الاتحاد بهذا التوجه قبل فترة تسمح بنقل المباراة الى خارج لبنان (الإمارات أو الأردن مثلاً) حيث يمكن للجمهور الحضور، إذ إن إقامة المباراة خارج لبنان بحضور الجمهور أفضل بألف مرة من إقامتها في لبنان من دون جمهور

لكن كل هذا يبقى في إطار التحليلات والتأويلات بعيداً عن أدلة ملموسة تؤكد تورط قطر في المسألة، إذ إن المراجع العليا التي أبلغت الوزير كرامي بالقرار لم تذكر وجود رغبة قطرية بهذا الموضوع. بل بقي الحديث عن أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو من اتخذ القرار حرصاً على مصالح اللبنانيين، وهو ما قد يصعّب عملية التراجع عنه طالما أن من اتخذه يعتبر رأس الهرم في الدولة اللبنانية. وفي ظل عدم وجود معلومات مؤكّدة، تكثر التأويلات في هذا المجال، حيث وصل الكلام الى ربط زيارة سليمان لقطر خلال جولته الخليجية وتحديد موعد لها بمسألة منع الجمهور من الحضور!
ورغم جديّة القرار وصدوره عن سلطة عليا، الا أن الاتحاد اللبناني لم يفقد الأمل، مؤكداً متابعته الاتصالات للعودة عن القرار رغم صعوبة المهمة. وعلمت «الأخبار» أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل سيجتمع برئيس الاتحاد هاشم حيدر اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً للبحث في الموضوع. أما بالنسبة إلى القوى الأمنية فهي لم تتبلغ قرار منع الجمهور، وقد أفاد مصدر أمني بأن جميع الترتيبات مستمرة كما هو متفق عليها سابقاً على صعدي السماح للجمهور بالحضور. لكن العادة جرت في لبنان بأن تتخذ قرارات ويتم تبليغ القوى الأمنية بها لاحقاً، وهو ما قد يحصل في موضوع منع الجمهور

واللافت هو حالة الغضب الجماهيري التي تلت الإعلان عن القرار، حيث كان هناك دعوات إلى اقتحام الملعب يوم المباراة وإقامة اعتصامات، كما أن عملية بيع البطاقات استمرت كالمعتاد في مقر الاتحاد وفي ملعب المدينة الرياضية. والغريب أن الجمهور اللبناني استمر بشراء البطاقات حتى بعد الإعلان عن القرار. وحين تسأل أحدهم لماذا تشتري بطاقة طالما أنك لن تستطيع الدخول الى الملعب؟ فيجيبك «أنا ما خصني بدي إجي ورح فوت مهما كان الثمن».ولم تكن مشكلة رئيس الاتحاد هاشم حيدر محصورة أمس بقرار منع الجمهور، إذ كان هناك موضوع آخر يجب حلّه ويتعلّق بمطالبة لاعبي المنتخب بمكافآت التأهل. وحصل اجتماع أمس ضم حيدر والأمين العام للاتحاد جهاد الشحف واللاعبين، حيث وعد حيدر بتخصيص مكافآت لهم على التأهل الى الدور الحاسم، أو في حال تحقيق نتائج جيدة في المباريات المقبلة. لكن حيدر لم يحدد مبلغاً معيناً بانتظار معرفة الأموال التي سيصرفها الاتحاد الآسيوي للبنان. وتشير المعلومات الى أن ما هو مضمون آسيوياً حتى اليوم هو مبلغ مليون دولار، مع تأكيدات بأن هناك مليونين إضافيين، واحتمال أن تكون ثلاثة ملايين دولار في ما بعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger