المغرب: فنانون يصورون أنفسهم في مزبلة ردا على دعاة الفن النظيف
قامت مجموعة من الفنانين المغاربة، بالتقاط صورة لأنفسهم داخل مزبلة، ردا على التصريحات التي أطلقها القيادي الإسلامي ووزير الشؤون العامة والحكامة نجيب بوليف، والذي كان قد دعا فيها لضرورة ممارسة "الفن النظيف"، وصرح بأن الحكومة لن تسمح بمرور غير ذلك النوع من الفن للمغاربة.
وشارك في المشروع ممثلون ومخرجون ومغنون مغاربة، من بينهم الممثلة المغربية فاطم العياشي، والمخرج محمد أشاور اللذان كانا قد توجا قبل أسبوعين في تونس حيث حصلا على الجائزة الكبرى في مهرجان السينما العربية عن فيلمهما "فلم"، اختاروا فضاء مزبلة ضخمة في منطقة مديونة، بنواحي الدار البيضاء، لينجزوا مشروعهم "الاحتجاجي".
وصرحت العياشي لموقع "أنباء موسكو" بالقول: " نحن لا نحارب "الفن النظيف"، بل نحن لا نؤمن به أصلا، إذ لا يوجد فن نظيف وآخر وسخ، هناك فقط الفن، نحن نؤمن أن أحسن جواب للفنانين، هو التعبير بالفن، ولا جواب عن الكلمة الفارغة من المعنى "الفن النظيف" إلا صورة فنية وسط المزبلة".
وقال الشيخ عبد الباري الزمزمي، وهو أحد أشهر شيوخ المغرب، في تصريح خص به موقع "أنباء موسكو" بقوله: "الشرع وضع ضوابط لكل شيء، من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع ضد الوافدات، ويجب أن تكون للفن رسالة هادفة، ومثال ذلك الرسم التشكيلي الذي قام به رسول الإسلام حول الإنسان وأجله، أما ما يسمونه إبداعا، وينشر الرذيلة، فما هو إلا من عمل الشيطان، والجمهور مسلم ويجب أن يراعى له المخرج والمنتج، وإن كان لأي أقلية رغبة إباحية، فيجب على الهيأة المشكلة لمراقبة القطاع السمعي البصري أن تردعها".
وفي تعليق لفاطم على ذلك قالت: "كمبدعين لن نصمت على كل ما يشبه هذه التصريحات، إذ لا أحد من حقه أن يمنع الإبداع مهما كانت مبرراته، التي تبقى على أية حال واهية، الجمهور فقط من حقه أن يرى أو يمتنع عما يقدمه الفنانون، ولا حق لأحد أن يمارس وصايته على أحد".
يشار إلى أنه قد تم مؤخرا تأسيس جبهة للدفاع عن الحريات، في سياق ما وصفه مراقبون حقوقيون بأنه تراجعات خطيرة، بدأت تمس المشهد الحقوقي بالمغرب مع تنامي القوى المحافظة داخل أجهزة الدولة وداخل الحكومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق