مصادر إسرائيلية:لا مانع من إجراء تعديلات على اتفاقية كامب ديفيد
أعرب يوسى بيلين، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، عن عدم ممانعته لإجراء تعديل على اتفاقية السلام مع مصر، إذا كان الأمر يدور عن زيادة محدودة فى عدد الجيش المصرى وتعزيز القوات الدولية فى شبه جزيرة سيناء، فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان رفضه تعديل لاتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة مع مصر منذ عام 1979. وأضاف بيلين فى مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية: "ما معنى أن يتم تعديل الاتفاقية، ربما يكون معناها أن يقترح الجيش الإسرائيلى إمكانية دخول نظيره المصرى للجزء الشمال الشرقى من شبه جزيرة سيناء للوقوف ضد العناصر الإسلامية المتطرفة وضد البدو الذين يساعدونهم، أو ربما يهتم الجانبان بتعزيز القوات الدولية، والتى صلاحياتها محدودة وعدد المشاركين بها غير كبير". وأوضح أن "المصالح المشتركة للقاهرة وتل أبيب لم تنتهِ، وضرورة التعاون حاجة يعترف بها الطرفان".
وذكر أن جزءًا من الحملة الانتخابية الرسمية وغير الرسمية للإخوان المسلمين كان عمل استفتاء شعبى على اتفاقية كامب ديفيد، ومنذ اللحظة التى انتخب فيها الرئيس محمد مرسى تحولت مسألة مستقبل الاتفاقية لقضية مركزية سواء على الصعيد الأمريكى أو الصعيد الإسرائيلي، معتبرًا أن عملية مناقشة تعديل الاتفاقية هو تجسيد للوعود الانتخابية للرئيس، وكذلك التزام عام من رجل "الإخوان المسلمين"، الذى تحول لأول رئيس منتخب ديمقراطيًا فى مصر، باتفاقية السلام.
وختم بقوله "ليس هذا، كما هو واضح، اقتراح بقبول كل طلب مصرى لتعديل بنود الاتفاقية ولكن إذا كان الحديث يدور عن زيادة محددة فى ترتيب القوات المصرية والسماح بدخول الجيش المصرى للمنطقة، وإذا كان الحديث يدور عن تعزيز القوات الدولية، فى الوقت الذى تريد فيه تل أبيب محاربة المتطرفين الإسلاميين بسيناء فإن الأمر يختلف".
وأضاف "قبل أن يقوم شخص بإثناء الحكومة الإسرائيلية ودفعها لرفض أى اقترح بتعديل اتفاقية السلام، كما لو كان الحديث يدور عن كتابات مقدسة، لا يمكن تغييرها، قبل أن يقوم شخص بهذا، على تل أبيب أن تفحص الإمكانية المقابلة".
فى غضون ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه على عكس التقديرات فإن الذين نفذوا الهجوم على الحدود المصرية مؤخرًا ليسوا من بدو سيناء؛ بل ممن وصفتهم بـ "الإرهابيين خريجى كلية الآداب والذين لا يشك أحد ما في دعمهم لتنظيم الجهاد"، وتابعت "هذا هو النموذج الجديد للإرهابي المصري الذى ستضطر المخابرات المصرية لمواجهته وكذلك الجيش الإسرائيلى".
وقالت الصحيفة إن أحمد وجيه البالغ من العمر 31 عامًا هو موسيقى وعضو فى فرقة إنشاد دينى وأب لابنتين، والثانى هو بهاء زقزوق البالغ من العمر 25 عامًا حاصل على ليسانس آداب وأب لولد، وهو ابن لرجل أكاديمي ومن أسرة محترمة، وأشارت إلى أن هذين اللذين قاما بالهجوم على الحدود المصرية الإسرائيلية قبل أيام ليسا بدويين وكلاهما جاءا من خلفية اجتماعية واقتصادية راقية.
وذكرت أن حقيقة مجيء "الإرهابيين" من قلب مصر لا من سيناء، سببت ارتباكًا كبيرًا للنظام الحاكم الجديد بالدولة ومن شأن تلك الحقيقة أن تزعج تل أبيب أيضًا.
ونقلت عن البرفيسور يورام ميطال ـ خبير الشئون المصرية بجامعة بن جوريون ـ قوله إن الواجب ملقى الآن على كاهل المخابرات المصرية للعمل فى عمق الدولة، في مركز الدلتا، منذ سقوط مبارك انهارت منظومة الأمن والنظام العام، ما دفع كل أنواع الجماعات المتطرفة، والتى لم يكن لها إطار فى السابق، إلى إيجاد مساحة حرية لأعمالهم، هناك عدد غير قليل من الدعاة والأصوات التى تتمسك بمواقف متطرفة ومنذ سقوط مبارك يتمتع هؤلاء بحرية فى ظل تضائل ضغط المخابرات المصرية وتوقفه تقريبًا.
وأشار إلى "أنه منذ انتخابه يحاول الرئيس المصرى محمد مرسي التأكيد على أنه برغم وجود حركة إسلامية في السلطة، إلا أنه ليس في نيته منح حرية العمل لجماعات الجهاد"، مضيفًا "الآن المخابرات تحاول إعادة السيطرة لنفسها بشكل تدريجي، لكن الحديث يدور عن معركة صعبة جدًا"، لافتًا إلى أنه حتى سقوط مبارك وبرغم ضغط النظام العسكرى عمل المتطرفون فى الدولة تحت منظمات مثل الجماعة الإسلامية، لكن منذ الثورة تحول النشطاء المحليون والشباب الصغار إلى الخطاب الجهادى.
واعتبر أن "وجيه وزقزوق هما أصحاب عائلات وليس فتية فى الـ18 من عمرهم يعملون بسبب حماس اللحظة، انهيار النظام سهل على أشخاص ذوي مواقف متطرفة العمل، ونهاية هذه الظاهرة نراها الآن"، مضيفًا "إننى أفترض أنه سيتجلى أكثر وأكثر التعبير عن تصادم المصالح بين نشطاء حركات الجهاد المحلية وبين النظام وحركة الإخوان المسلين، تلك ستكون القصة الجديدة في مصر".
ولفت إلى أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" أعلن مسئوليته عن الحادث على حدود مصر وإسرائيل لكن فى هذه المرحلة نحن لا نعلم من قام بتجنيد المخربين، بمعنى فى العمليات الأخيرة للجماعات المتشددة تلك لم تكن هناك ذراع تنظيمية أعلنت مسئوليته عن الأمر".
فى سياق متصل، حرض موقع "نيوز وان" الإخبارى العبرى، إسرائيل على إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، قائلاً إنها "ستكون إسرائيلية للأبد". وقال: "لا يوجد لإسرائيل أى عنصر ردع ضد مصر خلال مسيرتها العدوانية القريبة، قتل10 آلاف جندى مصرى لا يمثل ردعًا، حرق طائرات ودبابات أيضًا ليس ردعًا، وإنما حبة الرمال التى سيتم الاستيلاء عليها ستكون هى الردع، أى المساحات الصحراوية والأرض التى يتم فقدها".. وأشار إلى أن إسرائيل ربما تمنع حربًا خامسة مع مصر إذا نفذت تهديدها، وهذه المرة وفى نهاية المعارك لم تجر محادثات وقف إطلاق نيران بالقرب من قناة السويس وتقوم بالانسحاب حتى حدود 48؛ لأن هذه الحدود ستمحى للأبد". وختم بالقول: "إذا فرضت علينا المعارك علينا أن ننتصر فيها، وبعد الانتصار علينا أن نكسب الحرب، وهذا يعنى أن سيناء لنا وللأبد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق