الخميس، 4 أكتوبر 2012


المرشد العام يتحدى مرسي ووزير الأوقاف ويبدأ عقد لقاءات لمناقشة الأوضاع في مصر وسورية بمسجد
حسنين كروم
2012-10-03


 
القاهرة - 'القدس العربي'
 حفلت الصحف المصرية الصادرة امس بالعديد من المواضيع الخلافية، فقد نشرت الصحف تصريحات المتحدث العسكري العقيد اركان حرب احمد محمد علي، التي أكد فيها ان العملية نسر مستمرة، وتم ضبط أسلحة مضادة للدبابات، وأن حل القضية في سيناء ليس حلاً أمنيا فقط، وأن الجيش سيواصل العملية، وقد أخبرنا يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق'، بأن كتب كلمة سيناء ضخمة وباللون الأحمر، وتحتها الرئيس مرسي يقول عن الفزورة:
- قطعة غالية علينا من خمسة حروف، لو طنشنا على اللي بيحصل فيها حتروح مننا، تبقى إيه؟ بس عرفتها، سورية.
أيضاً فقد تواصلت الإضرابات والاعتصامات الفئوية. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا:

المرشد يعقد لقاءات سياسية بمسجد للأوقاف

أخطر الأخبار والموضوعات في صحف مصر امس - في رأيي - لم يكن لها أي بروز أو اهتمام، وأولها نشر 'الأخبار' خبرا صغيرا، في صفحتها الرابعة نصه هو: 'اقيم امس لقاء الثلاثاء لمرشد جماعة الإخوان المسلمين بمسجد خامس الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة، حيث التقى د. محمد بديع المرشد العام للجماعة أمس بعدد من أعضاء الجماعة والمواطنين بحضور د. عطية فياض استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، وتناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة والوضع العام في سورية وغيرها من البلدان العربية، وكانت الجماعة قد قررت إعادة لقاء الثلاثاء الذي بدأ مع دعوة الإخوان على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا'.
وخطورة هذا التصرف من المرشد، انه بينما كان المرحوم حسن البنا ثم المرشد الثاني المرحوم أحمد حسن الهضيبي يعقدان لقاء الثلاثاء في المقر العام للجماعة في حي الحلمية الجديدة القريب من قلعة صلاح الدين، وشارع محمد علي، وهو المبنى الذي تحول بعد حل الجماعة إلى مقر لقسم شرطة الدرب الأحمر، فإن المرشد بدلا من عقد اللقاء في المقر العام للجماعة في المقطم، فإنه يعقده في مسجد تابع لوزارة الأوقاف ويتحدث في أمور سياسية أي لا يتحدى رئيس الجمهورية بالتدخل في سلطاته، فقط وانما ليثبت ايضا ان وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي من الإخوان رغم نفيه المتكرر، ورغم ادعاءاته بأنه لن يسمح باستخدام المساجد لأهداف سياسية. ولا اعرف ما اذا كان قادة الأحزاب السياسية الأخرى سوف يطالبون بالتمتع بنفس الميزة أم لا.

اطلاق مشروع إقليم قناة

السويس بذكرى حرب اكتوبر

وأما الموضوع الثاني الذي يفوقه أهمية، فكان الاجتماع الذي عقد بمقر الأبحاث بهيئة قناة السويس في الإسماعيلية بحضور رئيسها مهاب مميش مع وزراء الإسكان والنقل والصناعة ومحافظي السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لبحث الإعلان بمناسبة حرب أكتوبر عن مشروع محور إقليم قناة السويس، وفي ذات اليوم، هللت صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' للمشروع بإشارة ضخمة عنوانها - تفاصيل مشروع قناة السويس ورسم كروكي على حوالى خُمس الصفحة لا أحد يفهم منه شيئاً معتز ودنان وعرفة أبو المجد، قالا انه أول مشروع قومي من مشاريع النهضة، وقد ابتلاني الإخوان بالقراءة المتأنية له رغم اني سبق وقرأته، من أيام خطط جمال مبارك وشلته، ولا جديد فيه، ولكن المغزى هنا ان الإخوان أكدوا على عجل اجتماعا وزاريا، ورسومات كروكية نشرتها جريدتهم، مما يؤكد انه تم اعدادها في اللجنة الاقتصادية للحزب، لكن الجديد هو ان ربك اوقع هؤلاء الناس في شر اعترافاتهم بما يتفقون عليه سرا لبيع البلاد، واستئناف مسيرة جمال مبارك وشلته، ذلك ان وزير الإسكان الدكتور طارق وفيق قال، نقلا عن زميلينا في 'الشروق'احمد عبدالحفيظ وأميرة محمدين: 'سيتم تأسيس شركة قابضة عالمية لإدارة المشروع وسيكون هناك إطار قانوني لإدارة المشروع وتنفيذه والحكومة بدأت في تلقي طلبات عقود للاستثمار في هذه المنطقة'.

مفتي الإخوان يكشف الحسد السياسي لمرسي

ونبدأ بالرئيس والمعارك العنيفة الدائرة حوله، ضده أو معه، ومن الذين ساندوه كان مفتي جماعة الإخوان، والذي يخططون لأن يتولى مشيخة الأزهر، الدكتور عبدالرحمن البر، الذي كتب مقالا يوم السبت في 'الحرية والعدالة' عنوانه - الحسد السياسي - حدثنا فيه عن أن الحملات التي يتعرض لها الرئيس سببها الحسد، وأخذ يدعم اكتشافه بالآيات القرآنية، وأبيات الشعر، ومما قال: 'ما تكرر ذكره في المواقع الالكترونية وذكرته بعض الصحف من أن نائب رئيس شركة 'أوراكل' الأمريكية وأحد أعضاء الوفد الاقتصادي الأمريكي الذي زار مصر قبل أسبوعين تقريبا قال: المعارضة المصرية أعطتنا صورة سلبية ولقاءاتنا بالحكومة بددتها، وهو يشير إلى ما سبق أن نقله بعض المشاركين في هذا الاجتماع عن بعض السياسيين وبعض مرشحي الرئاسة السابقين من التيارات السياسية الليبرالية واليسارية الذين انصب اهتمامهم في الحديث على تخويف الوفد الاقتصادي من عدم الاستقرار في البلاد وعدم استتباب الأمن وقرب قيام ثورة على الرئيس مرسي وكأنهم يقولون لهم بالمختصر المفيد خذوا أموالكم واذهبوا باستثماراتكم إلى بلد آخر وأسرعوا بالهرب من مصر المضطربة، والعاقل تستبد به الحيرة من هذا المنطق الخالي من المسؤولية الذي يدل على أن بعض هؤلاء السياسيين يعملون على إفشال وسقوط الرئيس مرسي أكثر مما يعملون على إنقاذ البلاد ويرون أن سقوط البلاد أمر لا بأس به إذا اقترن به سقوط الرئيس مرسي ومشروع النهضة الذي يدعو إليه ولا أرى تفسيراً لهذا التصرف وأشكاله إلا الحسد وإنه يصدق عليهم قول القائل، حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه.
فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسداً وبغياً إنه لدميم
من الواضح أن النجاحات التي يحققها الرئيس مرسي والتوفيق الإلهي الذي يحالفه في كثير من القرارات التي يتخذها محلياً وإقليمياً ودولياً تثير الكثير من حسد أولئك الذين يتمنون له الفشل، لست هنا في مقام المتملق أو المدافع عن الرئيس أو المبرر لأي أخطاء قد يرتكبها هو أو الجهاز الذي يستعين به ويعمل معه لكنني أردت فقط التنبيه على خطر وخطأ هذا المسلك الموغل في التشويه والدعوة إلى الاعتدال في النقد، فليس الرئيس إلا واحداً منا غير أنه أثقلنا حملا وأعظمنا بين يدي الله مسؤولية ومن واجبنا نحوه أن ننصحه وأن نقوم انحرافه وأن نصحح خطأه وأن ننتقد غير النافع من سياساته وأن ندفعه إلى الشفافية في قراراته وأن ندعوه لتقويم المعوج من أعوانه واستبداله المنحرف من وزرائه وجهازه.
لكن من حقه ومن واجبنا أيضاً أن نثني على القرارات الصائبة التي يتخذها وأن نلتمس العذر له عن الأخطاء غير المقصورة التي قد تقع منه أو من بعض أعوانه'.

من حرض المستثمرين

الاميركان اخواني وليس صباحي

وعلى فكرة فنحن نوافقه على حكاية الحسد، وهو مذكور في القرآن، وهناك وصفة لمنعه، وهي قراءة المعوذتين ، مذكور أيضاً في الأمثال الشعبية، مثل العين فلقت الحجر، وفي الأغاني أيضاً، مثل عين الحسود فيها عود يا حلاوة، عريس قمر وعروسته نقاوة، وأغنية رشوا الملح عليه م العين.
لكن الذي لا نوافقه عليه هو أن لا يقول الصدق في الواقعة التي ينسبها إلى زميلنا وصديقنا والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حمدين صباحي، دون أن يذكر اسمه، والادعاء بأنه حرض رجال الأعمال الأمريكان، وللأسف فالذي أطلق هذه الكذبة شخص إخواني، وكذبها على الفور وبرجولة ونزاهة رئيس اللجنة الاقتصادية، بحزب الحرية والعدالة الذي كان حاضراً الاجتماع، وأشاد بمواقف حمدين، وحين يأتي بعدها بأكثر من اسبوع مفتي الجماعة، وشيخها الذي تريده للأزهر، ويدعي بغير ذلك، فماذا نقول عن أي فتوى تصدر عنه، خاصة وأنه أفتى مقدماً بأن هناك توفيقاً إلهياً يحالف الرئيس في كثير من القرارات، أي أن هناك عددا قليلا من القرارات يتخلى فيها الله عنه، أو يتخلى هو عن الله فيها لذلك لا يوفقه، أي يوحي إليه بها شياطين الانس، وهو قد حددهم بعبارات واضحة بقوله بالنص: 'ومن واجبنا نحوه أن ننصحه وأن نقوم انحرافه وأن نصحح خطأه، وأن ننتقد غير النافع من سياساته، وأن ندفعه الى الشفافية في قراراته، وأن ندعوه لتقديم المعوج من أعوانه واستبدال المنحرف من وزرائه وجهازه.
وفي رأيي أن هذه عبارات عنيفة جدا، جدا نحو الرئيس من عضو مكتب إرشاد ومفتي للجماعة، وتكشف عن خلافات خطيرة جدا، وأن الرئيس يفلت من سيطرة المكتب عليه، ولو كان الأمر أمر نصيحة، لاستخدم عبدالرحمن عبارات، مثل النقد للرئيس جائز أو يحدد خطأ ما في قراراته، أما أن يستخدم تعبيرات مثل انحرافه، وغير النافع من سياساته، وندفعه إلى الشفافية في قراراته بما يوحي انهم يشكون فيه، وتقويم المعوج من أعوانه بما يعني أن لهم اعتراضات على بعضهم، واستبدال المنحرف من الوزراء وجهازه بما يعني أن هناك من يستغلون سلطاتهم ومناصبهم لتحقيق منافع، ولا أريد أكثر من ذلك، في تفسير كلمة منحرف.
والسؤال الآن للمفتي، كيف جمع في الرئيس بين التوفيق الإلهي له والاتهامات المروعة التي يوجهها إليه؟

اتهامات لمرسي بالحديث عن انخفاض أسعار

المانجا لأن قيادات الإخوان يملكون مزارع لها

وحدث حادث شديد الغرابة إذ لم يلحظ البر أن هناك طابورا طويلاً من الحساد، على طريقة المطرب الراحل محمد عبدالمطلب في أغنية 'يا حاسدين الناس، مالكم ومال الناس' وأولهم كان زميلنا بـ'الجمهورية' عبدالنبي الشحات الذي قال في نفس اليوم: 'في يوم من الأيام، قال الشعب لماري انطوانيت اننا لا نجد الخبز يا جلالة الملكة، فقالت لهم: كلوا بسكويت واليوم يتكرر الموقف للشعب المصري يريد العيش والخضار فخرج علينا الرئيس مرسي قائلا: كلوا مانجا، على اعتبار أنها أرخص بكثير من الخضراوات والطماطم، وحتى لا يعتقد البعض اننا نصطاد في الماء العكر، ونتوقف عند جملة عارضة قالها الرئيس في سياق حديثه الطويل لقناة النيل لـ'الأخبار'، أود أن أؤكد أن نفس الجملة كررها السيد الرئيس في لقائه بأبناء الجالية المصرية بإيطاليا خلال زيارته الأخيرة هناك حيث قال لهم بالنص: 'المانجو وصلت 3 جنيهات والعويس بـ10 جنيهات والمحصول جيد'، وبعدين هي المانجا بقت لمستوى الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الناس.
طيب والنبي إيه الفارق بين هذا التصريح وبين تصريح الأخ أحمد عز مفجر ثورة الفساد في مصر ومهندس تنظيم الحزب الوطني المنحل حينما خرج علينا وقال: 'فقر إيه اللي انتو بتقولوا عليه ما تشوفوا كم عربية دخلت مصر وكل الناس دلوقتي بقت تركب عربيات، قطعا هذا الكلام العبيط آثار غثيان الناس في الشارع حينذاك واليوم يخرجون علينا ببدعة جديدة وكأن النظام القديم وفر لنا الكوسة والنظام الجديد وفر لنا المانجا'.

مرسي يعيد كابوس سيارات مرافقي الرئيس

والثاني كان في اليوم التالي - الأحد - وهو زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' صلاح منتصر الذي حكى لنا عن رسالة تلقاها، قال: 'رسالة 'أ. ر' الذي اراد إخفاء اسمه حتى لا يضعه المسؤولون عن موكب الرئيس في أدمغتهم وهم قادرون على معرفة عنوانه من اسمه، تقول الرسالة، أسكن في شارع الميرغني بمصر الجديدة الذي تجتازه السيارات بسرعة لا تقل عن ستين كم في الساعة وكما نعاني قبل الثورة من تقليد سيىء للغاية وهو إغلاق المرور في هذا الشريان بواسطة شرطة الرئاسة عدة مرات في اليوم لكي ينساب موكب الرئيس السابق بسرعة الريح جيئة وذهاباً، وقد سعدنا باختفاء هذه الظاهرة الفرعونية منذ تنحي مبارك، اليوم 'الأحد 23 سبتمبر 2012' في حوالى العاشرة صباحا فوجئنا بقطع المرور في شارع الميرغني لكي يسمحوا لموكب الرئيس مرسي بالانسياب السريع عائدا من المطار الى مقره في مبنى الاتحادية 'مكتب الرئيس' المطل على الميرغني، والمفاجأة ان الرئيس مرسي لم يكن في الركب حيث كان قد استقل الطائرة إلى نيويورك، وأما هؤلاء الذين أغلقت شرطة المرور أو الرئاسة من أجلهم الطريق أمام المواطنين فكانوا سائقي الركب العائدين من المطار بسياراتهم الخالية إلا من بعض الموظفين، يعني لم نكتف بركب الرئيس في طريقه للسفر وإنما زاد عليه ركب السائقين وهم عائدون وتعطيل المرور مجاملة لهم ومزيداً من تعذيب المواطنين'.

مرسي رجل ثرثار يخرج من خطاب إلى خطاب

وترك صلاح الطابور ليتقدم زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' ليقول لعبد الرحمن البر: 'الرئيس محمد مرسي رجل ثرثار يخرج من خطاب إلى خطاب وإذا عزت عليه المناسبة افتعل مناسبة وقد حول مناسبة صلاة الجمعة إلى فرصة أسبوعية إضافية للكلام، لا يذهب ليؤدي سنة التعبد الخاشع بصلاة الجمعة بل ليحولها إلى استعراض ديني ودنيوي، يرائي فيه الناس بصلاته ويحيط نفسه بآلاف من الجنود والضباط ويمنع آلاف المصلين من الصلاة في مساجد كبرى ويحمل أوزار وذنوب الجنود والمصلين الذين يحول وجوده وحراسته دون صلاتهم.
هذا بالطبع فوق تكليف ميزانية الدولة الخاوية ثلاثة ملايين جنيه أسبوعيا لتأمين صلاة سيادته '!' وبعد مرور مائة يوم على تنصيبه لا يزال مرسي يتصرف وكأنه في حملة انتخابية يطلق الوعود والتعهدات ويردد الاكليشيهات المحفوظة ودون أن يتذكر وعوده أيام كان لا يزال مرشحا للرئاسة لا يتذكر حكاية المائتي مليار دولار التي ستهبط على مصر فور انتخابه، ولا ملايين الأفدنة التي قال انها جاهزة للزراعة فورا و'عنده ميتها' ولا مشروع النهضة الذي تبين أنه مطب هواء ولا حكاية التعهدات الخمسة التي وعد بانجازها في المائة يوم الأولى بعد تنصيبه وهي حل مشاكل الطاقة والمرور والأمن والعيش والنظافة وقد مرت المائة يوم ودون أن تحل مشكلة واحدة ولا حتى جرى التقدم لحل المشكلة واحدة سنتيمترا واحدا بل زادت الطينة بلة وتحول المشهد العام إلى فوضى شاملة وزادت بركات مرسي المشاكل تعقيدا وأضيفت للأزمات الخمس التي وعد بحلها أزمات أخرى ومن نوع انقطاع المياه وتسمم مياه الشرب ولأن الذي يكذب ينسى ولا يعمل دائماً بالحكمة القائلة 'إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً'، فإن مرسي لا يكاد يتذكر الوعود الخمسة ويتذكر - فقط - بحسب تصريحاته المتكررة أنه تربى في جماعة الإخوان، وهكذا ثبت مرسي انه ابن حقيقي لقيادة الإخوان ومطيع نموذجي لأكاذيبها ومردد 'ببغاوي' لادعاءاتها عن العمل بشريعة الإسلام وهي الادعاءات التي ثبت عكسها بالضبط، فشريعة الإخوان هي شريعة البيزنس وقد مرت مائة يوم على حكم الرئيس الإخواني وهي فترة اختبار كافية والنتيجة على ما نعرف، فمرسي يكرر في أيامه الأولى ما فعله مبارك بالضبط في سنواته الأخيرة، كانت مصر 'عزبة خاصة' لمبارك وعائلته ومليارديراته وصارت 'غنيمة خاصة' لمرسي وجماعته ومليارديراتها إنها مائة يوم من الكذب'.

هل معقول ان يكذب الرئيس؟

وبعده أطلت علينا الجميلة نوارة نجم بطلعتها البهية لتقول في 'التحرير': ' 'لن أخون الله فيكم' هكذا ختم الرئيس محمد مرسي خطابه الأول بعد حلفه اليمين الدستورية، مشكلتي أنني أصدق الناس، يعني راجل كبير واستاذ في الجامعة ومعلم أجيال ويصلي ويشركنا معه في كل فريضة يؤديها، الرئيس صلى الفجر، الرئيس صلى الضهر، الرئيس ابتسم في وجه أحد حرسه فبكى كل من في القصر الجمهوري، معقولة بعد كل ده يكذب؟ ده حتى عيب يعني وشكله قدام عياله حيبقى وحش، لكن ما يحدث في سيناء من مهازل يهدد الأمن القومي المصري حيث ان الاشتباكات تقتصر على الطرفين إسرائيل والجماعات المسلحة بينما تقف قواتنا المسلحة المصرية التي برعت في الفندقة والمكرونة وتعبئة زيت الزيتون والحلل والطاسات تشجع اللعبة الحلوة، وملبسنا كلنا الطاسة رسمي، التهديدات انهالت على ثلاثين أسرة مسيحية بينما تم الاعتداء على محل مملوك لأحد المواطنين المسيحيين وبدلا من أن يقوم جهاز المخابرات المصري بدوره في تتبع التهديدات الموجهة بشكل طائفي لاشعال الفتنة في مصر وإفزاع المواطنين أو أن تقوم قوات الأمن أو الجيش بحماية المواطنين وإشعارهم بالأمن الذي يستتبع الشعور بالانتماء اهتم جل الناس بوصف تهجير الأسر المسيحية بـ'الطوعي'!
تهجير وطوعي! ده زي سرقة بالتراضي واغتصاب بالتوافق'.

هجرة الأقباط وأمن رفح

وقبل أن أترك هذا الموضوع إلى غيره سمعت صوتاً آتيا من السحر، يقول، كوسة، كوسة، وكان لزميلنا محمد الدسوقي سكرتير عام تحرير 'اليوم السابع'، وهو يصيح، كيف تتجاهلني وأنا قلت يوم السبت عن هجرة الأقباط وأمن رفح: 'غريبة أمر هذا الخجل، لماذا تأخر عن زيارة الرئيس محمد مرسي كل هذا الوقت؟ وغريبة أمر الرئيس محمد مرسي نفسه لأنه لم يعرف طريقه للكسوف بعد، رغم عجزه عن صد هؤلاء الذين أجبروا مواطنين آمنين على إخلاء منازلهم وترك ممتلكاتهم إلى حيث منطقة جغرافية أخرى، الأمر الحادث بخصوص تهجير أسر مسيحية من رفح استجابة لتهديدات الإرهابيين يشبه امتثالك وخضوعك وخنوعك أمام مجموعة من البلطجية وهم يدفعون أهل بيتك أو أبناء عمومتك للهجرة من منازلهم خائفين مروعين دون أن تستطيع سيادتك أن ترد عنهم كيد المعتدين، أننا لا نخشى على الرئيس محمد مرسي فهو الذي استشهد كثيراً بسيدنا عمر بن الخطاب وفترة حكمه ومنحنا الأمل في تطبيق تجربته وعدله وهو الذي قال لنا إنه لا ينام ولا يشعر براحة لو أن مواطنا مصرياً يعيش مظلوماً، وهاهم مواطنون يهجرون ويروعون وتدمر منازلهم وبيوت عبادتهم دون أن تهتز رموش الرئيس الذي ذهب ليمارس هوياته في الخطاب بعد صلاة الجمعة بأحد مساجد التجمع الخامس وكأن الملل يقتل أوقات فراغه'.

رأسمالية الإخوان

وإلى الإخوان وأخطر القضايا والملفات، وهي الاقتصاد وسعيهم للسيطرة عليه بواسطة تجارهم، وقد نشرت 'الأهرام' يوم السبت في صفحة - الاقتصاد والاستثمار - حديثا مع رجل الأعمال حسن مالك، الذي عينه الرئيس رئيساً للجنة التواصل بين الرئاسة ورجال الأعمال، ومما قاله مالك: 'ليس هناك جمعية تسمى 'تواصل' هي لجنة تم تشكيلها بمبادرة من رجال الأعمال أنفسهم والذين طلبوا عقب لقاء لهم برئيس الجمهورية أن يكون هناك تواصل يستمر مع الرئاسة، فكان رد الرئيس عليهم شكلوا لجنة تقوم بهذا الغرض، وتم تشكيل اللجنة بعد تطوير شكلها لتمثل جميع منظمات الأعمال في مصر وقد نطور فيها مستقبلا بما يحقق الغرض الأساسي لتشكيلها، اللجنة تتشكل من ممثلين اتجاه الصناعات والغرف التجارية وجمعية رجال الأعمال وشباب رجال الأعمال وقطاعات الكهرباء والتعدين والاتصالات والنسيج والمجتمع المدني، وقد نقبل عددا آخر حتى تمثل كل القطاعات، هذه اللجنة وجدنا أنها يمكن أن تؤدي دورين معاً دور تنسيقي بين جميع منظمات مجتمع الأعمال المدني كما تقوم في نفس الوقت بالتواصل مع مؤسسة الرئاسة.
وأتساءل هل من الأفضل أن يكون هناك تواصل معلن وشفاف معروف للناس مع الرئاسة، أم علاقات وصلات تدور في الخفاء؟ الإجابة لا تحتاج الى تفكير، وهي تقوم حاليا بعدة أدوار غاية في الأهمية حيث تنقل نبض قطاع الأعمال بالكامل لرئيس الجمهورية، ورفضنا أن تقوم اللجنة بنقل المشكلات فقط للرئاسة، ولكن عليها أن تقترح الحلول أيضاً بما لدى أفرادها من خبرات وذلك للمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة بشكل صائب'.

قصة جمعية 'ابدأ'التي شكلها

الإخوان ويرأسها حسن مالك

والملفت للانتباه هنا أن زميلنا أحمد عبدالحكم لم يوجه إليه سؤالاً ضرورياً، وهو قصة جمعية ابدأ التي شكلها الإخوان ويرأسها حسن مالك، وتضم في عضويتها عدداً من رجال الأعمال تزايد عددهم بعد وصول الرئيس مرسي للحكم، بينما كان مفترضا أن ينضم هو الى منظمات رجال الأعمال الموجودة بالفعل، لا أن يؤسسوا منظمة جديدة، والغريب أن كل أهدافها التي أعلنت انها قامت من أجلها هي نفسها مسؤوليات وزارة التعاون الدولي، أي بصراحة، قامت حتى تحصل على منح والمعونات الأجنبية، أو جانب منها لحساب خلق طبقة من رجال الأعمال الإخوان باستخدام السلطة، أي انه لم يكن لرئيس الجمهورية الحق في أن يعينه مسؤولا عن لجنة للتواصل مع رجال الأعمال، وكان الأولى أن يعين واحدا من رؤساء المنظمات الموجودة والقوية وجاءوا بالانتخاب، لا رئيس منظمة حزبية حديثة، طالما يريد أن يكون همـــــزة الوصــل بينه وبين رجال الأعمال واحدا منـــهم، هـــذا رغم أن المهمة أصلا موجودة، وهي لوزير الاستثمار، ولأن حل أي مشاكل لرجال الأعمال المصريين والمستثمرين الأجانب هي مسؤولية الوزارة، لا الرئيس، الذي سيعرض نفسه للأقاويل باجتماعاته المستمرة مع المستثمرين، ليبحث مشروعاتهم أو مشاكلهم، وهي نفس الأقاويل التي ستثور حتماً عندما يعين زميلا له في الحزب رئيساً للجنة يتم اختراعها للتواصل مع رجال الأعمال والمستثمرين، وهي بالضبط نفس المهمة التي كان يقوم بها جمال مبارك، لكن بدون لجنة تواصل يشكلها والده.

امتلاك وزراء وقيادات 'الحرية والعدالة'

أكبر شركات الاستشارات الهندسية في مصر

وفي اليوم التالي - الأحد - نشرت 'الصباح' اليومية المستقلة، في أول عدد لها تحقيقا لزميلتنا الجميلة منة يحيى، جاء فيه: 'حصلت 'الصباح' على مستندات تكشف امتلاك عدد من وزراء حكومة الدكتور هشام قنديل وقيادات حزب 'الحرية والعدالة' لواحدة من أكبر شركات الاستشارات الهندسية في مصر والوطن العربي ومنهم الدكتور رشاد المتيني وزير النقل والدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي إلى جانب الدكتور عمرو دراج أمين عام الحرية والعدالة والدكتور عادل عبدالجواد رئيس المجلس الاستشاري لوزير التعليم العالي وعدد من قيادات حزب جماعة الإخوان المسلمين وهي شركة 'إجيك' للاستشارات الهندسية، مجموعة من الشركات في الإمارات والجبيل والرياض ومكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية وقطر وطرابلس بجانب الفرع الرئيسي في القاهرة.
وقال الدكتور عادل عبدالجواد رئيس المجلس الاستشاري لوزير التعليم العالي ورئيس القسم الهيكلي في الشرطة لـ'الصباح' أن وزيري التعليم العالي والنقل الحاليين تقدما باستقالتهما من مجلس الإدارة عقب تولي منصبيهما تبعاً للقانون إلا أنهما يحتفظان بحصصهما في الملكية، عضوية الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في مجلس إدارة الشركة، وتابع متعجباً 'وما المانع في ذلك نحن أصدقاء وليس هناك ما يمنع الشراكة'.

شركة 'اجيك' للاستشارات الهندسية

وفي اليوم التالي - الاثنين - نشرت تحقيقاً آخر شارك في إعداده زميلانا عمار ياسر ومنة يحيى جاء فيه: 'كشف الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالي أنه لا يزال يحتفظ باستثماراته داخل شركة 'اجيك' للاستشارات الهندسية، وإنه استقال من مجلس إدارة الشركة عند توليه المنصب الوزاري تبعاً للقانون وهذه الاستثمارات لا تتعارض مع منصبه إنه ينتمي إلى حزب 'الحرية والعدالة' لكنه يتعامل بشكل حيادي داخل منصبه، يعامل جميع أعضاء هيئة التدريس والطلاب بشكل متساو تماماً وصداقاته لا تؤثر على قراراته، ان قراره عودة عمل المجلس الاستشاري لوزير التعليم العالي الذي يترأسه الدكتور عادل عبدالجواد رئيس القسم الهيكلي في شركة 'أجيك' يرجع إلى حاجته لمجموعة من المستشارين لأخذ الرأي بشأن قراراته ومواقف الوزارة.
وقال الدكتور رشاد المتيني وزير النقل انه قدم استقالته من مجلس إدارة 'اجيك' عقب توليه وزارة النقل تطبيقاً للقانون، أنه لا يزال يمتلك حصة في الشركة لكنه ترك الإدارة، وان وجوده في شركة ناجحة متخصصة في مجاله يدل على قدرته على النجاح في الوزارة وأن يترك عمله الخاص لخدمة البلاد ليس سبة، من جانبها قالت مصادر مطلعة: أن الدكتور المتيني ترك منصبه في الشركة ليخلفه ابنه الدكتور نور الذي يعمل حالياً بالمعهد القومي للنقل التابع لوزارة النقل'.

نعم الشعوب تستحق 

حكامها لكن إلى هذا الحد؟!

وبالإضافة لذلك، شاهدت في نفس اليوم وكلي ألم وحزن زميلنا بمجلة 'صباح الخير'، طارق رضوان، وهو يرفع يديه للسماء في إحدى صفحات 'التحرير' ويبكي بصوت عال، وهو يناجي ربه قائلاً: 'يا الله، لماذا تعاقبنا، ذلك العقاب وتنزل بنا تلك اللعنة، نعم الشعوب تستحق حكامها لكن إلى هذا الحد، فهذا هو العقاب الإلهي بحق ما يفعله الإخوان بمصر وبالمصريين لم يفعله اللصوص من قبلهم، من قال إني لص علانية لم يفعل بتلك الأمة وبشعبها المسكين مثلما يفعل الإخوان، الشعب داخل على مجاعة لا مفر، وهم لا يستحون أبداً، سيرفع الدعم تماماً، وتدريجياً وستشتعل الأسعار بجنون بما لا يتخيله أحد، رفع الدعم عن كل السلع المباشرة التي تمس كل المواطنين، لا فرق ما بين غني وفقير ولن يشعر أحد، هل شعر أحد بأن المياه ارتفعت أسعارها دون أن ندري؟ وهكذا سترتفع أسعار الكهرباء والطاقة بجميع فروعها ولن نلاحظ إلا عندما نجد الأسعار الغذائية، مرسي تكلم عن ان توفر المانجو في الأسواق دليل على الخير الذي يحمله الإخوان لمصر والذي يعمل البلاد، لكن أن يكون الإخوان هم ملوك مزارع المانجو في مصر فهنا لابد أن نتوقف عما يدار حولنا، فمهدي عاكف يمتلك مزرعة للمانجو هي من كبريات المزارع في مدينة الإسماعيلية.
هنا لابد أن نتحسس ما يقــــال وعندما نجد أن وزير التربية والتعليم الإخواني 'رغم أنه ينفي' هو وأخوه من كبار قيادات الإخوان ومسؤولي التعليم في الجماعة وللوزير كتيبات للتعليم تدرس لشباب الإخوان، عندما أجد هذا الرجل يسحب طبع الكتب الدراسية من المطبعة الأميرية ومن مطابع أخرى في الدولة لكي يطبع الكتب الدراسية في مطبعة الرحمة التابعة للإخوان'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger