الاثنين، 1 أكتوبر 2012


تفاصيل مثيرة عن ليلة قتل العقيد

 ابتسامته تحولت مع سنوات الحكم الطويلة

أراده ساركوزي ميتًا... فغدر به الأسد وسلّم الفرنسيين رقم هاتفه الفضائي

إيلاف












 

 


 
 
 
 
 
GMT 17:30 2012 الإثنين 1 أكتوبرأوكامبو: ليبيا تجهز دعواها لمحاكمة سيف الإسلام القذافي
على ذمة أحد المسؤولين الليبيين، بشار الأسد هو المسؤول عن موت معمر القذافي، إذ قدّم للفرنسيين رقم هاتفه الفضائي فأطبقت عليه مخابراتهم وقتلته، لأن هذا ما أراده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.







صلاح أحمد، وعبدالاله مجيد: قالت مصادر مطلعة إن الجواسيس الفرنسيين الذين كانوا يعملون في سرت، ملاذ القذافي الأخير، تمكنوا من إصطياد الدكتاتور الليبي بعد حصولهم على رقم هاتفه الفضائي من النظام السوري. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مسؤول استخباراتي سابق في طرابلس إن الرئيس السوري بشار الأسد غدر بنظيره المستبد من أجل أن يبقى هو في السلطة.
 
الأسد والقذافي في عناق ودي
وبحسب المسؤول الاستخباراتي السابق رامي العبيدي، أعطى الأسد باريس رقم هاتف القذافي مقابل تخفيف الضغوط الفرنسية عليه بعد تحول الاهتمام الدولي من ليبيا الى الأهوال المتعاظمة في سوريا. وقال العبيدي لديلي تلغراف: "مقابل هذه المعلومات حصل الأسد على وعد من فرنسا بتخفيف الضغط السياسي عليه، وهذا ما حدث حينها". 
 
مخابرات أجنبية
 
جاء ما كشفه العبيدي، الذي كان مسؤول شؤون الاستخبارات الخارجية والعسكرية في المجلس الانتقالي الليبي، بعد تصريحات محمود جبريل رئيس وزراء المجلس سابقًا وزعيم أكبر الكتل السياسية في ليبيا حاليًا، اكد فيها ضلوع عميل لمخابرات أجنبية في مقتل القذافي من دون أن يحدّد جنسيته.
 
وتبعا لخبر، أوردته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد تمكن هذا العميل من التغلغل في صفوف المجموعة التي كانت تعتدي بوحشية على العقيد إثر اعتقاله العام الماضي وأطلق عليه رصاصة من مسدسه في رأسه فأرداه قتيلا.
 
أما الدافع لهذا العمل، كما يقول المصدر المطلع، فهو «منع القذافي من إفشاء أسراره خلال التحقيق معه وبضمنها خبايا علاقاته مع الرئيس الفرنسي السابق والأموال التي اغدقها عليه شخصيا». ومعلوم ربما أن عددا من الزعماء الأروبيين الغربيين، أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير - أقاموا صلات وثيقة مع العقيد وزاروه في خيمته مرارا انطلاقا من حرصهم على مختلف العقود التجارية معه.
 
فثمة اتهامات تُوجه لساركوزي، الذي خاطب القذافي بعبارة «القائد الشقيق» خلال زيارة دولة قام بها هذا الأخير لباريس، وتقول إنه تلقى منه ملايين الدولارات لتمويل حملته الانتخابية الرئاسية في 2007. وقالت الصحيفة البريطانية إن نظرية المؤامرة هذه ستحمل مضامين هائلة بالنسبة للحكومة البريطانية التي أرسلت سلاحها الجوي لقصف طرابلس رغم أن الهدف المعلن كان هو «إنقاذ أرواح المدنيين»!.
 
ويالطبع فقد كان «إنقاذ أرواح المدنيين» حجة للالتفاف على قرار الأمم المتحد القاضي فقط بحظر الطيران في الأجواء الليبية ويمنع التدخل بأي شكل كان في الصراع على الأرض بين القذافي والقوات الثائرة عليه. لكن المعروف ايضا هو أن سقوط العقيد ونظامه في نهاية الأمر تم بفضل القصف الجوي اليومي ونشاط «الخبراء العسكريين» على مسارح المعارك من لدن القوى الغربية خاصة فرنسا وبريطانيا.
 
 ونقلت صحيفة كوريري ديلا سيرا الايطالية عن دبلوماسيين غربيين في طرابلس قولهم: "إذا كان ثمة عميل أجنبي ضالع في مقتل القذافي فمن المؤكد أنه عميل فرنسي".
 
ولاحظ مراقبون أن نبأ الصفقة تلك مع النظام السوري قد يحرج حلف شمال الأطلسي، الذي ادعى في البداية أن قواته لا تستهدف أفرادًا.
 
بحسب الرواية الرسمية للحلف الأطلسي، رصدت طائرة استطلاع تابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني موكبًا كبيرًا من العربات يحاول الفرار إلى سرت في 20 تشرين الأول (اكتوبر) بعد شهرين على هروب القذافي من طرابلس. فقامت طائرات الحلف بقصف الموكب من دون أن تعلم من كان فيه، قبل أن يعثر مقاتلون ليبيون على القذافي مختبئًا في أنبوب لتصريف المياه، ليقتلوه فورًا.
 
ويتخذ هذا بعدا دراميا هائلا له في حقيقة ان شابا ليبيا يدعى بنعمران شعبان (22 عاما) - كان قد ظهر على هذا الشريط ملوّحا بمسدس قال إنه قتل به القذافي - لفظ أنفاسه الأخيرة في باريس يوم الاثنين الماضي. وكان أنصار القذافي قد اعتدوا على هذا الشاب في يوليو / تموز الماضي. لكنه نُقل لاحقا لتلقي العلاج في باريس التي بقي فيها حتى وفاته متأثرا بجراحه تلك.
 
عملية فرنسية حصرًا
 
قال العبيدي إن فرنسا هي التي دبرت العملية أساسًا بإرشاد المقاتلين الليبيين إلى موقع كمين نُصب للقذافي لاعتراض موكبه. وأشار إلى أن فرنسا لم تكن مهتمة بالقذافي بعد القبض عليه، لكنها شجعت المقاتلين على القبض عليه حيًا.  
 
وأخبر العبيدي ديلي تلغراف بأن الاستخبارات الفرنسية قامت بدور مباشر في قتل القذافي لأنهم "اعطوا التوجيهات باعتقاله ولم يكترثوا إن كان سيُدمى أو يُضرب طالما انه سيُعتقل".

معمر القذافي لحظة اعتقاله واغتياله من قبل الثوار الليبيين

بدأت الاستخبارات الفرنسية تراقب هاتف القذافي الفضائي، بعد الحصول عليه من النظام السوري، وتمكنت من تحقيق اختراق بالغ الأهمية عندما اتصل بأحد المسؤولين الكبار الموالين له.
 
وبالرغم من إبلاغ ضباط الاستخبارات العسكرية التركية والبريطانية الذين كانوا في سرت بمخطط الكمين، إلا أنهم لم يقوموا بأي دور في "عمليةٍ فرنسية حصرًا"، على حد تعبير العبيدي.
 
ساركوزي أراده ميتًا
 
بعد مقتل القذافي، اختلف العبيدي مع أقوى جناح في المجلس الانتقالي الليبي، بسبب علاقته باللواء عبد الفتاح يونس، القائد العسكري للثوار الليبيين الذي قُتل في تموز (يوليو) العام الماضي، ويُعتقد أن عناصر من داخل صفوف الثوار قاموا باغتياله. إلا أن هذا الخلاف لم يكن سببًا في إزاحة العبيدي من مسؤوليته عن الاستخبارات.
 
ونقلت كوريري ديلا سيرا عن مصادر قولها إن أحد أسباب الدور القيادي الذي قامت به الاستخبارات الفرنسية في مقتل القذافي كان رغبة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في رؤيته ميتًا، بعدما هدده الزعيم الليبي السابق علنًا بكشف تفاصيل المبالغ المالية الكبيرة التي تبرع بها لحملة ساركوزي الانتخابية عام 2007. وقال دبلوماسيون غربيون "أن أسباب ساركوزي للتخلص من العقيد بأسرع وقت ممكن كانت وجيهة للغاية"، بحسب الصحيفة الايطالية. إلا أن متحدثًا باسم وزارة الخارجية الفرنسية رفض تأكيد أو نفي ما أوردته كوريري ديلا سيرا.
خسارة ساركوزي
يذكر أن ساركوزي - الذي خسر انتخابات مايو / ايار الماضي الرئاسية لمرشح الاشتراكيين فرانسو هولاند - ظل ينفي تلقيه أي أموال من الزعيم الليبي الراحل. ويذكر أيضا أن سلسلة من المتاعب القضائية مازالت تلاحقه وكلها يتعلق بالفساد المالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger