المسلمون الأثرياء ينفقون المليارات في السفر وبعضهم يبحث عن الـ "حلال"
يتوقع أن يبلغ عدد المسلمين ما يقرب من ثلث سكان العالم بحلول 2025،
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تقريراً مطولاً حول تنامي سفر المسلمون الأثرياء وبعضهم الذي يبحث عن عطلات "حلال" في دول غير مسلمة حتى.
يتوقع أن يبلغ عدد المسلمين ما يقرب من ثلث سكان العالم بحلول العام 2025، كما يتوقع زيادة عدد الأثرياء من المسلمين، وعدد المتعلمين تعليماً جيداً منهم، وهؤلاء يسعون وراء البضائع والخدمات التي تلبي حاجاتهم، ليس في بيوتهم فحسب، بل وخلال رحلات سفرهم أيضاً.
وقال "نافيد أختر" معد التقرير إنه تلقى مكالمة هاتفية في الصباح الباكر من ماليزيا، من صديق قديم يسأل عن أفضل الفنادق الحلال في لندن. وقد تحمس صديقي هذا لزيارة لندن بعدما شاهد تغطية احتفالات بريطانيا بالعيد الماسي لتولي الملكة إليزابيث الثانية للعرش، ودورة الألعاب الأولمبية، وفوز العداء البريطاني الصومالي الأصل محمد فارح بميداليتين ذهبيتين، فقرر الزيارة مصطحباً عائلته عقب انتهاء شهر رمضان مباشرة.
وأضاف "أختر" إن صديقه يريد الإقامة في فندق يأخذ حاجات النزلاء المسلمين في الاعتبار، "فهل يمكنني أن أقدم له أي اقتراح؟... سألت عدداً من الأصدقاء، وبحثت في بعض المواقع الإسلامية على الإنترنت، لكني لم أعثر على شيء".
فندق حلال
ويقول معد التقرير إن "أقرب ما يمكن أن تقدمه لندن لما يطلبه صديقي هو فندق يراعي حاجات النباتيين من النزلاء. غير أن ما يأمل فيه صديقي أكثر من ضمان توفير الأطعمة الحلال".
فالثري الماليزي "يريد أن يقيم في مكان تتوفر فيه الرعاية اللازمة لأسرته وما تحتاجه كأسرة مسلمة: من قبيل معرفة مكان اتجاه الكعبة للصلاة في غرف الفندق، ومواعيد الصلاة، وأماكن للعشاء تخلو من شرب الكحول، وربما تسهيلات خاصة منفصلة للسباحة والاستحمام والتريض، للرجال وللنساء كل على حدة".
ويتابع معد تقرير الـ "بي بي سي" قائلاً إن صديقه ينتمي "إلى اتجاه متنام بين المسلمين في أرجاء العالم، هو ما يمكن أن نسميه (مسلمو العولمة المتحضرون)، وهم متعلمون تعليماً راقياً، محبون للسفر، تتوزع أسرهم -غالباً- عبر قارات العالم المختلفة، ويسعون أكثر فأكثر إلى الحصول على المنتجات والخدمات التي تحترم حاجاتهم وتلبيها كمسلمين".
وهؤلاء ليسوا أقلية. فسكان العالم من المسلمين يبلغ عددهم الآن 1.8 مليار، وهم يتزايدون بسرعة، ويتوقع أن يصل عددهم 30 في المئة من سكان العالم في عام 2025.
ويقول معد التقرير إن "المسلمون المتحضرون -مثل صديقي- يحبون دوماً تنشيط عضلاتهم الاستهلاكية، والسفر أحد المناطق التي بدأ ما ينفقونه من أموال فيها يعد ويحسب".
وقد توصلت دراسة حديثة أجرتها شركة "Dinar Standard" -وهي شركة استشارات أمريكية تتتبع السوق التي يمارس خلالها المسلمون أسلوب حياتهم- إلى أن المسلمين أنفقوا نحو 126 مليار دولار خلال رحلات سفرهم في العام 2011.
ويتوقع أن يرتفع الرقم في العام 2020 إلى حوالي 192 مليار دولار.
والبلدان المفضلة لدى هؤلاء معظمها إسلامية، مثل مصر، وماليزيا، وتركيا. غير أن بلدانا غير إسلامية أخرى -مثل أستراليا- أخذت تنتبه إلى تلك المجموعة من السائحين.
ويشير فضل بهاردين -مؤسس منظمة "Crescentrating" ورئيسها التنفيذي، ومقر المنظمة في سنغافورة وتتولى ترتيب الفنادق والمطارات في العالم من حيث الأفضلية نظراً لما تقدمه من تسهيلات للمسلمين- إلى أن المسافرين المسلمين يميلون إلى السفر في مجموعات أسرية كبيرة، ويمكثون فترات أطول، وينفقون أموالا أكثر.
ولا يستطيع أي مجال عمل تجاهلهم.
وتلقى منتجات الحلال رواجاً في عموم أوروبا حيث بدأت عدة شركات عالمية بالتهافت على فتح فروع خاصة بها في عموم أوروبا. ويقدر سوق الحلال في أمريكا حالياً بنحو 12 مليار دولار سنوياً، ويقدر في أوروبا معدل النمو بنحو 15 في المائة سنوياً.
وقد اتخذت ماليزيا -التي يمثل المسلمون 60 في المئة من سكانها- دور الريادة في الترويج للأطعمة الحلال والخدمات الحلال.
ويوضح معد التقرير إنه عندما زار كوالالمبور العاصمة في أبريل/نيسان الماضي لحضور الأسبوع العالمي للأطعمة الحلال "دهشت لمشاهدة عدد من المعروضات التي لا تنتمي إلى الأطعمة: مثل بعض العطور الفرنسية، والملابس وحتى معدات الرسم الحلال، والأواني الصينية الحلال".
منتجع إسلامي
ويقول معد التقرير "لكن أكثر ما أدهشني هو زيارة أحد المنتجعات السياحية الواقعة في مدينة بورت ديكسون الساحلية التي حصلت على خمس نقاط من حيث ترتيب الجودة لمنظمة "Crescentrating"، وهذا معدل يدل على تقديمها لأفضل ما يحتاجه المسلم خلال العطلة".
وهناك -وداخل مجمع الفندق- في المنتجع تجد فيلات فخمة فاخرة تمتد حتى تصل إلى مياه البحر الزرقاء.
ويطل المنتجع على مضائق مالكا، حيث النخيل والرمال الذهبية التي تحيط بالمكان، وكأنها صورة بطاقة سياحية للفردوس.
وفي كل فيلا، يوجد سهم في السقف يشير إلى اتجاه الكعبة، ونسخ المصحف متاحة في كل ركن. ولا يكتفي مطعم الفندق بتقديم الأطعمة الحلال فقط، بل إنه لا يقدم أي مشروبات كحولية أيضا.
وفي كل فيلا حمام سباحة خاص بداخلها، ولذلك لا تضطر النساء المسلمات إلى استخدام حمامات السباحة العامة.
وهناك غرف خاصة بالصلاة في الموقع، وتوجد أيضاً تسهيلات أخرى لجميع أفراد العائلة لممارسة أنشطتهم المختلفة، ولكنك لن تجد أي أفلام خاصة بالكبار على شاشة أجهزة التليفزيون داخل الغرف.
ويقدم المنتجع حزمة خاصة بشهر رمضان، تتضمن وجبة للسحور، وطاولات طعام لتناول وجبة الإفطار في المساء في نهاية كل يوم من أيام الصيام.
وليس غريباً أن يجتذب الفندق المسلمين ممن يسعون إلى قضاء عطلاتهم من أنحاء العالم. ولا شك أن بريطانيا تستطيع أن تقدم ما هو أفضل من ذلك. ففي شرق لندن يوجد الإستاد الأولمبي، ومعالم الأولمبياد الأخرى التي شاهدناها جميعاً.
ويحيط بهذه البقعة خمس مناطق في لندن تضم نحو نصف سكان بريطانيا من المسلمين، البالغ عددهم مليونين و100 ألف شخص.
وإلى جانب ذلك يوجد أكبر مجمع تجاري في أوربا، وهو مجمع ويستفيلد، وثمة فرص لتطوير المنطقة لتكون ملاذاً مفضلاً للمسلمين ممن يسعون إلى قضاء إجازاتهم بطريقة إسلامية.
يتوقع أن يبلغ عدد المسلمين ما يقرب من ثلث سكان العالم بحلول العام 2025، كما يتوقع زيادة عدد الأثرياء من المسلمين، وعدد المتعلمين تعليماً جيداً منهم، وهؤلاء يسعون وراء البضائع والخدمات التي تلبي حاجاتهم، ليس في بيوتهم فحسب، بل وخلال رحلات سفرهم أيضاً.
وقال "نافيد أختر" معد التقرير إنه تلقى مكالمة هاتفية في الصباح الباكر من ماليزيا، من صديق قديم يسأل عن أفضل الفنادق الحلال في لندن. وقد تحمس صديقي هذا لزيارة لندن بعدما شاهد تغطية احتفالات بريطانيا بالعيد الماسي لتولي الملكة إليزابيث الثانية للعرش، ودورة الألعاب الأولمبية، وفوز العداء البريطاني الصومالي الأصل محمد فارح بميداليتين ذهبيتين، فقرر الزيارة مصطحباً عائلته عقب انتهاء شهر رمضان مباشرة.
وأضاف "أختر" إن صديقه يريد الإقامة في فندق يأخذ حاجات النزلاء المسلمين في الاعتبار، "فهل يمكنني أن أقدم له أي اقتراح؟... سألت عدداً من الأصدقاء، وبحثت في بعض المواقع الإسلامية على الإنترنت، لكني لم أعثر على شيء".
فندق حلال
ويقول معد التقرير إن "أقرب ما يمكن أن تقدمه لندن لما يطلبه صديقي هو فندق يراعي حاجات النباتيين من النزلاء. غير أن ما يأمل فيه صديقي أكثر من ضمان توفير الأطعمة الحلال".
فالثري الماليزي "يريد أن يقيم في مكان تتوفر فيه الرعاية اللازمة لأسرته وما تحتاجه كأسرة مسلمة: من قبيل معرفة مكان اتجاه الكعبة للصلاة في غرف الفندق، ومواعيد الصلاة، وأماكن للعشاء تخلو من شرب الكحول، وربما تسهيلات خاصة منفصلة للسباحة والاستحمام والتريض، للرجال وللنساء كل على حدة".
ويتابع معد تقرير الـ "بي بي سي" قائلاً إن صديقه ينتمي "إلى اتجاه متنام بين المسلمين في أرجاء العالم، هو ما يمكن أن نسميه (مسلمو العولمة المتحضرون)، وهم متعلمون تعليماً راقياً، محبون للسفر، تتوزع أسرهم -غالباً- عبر قارات العالم المختلفة، ويسعون أكثر فأكثر إلى الحصول على المنتجات والخدمات التي تحترم حاجاتهم وتلبيها كمسلمين".
وهؤلاء ليسوا أقلية. فسكان العالم من المسلمين يبلغ عددهم الآن 1.8 مليار، وهم يتزايدون بسرعة، ويتوقع أن يصل عددهم 30 في المئة من سكان العالم في عام 2025.
ويقول معد التقرير إن "المسلمون المتحضرون -مثل صديقي- يحبون دوماً تنشيط عضلاتهم الاستهلاكية، والسفر أحد المناطق التي بدأ ما ينفقونه من أموال فيها يعد ويحسب".
وقد توصلت دراسة حديثة أجرتها شركة "Dinar Standard" -وهي شركة استشارات أمريكية تتتبع السوق التي يمارس خلالها المسلمون أسلوب حياتهم- إلى أن المسلمين أنفقوا نحو 126 مليار دولار خلال رحلات سفرهم في العام 2011.
ويتوقع أن يرتفع الرقم في العام 2020 إلى حوالي 192 مليار دولار.
والبلدان المفضلة لدى هؤلاء معظمها إسلامية، مثل مصر، وماليزيا، وتركيا. غير أن بلدانا غير إسلامية أخرى -مثل أستراليا- أخذت تنتبه إلى تلك المجموعة من السائحين.
ويشير فضل بهاردين -مؤسس منظمة "Crescentrating" ورئيسها التنفيذي، ومقر المنظمة في سنغافورة وتتولى ترتيب الفنادق والمطارات في العالم من حيث الأفضلية نظراً لما تقدمه من تسهيلات للمسلمين- إلى أن المسافرين المسلمين يميلون إلى السفر في مجموعات أسرية كبيرة، ويمكثون فترات أطول، وينفقون أموالا أكثر.
ولا يستطيع أي مجال عمل تجاهلهم.
وتلقى منتجات الحلال رواجاً في عموم أوروبا حيث بدأت عدة شركات عالمية بالتهافت على فتح فروع خاصة بها في عموم أوروبا. ويقدر سوق الحلال في أمريكا حالياً بنحو 12 مليار دولار سنوياً، ويقدر في أوروبا معدل النمو بنحو 15 في المائة سنوياً.
وقد اتخذت ماليزيا -التي يمثل المسلمون 60 في المئة من سكانها- دور الريادة في الترويج للأطعمة الحلال والخدمات الحلال.
ويوضح معد التقرير إنه عندما زار كوالالمبور العاصمة في أبريل/نيسان الماضي لحضور الأسبوع العالمي للأطعمة الحلال "دهشت لمشاهدة عدد من المعروضات التي لا تنتمي إلى الأطعمة: مثل بعض العطور الفرنسية، والملابس وحتى معدات الرسم الحلال، والأواني الصينية الحلال".
منتجع إسلامي
ويقول معد التقرير "لكن أكثر ما أدهشني هو زيارة أحد المنتجعات السياحية الواقعة في مدينة بورت ديكسون الساحلية التي حصلت على خمس نقاط من حيث ترتيب الجودة لمنظمة "Crescentrating"، وهذا معدل يدل على تقديمها لأفضل ما يحتاجه المسلم خلال العطلة".
وهناك -وداخل مجمع الفندق- في المنتجع تجد فيلات فخمة فاخرة تمتد حتى تصل إلى مياه البحر الزرقاء.
ويطل المنتجع على مضائق مالكا، حيث النخيل والرمال الذهبية التي تحيط بالمكان، وكأنها صورة بطاقة سياحية للفردوس.
وفي كل فيلا، يوجد سهم في السقف يشير إلى اتجاه الكعبة، ونسخ المصحف متاحة في كل ركن. ولا يكتفي مطعم الفندق بتقديم الأطعمة الحلال فقط، بل إنه لا يقدم أي مشروبات كحولية أيضا.
وفي كل فيلا حمام سباحة خاص بداخلها، ولذلك لا تضطر النساء المسلمات إلى استخدام حمامات السباحة العامة.
وهناك غرف خاصة بالصلاة في الموقع، وتوجد أيضاً تسهيلات أخرى لجميع أفراد العائلة لممارسة أنشطتهم المختلفة، ولكنك لن تجد أي أفلام خاصة بالكبار على شاشة أجهزة التليفزيون داخل الغرف.
ويقدم المنتجع حزمة خاصة بشهر رمضان، تتضمن وجبة للسحور، وطاولات طعام لتناول وجبة الإفطار في المساء في نهاية كل يوم من أيام الصيام.
وليس غريباً أن يجتذب الفندق المسلمين ممن يسعون إلى قضاء عطلاتهم من أنحاء العالم. ولا شك أن بريطانيا تستطيع أن تقدم ما هو أفضل من ذلك. ففي شرق لندن يوجد الإستاد الأولمبي، ومعالم الأولمبياد الأخرى التي شاهدناها جميعاً.
ويحيط بهذه البقعة خمس مناطق في لندن تضم نحو نصف سكان بريطانيا من المسلمين، البالغ عددهم مليونين و100 ألف شخص.
وإلى جانب ذلك يوجد أكبر مجمع تجاري في أوربا، وهو مجمع ويستفيلد، وثمة فرص لتطوير المنطقة لتكون ملاذاً مفضلاً للمسلمين ممن يسعون إلى قضاء إجازاتهم بطريقة إسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق