الأربعاء، 23 فبراير 2011

شريف وأحمد المغربى اشتريا 9 آلاف فدان زرعاها بالطماطم والخيار المسرطن

نقلا عن الشروق

رئيس اللجنة النقابية لشركة النيل يروي قصة إفساد الشركة

يشهد على قصة الإفساد هذه نحو 600 عامل كانوا قوام أحد مشروعات شركة مساهمة البحيرة التابعة للدولة، منذ السبعينيات.. ببيوتهم التى هدمت وآثار التعذيب التى لاتزال تترك ندوبا فى أجساد المعارضين منهم لتعسف الشركة ضدهم، وبصر إبراهيم الشهاوى الذى ذهب بعد ضياع كل حقوقهم عام 1994.

هؤلاء هم العاملون بشركة «النيل للتنمية الزراعية» سابقا، وحاليا «مغربى للمحاصيل الزراعية» المملوكة لأحمد المغربى، وزير الإسكان السابق، وشقيقه شريف المغربى. استرسلوا فى وقائع حقيقية يملكون مستنداتها، حول إدخال مبيدات مسرطنة وتقاوى مهندسة وراثيا فى التسعينيات وطرح المحاصيل فى السوق المحلية، بينما صدرت الشركة أصنافا نظيفة لم تمسها مبيدات التيميك ومريت وغيرها من الأصناف الثابت أضرارها البالغة للمواطنين.

تبلغ أراضى الشركة 9 آلاف و200 فدان فى منطقة غرب النوبارية، وتم تأسيسها فى نهاية السبعينيات، وشيدت الشركة التابعة للقطاع العام المنازل للعاملين، وبنت لهم قرى 20 و12 و14 وغيرها، ومهدت لهم سبل العيش فى الأراضى الصحراوية القاحلة.

الحاج إبراهيم الشهاوى، رئيس اللجنة النقابية بالشركة، بدأ قصة الفساد المنظم فى أراضى الشركة: استأجر أراضى الشركة فى البداية رجل الأعمال عبدالمنعم سعودى وكانت شركة ذات مسئولية محدودة، وأبرم وقتها عقود عمل للعاملين، وفى عام 1991 باعها لشريف وأحمد المغربى، واضطررنا للعمل معهما فى شركة جديدة على نفس الأراضى، وقامت الشركة «بتقليع» أشجار البرتقال والعنب والجوافة القديمة، كما أوقفوا نشاط وحدتى الإنتاج الحيوانى.. وقتها جاء «خواجة» فرنسى يدعى برنار للعمل فى الأراضى.

يلتقط محمد كمال (عامل مفصول بالشركة) طرف الحديث: بعد أن اشترتها شركة المغربى استقدموا خبراء ثبت أنهم إسرائيليون ومن عرب 48، ومن بينهم شاؤول (مهندس زراعى) ودان (مهندس) وفلسطينيين من عرب 48، وشهدت هذه الفترة دخول كميات ضخمة جدا من المبيدات والتقاوى وشبكات الرى الإسرائيلية بالكامل، وبدأوا فى عمل صوب زراعية وضخ شبكات الرى الإسرائيلية الحديثة.

ويؤكد عدد كبير من العاملين أن هذا هو نفس التوقيت الذى اشتكوا فيه الشركة من خلال اللجنة النقابية بالشركة، لزيادة الأجور وتمليكهم «البلوكات» التى سكنوها منذ السبعينيات.. وهنا بدأ التنكيل بالعاملين المعارضين لسياسات الشركة المطبعة مع إسرائيل والتى لا تمنحهم حقوقهم، حيث تم اقتياد عدد كبير منهم إلى أمن الدولة وأقسام الشرطة وتعرضوا للتعذيب، وتعرض إبراهيم الشهاوى للحبس عدة أشهر فى مقر أمن الدولة بغرب النوبارية وأقسام الشرطة. كما تعرض المهندس عماد صبحى للتعذيب.. يقول عماد: «كان عندى 21 سنة.. ذهبت لأمن الدولة، حتى يرغم الأمن والدى على التنازل عن حقوقه. اتعلقت من ظهرى فى نافذة مركز الشركة طوال الليل، وفى الصباح قاموا بكى رقتبى بأعقاب السجائر وضربت من شريف المغربى (مالك الأراضى الجديد) على وجهى فى حضور رئيس مركز أبوالمطامير عبدالصادق ندا ورئيس المباحث. وأجمع عدد كبير من العاملين على أن الأمن يتقاضى رواتب شهرية من الشركة حتى هذه اللحظة، فى مقابل حماية مصالحها.

عماد مهندس زراعى عمل مع أبيه فى الشركة، وعنوان بطاقته هو نفس عنوان الشركة التى عاش فيها حتى عام 1994، ولآباء أصدقائه وزملائه بالشركة مقابر لهم، وعلى وجهه أثر ندب غائر لستة غرز فتحها له شريف المغربى بنفسه.

عماد صبحى الذى عمل فى قسم الوقاية بالشركة أكد أن الشركة استوردت بدعم من أحمد المغربى منتجات زراعية ممنوعة فى عهد يوسف والى، متهما إياه بأنه ساهم فى تخريب الزراعة والصحة العامة باستيراد مبيدات مسرطنة وتقاوى مهندسة وراثيا ساعدت على تغيير الجينات الوراثية للمواطنين المصريين.

ومن بين المبيدات التى يحتفظ بعبوات منها مبيد التيمك المسرطن والمسبب للفشل الكلوى، ومادة مريت الفعالة، ومادة كاربو فيوران 15% و20% ومادة الرياسين.. وكلها مواد كانت محظورة عالميا واستوردها أحمد المغربى من إسرائيل، أما مادة سباركل فتظل آثارها المميتة للإنسان فعالة لمدة 20 عاما من تاريخ وضعها فى الزراعات.

ونفى عماد تصدير هذه الزراعات على الإطلاق: «كانت تدخل بالكامل للسوق المحلية ويأكلها المصريون بمن فيهم العاملون بأراضى المغربى، ومعظمنا أصيب بالعقم، لأننا كنا نأكل الخضروات والطماطم المهندسة وراثيا، وظللت ثمانى سنوات حتى أنجبت، ولى شقيق يعمل بالشركة أصيب بالفشل الكلوى.. وبعضنا أصيب بأنواع مختلفة من السرطانات. أما ما يتم تصديره لألمانيا وفرنسا فكان يخضع لعمليات تدقيق شديدة كنت أشارك فيها بعدم السماح برش المبيدات أو استخدام التقاوى المهندسة وراثيا».

أسأله: كيف كنتم تأكلون المحاصيل من أراضى الشركة وأنتم تعلمون خطورة المبيدات والتقاوى؟ فأكد أنه لم يعرف خطورتها إلا فى أوقات لاحقة، خاصة وأن الكلام عن خطورة المبيدات المستوردة من إسرائيل لم يكن قد ظهر بعد.

فيما أكد كمال شعيب أن كل خراطيم الرى والفلاتر تم استيرادها من إسرائيل، عبر شركة «سيف» ومقرها الإسكندرية التى لاتزال تستورد منتجاتها من إسرائيل.

وعاد إبراهيم الشهاوى يكمل ما بدأه: أقمنا فى الشركة وأنشأنا المقابر للعاملين بها، حتى إن أحد أمواتنا من الصالحين بنينا له مقاما كان يقام مولد لأجله كل عام.. وفى عام 1994 نشبت صراعات عديدة بين العاملين وأصحابها، فهدموا قرى 12 و14 و20 بالكامل على مساحة 500 فدان، بعدما رفعنا دعوى قضائية للمطالبة بإثبات القيمة الإيجارية للسكن.. ومن هذا التاريخ كل العاملين تشتتوا فى أراض صحراوية أخرى وفى قرى وفى مساكن عشوائية.

إبراهيم يتابع: «نظرى راح وقتها.. راح من كتر القهر والظلم والسجن، وبعدما أرغمونا على البصم على أوراق باستقالتنا وتقديمها للشهر العقارى بدعم من أمن الدولة، وزرعوا الأرض بعمال من عندهم رضوا بالوضع».

وانحصرت مطالب العاملين الذين سيتقدمون ببلاغ للنائب العام بتعويضهم بأجور 15 سنة منذ تاريخ فصلهم وحتى الآن، وبتعويضهم بمساكن بديلة عن المهدمة والتى سددوا إيجارها حتى تاريخ الإزالة.

فيما أكد مصدر مسئول بالشركة أن تغيير اسم الشركة من «النيل للتنمية الزراعية» إلى المغربى للمحاصيل أدى لمنح الشركة إعفاء جمركيا لمدة عشر سنوات، نجحت الشركة خلالها فى الاستفادة من الإعفاء بإدخال معدات معفاة جمركيا ومن الضرائب، كما حصلت الشركة على دعم ضخم سنويا منذ تولى أحمد المغربى وزارة الإسكان باعتراف شريف المغربى فى العديد من القنوات التليفزيونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger