الجمعة، 25 فبراير 2011

شاهد عيان


جمال سلطان (المصريون) 25-02-2011

هذه وجهة نظر أكاديمي مصري أرسلها تعليقا على تصريحات وزير الداخلية ، وكان شاهد عيان على الغضب الشعبي من واقعة قتل ضابط شرطة لأحد المواطنين بسلاحه الميري في المعادي ، يقول الدكتور محمد الرملي :
الأستاذ جمال سلطان حفظك الله و رعاك و بارك فى عمرك و قلمك و رزقك الإخلاص فى القول و العمل ، أشاطرك الرأى فى أن تصريحات وزير الداخلية اللواء محمود وجدى محبطة للغاية و تذكرنا بتصريحات اللواء عمر سليمان عن أن الشعب غير مؤهل للديموقراطية ، إنها نفس المدرسة تتشابه قلوب تلاميذها ، الوزير إما أنه يكذب حينما يدعى وجود مئات الأجانب تسببوا فى الفوضى و قتل المعتصمين و إما أنه جاهل إذ يكفى مطالعة اليوتيوب ليرى قتل المتظاهرين من قبل رجال الشرطة ضربا فى سويداء القلب أو دهسا بالسيارات ، و سواءا كان كاذبا أو جاهلا فقد أثبت انتهاء صلاحيته و أنه ينبغى أن يرحل مع رموز العهد البائد لأن الشرطة فى عهده لن تتغير و لن تقدم جديدا بل ستزيد الهوة بينها و بين الشعب.
و قد شهدت اليوم واقعة مؤسفة تدل على ذلك و تتداولها حاليا المواقع الإخبارية و غطاها محررو الصحف لنشرها غدا وهى واقعة مقتل مواطن فى ميدان الجزائر بالمعادى على يد ضابط شرطة بعد أن اختلفا على أسبقية المرور بميكروباص الأول و سيارة الثانى و قد كنت أكشف لدى الطبيب حينما سمعنا هرجا و مرجا و أبصرت من النافذة سيارة تحترق بجوار سيارتى وعلى بعد ثلاثة أمتار منها و مئات الشباب يدفعون سيارتى بالقوة (و كانت معشقة) بعيدا عن النار مشكورين و نزلت جريا لتحريك السيارة و إنقاذها و عدت لأفهم ما حدث فأخبرنى العديد من الشهود أنه بعد احتكاك الرجلين أخرج الضابط مسدسه الميرى (تذكر مسدسه الميرى) و قيل أنه أطلق النار على رأس السائق أو أنهما تشاجرا على المسدس فخرجت طلقة و مات السائق فى الحال و انهال الأهالى ضربا على الضابط حتى أوشك أن يفارق الحياة و أنقذه الجيش إلى العناية المركزة فى حالة بالغة السوء وهو أقرب للموت منه إلى الحياة و حدث هياج هستيرى و غضب عارم و أشعل الناس النار فى سيارة الضابط بينما بادر أصحاب المحلات و حراس العمارات إلى إغلاقها و تحصينها و الملاحظ أن الجماهير الهائجة من أهالى المنطقة من عامة الشعب أحرقت سيارة شرطة أخرى تصادف وجودها و انطلقت لنقطة شرطة قريبة فأشعلتها بينما لم تخرب شيئا عاما أو تمس ملكية خاصة بسوء بل كانوا يتكاتفون لإبعاد السيارت المصطفة بجوار الحريق بالقوة بعيدا عن النار، و قد اتصل بعضهم بمديرية الأمن التى أخبرتهم أنه ضابط مفصول و لا أدرى مدى صحة ذلك إذ كيف يكون مفصولا و يحمل سلاحا رسميا؟ و هكذا فى غمضة عين و بسبب رعونة ضابط فرعون صغير يستخف بأرواح الناس أزهقت أرواح و خربت سيارات و مقرات الشرطة للأسف.
هذه الوجوه الكئيبة ينبغى أن ترحل فورا و يحل محلها وزير مدنى و ليكن قاضيا يعمل على إعادة تأهيل جهاز الشرطة كجهاز مدنى فى خدمة الشعب و ليس هذا بدعا من الأمر فوزير الشرطة فى بريطانيا سياسى مدنى بل فى فترة سابقة أيام تونى بلير تولى هذه الوزارة ديفيد بلانكت و هو سياسى بريطانى أعمى ، نعم أكرر أعمى و منذ مولده و ابحث عنه على النت و ذلك لأنه مطلوب منه وضع سياسات الوزارة و ليس النزول إلى الميدان بنفسه ثم مطلوب منه متابعة هذه السياسات ثم تحمل المساءلة عنها أمام الشعب و تحمل أية عواقب لسوء إدارته أو سوء تصرفه و قد اضطر بلانكت للاستقالة بسبب تجاوزه فى إجراءات استقدام خادمة فليبينة لعشيقته و اختصار هذه الإجراءات من 6 أشهر لأسبوعين.
و اقترح فى هذا الصدد تغيير مقر وزارة الداخلية تماما و للأبد إلى مقر آخر جديد غير محصن بذات القدر و يمكن دخوله و ارتياده لقضاء المصالح مثل الوزارات الأخرى كوزارة التعليم و الصحة إلخ بعد إجراءات أمنية عادية و تغيير زى الشرطة نهائيا و كليا إلى لون أزرق أو رمادى أو أى لون غير متداول لدى الشرطة و الجيش حاليا و عمل دورات تأهيل لرجال الشرطة على حقوق الإنسان و احترام القانون و ربما تدريب بعضهم فى دبى و دول أخرى على حقيقة دور الشرطة و أساليب عملها ، و إلغاء كلمة يا باشا نهائيا من قاموس الشرطة و معاقبة من ينادى عليه بها دون أن يصصح قائلها إلى وجوب ندائه برتبته كما تفعل القوات المسلحة حيث ينادى على الفرد برتبته مثلا "يا سيادة العقيد" أو "يا حضرة النقيب" ، هذه الأمور مطلوبة على وجه العجل لأن أى مجتمع مدنى غير قبلى لا يمكنه العيش بدون جهاز أمن يفرض سيادة القانون.
اللواء محمود وجدى للأسف أثبت بتصريحاته هذه أنه ليس أهلا لقيادة هذا التغيير و أنه يفكر بنفس العقلية القديمة البالية التى سبق أن اتهمت الصحفية نوال رحمة الله عليها رحمة واسعة بأنها مزقت ملابسها و هتكت عرضها بنفسها فى الشارع عام 2005 (و بالمناسبة نسأل الله أن تستقر روح نوال فى سلام فى جنات و نهر فى جوار الرحمن بعد أن انتقم الله ممن ظلموها) و على هذا فإن الشباب محق كل الحق فى طلب تغيير كل الوجوه القديمة بحيث لا يتولى أى وزير من عهد مبارك و لا أى من مساعديه و من فى مستواهم (كرؤساء الجامعات مثلا فى التعليم العالى) منصبا فى العهد الجديد.
انتهت رسالة الأستاذ الجامعي الدكتور محمد الرملي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger