الثلاثاء، 22 فبراير 2011

حقيقة وضع «مبارك»




حسام فتحي (المصريون) 22-02-2011

كنت أنوي الكتابة اليوم عن المشهد الصادم والمدهش الذي تناقلته شاشات العالم أمس والخاص بمغارة «بن علي بابا» التي تم اكتشافها في خزائن سحرية في «أحد» قصور الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وكيف حول الرجل ثروات بلاده الى مئات من «رزم» اليورو الورقية المكدسة في الخزائن وأطقم الحلي الماسية «المستفزة»، التي لو امتلك «البوعزيزي» - رحمه الله – قطعة واحدة منها، لما احرق نفسه واشعل الثورة في العالم العربي كله!!

اقول كنت انوي ذلك حتى وصلني خبر - لم أتأكد من صحته- نقلا عن موقع «ديبكا فايل» - الاسرائيلي (للأسف) والمتخصص في الشؤون الاستخبارية والمعروف بقربه من اجهزة استخبارات الدولة العبرية – يقول الخبر ان الرئيس السابق حسني مبارك مازال يعتبر نفسه رئيسا لمصر!! ونسب الموقع لمبارك قوله: «الجيش قام بانقلاب ضدي.. ولم أوقع أو أوافق على البيان الذي اذاعه اللواء عمر سليمان بإعلان تخلي الرئيس عن السلطة وتسليمها للجيش، وان ما حدث انقلاب عسكري مدعوم بضغط من الولايات المتحدة».

ونسب الموقع الاستخباري لمبارك قوله اثناء حديثه هاتفيا مع ملك عربي يوم الجمعة 11 فبراير بعد اذاعة عمر سليمان لبيان «التخلي»: «لم يكن لدي فكرة ان عمر سليمان سيقرأ البيان، فأنا لم أكن لأسمح بالتوقيع أو الموافقة على ما أعلن».

انتهى خبر الموقع المتخصص في الشؤون الاستخبارية، وهو خبر في رأيي خطير.. بل وخطير جدا، اذا ما تم ربطه بعدة امور.

1 – ان آخر شبكة تجسس اسرائيلية في مصر كان جوهرها التنصت على الهواتف، إذاً ليس هناك ما يمنع ان يكون الخبر صحيحا بعد التنصت على مكالمة الرئيس السابق وتسريب محتواها.

2 – اتذكر ما قاله محمد حسنين هيكل عن ضرورة خروج الرئيس السابق خارج مصر كلها، وان بقاءه في «شرم الشيخ» خطأ تماما.

3 – لست قانونيا.. ولا فقيها دستوريا، لكنني أعلم علم اليقين ان رئاسة «محمد حسني مبارك» لمصر قد سقطت تماما وانتهت شرعيتها بكل المعايير.. وان تصور العودة مستحيل.. ولكن – لو صح ما نقله الموقع – فما معنى ذلك؟ وما هو التصرف حياله قانونيا ودستوريا؟.. بل وأمنيا أيضا؟

4 – لماذا لا يخرج اللواء عمر سليمان، أو أي ممثل للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويوضح للشعب حقيقة ما حدث بكل الصدق والشفافية والوضوح؟

5 – تؤكد وكالات الانباء «المحترمة» ان مبارك بصحة جيدة ويتناول افطاره على شاطئ منتجع شرم الشيخ الساحر، بينما تتسرب الاخبار في صحف مصر انه «مكتئب» ويرفض تناول الدواء والطعام!! فما هي الحقيقة، ليس من باب الاطمئنان على صحة الرئيس السابق وان كنت ادعو الله ان يمد في عمره ليرى نتاج ما فعله ببلده وشعبه بعينيه، ويسمع ما يقولونه، وما سيقوله التاريخ عنه بأذنيه، وإنما لمعرفة.. «من يدبر ماذا».. لمصر في الخفاء.

لقد تذوقنا حلاوة الحرية.. وحلقت احلامنا مع اعادة بناء مصر.. والموافقة المبدئية على مشروع «ممر التنمية» العظيم.. فلماذا الاصرار على بقاء «كابوس» ينغص احلامنا دائما؟

ارجو ان يتحرك احد.. ويقول الحقيقة.. حتى تتفرغ مصر للمستقبل.. حتى لا يظل المصريون ينظرون خلفهم في غضب!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger