الجمعة، 15 أبريل 2011

رؤوس اصطباحات



بقلم بلال فضل ١٤/ ٤/ ٢٠١١

- لو فاز الدكتور مصطفى الفقى بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ستكون تلك نهاية يستحقها الدكتور مصطفى الفقى، وتستحقها الجامعة العربية أيضا، وكده نبقى استريحنا من الاتنين.

- لو أصرت مصر على ترشيح الدكتور مصطفى الفقى لمقعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، فأنصح جماعة الإخوان بترشيح الدكتور جمال حشمت لنفس المقعد. ولكم فى القصاص حياة.

- حزنت بشدة عندما سمعت عن احتجاز الإعلامى الكبير الأستاذ مفيد فوزى فى أحد مقاهى ميدان التحرير، ما ذنب الذين كانوا فى المقهى لكى يُحتجزوا مع مفيد فوزى؟

- هييه، دنيا، هذه الأيام يسرق الإنسان شقة فيُحاكم عسكريا ويسرق بلدا فيُحاسب داخل مستشفى.

- كلما تذكرت خطابات مبارك التى ألقاها منذ اندلاع الثورة أقول: الحمد لله الذى خلق الغباء لكى لا تضيع هذه البلاد إلى الأبد. بصراحة إذا كان هناك خلاف حول المفجر الحقيقى لثورة يناير، هل هو جمال مبارك أم أحمد عز أم فتحى سرور؟، فأعتقد أنه لا يوجد أدنى خلاف على أن حسنى مبارك هو الحامى الحقيقى لهذه الثورة وهو صمام أمانها الوحيد، ولو عدّ الثوار جمايله عليهم لربما ضعفوا وطلبوا له العفو والسماح. آخر الجمايل كان خطابه الصوتى الذى تقمص فيه دور بن لادن، لكنه طلع علينا بذات النبرة المتعجرفة التى كنا نظن أنه سابها فى القصر الجمهورى بعد أن تأكد أنها جابته ورا، مبارك نسف فى ظهوره الصوتى الذى لم يتجاوز دقائق شغل شهرين كاملين تعب فيهما رجاله لتسويق أكاذيب حول صحته المتدهورة ومعنوياته المتضعضعة ونفسيته المنهارة.

أتوجه بخالص الشكر لجملة (أيها الإخوة والأخوات) التى أصبحنا نتفاءل بها ونحلم باليوم الذى نسمع فيه الرئيس يلقيها لنا من وراء قضبان قفص الاتهام، وأتوجه بخالص الاستغراب إلى كل الذين أغضبهم الخطاب، مع أن الشكر يستحقه كل من شارك فيه بدءا من الفلاشة التى سجّلت الخطاب ووصولا إلى «راوتر» الإنترنت الذى قام بتحميلها عبر الأثير.

الآن بفضل ذلك التسجيل رأينا علاء وجمال خلف القضبان، وبفضله لن تخيل علينا أفلام المرض المفاجئ الهابطة، ولن يكون لدى المجلس العسكرى حجة فى محاكمة مبارك بعد أن تعمد إحراج الجيش فى وقت عصيب، الآن نستطيع أن نفتح تحقيقا شفافا حول كل من تورطوا فى إخفاء أموال مبارك أو تهريبها لكى نبدأ طريق استعادتها.

الآن فقط، يتأكد الجميع أن محاكمة مبارك وأسرته صارت واجبا وطنيا عاجلا، وآخر بند فى تلك المحاكمة لابد أن يكون بند الثروة، فقبله هناك بنود أخطر: سفك دماء المصريين الذين استشهدوا غرقا وحرقا وضربا بالرصاص وتعذيبا وسرطنة وتلوثا وإهمالا وإهدار الكرامة الوطنية وإفقار المصريين وتهديد أمن البلاد القومى وتحويل البلاد إلى أردخانة فساد كبيرة وقتل إرادة المصريين.

إن كل ورقة تقدم ضد أى مسؤول من الذين تم حبسهم هى ورقة ينبغى أن توضع فى ملف محاسبة مبارك وأسرته، وإذا كان قادة المجلس العسكرى قد عبروا فى كل حواراتهم التليفزيونية عن رفضهم للظلم تحت أى مسمى، فإن أكبر ظلم يمكن أن يقع على هذه البلاد هو أن نحاسب أذرع الفساد، ونترك رأس الفساد طليقا.

- طيلة حكم مبارك كنت أدعو فى صلاتى: اللهم لا تُمِت مبارك حتى نرى عدالتك وقد لحقت به، طيلة الشهر الماضى ضبطت نفسى أكثر من مرة وأنا أدعو: اللهم أمت مبارك لكى نخلص من وجع قلب الثورة المضادة، لكننى بعد أن استمعت إلى خطابه الإذاعى عدت لأدعو: اللهم لا تقبض روحه إليك حتى نراه ماثلا أمام العدالة التى لم يحققها لخصومه، فقد هرمنا يارب من أجل أن نرى عدالة السماء وهى تنزل على مكان غير استاد باليرمو.

- خالص التقدير لمساهمة السيدة سوزان مبارك فى مشروع القراءة للجميع، وأتمنى أن أراها تخضع للمحاسبة أمام أجهزة العدالة تدشيناً لمشروع العدالة للجميع.

- أنا خايف على سجن طرة من صفوت الشريف. أعترف بأننى كنت أشك فى أن يتعرض مبارك للمحاكمة بسبب ضغوط خارجية أو اعتبارات تتعلق بتاريخه العسكرى، لكننى الآن بعد أن تم حبس صفوت الشريف أصبحت متفائلا جدا بأن أرى ذلك اليوم قريبا، وقد ترون أننى أبالغ قليلا، لكننى أعتقد أن صفوت الشريف أخطر من مبارك بكثير، ولو كنت مسؤولا عن الادعاء لقمت بوضع صفوت الشريف داخل ملف وقدمته إلى المحكمة كأكبر دليل إدانة لمبارك.

ولأننى أكره الشماتة والشامتين، أعترف لكم بأننى كنت شامتا بشراسة وأنا أرى صفوت يخرج إلى السجن ملفوفا بجاكيت، لا أدرى كم شخصا تسبب صفوت طيلة خدمته فى إخراجه إلى السجن ملفوفا فى ملاية، لذلك أتمنى أن ينال صفوت جزاءً وفاقاً ليس على تضخم ثروته، ولكن على إرسائه لدعائم إمبراطورية النفاق والتضليل والتزييف طيلة عهد مبارك الذى كان شريكه الأبرز فى كل فساده وظلمه. وأنا واثق بأنه عندما تأتى حكومة مدنية منتخبة سنجبرها على إقرار قانون لمحاكمة الفاسدين سياسيا، وأنا شخصيا سأرفع دعوى قضائية ضد صفوت الشريف أتهمه فيها بقتل معنى الأشياء فى مصر، وستكون من بين قرائن اتهامى كل خطب النفاق التى ألقاها فى حضرة مبارك، والتى لو سمعها قاضٍ شريف لأصدر قرارا عاجلا بتغيير اسم صفوت الشريف قبل استمرار المحاكمة.

- سبحان الله، ابن ذلك المسؤول الكبير قال لصديقنا المنتج فى أيام الثورة الأولى عندما اتصل به من باريس «ثورة إيه يا ابنى.. بكره الجيش يخش يخلص على شوية العيال دى وهنكرمهم ونسميه ميدان الشهداء»، تذكرت تلك الكلمات وأنا أرى أباه وهو يُجَر إلى الحبس مذلا مهانا، ووجدت نفسى أسأل: متى يلحق الابن الفاسد بأبيه، أو بمعنى أصح متى يلحق كل ابن فاسد بأبيه. خصوصا إذا كان الأب شديد المكر وقام بممارسة كل أشكال الفساد من خلال ابنه؟

- كنت أمر بالأمس فى شارع قصر العينى عندما شاهدت تجمهرا من الناس يتفرجون على خناقة بين اثنين من سائقى الميكروباصات، كانت الخناقة حامية، وجاءتنى فكرة سريعة لإيقافها، حيث هتفت «الشعب والجيش إيد واحدة»، سارع المشتبكون فى الخناقة بالجرى، وغرقنا جميعا فى الضحك.

- أؤمن بضرورة أن يكون على الكلام جمرك، وأرفض الحرية التى لا تتحلى بالمسؤولية، ولذلك لم أتعاطف مع المدون مايكل نبيل الذى قام بعمل حملة على الإنترنت لإلغاء التجنيد الإلزامى، ومارس علاقات مشبوهة مع إسرائيل من بينها دعوته الحكومة الإسرائيلية لمساندة الثورة المصرية وهو ما تم استخدامه فى تشويه الثورة شعبيا مما يجعله فى نظرى يتساوى فى حجم الجُرم مع أبطال موقعة الجمل، ومع ذلك أرفض محاكمته عسكريا والحكم عليه بثلاث سنوات سجنا، فقد أعطاه ذلك بطولة لا يستحقها، وأعتقد أنه لو كان قد أحيل إلى محاكمة مدنية عادلة لنال جزاءً أقسى بكثير، أو هكذا كنت أتمنى، على الأقل لكى لا يضطر للتضامن معه أناس مثلى يرفضون محاكمة أصحاب الرأى عسكريا ولو كان رأيا يرفضونه.

- لعلك تعلم أننى كنت من الذين عارضوا الاعتصامات فى ميدان التحرير منذ أن جاءت الثورة بالدكتور عصام شرف رئيسا لحكومتها، ومع ذلك لم يعجبنى إصرار أغلب وسائل الإعلام المرئية على وصف كل من كان معتصما فى ميدان التحرير بأنهم بلطجية لمجرد أن شكلهم «غلط ومش لطيف» حسب البعض، فليس للثائرين كتالوج طبقى معتمد، وقد قامت الثورة ليصبح لكل الناس صوت ورأى حتى «اللى شكلهم غلط»، لم يعد هناك شك فى وجود بلطجية أو مشبوهين فى الميدان، لكن الميدان أيضا كان مليئا بشباب ثائر ومتحمس،

يشهد الله أننى التقيت ببعض هؤلاء المعتصمين بحكم سكنى قريبا من الميدان، ووجدت أنهم شباب فى قمة الحماس والوطنية، وإذا كنت أرفض تصورهم للواقع، فإننى أيضا لا أرى أن اعتقالهم أمر مشروع، فضلا عن كونه ليس حلا للمشكلة، لأنهم سيخرجون من المعتقل وهم أكثر مرارة وحنقا وتطرفا ليعتصموا فى مكان ما يوما ما، حتى الذين وقفوا ليعلنوا عن تأييدهم لمبارك فى الميدان وهتفوا له «إرجع يا ريس» لا يستحقون الاعتقال، لذلك أتمنى أن يتم الإفراج عن جميع من يثبت وجودهم فى الميدان لأسباب سياسية، كما أتمنى أن يبادر الجيش بالإفراج عن جميع الناشطين السياسيين الذين صدرت بحقهم أحكام عسكرية، وهناك ملف كامل باسمهم يوجد لدى الفنان هشام عبدالله، وأعتقد أن مبادرات مثل هذه، بالإضافة إلى سرعة إعلان نتائج التحقيق فى الانتهاكات التى رصدتها منظمات حقوق الإنسان، ستعيد لشعار (الجيش والشعب إيد واحدة) الكثير من الوهج الذى أفقدته له الأيام الماضية.. والله من وراء القصد أو هكذا أزعم.

belalfadl@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger