الثلاثاء، 22 فبراير 2011

معركة القذافي..ضد من..؟!



السيد بالبابلي (المصريون) 22-02-2011

سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي خرج علينا بخطاب أذاعه التليفزيون الليبي يقول فيه أن والده معنوياته مرتفعه، وأنه يقود حاليًا المعركة في العاصمة طرابلس، موضحًا أن القذافي ليس كالرئيس المصري السابق مبارك أو الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي..

وزاد سيف الإسلام على ذلك بأن الجيش الليبي قوي ويخضع للزعيم القذافي وأن الجيش سيواجه مجموعات المعارضة بقوة وبلا هوادة قائلا "الجيش الليبي ليس مثل الجيش المصري أو الجيش التونسي"..

ولم ينسى بالطبع أن يقوم بالتحريض ضد المصريين المقيمين في ليبيا عندما قال أنهم شاركوا في تنفيذ ما أسماه بالمؤامرة على البلاد..!!

وخطاب سيف الإسلام القذافي يعكس حقيقة واحدة وهي أن القذافي لم يستوعب جيدًا ما جرى في تونس ومصر، وأنه لم يدرك أن فكر التغيير يجتاح العالم العربي كله، وأنه لا يوجد نظام يستطيع أن يقف في مواجهة الشعب إذا ما انتفض وقرر أن يفرض بنفسه قواعد الإصلاح والتغيير.

والمعركة التي يتحدث عنها سيف الإسلام القذافي والتي يقول أن والده يقودها هي معركة غريبة مرفوضة، فكيف يقود القذافي معركة تصفية دموية ضد شعبه، وكيف يحذرنا سيف الإسلام من احتمالات نشوب حرب أهلية وتقسيم البلاد إذا كان والده هو الذي يقود معركة التقسيم وإبادة الشعب والاستعانة بمرتزقة أفارقة لإخماد الثورة.

وإذا كان سيف الإسلام يقول أن والده سوف يقود المعركة حتى أخر رجل، فإن ما يقوله يمثل جريمة في حق الشعب الليبي ولا يعني إلا التضحية بالشعب من أجل الإبقاء علي الزعيم وهو أمر لا يتعلق بليبيا وحدها، وإنما يتعلق بالمجتمع الدولي كله الذي عليه أن يبادر بالتحرك لوقف نزيف الدم في ليبيا وإنقاذ الشعب الليبي أخر مغامرات الزعيم الذي أضاع ثروات بلاده والذي جعل الليبي يطلب عملاً في الخارج رغم الثروة النفطية الهائلة التي تدر دخلاً من المفترض أن يحقق للمواطن الليبي أعلى درجة من الرخاء والاستقرار.

إنه لمن غير المعقول أن تكون عائدات ليبيا من النفط هي خمسة مليارات دولار شهريًا وستين مليار سنويًا وعدد سكان ليبيا حوالي ستة ملايين مواطن ويعاني المواطن الليبي بعد ذلك من صعوبة الحياة وتخلف في الخدمات، ناهيك عن حجم الخوف والكبت والبيروقراطية في مجتمع أصبح لا ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين.

لقد أخطأ القذافي بحمل السلاح ضد شعبه، وأخطأ في الاستعانة بالمرتزقة لقتل الأبرياء، وأخطاء بالتصميم على أن يستمر في الحكم ضد إرادة الشعب..وأخطأ في توقيت الخروج من الحكم..ولم يعد باقيًا إلا أن يرحل قبل أن يكون مصيره طلقة مجهولة..أو أن يصل إلي الإعدام في ميدان عام..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger